حضارات وشعوب خالدة (الفينيقيون)
(الجزء الأول)

حضارات وشعوب خالدة (الفينيقيون) - الجزء الأول تصميم الصورة : وفاء المؤذن

حضارات وشعوب خالدة (الفينيقيون)

أخذ الفينيقيون اسمهم من كلمة فينيقيا اليونانية، ومعناها البلد الأرجواني، وقد اكتسبوا هذه التسمية من أقمشتهم المصبوغة باللون الأرجواني، وقد استخدمت التسمية لاحقاً للإشارة إلى المدن الساحلية الكنعانية، وكانت  الحضارة الفينيقية قد نشأت حوالي عام 2500 ق.م، وتكوّنت من مدنٍ متفرقة، أشهرها صور وصيدا وجبيل وأرواد، وبسطت الدولة سيطرتها على معظم سواحل بلاد الشام، من أرواد شمالاً إلى عسقلان جنوباً، كما بنى الفينيقيون بعض المستعمرات البعيدة مثل قرطاج الشهيرة، ووصلت تجارتهم إلى جميع شواطئ البحر الأبيض المتوسط، وتعتبر الأبجدية الفينيقية المكتشفة في مدينة أوغاريت السورية، أقدم أبجدية معروفة.

أصول الفينيقيين:

يُعتبر الفينيقيون جزءاً من الكنعانيين، ومن المعتقد أنهم هاجروا إلى بلاد الشام من دلمون (البحرين حالياً)، أما ابن الطبري فيرى بأن أصل الفينيقيين من العرب البائدة، ويرجعون بنسبهم إلى العمالقة، وقد انقسم الكنعانيون في بلاد الشام إلى أقسام: فالفينيقيون استوطنوا المدن الساحلية، أما الأموريون فسكنوا في سوريا الداخلية، وصولاً إلى جبال لبنان وفلسطين، وسكن المؤابيون شرقي البحر الميّت، أما العبرانيون فقد سكنوا وسط وجنوب فلسطين، في حين سكن العمونيون شرقي نهر الأردن.

أبجدية رأس شمرا:

تتكون |الأبجدية الفينيقية| المكتشفة في |أوغاريت| (رأس شمرا) من اثنين وعشرين حرفاً، وجميعها ساكنة، ومن المرجّح أنها مصدر جميع الأبجديات الحالية في العالم، وقد نقلها الفينيقيون من خلال تجارتهم الواسعة، ثم طوّرها الإغريق وساهموا في نشرها بعد أن كوّنوا منها حروفاً متحرّكة، والدليل على ذلك هو التشابه الكبير بين هذه الأبجدية وجميع أبجديات العالم، أما الشعوب التي لم تكن على صلةٍ بالفينيقيين، فهي لم تعرف الأبجدية حتى الآن، مثل شعوب شرق آسيا التي لازالت تستخدم الكتابة المقطعية التصويرية.

عصر القوة:

بلغت |الحضارة الفينيقية| أوج اتساعها وذروة ازدهارها في القرن الثالث عشر قبل الميلاد، فشملت سيطرتهم الساحل السوري، واستوطنوا السواحل الشرقية لقبرص الغنية بالنحاس والحبوب والزيتون، كما استقروا في جزيرة كريت، ووصلت تجارتهم إلى شواطئ البحر الأسود حتى أرمينيا، وقد ساعدهم على ذلك ضعف سطوة الإيجيّين وانحسار سيطرتهم على سواحل البحر الأبيض المتوسّط في أواخر الألفية الثانية قبل الميلاد، ما مكّن الفينيقيين من التوسّع بتجارتهم البحرية، فوصلت سفنهم ومستعمراتهم إلى مختلف ضفاف المتوسط. ولكن توسّعهم جنوباً أوقفه وجود المصريين.

صراعات خارجية مختلفة:

لمّا ظهرت حضارة الإغريق واشتدَّ عودها، نقل الفينيقيون مناطق تجارتهم إلى الجزء الغربي من المتوسط، فاستقرّوا في مالطة وتونس وصقلية، ثم انطلقوا إلى جزيرة سردينيا، واسبانيا، وبنوا فيه بعض المستعمرات. ولم تكن قرطاج هي أولى المستعمرات الفينيقية في شمال إفريقيا، بل سبقتها يوتيقا وبنزرت، ولكن قرطاج بُنيت في القرن التاسع قبل الميلاد لتشكّل حلقة وصلٍ بين مدينة صور والمدن الأخرى في شمال إفريقيا، وبعد سقوط صور، أصبحت قرطاج عاصمة الفينيقيين.

اقرأ المزيد...

 سليمان أبو طافش🔭

كيف نشأت و تطورت اللغات - الجزء الثاني 

كيف نشأت و تطورت اللغات - الجزء الثاني

أستكمالاً لما تحدثنا سابقا....

|تطور اللغات مع الإنسان|

بعد أن استخدم الإنسان الصور للدلالة على الأشياء والأصوات، تطوّرت تلك الصور لتصبح رموزاً أكثر بساطةً من الصور الكاملة فسميّت تلك الكتابات بالكتابات الرمزية، وكان من الطبيعي أن يقابل كل رمز صوتاً ما، ما جعل اللغة البشرية منطوقةً ومكتوبةً لأول مرةٍ في التاريخ. وقد استمر الإنسان باستخدام الكتابة الرمزية فترةً طويلةً من الزمن حتى قام الفينيقيون باختراع أول أبجديةٍ في الألف الأول قبل الميلاد والتي تعرف بأبجدية أوغاريت أو أبجدية رأس شمرا والتي كانت أساس الكثير من الأبجديات المعروفة اليوم مثل العربية والإنجليزية وجميع الأبجديات الأوروبية مع بعض التعديلات والاختلافات.

كيف نشأت |الأبجدية الفينيقية|؟

أراد الفينيقيون اختصار الرموز الكثيرة والمعقدة لمختلف الأصوات في مجموعةٍ من الرموز التي يسهل حفظها وكتابتها وتستطيع التعبير عن كل ما يريدون قوله فأعطوا لكل رمزٍ حرفاً واحداً يعبّر عنه بحيث يمكن ربط الحروف مع بعضها لتشكيل الكلمات وبناء الجمل، فقاموا بحصر الأصوات الأساسية فوجدوها 22 صوتاً أساسياً فأعطوا لكل صوتٍ منها رمزاً معيناً فظهرت بذلك أول أبجديةٍ في التاريخ. 

بعد ذلك نشر الفينيقيون أبجديتهم عبر البحر الأبيض المتوسط الذي كان تحت سيطرتهم الكاملة فوصلت أبجديتهم إلى أوروبا وشمال إفريقيا ثم تشكّلت منها جميع أبجديات العالم القديم.

أسباب تعدد و|تنوع اللغات|:

قد توجد العديد من الأسباب وراء تنوّع اللغات واللهجات في جميع دول العالم ولكن السبب الرئيس وراء ذلك هو الانعزال والتطور بشكل مستقل عن الآخرين، ففي وقتٍ مبكرٍ من التاريخ لم يكن التواصل بين الحضارات والمجتمعات أمراً يسيراً بسبب التباعد المكاني وعدم توفر وسائل المواصلات السريعة و المريحة، فكان السفر عبئاً ثقيلاً على الناس ما جعله حكراً على القوافل التجاريّة والباحثين عن العلم والمغامرة غالباً، ولذلك فقد |تطوّرت المجتمعات| البشرية بأشكالٍ مختلفةٍ من عدة جوانب وكانت اللغة إحدى تلك الجوانب، وما يؤكد ذلك هو أن معظم دول شرق آسيا لا زالت حتى اليوم تستخدم الكتابة التصويرية وذلك لأنها كانت بعيدةً جداً عن حضارات الشرق الأوسط وأوروبا فلم تصلها الأبجدية الفينيقية، وبشكلٍ مشابهٍ نجد بعض القبائل الإفريقية لا تمتلك أية وسيلةٍ كتابيةٍ للتعبير عن لغتها بسبب انعزالها التام عن العالم حتى اليوم.

تعدد اللغات

ومثلما تطورت اللغات من بعضها البعض فأصبحت لغاتاً عديدةً، كذلك تطوّرت داخل اللغة الواحدة مجموعةٌ كبيرةٌ من اللهجات المحلية متأثرةً بالبيئة وبظروف كل منطقة ومدى احتكاكها بالحضارات الأخرى خاصةً في فترة الاستعمار الأوروبي ومحاولته فرض لغته على الشعوب التي استعمرها فظهرت لهجاتٌ هجينةٌ تحمل الكثير من المفردات من اللغة الأم ومن لغة المستعمر. ولا ننسى تأثير البيئة الكبير على طبيعة اللهجة، فمن الواضح أن لهجات أهل البادية أكثر قوةً وقساوةً من لهجات أهل المدينة التي تميل إلى الرقة والابتعاد عن الحروف الثقيلة. 

إذا أعجبتك المقالة فساهم في نشرها. 

ماذا تعرف عن الأمازيغ ؟ وما هو أصلهم ؟  تصميم الصورة : وفاء المؤذن

 هل لهم تقويم ورأس سنة مختلفة ؟ما شكل الفن عندهم ؟

الأمازيغ أو البربر هم مجموعة أثنية من السكان الأصلي في شمال أفريقيا ، وهذه المجموعة الأثنية تعني مجموعة ناس يعرفون بعضهم عن طريق أوجه الشبه في السلف ، أو الجذور للنشأة واللغة والمجتمع والثقافة ، ولهم ذات الموروث الثقافي أي يشتركون في تراث ثقافي واحد أو أسطورة واحدة أو وطن وتاريخ واحد.

* انتشار الأمازيغ 

ينتشر |الأمازيغ| في دول شمال إفريقيا خاصة |بلاد المغرب العربي| ، مثل سكان المغرب والجزائر وتونس وليبيا وموريتانيا ومالي ، وشمال النيجر وجزء قليل من غرب مصر.

الأمازيغ يتوزعون من |المحيط الأطلسي| حتى واحد سيوة في مصر ، ومن امتداد البحر المتوسط حتى نهر النيجر ، وهناك تقريباً ٣٢ مليون في شمال إفريقيا ، والكثير منهم مازال يتحدث اللغة الأم وهي |اللغة الأمازيغية|.

* أصل الأمازيغ 

اختلف الباحثين ونظرياتهم التاريخية عن أصل الأمازيغ ، فالبعض يرى أنهم من أصول شرقية عربية هاجروا بسبب الجفاف والتغيرات المناخية والحروب ، واستقروا حينها في شمال أفريقيا.

وقال |ابن خلدون| عن البربر " الأمازيغ " أنهم من نسل مازيغ ابن كنعان ، أي أن البربر أصولهم كنعانية ، أي أن جميعهم من نسل كنعان بن حام بن نوح ، وغادروا الجزيرة العربية واستقروا في شمال أفريقيا ، وأن لغتهم اختلطت مع بعض اللغات الأفريقية مثل الكوشيتية.

ويقول الباحث  محمد الشطيبي الأندلسي في كتاب " |الجمان في مختصر أخبار الزمان| " ، أن أهل العلم والسير قالوا أن بني حام تنازعوا مع بني سام وعندما انهزم بني حام ، هاجر الآخرين إلى المغرب وتناسلوا فيها.

والبعض الآخر قال أن الأصل الأمازيغي مزدوج بين السلالة السامية والسلالة الهندوأوروبية ، والذين نزحوا لأفريقيا ثم آسيا ثم أوروبا عن طريق صقلية وجبل طارق ، وهنا التقت بالسلالة السامية في شمال أفريقيا.

أما الباحث المغربي " |الوافي نوحي| " أرجع أصل الأمازيغ الموجودين في شمال أفريقيا لليمن ، وأكد هذا في مؤتمر علمي وقال أن ثقافة الأمازيغ وحروف تيفيناغ التي هي الأبجدية البربرية تعد فرع من الثقافة اليمنية ، لكن الأمازيغ رفضوا الرأي وهذه الفرضية ، وخاصة أمازيغ المغرب. 

وبعض الكتابات المصرية القديمة كشفت عن تاريخ الأمازيغ الحقيقي والذي يعود لحوالي ٣٠٠٠ سنة قبل الميلاد.

وأسموهم الليبيين أو النوميديين أو الجيتوليين إلى أن وصلوا لاسم الأمازيغ ، وقالوا أن هذا المصطلح يعني النبل والشهامة. و يعني أيضاً الأحرار البيض ومفرده أمزيغ. ولكن من ناحية ثانية يرفض الامازيغ وصفهم بالبربرة ، ويفضلون اسم الشلوح أو الأمازيغين وخاصة في المغرب. 

تابع القراءة لتتعرف على المزيد حول الأمازيغ ...

ماذا تعرف عن الأمازيغ ؟ وما هو أصلهم ؟  تصميم الصورة : وفاء المؤذن

* ينقسم الأمازيغ لثلاث فئات مختلفة

١) المتشددين : وهم سكان بعض القبائل التي تضم البشوشين والقراضين والمعانين والشكارمة والبخابخة ، وأنهم يعبرون عن هويتهم بشكل علني من خلال رسومات وشعارات أمازيغية على واجهات المنازل وغيرها ..

٢) المعتدلين : وهم فئة المثقفين والمتعلمين الذين ينادون بالتعايش الثقافي بين العرقيات المختلفة ، ويطلبون حقهم في الظهور الإجتماعي والثقافي وغيره.

٣) غير المبالين : وهم نسبة قليلة جداً من الشباب غير المهتم بالقضية  ويسمونهم الأمازيغ الخضر. 

والحقيقة أن البعض يعتقد أن الإسلام والفتح العربي أدى لظهور الأمازيغ المعربين ، إلى أن دخل |الاستعمار الفرنسي| ، والذي قسمهم وفرقهم على أساس العرق والجنس ، بحجة أن العرب ناس دخيلة على هذه البلاد أثناء الفتح الإسلامي.

وإن البربر لا ينتمون لهذه الدول وأنهم ليسوا من العرب .

* الأمازيغ والاستعمار الفرنسي

ومن هنا لعب الاستعمار الفرنسي على هذه النقطة ، وزرع التفرقة والعنصرية مميزاً بين العرب والبربر ، وتقريباً غالبية الأمازيغ مسلمين يعتنقون أهل السنة ، لكن هناك عدد قليل جداً اعتنق مذهب الأبضية ، وهذه فرقة من الفرق المنسوبة للإسلام ، لكن اعتنقوا فكر الخوارج. 

والذي أسس الأبضية هو عبد الله ابن أباض التميمي ، لكن الأبضية ينفون عن أنفسهم فكرة الخوارج ، وأغلبهم عاش في سلطنة عمان. 

* وجود الأمازيغ تاريخياً 

يعود وجود الأمازيغ إلى ما قبل الميلاد ، عندما سيطر القائد شيشنق الأول من الأسرة الليبية على الحكم في مصر سنة  ٩٥٠ قبل الميلاد ، وأسس مملكة خاصة به ومنها الأسرة الاثنان وعشرين والثلاثة وعشرين ، وهنا حصل اختلاف بين المؤرخين على الطريقة التي دخل بها الأمازيغ مصر ، فالبعض قال دخلوها بالقوة والبعض ، والبعض قال دخلوها عن طريق السلام ، لكن القول المؤكد يقول أنهم دخلوها عن طريق هجمات الأمازيغ على مصر وعلى مدى سنوات مختلفة.

من أهم الممالك الأمازيغية التاريخية هي مملكة " |نوميديا| " التي هي الجزائر حالياً ، وهذه كانت سنة ٢٠٢ قبل الميلاد ، وامتدت حتى سنة ٤٦ قبل الميلاد.

تابع القراءة وتعرف على المزيد من المعلومات عن الأمازيغ ...

ماذا تعرف عن الأمازيغ ؟ وما هو أصلهم ؟  تصميم الصورة : وفاء المؤذن

كانت الأمازيغ في بعض أجزاء تونس وليبيا وشرق المغرب ، وتم التقسيم السياسي للمملكة بين الماسيل أو الماسيلي ، وهذه القبائل البربرية التي كانت موجودة حينها 

استمرت إمارة بني مدرار قرنين من الزمان حتى قتل آخر حاكم لهم على يد " |عبيد الله المهدي| " ، واستمر الحكم في يد بني مدرار ، لكن تحت لواء الدولة الفاطمية وهذا كان سنة ٣٤٥ هجريا.

* لغة الأمازيغ وأصلها 

يتحدث الأمازيغ باللغة الأصلية الأمازيغية ، وهي مجموعة من اللهجات المتصلة ، وتشكل فرع من اللغات الأفروأسيوية ، ويتم استخدام حوالي عشرين في المئة من المفردات العربية.

وقال أحد الخبراء أنه لا توجد اليوم لغة بربرية بالمفهوم الذي ينعكس فيه الانتماء لمجموعة واحدة ، إلى أن أنشأ ملك المغرب محمد السادس معهد ملكي للحفاظ على اللغة والثقافة الأمازيغية. 

* الكتابة الأمازيغية 

أما الكتابة الأمازيغية وتعرف ب|خط التيفيناغ| ، وهو خط أبجدي قديم منبثق من |الأبجدية الفينيقية| ، لكن هناك رأي يقول أن هذه الكتابة اخترعها الأمازيغ.

* التوزيع الجغرافي للأمازيغ في شكل مجموعات رئيسية في عدد من البلدان مثل 

- مجموعة بربر الأطلسي البليدي في الجزائر

- والمجموعة الشاوية في الجزائر أيضاً 

- ومجموعة بربر الشنيني والدويرات في تونس 

- ومجموعة صنهاجا في موريتانيا والسنغال 

- ومجموعة سيوة في مصر .

* الديانات في الأمازيغ 

تنوعت الديانات عند الأمازيغ قديماً كباقي الشعوب التي عبدوا معبودات مختلف ، فعبد الأمازيغ معبودات مثل " أطلس وعنتي وبوسيدون " ، والذين كانوا معبودات رسمية في نطاق بلاد البحر المتوسط. 

مثل الربة الأمازيغية تنيس ربة الخصوبة حمية مدينة قرطاج.

بعد ذلك انتقل الأمازيغ للديانة اليهودية أثناء نزوح اليهود لشمال أفريقيا مع الفينيقيين ، وبعد ذلك دخل للديانة المسيحية ، والتي آمن بها العديد من القبائل مثل البرانس ، ومن أشهر الأمازيغ المسيحيين أريوس ، وبعدها ظهر الإسلام والفتح العربي ، ودخل عدد كبير من القبائل في الإسلام ، ومن أشهر الشخصيات الإسلامية " ابن بطوطة وعباس بن فرناس ويوسف بن تشافين ومحمد عبدالكريم الخطابي ومالك بن نبي " .

اقرأ المزيد حول الأمازيغ وتقويمهم المختلف عن التقويم الميلادي ...

ماذا تعرف عن الأمازيغ ؟ وما هو أصلهم ؟  تصميم الصورة : وفاء المؤذن

* تقويم الأمازيغ 

الغريب أن الأمازيغ لهم تقويم خاص ويعتبرون أنفسهم حالياً في سنة ٢٩٧٢ م حسب التقويم الأمازيغي ، ويتم إحياء رأس السنة الأمازيغية في ١٣ يناير ، وهذا الوقت الذي انتصر فيه شيشنق على رمسيس الثالث .

ويسبق التقويم الأمازيغي التقويم الميلادي ٩٥٠ سنة تقريباً.

* ومن عادات الأمازيغ 

 عادت السلوكت : وهي احتفال خاص بقراءة القرآن في حفل جماعي ، ويتم فيها إنشاد قصيدة البوردة والهمزية للإمام البصري باللغة العربية. 

- عادة التركيز : وهذا إلقاء أو إنشاد الأشعار العربية بطريقة خاصة في وسط مجموعة كبيرة . 

- التعليم الليلي : وهذا يكون عبارة عن دروس مسائية في المساجد .

- التعليم النهاري : ويتم فيها تحفيظ القرآن والقراءة والكتابة باللغة العربية وتعليم الصلاة.

* من العادات والموروثات الأمازيغية أيضاً 

في رأس السنة الأمازيغية تقوم النساء بوضع ثلاث لقمات قبل النوم في سطوح المنازل ، وهذا رمز للشهور الأولى من السنة يناير وفبراير ومارس ، ويقومون برش المكان ملح واللقمات بالملح ، اعتقاداً في سقوط المطر ويقوم الأمازيغ بتحضير أطباق وولائم في احتفال رأس السنة  ويضعه في أحد الأطباق نواة بلح ، و الذي يعثر عليها يكون هو المحظوظ طوال السنة ومفاتيح القبيلة كلها تحت أمر تصرفه. 

* ومن الطقوس القديمة عندهم 

- طقس التطهير : وهو التخلص من كل الأشياء القديمة والغير نافعة من أدوات وأشياء واستبدالها بالجديد. 

- طقس الصيدلة : وفيه يقومون بجمع النباتات الموجودة في هذا الفصل من السنة ، وتحضير الأدوية منها و المنتجات الطبيعية.

- طقس التغذية : وهو عبارة عن حفل كبير ، وإعداد أطباق متنوعة من المحاصيل المتوفرة ، وإدخار جزء كبير منها للشتاء.

- أما في الزواج : فله خطوات خاصة تبدأ بضرب الأجراس في القبيلة ، لكي يعلن والد العريس عن الاحتفال ، وهنا تذهب كل نساء القبيلة لبيت والدة العريس ، ومعهم كميات كبيرة من |القمح واللوز| ، ويبدئن في تحضير وليمة كبيرة وذبح بقرة أو أكثر في بيت العروس.

* أسطورة الزواج عند الأمازيغ 

من الأساطير الخاصة بالزواج هي أسطورة حضارية عندهم تتحدث عن العروس والعريس ، وتقول أنه كان هناك شاب اسمه موحا من قبيلة ايت ابراهيم ، وفتاة تدعى حادة من قبيلة ايت اعز ، كان بين القبيلتين عداوة وتم منع الزواج بين الحبيبين .

فقام الشاب برمي نفسه في بحيرة تسلت ، وبعدها رمت الفتاة نفسها في بحيرة اسلي ، ولذلك يفضل الأمازيغ تزويج الشباب في هذه الذكرى وهذا اليوم .

يمتلك الأمازيغ ثقافة رائعة ، وهذا يظهر من خلال العادات والتقاليد والملابس التي يصنعوها غالباً من الصوف ، وتكون عبارة عن غطاء رأس مخروطي.

* علم الأمازيغ 

العلم الأمازيغي يحتوي على ثلاث ألوان ، الأزرق والأخضر والأصفر ، وفي المنتصف حرف الزاي باللون الأحمر.

وهذا يكون أهم وأشهر ما يدور حول الأمازيغ من حضارة وتاريخ ونشأة وعادات.

 شاركنا رأيك في التعليقات 

رهف ناولو

 حضارات وشعوب خالدة (الفينيقيون)
(الجزء الثالث)

حضارات وشعوب خالدة (الفينيقيون) - الجزء الثالث تصميم الصورة : وفاء المؤذن

تكلمنا في المقال السابق عن فترة مابعد الاسكندر الكبير والتنظيم السياسي للدولة الفينيقية وسنتابع في هذا المقال ..

المواسم والاحتفالات لدى الفينيقيين:

احتفل الفينيقيون بموسمين رئيسيين: الأول هو موسم البهجة والفرح، وكان مع بداية فصل الربيع الذي يرمز إلى ولادة أدونيس، إله الشمس، من جديد. أما الموسم الثاني، فكان موسم الحزن والكآبة، وكان وقته في فصل الخريف الذي يرمز إلى موت الإله أدونيس، وتعود أصول هذين الموسمين إلى اسطورة الإله أدونيس، الذي لقي حتفه بسبب وحشٍ بريٍّ في غابات نهر إبراهيم، فراحت الغابات تتوسل للإله "موت" إله العالم السفلي لإحيائه، فرقَّ لها وأعاده للحياة، فأصبح نهر إبراهيم مقدساً لدى الفينيقيين.

حياة ما بعد الموت:

لم يؤمن الفينيقيون بالحياة الآخرة، بل اعتقدوا بأن الروح تبقى مجاورةً لصاحبها في حالةٍ من السكينة والهدوء، فهي لا تفنى، وكانوا يدفنون ملوكهم وأشرافهم في نواويس حجرية، أما عامة الشعب فكانوا يُدفنون في توابيت من الخشب، وكان اسم الميت ينقش على قبره، ويُدفن معه كل ما يحتاجه الحي من مؤنٍ وحليٍ وأوانٍ، وكان أقرباء الميت يزورونه ويضعون على قبره الزهور والأطعمة اعتقاداً منهم بأن ذلك سيدخل السرور إلى روحه.

آلهة الفينيقيين:

ذكرنا بأن الفينيقيين اعتمدوا على التثليث في معتقداتهم، فكان لكل مدينةٍ ثلاثة آلهة، الأول هو الإله العجوز الذي يتمتع بالحكمة، والثاني هو الأم، والثالث هو الابن القوي المفعم بالحياة، ففي جبيل، نجد إيل وبعلة جبيل الأنثى، وأدونيس الشاب، وفي صيدون كان بعل صيدون وعشتروت وأشمون، أما في صور فنجد بعل شميم وعشتروت وملكارت، كما تكمر الآثار الكثير من الآلهة الأخرى في مدن متفرقة.

حضارات وشعوب خالدة (الفينيقيون) - الجزء الثالث تصميم الصورة : وفاء المؤذن

العلوم عند الفينيقيّين:

لا شك بأن الأبجدية هي أعظم ما قدمه الفينيقيون للبشرية، ولكنهم نبغوا أيضاً في كثيرٍ من العلوم، وخاصةً علم الفلك والحساب الضروريين للملاحة البحرية والتجارة، ولعل القرطاجيين أول من عرف الأوراق النقدية مستعملين جلود الحيوانات لصناعتها، كما عرفوا خطوط الطول والعرض، واعتمدوا على نجم القطب الشمالي لتحديد الاتجاهات، وكانت السفن الفينيقية تحفةً فنيةً حقيقيةً في غاية الدّقة والاتقان والجمال.

 الفن الفينيقي:

 لم يتخلص |الفن الفينيقي| من الاقتياس وتقليد الآخرين، حتى مطلع الألف الأولى قبل الميلاد، فأصبح له طابعه الخاص، وتجلّى في صناعة الأقمشة المطرّزة المصبوغة باللون الأرجواني المستخرج من أصداف البحر، وصناعة الخزف التي برعوا فيها، فجعلوا الكؤوس والقوارير على شكل تماثيل مزيّنةٍ بالنقوش و الألوان، كذلك برعوا في صناعة النقود والأختام وأدوات الزّينة، كما برعوا في فنِّ النحت الذي برز في تيجان الأعمدة والمسلات واللوحات الرائعة، أما في مجال البناء، فقد ظهرت عبقريتهم في هندسة المعابد والهياكل والقصور، وهياكل السفن الحربية والتجارية. كذلك اهتم الفينيقيون بالموسيقى والغناء وكان العود أحد آلاتهم الموسيقية.

آداب الفينيقيين:

منذ اكتشاف مدينة |أوغاريت| السورية، تم العثور على الكثير من الألواح الحجرية المشيرة إلى مختلف علوم وفنون وآداب |الفينيقيين|، ومن أشهر آدابهم ملحمة "بعل – كارت – أقهات بن دانيال" المكتوبة في القرن الرابع عشر قبل الميلاد، ولكن معظم انتاج الفينيقيين الأدبي كان على ورق البردي، فلم يبقَ منه شيء، ولكن المكتشفات الحجرية القليلة تؤكد بأن الفينيقيين كانوا رجال علمٍ وفنٍ وأدبٍ، ولم يكونوا مجرّد تجّارٍ كما حاول البعض تصويرهم.

إذا أردت إنصاف الفينيقيين فانشر المقالة.

سليمان أبو طافش🔭