عرض المشاركات المصنفة بحسب التاريخ لطلب البحث قضية شرف. تصنيف بحسب مدى الصلة بالموضوع عرض جميع المشاركات

مؤسسة سطر لصناعة المُحتوى العربي 4/08/2022 12:11:00 ص

أين اختفت الفتاة الفلسطينية؟
أين اختفت الفتاة الفلسطينية؟
تصميم الصورة : رزان الحموي
  
قال الله تعالى بكتابه الكريم: "واذا الموؤدة سئلت بأي ذنب قتلت"، قديماً كان الرجل الذي تنجب امرأته فتاة، يقوم بدفنها وهي على قيد الحياة، وهذا الكلام كان قبل أن يأتي الإسلام، ولكن مع الوحي الّذي أُنزلَ على رسولنا الكريم تمَّ منع هذه الظاهرة واعتبارها محرمة ومن الكبائر، فجاء الإسلام لتكريم المرأة وقد خصّها الله بالكثير من الآيات الكريمة، وحتى أنَّ الرسول قال بحديث شريف: "لا تكرهوا البنات فإنهن المؤنسات الغاليات" .

قصتنا اليوم سيبقى سرها مخبئ ولا أحد يدري ما هو الى حين أن يقرر الأب الاعتراف بجريمته، لذلك كن معنا أنت وتركيزك لنسرد أحداثها.

بعام 2019 وتحديداً بالشهر التاسع كانت هناك أحد الفتيات الفلسطينيات التي ترتاد إلى المدرسة بغية تلقي العلم والتي تبلغ 13 عاماً، ومن المعروف أن الشعب الفلسطيني هو أكثر الشعوب ذكاء وفطنة، الفتاة كانت بعمر صغير ومعروفة من قبل زميلاتها ومدرّساتها بأنّها من الأشخاص الذين يهووّن العلم والمعرفة، فهي فتاة نشيطة ومجدّة ومثابرة.

تتالت الأيام والفتاة بدأت تصرفاتها تتغير

 ببداية الأمر انتبهت مدرّستها على تصرفاتها ولكن لم تعي الكثير من الاهتمام ظناً منها أنَّ الفتاة قدّ تكون مريضة أو تتعرض لبعض المشاكل العائلية، والمعلمة لا تريد التدخل بالشؤون الاسرية.

ذهب يوم وأتى أخر والوضع يزداد سوءً

 الفتاة المرحة النشيطة تحولت إلى فتاة انعزالية كتومة، لا تريد أحد ولا تشارك أيً من صديقاتها بأي أمر، وهنا أحسّت المدرّسة أنَّ دورها قد أتى، وبالفعل استدعت الفتاة إلى غرفة المدرسين بوقت الفراغ،  وسألتها ما هو الأمر الذي حدث معها ليجعل حياتها تُقلب الى هذه الحالة؟.

وهنا لم تدري الفتاة ماذا تجيب، أو هل من الصحيح أن تخبر مدرّستها بالسّر الذي تخفيه؟، ولكن من شدّة خوفها وحيرتها لم يكن أمامها سوى هذا الباب لتطرقه، فقررت أن تخبر معلمتها بما يحدث بمنزلها.

بدأت الفتاة بالتكلم وقالت للمدرّسة: أنّها من عائلة مكونة من أب وأم وفتاتين، هي و أخت أكبر منها، وأن اختها تبلغ من العمر(31 ربيعاً)، وهي تعتبرها بمثابة والدتها، فهي التي تهتم لأمرها وبشؤونها وتلبي جميع احتياجاتها.

ولكن بين ليلة وضحاها أختها هذه اختفت تماماً

 ولا تدري أين ذهبت، والد هاتين الفتاتين كان من النوع العصبي جداً، والذي لا يمكن أنّ تتم مناقشته بأي أمر كان، لذلك الفتاة الصغيرة كانت تشعر بالخوف بسؤالها عن أختها.

تجرأت بأحد الأيام بعد أنّ طالَ اختفاء أختها لأكثر من أسبوعين، مستفسرة من والدتها عن مكان تواجد أختها؟، فقالت الأم أنّها سافرت إلى الأراضي الأردنية من أجل أن تبدأ حياتها من جديد هناك.

بتلك اللحظة أحسّت الفتاة الصغيرة أن الدماء التي تسري بعروقها قدّ توقفت وتجمدت، فكيف يمكن لأختها أن تتركها وحيدة، وتسافر من دون حتى أن تودعها، ولكن هل الأم تقول الحقيقة؟

أين اختفت الفتاة الفلسطينية؟
أين اختفت الفتاة الفلسطينية؟
تصميم الصورة : رزان الحموي  


المنظمات الأهلية أو الجمعيات التي تدعم المجتمع لها دور كبير بحماية الأفراد ومساندة هذا المجتمع، فما بالك إن كان الأمر متعلق بالفتيات؟،

 لنتابع ما الدور الذي لعبته هذه الجمعيات بالكشف عن اختفاء هذه الفتاة؟، ومن الذي يمكن أنّ يكون مسؤولاً عن اختفائها، فالتفاصيل التي سردناها من القصة تدعوا الى الحيرة والشتات من شدّة غموضها.

عندما علمت الفتاة الصغيرة أنَّ اختها قدّ تركتها وذهبت بدأت بموجة بكاء تكاد لا تخلو من تقطع أنفاسها من شدّتها، فهي تعتبرها عالمها الخاص الذي تهرب إليه كلما ضاقت بها هذه الدنيا، ومن تلك اللحظة بدأت بالانعزال لوحدها، والتفكير والشرود بالأسباب التي تجعل أختها تفعل هذا الأمر.

ولكن الفتاة الصغيرة وكما قلّنا أنّها تمتلك ذكاء كبير

 لذلك بدأت باسترجاع ذكرياتها مع أختها فهي كانت بيت السر الخاص بها، و يا للصدمة اكتشفت الفتاة بعد تفكير أنّ أختها لا تمتلك حتى جواز سفر يُمكنها من مغادرة المنطقة، فكيف لها أن تغادر بهذه السرعة؟.

والأمر الذي جعلها تشك أكثر أن هذه القصة التي أخبرتها أمها بها مفبركة، بأنَّ أحد الجوار سأل الأب عن الفتاة ولماذا هي مختفية؟، وإجابة الأب كانت صادمة للفتاة الصغيرة، فأجاب أنّها ذهبت برفقة والدتها الى  الاردن من أجل أن تبقى مع والدتها التي تتلقى علاجاً ضد السرطان!.

الفتاة الصغيرة وقفت مذهولة فوالدتها من متى وهي لديها هذا المرض؟

 وإنّ كان كلام الأب صحيح فالأم موجودة بالمنزل ولكن الأب يمنعها من النظر حتى من النافذة لكي لا يراها الجوار ويكتشف أمره، ولم تذهب لأي مكان لتلقي العلاج.

فلماذا يختلق الأب والأم هذه الأكاذيب على الفتاة والجوار؟، وعندما انتهت الفتاة من سرد هذه التفاصيل لمدرّستها، أحسّت المدرّسة أنّ الأمر يمكن أن يكون به جريمة ما، والذي دفعها لتلك الشكوك أنّ الفتاة مضى على اختفاءها شهر كامل.

فما كان من المدرسة إلا أنّها قامت بالاتصال بأحد الجمعيات الخيرية وأخبرتهم بتفاصيل القصة، وأعطتهم جميع المعلومات التي يمكن أنّ تساعدهم، وبدورهم ومن خلال طرقهم يمكن أن يقوموا بالضغط على الجهات الحكومية من أجل التحقيق بالأمر.

ولأنّ الجمعية تهتم بحقوق الطفل وبعد رؤيتهم لحالة الفتاة الصغيرة، قرروا أن يتواصلوا مع الشرطة الخاصة بقضايا المجتمع وبدأوا بمراسلتهم لحثّهم على البحث عن الفتاة.

ولأن دور الشرطة يبدأ عندما يتم الإبلاغ عن أي قضية، وبسبب الضغط عليهم من تلك الجمعية بالفعل بدأت المباحثات بالتحقيقات اللازمة، رغم أنّها حالة اشتباه فقط وليست جريمة كاملة.

في البداية وأول خطوة قاموا بها أنهم قاموا بالبحث عن اسم تلك الفتاة على المنافذ الحدوديّة، فقبل أن يتم افتضاح الأمر وتسليط الضوء على هذا الاختفاء أرادوا أن يتأكدوا من صحة أقوال الأهل.

والمفاجأة أنَّ الفتاة بالفعل لم تغادر الأراضي الفلسطينية

 وعند العودة لسجلات |الهجرة والجوازات|، تبين أيضاً أنها لا تمتلك جواز سفر لا قديم ولا حديث، فهنا بدأ الشكوك بالتضخّم وأن إحساس المدرّسة قد يكون صحيح، وخلفيات هذا الأمر قد يحمل بطياته جريمة قتل، فهل يصدق إحساس المدرّسة؟

أين اختفت الفتاة الفلسطينية؟
أين اختفت الفتاة الفلسطينية؟
تصميم الصورة : رزان الحموي
  

من محبة كبيرة، إلى شكوك صغيرة، جعلت الفتاة تعترف لمعلمتها التي لم تتواني عن مساعدتها، فمن يا ترى المسؤول عن الاختفاء؟، وهل سيتمكن عناصر الأمن من كشف المخفي؟، لنتابع معاً.
 

بالتأكيد الجواب الذي أتى على فكرك الأن صحيح فالمشتبه الأول بهذه القضية هو الأب، وعلى الفور توجهت سيارات الأمن لمنزل الفتاة الصغيرة، وتم أخذ الأب الى مركز الشرطة.


وبعد عدة ساعات أمر الضابط أن يلتقي مع الأب من أجل أن يبدأ بالاستجواب، وحقاً دخل الأب وجلسَ أمام الضابط، الذي على الفور وجه السؤال التالي له:

 أيّن أبنتك الكبرى التي تبلغ من العمر31 عاماً؟

وهنا بدأ التعرّق يسيل كالماء بشكل واضح على جبهة الأب، الذي بدأ يتمتم وبصوت يكاد لا يسمع وقال: أنّه لا يدري أين هي، فهو أيضاً يستغرب من اختفاءها المفاجئ، ولكن إحساس الضابط بأن الأب يكذب لم يقارفه طيلة إجراء الاستجواب، فإن كانت أقواله صحيحة لماذا لم يأتي لأحد المراكز ليبلغهم عن اختفاءها؟.

فقال له: أنّ الشرطة وبعد التحري وسؤال الجوار عن الفتاة، أجابة الجميع كانت موحدّة وأنت من أخبرتهم بأن الفتاة سافرت مع والدتها الموجودة حالياً بالمنزل الى الأردن من أجل تلقى |علاج السرطان|.

هنا أحس الأب أن الأمور بدت شفافة أمام عناصر الأمن، وخاصة أن الضابط قد أخبره أنّه هو والأم يعتبران المشتبه بهما الرئيسيان فلا داعي للكذب وتأليف القصص.

ومع هذا أنكر الأب مرة أخرى، الأمر الذي دعيَ الضابط لاتباع أساليب الشرطة بالضغط على المشتبه، وبالفعل كانت النتيجة مرضية فبعد عدة ساعات قرر الأب أن يعترف، وقال جملة واحدة أصابت الجميع بالتعجب: نعم أنا قتلت ابنتي، ودفنتها وهي ما تزال على قيد الحياة!.

ولكن الأمر الذي جعل الضابط يشعر بالذهول هو الطريقة التي اعتمدها الأب بقتل ابنته، الأب اعتدل بجلسته وقال: انّه يوجد في الحديقة الخلفية لمنزله مكان ليبيت به الدجاج الذي يعمل على تربيته.

بالليلة التي قتلت بها ابنتي

 قمت بصنع حفرة (وصل عمقها لقرابة المتر ونصف)بعد أن عزمت على ربط يديها وقدميها وإغلاق فمها بقطعة قماشية، ومن ثم قمت بمساعدة والدتها على وضعها داخل الحفرة، وبدأت برش التراب عليها باستخدام الأداة الخاصة بالحفر، واستمريت بالأمر حتى تأكدت أنّها أصبحت مغطاة بشكل كلما بالتراب، ولم أهتم لصوت أنينها الذي يدل على  أنها ماتزال على قيد الحياة.

بالفعل توجه رجال المباحثات والأدلة الجنائية إلى المكان الذي قال عنه الأب، والمحزن أنهم عندما بدأوا بعمليات الحفر بالفعل وجدوا الفتاة بملابسها مدفونة، وبعد تشريح الجثة من قبل المختصيّن تبين أنّها فارقت الحياة نتيجة اختناق.

القضية إلى هذه اللحظة هي موضع نقاش، فمع كل الأساليب التي تم الضغط عليها من قبل الأمن على الأب، إلا أنّه أبى وامتنع بالاعتراف بالأسباب التي جعلته يدفن ابنته حيّة ترزق، فهو يعتبر أنّه قتلها وانتهت المسألة هنا، وهو مستعد لأي حكم.

وأخيراً بنهاية القصة الغامضة تم إغلاق القضية واعتبار أنّ هذه الجريمة يمكن أن تكون جريمة شرف وتحويل الأب الى المحاكم المختصة، حيث تم اكتشاف هذه الجريمة بفضل ذكاء الطفلة واهتمام المدرّسة، وطبعاً الفضل الأكبر يعود الى الجمعية الأهلية التي لعبت الدور الأهم بالضغط على رجال الأمن من أجل بدأ التحقيقات رغم عدم وجود بلاغ رسمي.

شاركونا بآرائكم في التعليقات

آلاء عبد الرحيم

مؤسسة سطر لصناعة المُحتوى العربي 4/02/2022 01:31:00 م
ما القصة التي تخفيها علبة الكبريت -الجزء الثاني - تصميم وفاء المؤذن
ما القصة التي تخفيها علبة الكبريت -الجزء الثاني
 تصميم وفاء المؤذن
أحلام مهمشة، قلة نوم، قلق من ردة الفعل، مشاكل وحالات اضراب مع العائلة، هذه حالة سيرميد بعد |رفض| عائلته لفتاة أحلامه، فكيف لهم أن يمنعوه من حب حياته، ويفرضون عليه قيود وشروط للموافقة عليها؟ سنكمل ماتم ذكره في الجزء السابق.

بعد أن سمعت إخلاص ما تنوي العائلة فعله بها

 وجعلها على أبواب التعلق بالكلام لا أكثر، بدأت بالصراخ والبكاء بوجه سيرميد، وإهانته بأنه الولد الذي لا كلمة له ولا يستطيع اتخاذ قرار يخص حياته، فشتمته بأنه (أبن أمه)، فأنتم تريدون مني انتظار ما يقارب ال4 سنوات وأنا فقط أعيش على |الوعود| التي يمكن أن تتحقق ويمكن لا، وقالت له أن كل الذي بينهم انتهى وهي لا تريد سماع صوته بعد الأن، وعلى الفور غادرت الجلسة وذهبت.

انهار سيرميد وأحس بخيبة أمل كبيرة، عاد الى المنزل والدنيا سوداء حوله، دخل بحالة نفسية سيئة، مرت الليلة الأولى بمنتهى الصعوبة فإخلاص الفتاة التي اعتاد أن يسمع صوتها بكل ساعة لم تتصل به، والليلة الثانية على هذا الحال والثالثة والرابعة وحتى نهاية الأسبوع ولم يتكلما أبداً.

الصدمة ستبدأ الأن فكن على استعداد لتصديقها

في اليوم الأول من الأسبوع الثاني رن الهاتف بمنزل الشاب، فتح سيرميد الهاتف وإذ بصوتها العذب يأتيه فهذه إخلاص حبيبته، بدأت كلامها معتذرة عما بدر منها في المقهى وعن الطريقة التي تركته بها وذهبت، فهي كانت حالة غضب لا تحتمل.

فأحس سيرميد بالاستئناس لكلمات إخلاص الرقيقة وخاصة بعد أن اخبرته أنها موافقة على الشروط التي وضعتها عائلته، وأنها ولأخر يوم بحياتها ستبقى بانتظاره فهو الشاب الذي تريد أن يصبح أباً لأولادها.

قبل أن تغلق الفتاة الهاتف طلبت من الشاب رؤيته، ولكن هذه المرة بمكان مختلف عن المقهى المعتاد، فطلبت إخلاص من سيرميد أن يأتي إلى منزلها، انصدم الشاب من طلبها وخاصة أنها قالت أن المنزل فارغ ولا يوجد أحداً غيرها، فهي ستكون بانتظاره لوحدها وهي تثق به لأبعد الحدود، فهو سيصبح زوجها المستقبلي ولن تخاف من البقاء معه لوحدهما.

رفض الشاب كلامها 

وخاصة أنها من عائلة الرجال بها لا يقبلون بمثل هذه التصرفات، فأخيها لإخلاص كان ضابط بالقوات المسلحة، فلو أتى ورآهم لكتب على سيرميد الهلاك وسيصبح موضع فضيحة بالمدينة كلها.

اقنعته أنه لن يدخلا للمنزل فقط سيقومان بالتكلم عند الباب الخارجي، وفعلاً استطاعت بأسلوبها المغري أن تجعل سيرميد يوافق واتفقا أن يكن اللقاء في اليوم التالي الساعة 4 عصراً، على أن يأتي من الباب الخلفي الذي يكثر الأشجار حوله، وهكذا سيتأكدان من عدم إمكانية رؤيتهم من قبل الجوار أبداً.

وبالفعل في اليوم التالي ذهب سيرميد بالوقت المحدد وإخلاص بانتظاره، وفور رؤيته بدأت بتسميعه الكلام المعسول والمليء بالحب و|المشاعر الجياشة|، ولكن حدث ما لم يكن بالحسبان.

ما القصة التي تخفيها علبة الكبريت -الجزء الثاني - تصميم وفاء المؤذن
ما القصة التي تخفيها علبة الكبريت -الجزء الثاني
 تصميم وفاء المؤذن
هل يمكن للحب أن يقف بوجه الجميع؟ وهل يستطيع |العاشقين| تحمل العواقب الوخيمة للدفاع عن علاقتهما؟

 رأينا كيف آلت علاقة الشاب والفتاة للوصول إلى نهايتها لولا المكالمة التي أجرتها إخلاص معلنة بها اشتياقها لسيرميد.

كان الشاب يعيش بدنيا لا يمكن وصفها من شدة فرحه

وإحساسه بالانتعاش من كلام حبيبته، وبقي على هذه الحالة إلى أن أحس بشخص ما يمسك كتفه من الخلف، وعندما استدار لرؤية من يكون، أتته لكمة على وجهه جعلت الدماء تسيل عليه ومن ثم ارتمى على الأرض وإذ بأخيها الضابط لإخلاص ينهار بضربه بكلتا يديه وقدميه.

إخلاص كانت تعلم أن اخيها يأتي إلى المنزل من الباب الخلفي وعند الساعة 4 تماماً، فهذه كانت مكيدة قامت بالتفكير بها لعدة أيام ليتمكن أخيها من رؤية سيرميد عند باب المنزل، فهنا ستضع عائلة سيرميد تحت الأمر الواقع، فأبنهم أصبح متورط بهذه |العلاقة| مع هذه الفتاة وإن لم يتزوجها سيكون مصيره القتل من قبل رجال عائلة الفتاة، فهذه هي كانت الأعراف والتقاليد السائدة.

فما كان من إخلاص إلا القيام بمحاولة فك حبيبها من يدين أخيها قبل أن ينهي حياته، وهي تقول أنه يحبها وهما يخططان للزواج، وبهذه الكلمات استطاعت تهدئة أخيها وجعلته يترك الشاب الملطخ بالدماء أثر الضرب، وعلى الفور وقف سيرميد وبدأ بالركض مبتعداً عن منزل الفتاة.

بمحاولات الإسراع قدر الإمكان

 استطاع سيرميد إيقاف الميكروباص للوصول للمنزل، وكل فكره عند إخلاص وماذا سيفعل بها أخيها هل سيقوم بقتلها؟، محاولاً حث السائق على الإسراع لإخبار عائلته عما حدث ليتوجهوا على الفور بخطبة الفتاة، فالأمر أصبح قضية شرف وإن تم قتل الفتاة فسيتم قتله هو الأخر بكل تأكيد.

وهنا الصدمة، الباص فجأة توقف عن السير وأحد الركاب يصرخ ويقول أن محفظة النقود الخاصة به تمت سرقتها، السائق هبط إلى مكان الركاب ودخل إلى داخل الباص وأغلق الباب وقال: ممنوع على أي شخص ترك الباص حتى يتم تفتيشه بالكامل لمعرفة من السارق، وقال أنه سيتوجه إلى قسم الشرطة لتتم عمليات التفتيش على أيدي الشرطة.

سيرميد بدأ بالصراخ عليهم وأنه بمصيبة لا تحتمل التأخير

 ولا لمدة خمس دقائق، فكيف سيصبر لعدة ساعات حتى يتم تفتيش الميكروباص كله، مستنجداً بهم أن يقوموا بتركه يذهب الى المنزل، ولكن عندما أحسوا أنه مصمماً على النزول وهو بسرعة من أمر لم يخطر لهم إلا أنه هو السارق وهو يحاول الهروب، وبدأ الجميع بضربه والطلب منه بإظهار المحفظة المسروقة.

يا للمسكين مع كل الألم الذي تحمله من أخيها لإخلاص، ازداد الأمر سوءً وضربوه ركاب الباص بل ولم يكتفوا بالأمر هنا، قاموا بأخذه إلى مركز شرطة المدينة.

ما القصة التي تخفيها علبة الكبريت -الجزء الثاني - تصميم وفاء المؤذن
ما القصة التي تخفيها علبة الكبريت -الجزء الثاني
 تصميم وفاء المؤذن

خوف من المجهول الذي ينتظره هو وحبيبته

 دماء تغسل ملابسه من الضرب، تهم بسرقة لا يعرف عنها شيء، الوصول إلى مركز الشرطة للتحقيق معه، كل هذه الأمور حدثت مع صديقنا سيرميد.

بعد وصولهم جاء الضابط المسؤول عن المنطقة وسأل سيرميد عن السبب الذي يجعله يطلب الهبوط من الميكرو بهذه السرعة، ولماذا يشعر أنه مرتبك ويعيش حالة ذعر غريبة؟
ولكن سيرميد لم يريد أن يفتضح أمره وأمر الفتاة معه، بقى ملتزم الصمت والسكوت وكل الذي يريده هو الاتصال بأهله ليتمكنوا من معرفة أين هو، والأفكار الخبيثة تأخذه تارة ًإلى اليمين وتارةً الى اليسار عن الحالة التي تعيشها إخلاص حالياً بسببه، لكن الضابط منعه وتركه بالحجز عنده بتهمة السرقة.
في هذه الأثناء قام أخيها لإخلاص بتجميع كل رجال عائلته من كبار وصغار، واتجهوا جميعاً إلى منزل سيرميد وطبعاً يحملون جميع أنواع العصي والأسلحة النارية، فعلى اعتقادهم أن القضية هي |قضية شرف| أصبحت الأن، ويجب على سيرميد أن يتزوج إخلاص بالمهر الذي يفرضوه أهلها وبشروطهم، وخوفاً من الفضيحة وبمحاولة من والد الشاب لإراقة الدماء بين العائلتين وافق على الفور، من دون معرفة التفاصيل كاملة.

ولكن المصيبة أن الجميع مجتمع ما عدا سيرميد

 فهو مختفي بشكل كامل ولا أحد يدري أين هو، بدأت عمليات البحث عن سيرميد من كلا العائلتين فهو المعني الوحيد بالقصة، ولا أحد يدرى أنه في السجن، وهنا تجمع أقارب سيرميد لمآزرة عائلتهم بهذه المشكلة، وعند مضي عدة ساعات من دون ظهور سيرميد اتهموهم بأنهم قاموا بقتل أبنهم، ولكن عائلة إخلاص بادلوهم بالنكران فإن كانوا قد قتلوه حقاً فلن يجرأو على القدوم إلى منزله.
جاءت المنقذة الحقيقة والتي قامت بحل المشكلة فمن هي يا ترى؟
أتت والدة الفتاة التي من خلال عزاء ابنتها تعرفت الفتاة والشاب على بعضهما، وبعد سماع ما يحدث بين العائلتين ذهبت إلى والد سيرميد وقالت له: أن هذه الفتاة معروفة بألاعيبها ومكرها، فالأخت الأكبر لإخلاص كانت قد اتبعت نفس الأمر عندما تزوجت فقامت باستدراج زوجها إلى المنزل.
وعمت الفضيحة أرجاء المنطقة وليتمكنوا من قطع ألسن الناس ومن تشويه |سمعة الفتاة| والشاب تم تزويجهما، وها هي القصة تتكرر مع أبنكم سيرميد الأن، وهي متأكدة من كلامها وعلى الاستعداد بأن تقوم بالتحدث به أمام الشرطة.

بالفعل توجه والد سيرميد وهذه المرأة إلى قسم الشرطة

 وقصوا عليهم ما تنوي الفتاة فعله هي وعائلتها باستدراج ابنهم، والضغط على العائلة لتتم مراسم الزفاف بالشروط التي يضعوها أهل الفتاة، وأن القصة قد سبق وحدثت مع الأخت الأكبر لإخلاص.
هنا سألهم الضابط في قسم الشرطة عن سيرميد وعن مكان وجوده، ولكن والده على الفور جاوبه بعدم معرفة أين يختفي وأنه يشك بمقتله على أيديهم، فسألهم عن أسمه وعند الإدلاء به، تذكر الضابط الشاب المتهم بعملية السرقة من الميكروباص، فأتى به على الفور وإذ به نفس الشخص الذي يتكلمون عنه.
عندما أتى سيرميد ورأى عائلته بقسم الشرطة بانتظاره، بدأ بالبكاء وقص عليهم ما حدث معه ومع أخيها للفتاة وكيف تمت تهمته بالسرقة، تكلم بالتفصيل عن جميع ما حدث.

بالنهاية قال له الضابط أن هذه التهمة أتت من صالحه

 فأهله اكتشفوا الألاعيب التي تقوم بها الفتاة مع عائلته ومعه، ولهم قضية سابقة باستدراج الشبان لإجبارهم على |الزواج|.
وتم رفع دعوى على أهل إخلاص، وتم فضحهم بالأعمال التي يقومون بها، وبعد معرفة الحقيقة أحس سيرميد بكره شديد لإخلاص وأنها قد خرجت من قلبه، فقطع علاقته بها نهائياً ولم يتزوجها.
وبعد فترة زمنية علم سيرميد أن إخلاص تزوجت من عجوز لأنه لم يعد هناك من يتقدم بخطبتها، بعد أن انكشفت الأساليب التي  تتبعها فتيات عائلتها.
وهكذا انتهت العلاقة بسبب الخبث والتلاعب من قبل الفتاة، فهل ترى أنها تستحق ما حل بها؟ شاركنا بالتعليقات. 
آلاء عبد الرحيم
يتم التشغيل بواسطة Blogger.