تعرف على خديجة بنت خويلد زوجة النبي محمد
تعرف على خديجة بنت خويلد زوجة النبي محمد اختيار الصورة ريم أبو فخر |
قصة اليوم عن سيدة من سيدات الجنة، عن السيدة ( خديجة بنت خويلد ).
من هي السيدة خديجة نسبها ومنشأها
هي |خديجة بنت خويلد| بنت أسد القرشي أم المؤمنين، أول زوجة للرسول محمد، وأم (فاطمة الزهراء ورقية وأم كلثوم وزينب والقاسم وعبد الله)، وجميع أولاد |الرسول محمد| ماعدا ابنه إبراهيم، فكانت والدته مارية القبطية، ولدت السيدة خديجة في مكة عام 556م، كانت من كبار سادات قريش ومن أشهر وأغنى التجار، كانت السيدة خديجة تتصف بالعديد من الصفات الحميدة كالجود والكرم ورجاحة العقل وغيرها من الصفات، تعتبر السيدة خديجة من التجار الذين يختارون العمال الذين يعملون معهم بحذر واهتمام، ومن الصعب أن تثق بأحدهم، وكان العديد من أهل قريش يتمنون العمل لديها، ولكن الأمر كان مختلفاً مع سيدنا محمد.
زواجها من النبي محمد
كان لدى السيدة خديجة خادم يدعى " ميسرة " وكان كثير الكلام عن سيدنا محمد وعن صدقه، كما أن سيرة محمد العطرة كانت منتشرة في جميع أرجاء مكة المكرمة.
في هذا التوقيت كان شائعاً بين الناس أن هناك نبي سيظهر في الفترة القريبة في مكة المكرمة، ومن صفات النبي الأمانة والصدق وغيرها من الصفات الحميدة، ومن شدة ذكاء وفطنة السيدة خديجة توقعت أن |النبي| المنتظر هو سيدنا محمد، وذلك من كثرة الصفات الحميدة التي كانوا يصفونه بها.
تسليم تجارتها للنبي محمد
أرسلت السيدة خديجة في طلب سيدنا محمد وعرضت عليه أن يدير لها تجارتها بين مكة المكرمة والشام، وذلك مقابل ضعف الأجر الذي يتلقاه غيره، وأمرت خادمها ميسرة أن لا يعصي لمحمد أي أمر، وافق سيدنا محمد على تلك العروض وبدأ التعامل بينهم بالتجارة، ومن خلال تعامله رأت السيدة خديجة بعينها صدق وأمانة سيدنا محمد، كما أنها لاحظت شيء آخر بأن تجارتها بدأت تزداد والأرباح زادت كثيراً عما كانت عليه.
إعجابها بالنبي محمد
لم يكن سيدنا محمد عاملاً فقط عند السيدة خديجة، ولكنها كانت دائمة التفكير به بالرغم من اختلاف المصادر بخصوص زواج سيدنا محمد من السيدة خديجة، إلا أن معظم المصادر ومفتي جمهورية مصر السابق " علي جمعة " أجمعوا على أن السيدة خديجة من شدة إعجابها بالرسول الكريم وبصفاته وأخلاقه، فإنها أخبرت صديقة لها تدعى " نفيسة " وقامت بمصارحتها برغبتها بالزواج منه، وأنها غير قادرة على إخباره بذلك لكونها هي السيدة وهو الرجل.
تعرف على خديجة بنت خويلد زوجة النبي محمد اختيار الصورة ريم أبو فخر |
كان سيدنا محمد نِعم الزوج للسيدة خديجة، وكانت السيدة خديجة مثال وقدوة للزوجة الصالحة، ولم يتزوج سيدنا محمد غيرها إلا بعد وفاتها.
إسلامها وتصديقها للنبي محمد
السيدة خديجة هي أول شخص توجه إليها الرسول الكريم بعد أن نزل سيدنا |جبريل| عليه في غار حراء وأخبره أن الله عز وجل اختاره لرسالته، كان لهذا الموضوع رهبة كبيرة مما جعل سيدنا محمد يترك الغار ويذهب للسيدة خديجة، وكان يرتعش من الرهبة والبرد ويطلب منها أن تغطيه، وعلى الفور أحضرت السيدة خديجة الغطاء ووضعته على النبي محمد، وأصبحت تعمل على تهدئته وتطمئنه حتى ارتاح، وبعد أن هدأ النبي محمد أخذته السيدة خديجة وذهبت لابن عمها ويدعى " |نوفل بن ورقة| "، كان عالماً كما أنه كان لديه علم بالتوراة والإنجيل، وعندما سمع ورقة بن نوفل هذا الكلام أخبر السيدة خديجة بأن سيدنا محمد هو النبي الذي اختاره الله عز وجل لنشر رسالته في الأرض، عند سماع السيدة خديجة لهذا الكلام آمنت به على الفور لتكون |أول من دخل الإسلام|.
تعرف على خديجة بنت خويلد زوجة النبي محمد اختيار الصورة ريم أبو فخر |
نشر رسالة النبي محمد ومحاربة قريش له
عندما بدأ الرسول بنشر رسالته في العالم حاولت |قريش| أن تمنعه بشتى الوسائل لكنه كان يرفض، فعرضوا عليه العديد من العروض المغرية منها:
أن يصبح سيد قريش بلا منازع، وأن يعطوه ما يطلبه من المال، ويزوجه أي فتاة يريد، لكن الرسول عليه السلام رفض كل تلك العروض وأصر على الاستمرار بالدعوة، لذلك قررت قريش فرض حصار اقتصادي قاسي جداً، فاتفق سادة قريش بأنهم لن يتعاملوا بالبيع والشراء مع |المسلمين|، كما أنهم لن يزوجوهم أو يتزوجوا منهم ولا أن يجالسوهم أو يكلموهم، وهذا الكلام يخص بالتحديد بني هاشم وبني عبدالمطلب، وكان الدافع لذلك الضغط عليهم، وأنهم لن ينهوا الحصار حتى يقوم بني هاشم وبني عبدالمطلب بتسليم النبي محمد لسادة قريش والتنازل عن ثأره حتى يقتلوه، وعند ما رفضوا تم عزل النبي محمد وكل من كان معه وحبسهم بشعب بني هاشم.
حصار المسلمين
منذ البداية كان يبدو أن هذا الأمر صعباً للغاية، وأن أمامهم وقت عصيب وبالفعل لم يعد أحد يبيع المسلمين أي طعام، ووصل الأمر إلى أن المسلمين لم يعد يجدوا أي شيء يؤكل إلى أن أصبحوا يأكلون أوراق الشجر ليقيتوا أنفسهم.
كيف كان موقف السيدة خديجة من هذا الحصار القاسي
كان موقف السيدة خديجة يفوق كل وصف، عندما علمت السيدة خديجة بموضوع الحصار على النبي ومن معه أعلنت بالحال تضامنها معه وانضمت إليهم بالحصار، فقد تخلت عن أهلها وعن مالها وكل شيء والتحقت معهم بالشِعب، كانت تستطيع أن تعيش بأموالها ولن يمنعها أحد من ذلك، إلا أنها رفضت واختارت البقاء مع النبي، اختارت أن تبقى مع المسلمين في المجاعة وبالفعل بقيت معهم كل فترة الحصار، والتي استمرت مدة ثلاث سنوات اختارت السيدة خديجة الوقوف مع زوجها بكل شيء وتنازلت عن بيتها ومالها وتجارتها، كان لوقع هذا الحصار من جوع وتعب أثر سلبي على صحة السيدة خديجة، مما أدى لوفاتها في رمضان في عام الحصار ذاته عام 619م، وكان عمرها خمسة وستون عاماً ودفنت في منطقة |الحجور|، وهو جبل يدفن فيه جميع أهل مكة.
حزن الرسول عليه السلام كثيراً على وفاتها، وقال بعض المؤرخين أن السيدة خديجة توفيت في نفس الأسبوع الذي توفي فيه أبو طالب عم النبي عليه السلام.
توفيت السيدة خديجة ولكن بقي ذكرها فكان رسول الله الكريم دائماً يذكرها بالخير، ويقول عنها ما أبدلني الله خيراً منها أمنت بي إذ كفر بي الناس، وصدقتني إذ كذبني الناس، وواستني بمالها إذ حرمني الناس، ورزقني الله عز وجل ولدها وحرمني أولاد النساء.
الكلام عن السيدة خديجة رضي الله عنها وأرضاها كثيراً جداً ولا ينتهي، ولكن هذا موجز عن حياتها مع النبي محمد.