وقاية الإنسان من الهموم - الجزء الثاني - محمد عيسى جمعه
وقاية الإنسان من الهموم |
لقد ذكرنا في " المقال السابق " أسباب |الهموم |والأكدار التي قد تملأ قلب الإنسان وتفسد حياته وتشعره بالإكتئاب و|الأرق| وقد تقوده للإنتحار ....
كما ذكرنا ثلاثة من الأدوية الروحية التي تجلي هذه الهموم وتفرح قلب الإنسان وللمقال تتمة ...
إليكم باقي الأدوية التي علمنا إياها الإسلام ....
١- الإستغفار والتوبة :
|الإستغفار |يدفع الإنسان نحو المسارعة إلى مغفرة الله وينير أمامه الطريق ,وهو من أسباب السلامة من| الكآبة |والضجر .
فيقول النبي صلى الله عليه وسلم :( من لزم الإستغفار جعل الله له من كل همٍ فرجاً ومن كل ضيقٍ مخرجاً ورزقه من حيث لايحتسب)
وثبت أن أكثر |الأمراض النفسية| التي يسببها الشعور بالذنب لم ينجح معها علاج سوى الرجوع إلى الله بالإستغفار ,
حيث تهدأ النفس وتطمئن القلوب لأن ذكر الله حياة القلوب وفيه إزالة| الهموم |ويجلب للإنسان| الفرح| و|السرور|.
٢- ترك المعاصي:
| المعاصي |و|الذنوب| باب تأتي منه |المصائب| لذلك يقول الله :( وماأصابكم من مصيبة فبما كسبت أيديكم ويعفو عن كثير ) وماينكشف |الهم| إلا بالتوبة وا|لإستغفار| ومحاسبة النفس .
بادر إلى إصلاح حالك وجاهد نفسك فسترى مايشرح الله صدرك وييسر أمرك إذا أنت اتقيت ربك في كل شؤون حياتك.
يقول الله :( ومن يتق الله يجعل له مخرجاً)
ويقول سبحانه :( ومن يتق الله يجعل له من أمره يسراً)
فعليك المبادرة إلى تقوى الله لأنها سبب الخروج من الهموم فتكون بعد ذلك بمعية الله يحفظك ويرعاك.
فيقول الله :( إن الله مع الذين اتقوا والذين هم محسنون)
٣- أداء الفرائض:
إن المحافظة على أداء| الفرائض |والإكثار من| النوافل |هي من أسباب محبة الله لعبده.
فإذا أحب الله عبداً أزال عنه همومه
فقال النبي الكريم صلى الله عليه وسلم عن ربه:( ومايزال عبدي يتقرب إلي بالنوافل حتى أحبه فإذا أحببته كنت سمعه الذي يسمع به وبصره الذي يبصر به ويده التي يبطش بها ورجله التي يمشي بها وإن سألني لأعطينه ولئن استعاذني لأعيذنه).
كذلك من الفرائض التي تكون سبباً لإزالة الهموم |الصلاة |التي تورث |النشاط| و|انشراح الصدر| وتطرد| الكسل |و|الخمول| وتذهب الهموم.
فكان النبي صلى الله عليه وسلم إذا حزبه أمر فزع إلى الصلاة ودعا بلالاً وقال له (أرحنا بها يا بلال ).
لأن الصلاة عون في الشدائد وراحة للفكر والجسم وهي حاجة ضرورية للإنسان.
٤- مجالسة الصالحين:
هي مرضاة للرحمن والإستئناس بكلامهم وسماع حديثهم والإستفادة من ثمرات كلامهم يغني عن كل شيء .فإنها تزيل الهموم
لأنهم يدلوك على طريق الخير والسعادة, فلاتترك الأخيار من عباده سبحانه فهم يذكرونك بالله ويحذرونك من النار ويبعدونك عن الأشرار.
لذلك داوم على |الصحبة الطيبة |
فقال النبي الكريم :( لاتصاحب إلا مؤمناً ولايأكل طعامك إلا تقي).
واحذر من |الوحدة |خاصة عند الشدائد فإن |الشيطان |يزيد بالعبد وهنا واجعل دائماً أنيسك| القرآن| لأنه من أعظم الأسباب لجلاء الأحزان وذهاب الهموم
أسأل الله أن يجعل القرآن ربيع قلوبنا وذهاب همومنا واجعله ياربنا شفاء لصدورنا.
🕌 بقلم محمد عيسى جمعه