عرض المشاركات المصنفة بحسب التاريخ لطلب البحث ما الذي جعل اليابان تكتفي بما وصلت إليه في القرن العشرين؟. تصنيف بحسب مدى الصلة بالموضوع عرض جميع المشاركات

مؤسسة سطر لصناعة المُحتوى العربي 11/23/2021 12:20:00 م

ما الذي جعل اليابان تكتفي بما وصلت إليه في القرن العشرين؟

استكمالاً لما بدأناه في المقال السابق 

 هل ساعدت أمريكا اليابان ولماذا؟

لا يخفى على أحدٍ بأن موقع |اليابان| قرب| الصين| و|كوريا الشمالية|، اللتين امتلكتا| السلاح النووي|، وكانتا المعقل الأهم للشيوعية بعد |الاتحاد السوفيتي|، وانشغال الأمريكيين بالحرب الباردة ضد السوفييت،

 بالإضافة إلى جودة المنتجات اليابانية ورخص أسعارها، جعلت أمريكا مضطرةً لمساعدة اليابان و|ألمانيا| الغربية أيضاً، بهدف نشر الرأسمالية الأمريكية إليهما، لوقف المد الشيوعي المتعاظم آنذاك،

 ولكن بعد انهيار الاتحاد السوفيتي، وبلوغ اليابان من القوة الاقتصادية ما بلغته، كان على الأمريكيين تغيير موقفهم من اليابان.


تغيير المواقف الأمريكية: 

ما أن تحوّلت اليابان إلى قوةٍ اقتصاديةٍ عالمية، حتى قرّرت |الولايات المتحدة الأمريكية| تحجيمها، 

وقد ظهر آنذاك أحد رجال الأعمال الأمريكيين غير المشهورين، أطلق حملةً صحفيةً ضد اليابانيين مطالباً الحكومة الأمريكية بفرض ضرائب عاليةٍ على اليابانيين الداخلين إلى أمريكا، وفرض المزيد من الضرائب الجمركية على المنتجات اليابانية

، وذلك الشخص قد أصبح بعد أكثر من ربع قرنٍ من ذلك التاريخ، رئيس الولايات المتحدة الأمريكية الأكثر جدلاً| دونالد ترامب|، 

الذي رأى منذ صغره، بأن فرض العقوبات الاقتصادية والتعرفات الجمركية، هو الحل السحري لجميع المشاكل الأمريكية. 


ارتباط الدولار الأمريكي بالنفط:

في عام 1971، أعلن الرئيس الأمريكي "نيكسون" فك ارتباط الدولار بالذهب، ما أثار مشاكل اقتصاديةً على مستوى العالم،

 فقام الأمريكيون على أثرها بالتواصل مع القوى الاقتصادية العظمى والدول المصدّرة للنفط، فربطوا الدولار بالنفط، وهذا جعل الدولار يكسب قيمةً إضافيةً كبيرة،

 ومع أزمة انقطاع النفط عن الدول الغربية في فترة الحرب سنة 1973، ارتفع سعر النفط كثيراً وارتفعت معه قيمة الدولار،

 وفي عام 1978، مع اندلاع الثورة الإيرانية على حكم الشاه، ارتفعت أسعار النفط مجدداً وارتفعت معها قيمة الدولار،

 وهذا جعل قيمة الين الياباني تنخفض كثيراً، فهل كان ذلك لصالح اليابان أم الولايات المتحدة المريكية؟


الحرب الأمريكية على اليابان:

بعد ارتفاع قيمة الدولار الكبيرة، لم تستطع الشركات الأمريكية منافسة الشركات اليابانية، التي تقدّم أفضل المنتجات بأرخص الأسعار، ما دفع ثلاثةً من كبرى الشركات الأمريكية، وهي (موتورولا وأي بي أم وكاتر بيلر)، إلى إقامة تحالفٍ فيما بينها، 

للضغط على بعض التكتلات والجماعات داخل الكونغرس الأمريكي، لكي يضغطوا عليه لإيجاد حلٍ لتلك الصراعات التي استمرت إلى عام 1984،

 حين أطلق وزير الصناعة الأمريكي فكرته الذهبية بالتواصل مع الدول الاقتصادية العظمى لكي يضعفوا قيمة |الدولار الأمريكي|، لكي تستطيع المنتجات الأمريكية منافسة المنتجات اليابانية.


اتفاقية فندق بلازا:

تواصل الرئيس الأمريكي "ريغن" مع الدول الاقتصادية الأربعة الكبرى،

 فاجتمع وزراء المالية واتفقوا على قيام كل دولةٍ بإجراء بعض التغييرات الاقتصادية والسياسات النقدية، لكي ترفع كلٌّ منها قيمة عملتها أمام الدولار، 

وشراء بعض المنتجات الأمريكية، وزيادة الضغوطات على الاستثمارات الأجنبية، 

وغير ذلك من الإجراءات التي من شأنها تحسين |الاقتصاد| الأمريكي وتسهيل حركة المنتجات الأمريكية حول العالم. 


إقرأ المزيد...

بقلم سليمان أبو طافش 

مؤسسة سطر لصناعة المُحتوى العربي 11/23/2021 12:20:00 م

ما الذي جعل اليابان تكتفي بما وصلت إليه في القرن العشرين؟


ما إن انهار| الاتحاد السوفيتي| في العقد الأخير من الألفية السابقة، حتى بدأت| الولايات المتحدة الأمريكية| تتنفس الصعداء، فقد تخلصت أخيراً من كابوس الرعب الذي كان يهدد سيطرتها على العالم، 

ولكنها لم تفرح بذلك كثيراً، حتى وجدت أمامها خطراً جديداً يتهددها، متمثلاً بصعود |اليابان| كقوةٍ علميةٍ واقتصاديةٍ قادرةٍ على هزِّ عرش الأمريكيين وإنهاء سطوتهم وهيمنتهم على العالم، 

فما الذي فعلته أمريكا لدرء ذلك الخطر؟ 

وكيف أوقفت حالة العملقة في الاقتصاد الياباني وجعلته يقف حيث هو؟ 

تابعوا معنا لمعرفة التفاصيل.


اليابان بعد الحرب العالمية الثانية:

دخلت اليابان| الحرب العالمية الثانية| إلى جانب حليفتها |ألمانيا|،

 ولكنها خرجت منها مهزومةً منكسرة، تكاد لا تملك شيئاً من الثروات، 

ولكن الهزيمة بالنسبة لليابانيين لم تكن إلا درساً عليهم الاستفادة منه، فسرعان ما نفضت اليابان عنها غبار الحرب، وبقايا التلوث الاشعاعي الناجم عن إسقاط قنبلتين نوويتين عليها، وبدأت تنهض من جديد،

 فبنت نظاماً رأسمالياً متميزاً يناسبها وحدها. فما الذي فعلته اليابان للنهوض مجدداً؟


سياسة اقتصادية ناجحة:

لكي تضمن اليابان وقوف جميع اليابانيين صفاً واحداً خلف حكومتهم العازمة على إعادة بناء الاقتصاد الياباني، أجرت الحكومة اتفاقاتٍ وتحالفاتٍ مع كبرى الشركات اليابانية مثل سوني وباناسونيك وتويوتا وغيرها،

 فقدّمت لتلك الشركات الدعم الكامل، بمقابل غرضٍ واحد فقط، هو التصنيع والتصدير، 

وكان كلُّ المطلوب من تلك الشركات هو تقديم أفضل المنتجات على مستوى العالم، وبأرخص الأسعار، 

وذلك ما جعل اليابان خلال عشر سنواتٍ فقط، تستعيد مستويات الإنتاج التي بلغتها قبل الحرب العالمية الثانية،

 ولم تكد تمضي العشرون سنةً التالية، حتى أصبحت اليابان في موقعٍ مختلفٍ تماماً،


الأرقام تتحدث:

في منتصف الثمانينيات من القرن الماضي، كان أكبر ثمانية شركاتٍ على المستوى العالمي شركاتٍ يابانية، وأكبر خمسة بنوكٍ عالميةٍ، كانت بنوكاً يابانية،

 وأكبر مانحٍ للمساعدات الإنسانية على مستوى العالم كانت هي اليابان، 

وثاني أكبر مساهم في| الأمم المتحدة| بعد الولايات المتحدة الأمريكية، كان اليابان،

 وكل ذلك وغيره الكثير، دفع صاحب شركة سوني اليابانية العملاقة، إلى الإعلان على الملأ بأن اليابان أصبحت قادرةً على تغيير موازين القوى العالمية، وينبغي لها عدم التردد في استخدام تلك القدرة، لأن الوقت لذلك قد حان،

 فهل حدث ذلك فعلاً؟


ردود أفعالٍ أمريكيةٍ على العملاق الجديد:

لم تكن المكانة الاقتصادية التي بلغتها اليابان لترضي أسياد العالم آنذاك، فبدأت| الكتب| والمقالات المندّدة باليابان واليابانيين، تنتشر في كل مكانٍ من أنحاء العالم، للتحذير من خطر العملاق الآسيوي الجديد، والطغاة الجدد، 

وبدأت| أفلام السينما| تتحول من العدو السوفيتي السابق إلى العدو الياباني الجديد، 

فكثرت الأفلام عن رجال الأعمال اليابانيين الأشرار والمتعطشين للثروة والدماء والسلطة، عديمي الرحمة وعديمي الإنسانية، بحسب تصوير تلك الأفلام الغربية لهم، 

وكثرت التحاليل السياسية والاقتصادية التي تشوّه صورة اليابان وتحذّر منها، ومن المشاكل والتداعيات التي قد تصيب العالم بسببها.


إقرأ المزيد...


بقم سليمان أبو طافش 

مؤسسة سطر لصناعة المُحتوى العربي 11/23/2021 12:20:00 م

ما الذي جعل اليابان تكتفي بما وصلت إليه في القرن العشرين؟

استكمالاً لما بدأناه في المقال السابق 

  تأثير اتفاقية بلازا على اليابان:

ما أن نفّذت| اليابان| ما يخصّها من اتفاقية بلازا، حتى تضاعفت قيمة الين الياباني أمام |الدولار الأمريكي|، فزادت الأموال بيد اليابانيين بشكلٍ كبير،

 فأخذوا يُبذّخون في صرف مدخراتهم، ويحصلون على الكثير من القروض من البنوك، فبدأ اليابانيون يعيشون حياة الترف والبذخ، كما بدأ الأفراد والشركات اليابانية باستثمار أموالهم، ولم يجدوا أفضل من العقارات والبورصة للاستثمار،

 فسيطرت الشركات اليابانية على سوق البورصة في الكثير من الدول،

 ولو استمرت اليابان في وتيرة صعودها المتنامي لكانت اليوم القوة المسيطرة على العالم.


بدء الانهيار الياباني:

مع بدايات التسعينيات، وبعد انهيار| الاتحاد السوفيتي|، قررت| الولايات المتحدة| بأن الوقت قد حان لإعادة المارد الياباني إلى القمقم،

 فعندما أدركت الحكومة اليابانية حقيقة الموقف الذي وصلت إليه، بدأت باتخاذ بعض الإجراءات للسيطرة على الوضع، 

فالصادرات اليابانية بدأت تنكمش، والين الياباني أصبح أقوى مما ينبغي، والفائض المالي أصبح كبيراً، 

فبدأ البنك المركزي الياباني برفع سعر الفائدة، وراح يتشدد في إجراءات منح القروض، ولكن ذلك لم يكن كافياً لأن الأوان على تلك الإجراءات قد فات.


كيف انهارت المعجزة اليابانية؟

بعد أن أقبل اليابانيون على الاستثمار في العقارات وأسهم البورصة ذات الأسعار العالية جداً، كانت تلك الاستثمارات هي الضمانات التي حصلت عليها البنوك اليابانية لمنح القروض،

 وعندما ارتفع سعر صرف الين الياباني أمام الدولار، واتخاذ البنك المركزي الياباني اجراءاته،

 بدأت أسعار العقارات والأسهم بالانهيار فجأةً،

 فوقفت البنوك عاجزةً عن استرداد أموالها، وأصاب الهلع الشعب الياباني، وتعرض الاقتصاد الياباني لهزةٍ كبيرةٍ ساهمت في تحجيمه بالإضافة إلى عوامل أخرى مثل الفساد الذي تسرّب إلى البنوك والشركات اليابانية آنذاك.


محاولة النهوض الياباني مجدداً:

لم تقف اليابان مكتوفة الأيدي أمام الانهيار الاقتصادي الذي واجهها منذ منتصف تسعينيات القرن الماضي، وبذلت جهوداً جبارةً لاستعادة وضعها الاقتصادي، 

ولكنها كلما حققت بعض التقدم كانت تتعرض لأزمةٍ جديدة،

 ففي سنة 1997مثلاً، حصلت الأزمة الآسيوية، وفي عام 1999 حصلت أزمة |الانترنت|، 

وفي عام 2008 حدثت أزمة مالية عالمية، 

وفي 2011 كانت أزمة مفاعل فوكوشيما |النووي|، 

وفي 2020 بدأت أزمة| كورونا|، وكأن الوقت لم يحن بعد لعودة اليابان إلى ما كانت عليه قبل ثلاثين سنة.


وفي النهاية يبقى السؤال الأخير:

 هل ستفعل الولايات المتحدة مع الصين نفس ما فعلته مع اليابان لكبح جماحها؟ أم أن الوقت قد حان لتغيير موازين القوى العالمية؟ وهل الصين هو الحجر العثرة الوحيد حالياً في وجه الهيمنة والغطرسة الأمريكية؟ أم هناك غيرها من القوى الاقتصادية الصاعدة؟

 شاركنا برأيك إن كنت مهتماً.


بقلم سليمان أبو طافش 

يتم التشغيل بواسطة Blogger.