هل يصبح الذكاء الاصطناعي سبب شقاء البشرية؟ - الجزء الثاني - سليمان أبو طافش
هل يصبح الذكاء الاصطناعي سبب شقاء البشرية؟ تصميم الصورة : رزان الحموي |
استكمالاً لما بدأناه في الجزء السابق
فروقات جوهرية
من ناحيةٍ أخرى، يمكن القول بأن دخول الآلات إلى مختلف الأسواق بعد الثورات الثلاثة الأولى كان بطيئاً وتدريجياً، ما أتاح الوقت للناس لكي يتماشوا مع التطورات الجديدة دون معاناة الغالبية، ولكن تلك الفرصة لن تكون متاحةً مع ثورة |الذكاء الاصطناعي|، ولا ننسى بأن الآلات السابقة لم تأخذ مكان الانسان بشكلٍ كامل بل بقيت بحاجة إلى من يشغّلها ويعمل على تنظيفها وصيانتها وإصلاحها، أما مع الذكاء الاصطناعي فكل ذلك لن يكون موجوداً.
كارثةٌ محتملة
يجب ألا نتجاهل حقيقة أن سكان العالم حالياً أضعاف ما كانوا عليه في فترة الثورات الصناعية السابقة، وكذلك ارتفع متوسط أعمار الناس، وكل ذلك سيعني تزايداً كبيراً في حجم الكارثة التي تنتظرنا بعد بضع سنوات، فبحسب الاحصائيات، من المتوقع أن يدخل العالم في كارثةٍ اجتماعية قريبة، إلا إذا انتبه المعنيون بالأمر إلى التدابير الضرورية لتجنب تلك الكارثة.
تداعيات الكارثة إذا وقعت
العالم اليوم على وشك الانقسام تماماً إلى طبقتين، طبقةٌ فاحشة الثراء، وطبقةٌ أخرى في الحضيض، ويمكننا بكل بساطة أن نتخيل طبيعة العالم آنذاك، وحجم المعاناة والصراعات والخسائر التي سيتحملها العالم قبل ان يستعيد توازنه، فالتاريخ يعلّمنا بأن المجتمع يستطيع تقبل قدرٍ معينٍ من التفاوت بين أبنائه، ولكنه بعد ذلك الحد سينفجر محرقاً كل شيءٍ في طريقه.
خطرٌ يغفل عنه صانعوه
تشير الاحصائيات إلى أنَّ معظم المؤيدين للذكاء الاصطناعي وأهم داعميه، هم كبار| رجال الأعمال| و|أصحاب الشركات الضخمة|، الذين يريدون خفض نفقاتهم وزيادة أرباحهم، ولا يكترثون لأي شيءٍ آخر، ولكن بعض الخبراء يرون بأن الذكاء الاصطناعي سيكون حبل المشنقة الذي يلتف حول أعناق هؤلاء المؤيدين له، فكيف يعقل ذلك؟
هل ينقلب السحر على الساحر؟
مع زيادة الاعتماد على الآلات المتطورة التي تعمل بالذكاء الاصطناعي، سيزيد الإنتاج، وسيزيد أيضاً عدد العاطلين عن العمل، ممن لم يتمكنوا من مجاراة التغييرات المستقبلية، وهم غالبية الناس بحسب التقديرات، فلن تجد تلك المنتجات من يشتريها، وهذا سيؤدي إلى حدوث ركودٍ اقتصادي، وأزمةٍ اقتصادية، قد تؤدي إلى انهيار الشركات الكبرى.
وفي نهاية الأمر
نكتشف بأن الذكاء الاصطناعي قد يكون مشابهاً للطاقة النووية، فمن الممكن ان يصنع لنا مستقبلاً أفضل ومن الممكن أن يقود البشرية إلى الهلاك، وتبقى الوجهة النهائية للبشرية بيد القائمين على الأمور
فإذا تخلوا قليلاً عن تكبّرهم وأطماعهم، وفكروا بمستقبل البشرية جمعاء، وبمستقبل أحفادهم بعقلانية، فقد نجد المستقبل مشرقاً أمامنا جميعاً، ولكن هل حدث شيئٌ كهذا من قبل؟ لا يذكر التاريخ تجربةً بشريةً واحدة، فكّر فيها البشر بمستقبل أحفادهم، ولو حدث ذلك لربما وجدنا بعض| الحضارات القديمة| لا تزال قائمةً حتى الآن.
إن كان لديك أية آراءٍ أو أفكارٍ حول هذا الأمر، فنرجو أن تشاركنا بها.
سليمان أبو طافش