جدار برلين كما لم تقرأ عنه من قبل - الجزء الثالث - ميس الصالح
جدار برلين كما لم تقرأ عنه من قبل تصميم الصورة وفاء مؤذن |
استكمالاً للمقال السابق سنتابع في هذا الجزء من المقال الكثير من المعلومات القيمة التي ستجعلك تعيش الأحداث كما لو كنت هناك
.....لنتابع سوية.......
ماهي المحاولة الأكثر مأساوية التي خلدها معلم سياحي شهير في ألمانيا يدعى ب checkpoint charlie؟
"checkpoint charlie "هي نقطة للشرطة على الجدار الشهير ،وكانت تشكل نقطة للعبور بين الناحيتين ،وكان هناك شاب يدعى "peter fechter"
كان بيتر في ال18 ربيعاً ،أصيب بيتر بطلقات رصاصية لم تفض لموته أثناء محاولته عبور الجدار ،ولكنه وقع أرضاً وبقي ينازع لمدة ساعة كاملة ،ولم يتمكن أحد من التقدم ومساعدته خوفاً من أي توتر سينتج عن مساعدته
وبقي يستنجد ويطلب المساعدة إلى أن فارق الحياة في نهاية الأمر ......
ماهي الحادثة التي جعلت الأمور تتصعد بشكل خطير ؟
بقيت الأحوال متوترة إلى أن قام أحد الدبلوماسيين الأمريكين الذي يدعى "إدوارد لايتنر" بمحاولة العبور من" checkpoint charlie" ولكن عندما رأه جنود ألمانيا الشرقية، طلبو منه جواز سفره ،الأمر الذي جعله يستشيط غضباً، وطلب مقابلة الضابط المسؤول عنهم
ولوجود إتفاق بين الحكومة الألمانية والسوفييتية ،ينص على حرية عبور الوفود الرسمية بين البلدين بدون رقابة ...
وعند وصول الخبر للحكومة الأميريكية، أبدت عن استياءها الشديد من هذا التصرف الذي يخالف الإتفاق
فقامت أميريكا بالرد من خلال بعثها لدبابات إلى نقطة "checkpoint charlie" ،وظلت طوال الليل
الأمر الذي استفز الحكومة |السوفييتة|، ودفعهم للتواصل مع "غربتشوف" خليفة ستالين
الذي أمر بالرد بالمثل ...
فقاموا بإرسال بدل ال30 دبابة ... 32 دبابة
فتوتر الوضع بشكل هيستيري ،وكان على شفا قيام حرب عالمية ثالثة ........
ماذا حدث بعد ذلك؟
ظل التوتر وحال الترقب مستمراً لمدة 16 ساعة، وفجأة ومن غير سابق إنذار، تم الإنسحاب التدريجي لكلا الطرفين، بأمر من غربتشوف السوفييتي ،وكينيدي الأميريكي لعدم الرغبة بنشوء |حرب عالمية| ثالثة ...
ماصفة جدار برلين آنذاك ؟
كان الحائط عبارة عن جدار عازل بين نظامين سياسيين وإقتصاديين، يمارسا نفوذيهما على الجهة المسؤول عنها كل منهما
فهذا الحائط كان قادر على ترجمة الفروق والفواصل ،بين إيديولوجيتين ..شيوعية ،وأخرى رأس مالية
فهذه كانت نظرة السياسيين للجدار .....
ولكن هل هو الأمر نفسه لسكان مدينة برلين؟
كان الحائط عبارة عن كابوس خانق لأحلام الشعب الألماني، بكل مكوناته
فالجدار أثر على الحياة الإجتماعية، بشكل كبير جداً، وغير من معالم المدينة بشكل كلي
كل طرف يعيش على الجانب المخالف ،يعيش ضمن نظام مختلف عن الأخر، يتداولون عملات مختلفة ،ولغة بدأت تتغيير لتتغير معها ثقافة ،امتدت لأجيال كثيرة سبقت وجود هذا الجدار
ويمكن القول أنه قسم الاقتصاد أيضاً لقسمين ،لا يمتان بصلة لبعضهما
و تعدى الأمر ليمس حتى بالثقافة المعمارية، لكل جزء بسبب حرص كل جانب على نشر ثقافته، بما يناسب مصالحه السياسية
فلم يبقى مجرد حائط من الطوب والإسمنت ،إنما تحول لآلة أحدثت شرخاً في هذا الشعب الذي لم يكن له ذنب بكل ما يحدث .
-سنتابع في الجزء التالي من المقالة المزيد من المعلومات الشيقة حول هذه الحقبة الزمنية التي إمتدت ل30 عاماً أو أكثر بقليل
.....هيا بنا لنتابع القراءة سوية....
ميس الصالح