عرض المشاركات المصنفة بحسب التاريخ لطلب البحث هل يمكن تجميد الكائنات الحيّة. تصنيف بحسب مدى الصلة بالموضوع عرض جميع المشاركات

مؤسسة سطر لصناعة المُحتوى العربي 10/18/2021 01:53:00 م

               هل يمكن تجميد الكائنات الحيّة؟

                             (الجزء الأوّل)

هل يمكن تجميد الكائنات الحيّة؟
هل يمكن تجميد الكائنات الحيّة؟.. (الجزء الأوّل)

هل يمكن تجميد الكائنات الحيّة؟

  • كثيرةٌ هي |أفلام| |الخيال العلمي| التي تطالعنا بفكرة تجميد البشر أثناء |الرحلات الفضائيّة| التي تستغرق سنواتٍ طويلةً وذلك بهدف الإبقاء على حياتهم لأطول فترةٍ ممكنةٍ وبأقل الموارد المستهلكة لكي يتمكنوا من إتمام مهمتهم، .
ورغم أن الفكرة قد تبدو جميلةً ومنطقيةً ولكن هل هي ممكنة عمليّاً ؟ ما هو رأي العلم في ذلك ؟ وإذا كان ذلك ممكناً فكيف يحدث ؟ وما هي تداعيات وتأثيرات ذلك على البشر ؟
  • بدايةً يجب التنويه إلى أن عملية تجميد البشر أصبحت ممكنة ولكن ليس وهم أحياء بل بعد موتهم مباشرةً وذلك بهدف حفظ أعضائهم، فبعد وفاة شخصٍ ما سريراً تبقى أعضاؤه سليمةً لوقتٍ ما بحيث يمكن أخذها وزرعها في شخصٍ آخر، كما يمكن تجميدها والاحتفاظ بها إلى وقت الحاجة، وغالباً ما يتم أخذ عضوٍ ما من شخصٍ حي كالكلية مثلاً وحفظها أو نقلها إلى شخصٍ آخر، وهذا الأمر أصبح معروفاً لدى غالبية الناس و للأسف فهو ما شجّع على تجارة الأعضاء البشرية التي أصبحت مصدر رعبٍ في كثيرٍ من الدول الفقيرة و الضعيفة فقد أدت إلى انتشار المزيد من جرائم القتل وعمليات الخطف.

لماذا قد يرغب شخصٌ حي في تجميد نفسه؟

  • في كل يومٍ يكتشف |العلم| طرقاً وتقنياتٍ جديدةً في معالجة الأمراض المستعصية، فإذا أصيب أحدٌ ما بمرضٍ عضالٍ وكانت إمكانية علاج هذا المرض معدومةً حالياً ولكن الأطباء يرون بأنها ستكون كبيرةً جداً بعد بضع سنواتٍ فقد يرغب الشخص المصاب بتجميد نفسه حتى يصبح العلاج ممكناً.
  • بعض الناس ربما ينتابهم |الفضول| لدرجة أن يرغبوا بمشاهدة العالم وما سيصبح عليه بعد عدة سنواتٍ فقد يرغبون بتجميد أنفسهم والعودة للحياة في ذلك الوقت.
  • ربما هناك أسبابٌ أخرى كثيرة قد تدفع الناس لمثل ذلك الفعل الذي يراه بعضنا ضرباً من الجنون.

كيف يمكن تجميد البشر بعد موتهم؟

  • يقول أهل الإختصاص بأنه يجب التمييز بين نوعين من الموت، النوع الأول هو الموت الشرعي والقانوني وهو ما يحدث عندما يتوقف |القلب| عن الخفقان مع عدم القدرة على إعادة انعاشه ، أو أن يتوقف |الدماغ| عن القيام بوظائفه الحيوية و هو ما يسمّى موتاً دماغياً ولكن لا يمكن القول بأن الإنسان قد مات سريرياً إلا إذا توقف قلبه ودماغه معاً مع عدم إمكانية إنعاشه مجدداً.
  • النوع الثاني من |الموت| هو ما يُعرف بالموت المعلوماتي، ومعناه أن يفقد الإنسان كل المعلومات الموجودة في دماغه، وعندها إذا أمكن إعادة انعاشه فإنه سيكون شخصاً آخر لأنه لا يحمل أية معلومات عن حياته السابقة. وعادةً يموت الإنسان سريريّاً قبل موته دماغياً بوقتٍ طويل.
  • بعد موت الشخص سريرياً وقبل موته معلوماتيّاً يمكن تجميد الجسد بوضعه في شروطٍ معينةٍ ضمن وعاءٍ من |النتروجين| السائل الذي قد تبلغ حرارته مئتي درجة مئوية تحت الصفر، ولكن وضع الدماغ في هذه الدرجة من الحرارة ستتلفه تماماً، ولكن يمكن حفظ الدماغ في درجة حرارة لا تقل عن خمسةٍ وعشرين درجة لمدةٍ لا تتجاوز الأربعين دقيقةً كحدٍ أقصى دون الأضرار بالدماغ.

يتوّقع العلماء بأنه سيكون ممكناً في المستقبل القريب تخفيض درجة حرارة الدماغ إلى ما هو أقل بكثير من خمسة وعشرين درجة بالإعتماد على |التطوّر| الكبير الذي تُظهره التقنيات النانوية التي ستسمح بإرسال روبوتاتٍ صغيرةً جداً إلى داخل الخليّة الحيّة و إجراء تعديلات جينية عليها بحيث يمكن تغيير خصائصها.
تابع معنا في المقال التالي ..

سليمان أبو طافش🔭

مؤسسة سطر لصناعة المُحتوى العربي 10/17/2021 11:47:00 م

               هل يمكن تجميد الكائنات الحيّة ؟ 

                           (الجزء الثاني) 

هل يمكن تجميد الكائنات الحيّة ؟ .. (الجزء الثاني)
هل يمكن تجميد الكائنات الحيّة ؟ .. (الجزء الثاني) 

 تكلّمنا في المقال السابق عن كيفيّة تجميد البشر بعد موتهم , سنتابع في هذا المقال عن ضرر الدماغ إذا تم خفض درجة حرارته .

لماذا يتضرّر الدماغ عند خفض درجة حرارته؟

  • السبب الأوّل هو تحول خلايا |الدماغ| عند درجات |الحرارة| المنخفضة إلى شكلٍ أشبه بالزجاج ما يجعلها هشّةً جداً وقابلة للتصدّع أو التكسّر بسهولة.
  • السبب الثاني هو أن تلك الخلايا إذا تعرضت إلى إنخفاضٍ مفاجئٍ في درجة حرارتها فإنها ستتعرّض لما يُعرف بإسم |الضغط الحراري| الذي يؤدي إلى تكسّرها أيضاً.
  • السبب الثالث أنه عند محاولة |تجميد الدماغ| يجب إستخدام مواد كيميائيّة خافضة من البرد لحمايتها من التكسّر بفعل التجميد، ولكن هذه المواد سامّة ولها آثار سلبيّة كثيرة على |الخلايا الدماغيّة| فالخلايا التي قد لا تتكسر ستتسمم وتتلف.

ما إستطاع |العلم| إنجازه في هذا المجال حتى الآن هو تجميد دماغ أرنب بدرجة حرارة وصلت إلى 135 درجة مئوية تحت الصفر مع الحفاظ عليه دون تخريب ولكن عند إعادته إلى درجة الحرارة الطبيعيّة كانت جميع وظائفه الحيوية قد توقفت فهو ميتٌ عملياً.

هل هناك أشخاصٌ بدؤوا بإستخدام تقنية التجميد؟

  • تقول بعض المراجع بأن حوالي مئتين وخمسين شخصاً (معظمهم في الولايات المتحدة الأمريكيّة) حتى الآن جمّدوا أنفسهم بالفعل وكانت أول عملية تجميد قد حدثت عام 1967 ولكن تجميدهم جميعاً كان بعد موتهم، وكان بهدف الحفاظ على أجسادهم فقط بما يشبه |التحنيط| . والجدير بالذكر هنا أن تكلفة عملية التجميد هذه ليست مكلفةً جداً خاصةً بالنسبة للأثرياء فهي لا تتعدى بضعة عشرات من آلاف الدولارات.

ما هي الجوانب الأخلاقيّة والقانونيّة لعملية تجميد البشر؟

  • من الناحية الأخلاقيّة قد تطرح هذه العملية الكثير من التساؤلات والاستفسارات مثل: هل يحق لأحد أن يجمّد نفسه وهو حي؟ وخاصةً إذا كان ميّتاً دماغيّاً ولكن قلبه وبقية أعضائه لا زالت تعمل، فهذا قريبٌ نوعاً ما إلى ما يُعرف بالموت الرحيم الذي لازال يثير الكثير من الجدل بين معارضٍ ومؤيد.
  • من الناحية القانونيّة فهناك إختلافاتٌ كثيرةٌ بين قوانين البلدان المختلفة ولكن بما أن العملية لا تزال غير ممكنة عملياً فلم يتم البحث في قانونيتها من قبل أي بلد حتى الآن.

في النهاية لابد من ذكر أن عمليّة تخفيض درجة حرارة الجسم البشري لإدخاله في سبات قد تمت تجربتها بالفعل على بعض المتطوعين الذين أعيد إنعاشهم بعد بضعة أسابيع فقط وقد كانت ناجحة، ولكن لم يتم تجريبها لفترات أطول مطلقاً.

 سليمان أبو طافش🔭

يتم التشغيل بواسطة Blogger.