مفهوم اليقظة الذهنية وتأثيراتها وفوائدها - (الجزء الثاني) - سليمان أبو طافش
مفهوم اليقظة الذهنية وتأثيراتها وفوائدها (الجزء الثاني) |
مفهوم اليقظة الذهنية وتأثيراتها وفوائدها - الجزء الثاني :
استكمالاً لما بدأناه حول فوائد اليقظة الذهنية في المقال السابق سنكمل في ما يلي :
اليقظة الذهنية تنمي مشاعر اللطف والمحبة والتسامح:
- لأن ممارسة اليقظة الذهنية تجعلنا أكثر وعياً بأنفسنا وبأفكارنا وبعواطفنا، وتعلّمنا كيفية اغتنام كل لحظةٍ في حياتنا، وهذا يقودنا تلقائياً إلى زيادة وعينا وإدراكنا للآخرين، فكلما ابتعدنا عن |الأنانية| و|النرجسية| و|التفكير| بأنفسنا فقط، كلما أصبحنا أكثر قدرةٍ على إدراك مشاعر الآخرين والاحساس بها، وكلما كنّا قادرين على وضع أنفسنا في مكانهم، وهذا بدوره يقوّي مشاعر الارتباط مع الآخرين، ويمكن تحقيق كل ذلك باتباع استراتيجيةٍ فريدةٍ في |التأمل|، بأن يبدأ الشخص بتعلّم واتقان كيف يكون لطيفاً مع نفسه أولاً، ليحرّرها من |الأفكار السلبية| والأحكام الجامدة، وهذا بدوره سيعيد ترتيب الوصلات الدماغية لإعادة تشكيل الدماغ، بحيث نصبح أكثر لطفاً ومحبةً للآخرين.
اليقظة الذهنية تصنع ثقافة المسؤولية الاجتماعية:
- تعني المسؤولية الاجتماعية، الشعور بالارتباط بالآخرين، ومعرفة مدى تأثير أفعالنا وانفعالاتنا على من حولنا، ومن مسؤولية الفرد أن يجعل تأثيره على الآخرين إيجابياً، بمعنى أن كل شخصٍ يستطيع ممارسة دوره في جعل العالم مكاناً أفضل، وذلك بإصلاح طريقة تفكيره ونطرته لنفسه وللآخرين أولاً، وإذا كان تأثير الفرد على الجماعة مهماً ولا يمكن تجاهله، فإن تأثير المؤسسات أكبر بكثير، وبالتالي فإن المؤسسات التي تتبنى مبادئ اليقظة الذهنية تستطيع فعل الكثير لتنمية المسؤولية الاجتماعية لدى المجتمع، وهذا بدوره سيقود إلى مجتمعٍ أكثر ترابطٍ وانسجام.
اليقضة الذهنية تصنع القادة:
- لا يمكن لمبادئ اليقظة الذهنية وقوانينها ان تغّير شيئاً فينا ولا فيمن حولنا إذا لم نفهمها جيداً ونأخذها على محمل الجد، ونضعها موضع التنفيذ في كل مراحل حياتنا، وعلى كل قائدٍ في أية جماعةٍ أن يدرك جيداً بأن القيادة لا تعني الانفتاح والاستيعاب والاهتمام بجماعته فحسب، بل عليه أيضاً أن يعرف كيف يسيطر على أي موقفٍ يواجهه، وأن يتحكم به بكل هدوءٍ وثقة، لكي يتمكن من توجيهه بالاتجاه الصحيح، فمن صفات القائد الناجح أن يراقب التغيرات التي تحدث في حياته اليومية، وأن يصبح أكثر صبراً وتعاطفاً وقوةً وتصميماً يوماً بعد يوم، ويمكن تحقيق كل ذلك من خلال ممارسة اليقظة.
الخلاصة:
- رغم أن |اليقظة الذهنية| متاحةٌ للجميع، إلا أنها ليست حلاً سحريا ولا أمراً سهلاً، بل هي طريقة حياةٍ نختارها ونبني عليها مستقبل علاقاتنا بأنفسنا وبمن حولنا، وعند فهم أبعادها يمكن أن نجني ثمارها، فنتخلص من التشتت، ونتعلم التركيز على مهمتنا الحالية فقط، كما تمكننا اليقظة الذهنية من تقوية دوافع اللطف والرحمة فتزيل القلق والتوتر من حياتنا، وتساعدنا على التصالح مع انفسنا وتعزيز وعينا بذواتنا وبالآخرين، لكي نترك أثراً إيجابياً في مجتمعنا.
هل وجدت فائدةً ما في هذه المقالة؟ ننتظر ردك؟
سليمان أبو طافش🔭