عرض المشاركات المصنفة بحسب مدى الصلة بالموضوع لطلب البحث الأهرامات المصرية. تصنيف بحسب التاريخ عرض كل المشاركات

مؤسسة سطر لصناعة المُحتوى العربي 11/01/2021 07:12:00 م

 قصة الحضارة كما ترويها مصر القديمة - الجزء الأول

قصة الحضارة كما ترويها مصر القديمة - الجزء الأول
 قصة الحضارة كما ترويها مصر القديمة - الجزء الأول
تصميم الصورة : وفاء مؤذن



لطالما أذهلتنا |الحضارات القديمة| بآثارها وجمالها وعبقرية بنّائيها، ولعلّ |الحضارة المصرية| هي أولها وأكثرها تأثيراً بنا، نظراً لكثرة الآثار المكتشفة فيها، وكثرة الألغاز التي تكتنفها، وكثرة الحكايات والأساطير التي تحيط بها. 

وقد بقيت معظم الحقائق التي نعرفها اليوم عن الحضارة المصرية القديمة، مجهولةً لزمنٍ طويلٍ جداً، حتى تمكن الفرنسي شامبليون من فك رموز الكتابة |الهيروغليفية| بعد اكتشاف حجر الرشيد، لينفتح أمام البشرية تاريخٌ عريقٌ موغلٌ في القدم، هو تاريخ الحضارة المصرية القديمة.


ما هو حجر الرشيد:

في 1977 وخلال الحملة الفرنسية على مصر، تمّ العثور على لوحٍ حجريٍّ من البازلت في مدينة الرشيد الواقعة على مصب |نهر النيل| في البحر الأبيض المتوسط، فسميَّ بحجر الرشيد، وهو موجودٌ الآن في المتحف البريطاني بلندن، بعد أن استولت عليه القوات البريطانية عام 1801 على أثر انتصارها على الفرنسيين في مصر، ويحتوي الحجر على نصٍ مكتوبٍ بثلاث لغاتٍ هي الهيروغليفية والقبطية والاغريقية، وذلك ما مكّن العالم الفرنسي شامبليون من فك رموز اللغة الهيروغليفية في عام 1822، وفسح المجال لقراءة وفهم الكثير من النصوص التي سمحت بمعرفة الكثير عن الحضارة المصرية القديمة.


معجزة الأهرامات:

ما أكثر الأسئلة التي تدور حول |الأهرامات|، وما أكثر الغموض التي يكتنفها، فلماذا بنيت الأهرامات بصخورٍ ضخمةٍ جداً؟ وكيف رفعت تلك الصخور؟ وكيف حفرت الأنفاق تحت الأهرامات بكل تلك الدَّقَّة والاستقامة؟ 

ورغم العدد الهائل من المخطوطات والرسومات والأحافير المكتشفة في مصر، فإنه لا يوجد دليلٌ واحدٌ يشرح كيفية بناء الأهرامات، ورغم أن أهرامات الجيزة هي الأشهر، إلا أن مصر تمتلك الكثير من الأهرامات العملاقة مثل أهرامات دهشور والفيّوم، وجميع الأهرامات موجودةٌ غرب وادي النيل، وتتوزع على عشر مجموعاتٍ أساسية، ويزيد عددها عن المئة.


بَدْء الحضارة المصرية:

بدأ تاريخ الحضارة المصرية بعد توحيد الملك نعرمر لشطري مصر سنة 3300 قبل الميلاد، واعتبر المصريون القدماء بأن الغرب هو موطن الموت لأنه مكان غروب الشمس، فبنى المصريون مقابرهم غرب النيل، وكانت في البداية على شكل مساطب طينية، ثم أصبحت مساطب حجرية، ثم أصبحت على شكل عدة مساطب فوق بعضها البعض، بما يشبه الهرم المدرّج، ثم سرعان ما أصبحت المقابر على شكل أهرامات، ويعتبر هرم زوسر( المعروف أيضاً بهرم سقارة) أقدم هرمٍ معروفٍ وهو على شكل مساطب (هرم درجي)، ومن أشهر الملوك في بناء الأهرامات هو الملك سينيفرو، أول ملوك الأسرة الرابعة، والذي تنسب إليه ثلاثةٌ من أضخم الأهرامات في دهشور، وما يميّز هذه الأهرامات عن سابقتها أنها ليست مكونة من مساطب، إضافةً لضخامتها وضخامة الأحجار المستخدمة في بنائها، ودقة تصميمها.

اقرأ المزيد ...

بقلمي سليمان أبو طافش ✍️

مؤسسة سطر لصناعة المُحتوى العربي 3/16/2022 05:43:00 م
امرأة ماتت وعادت للحياة- الجزء الثالث- تصميم الصورة وفاء مؤذن
امرأة ماتت وعادت للحياة- الجزء الثالث
 تصميم الصورة وفاء مؤذن
- تحدثنا فيما الجزء السابق كيف أصبحت دورثي تشعر بالانتماء إلى مكان آخر بعيد كل البعد عن المكان الذي ولدت فيه، سواء من حيث الدين أو الثقافة وحتى التاريخ والعادات، فهو مختلف اختلاف كُلي عن أصولها. 

قصة دورثي مع معبد الفرعون سيتي 

- وبعد أن اعتبرت نفسها كانت تتقن |الهيروغليفية| برموزها ومعانيها، وقع نظرها في إحدى الأيام على صورة لبقايا |معبد الفرعون سيتي الأول|، والذي كان موجود في مدينة أبيدوس المصرية القديمة، وكلما رأت هذه الصور كانت تشير بيدها وتقول هذا منزلي. 

- كان المعبد عبارة عن مبنى كبير، يوجد فيه أعمدة  يشبه تماماً المبنى الذي كانت تراه في أحلامها، وكانت مقتنعة بأن هذا هو نفس المكان الذي تراه، وكانت تبحث عن الحديقة التي كانت تراها في حلمها، وتسأل أين الأشجار والمكان الساحر، وكأنها لم تستوعب أن هذا المكان عمره آلاف السنين، وإذا كانت موجودة بالفعل سابقاً، فمن الطبيعي أن تختفي بعد مرور كل هذه السنوات. 

- وأيضاً كانت ترى صور لمومياء الفرعون سيتي الأول، وكان مؤسس هذا المعبد، وكانت تدعي بأنها تعرفه شخصياً، واستمرت دورثي تتعمق أكثر في الحضارة المصرية، وتدرس وتبحث عنها أكثر فأكثر خلال سنوات حياتها، وأصبحت قادرة على قراءة وكتابة الرموز الهيروغليفية، واكتسبت خبرة في الثقافة والحضارة المصرية القديمة في عمر صغير جداً. 

الكابوس الذي كان يؤرقها 

- واستمرت دورثي برؤية تلك الأحلام التي تعلقت بها بشدة، ولكنها أصبحت ترى كابوس متكرر، حيث كان ترى نفسها في مكان مظلم ويقف أمامها |كاهن معبد|، والواضح من شكله أنه كان كبير الكهنة هكذا كان تصورها عنه، وكان يسألها ويستجوبها بطريقة قاسية وعنيفة، وفي كل مرة كانت ترفض الإجابة وترفض أن ترد عليه ولو بكلمة، وفي كل مرة كان يضربها بشدة أكثر، ومن خلال أحداث القصة سنفهم سر هذا الكابوس. 

- زواجها في عمر السابعة والعشرين 

بسبب بحوثها ودراستها عن الحضارة المصرية القديمة، أدت هذه الظروف إلى التقائها برجل مصري يدعى إمام عبد المجيد، والذي كان يعمل كمدرس للغة الإنكليزية في ذلك الوقت، وعندما التقى بها وقع في حبها وطلب منها الزواج به، والتي وافقت على الفور من دون تردد ولا أحد يعرف سبب قبولها الزواج منه، هل حباً به أم لأنه من أصول مصرية وبذلك سوف تتاح لها الحياة في مصر بطبيعة الحال، والتي كانت تعتبرها موطنها الأصلي بالرغم من أنها لم تسافر إليها طول حياتها، والجواب الحقيقي ظل سراً. 

- وصولها إلى مصر 

بعد أن تزوجت دورثي وسافرت إلى مصر، وفي اللحظة الأولى من وصولها نزلت على الأرض وقبلتها، وقالت أخيراً وصلت لمنزلي. وبعد فترة قصيرة رزقت هي وزوجها بطفل وأصرت على أن تسميه سيتي تيمناً بالفرعون سيتي الأول. 

وبسبب ذلك أُطلِق عليها لقبها الأشهر أم سيتي، 


قصتها مع الروح المصرية القديمة. 

- بعد مرور فترة على وجودها في مصر، بدأت تدعي بأن هناك روح مصرية قديمة تزورها في أحلامها، ويطلق عليها اسم حور راع هذا ما أخبرتهم به دورثي، وقالت بأن هذه الروح في الواقع هي روح الفرعون سيتي الأول. 

- حيث بدأت هذه الروح تخبرها عن حياتها السابقة، ولم تكن هذه الروح تزورها في الأحلام فقط، بل كانت تتهيأ لها في الواقع وتراها، وكأنها في حالة من الوعي واللاوعي في نفس الوقت، مثل الشخص الذي يمشي في نومه. 

- كانت تكتب كل ما تقوله لها هذه الروح على ورق باللغة الهيروغليفية، حتى عندما يحاول زوجها أن يناديها وهي تكتب كانت لا تستجيب أبداً، وكأنها في عالم آخر بعيد كل البعد عن عالمها ومعزول عن العالم الحقيقي. 

القصة التي أخبرها بها حور راع 

- كتبت دورثي حوالي سبعين صفحة باللغة |المصرية القديمة|، تصف فيها القصة التي كان حور راع يسردها عليها حسب ادعاءها. حيث تقول القصة: أن روح دورثي الملقبة بأم سيتي هي روح كاهنة مصرية قديمة من عصر |الفراعنة| اسمها بنت رشيد، وقصة هذه الكاهنة أن عائلتها تركتها عندما كانت طفلة على باب المعبد، وعندما بلغت عمر الثانية عشر خبرها كاهن المعبد، إما أن تغادر المعبد وتعيش حياتها بحرية دون تدخل أحد أو أن تظل كاهنة في المعبد بشرط أن تقسم وتنذر النذور بأنها ستبق عذراء مدى حياتها. 

-وبما أنها كانت طفلة صغيرة في ذلك الوقت، وكان شبه مستحيل أن تحيا لوحدها وهي لم تعرف شيء في هذا العالم سوى المعبد، فقررت أن تبقى في المعبد وتقطع النذور والعهود على أن تبقى عذارء. 

- ولكن بعد ذلك بعدة سنوات، التقت بالفرعون سيتي الأول ووقعوا في حب بعضهما البعض، وهذا الحب بينهما جعلهم يقعون في الحرام. وبعد فترة قصيرة اكتشفت أنها حبلى بطفله، وعندما علم الكاهن بهذا الخبر قام بسجنها في قبو المعبد، وخضعت للاستجواب أمام الكاهن الأعلى في المعبد والذي قطعت أمامه العهود بأن تحافظ على عذريتها. 

- وبدأ الكاهن يستجوبها ويسألها عن الشخص الذي تحمل طفله، لكنها رفضت أن تتكلم حتى لا تفضح الفرعون سيتي الأول، واستمر الكاهن في استجوابها عن طريق الضرب والتعنيف لفترة طويلة. وهو نفس المشهد الذي كانت تراه على شكل كابوس في أحلامها وتستيقظ وهي تبكي وتصرخ. 

- وكانت نهاية الكاهنة بنت رشيد أنها فضلت قتل نفسها والانتحار على أن تفصح عن اسم الشخص الذي تحمل طفلها منه، حفاظاً على سمعة الفرعون سيتي الأول. 

وهذه هي القصة التي رواها حور راع لأم سيتي خلال سنة كاملة، عندما كان يزورها في أحلامها، وكانت تكتبها على ورق باللغة |الهيروغليفية|. 

ردة فعل زوجها على مايحدث معها. 

- أصابت زوجها حالة من القلق والخوف من أم سيتي، وخصوصاً عندما كانت تراودها تلك الأحلام والتجليات، وبسبب ما كان يصيبها قرر الإمام عبد المجيد الانفصال عنها. وبعد أن انفصلت أم سيتي عن زوجها ظل ابنها معها، وانتقلت إلى محافظة الجيزة في منطقة تدعى " نزلة السمان"، والتي تقع بالقرب من |الأهرامات المصرية|، وفي تلك الفترة التقت بعالم الآثار المصري الدكتور سليم حسن، والذي يعتبر أحد أشهر علماء التاريخ في مصر، والذي أصابته الدهشة من معرفتها العميقة بالحضارة المصرية القديمة. 

- حياتها المهنية مع الدكتور سليم حسن 

- عندما رأى مدى إطِّلاعها ومعلوماتها الثقافية عن |الحضارة المصرية|، قرر أن يوظفها عنده كمساعدة، وبذلك تكون أم سيتي أول امرأة تتوظف في قسم الآثار المصرية، وبسبب المكان الذي تواجدت فيه تمكنت من الالتقاء بالعديد من علماء الآثار المصريين وكونت علاقات كبيرة معهم. 

-وبعد وفاة عالم الآثار الكبير الدكتور سليم حسن، توظفت دورثي عند عالم آثار آخر اسمه أحمد فخري، والذي كان يطلق  عليه لقب "شيخ الأثريين" في ذلك الوقت من شدة ثقافته ومعرفته في هذا المجال. وقام بتخيير أم سيتي بين وظيفتين الأولى في مكتب سجلات الآثار في القاهرة وكانت  بمردود مادي جيد، أما الوظيفة الثانية كانت رسامة أثرية في أبيدوس معبد الفرعون سيتي الأول. المبنى الذي طالما اعتبرته منزلاً لها، وطالما كانت تشعر بالحنين إلى ذلك المكان. 

-وبدون تردد اختارت أن تكون رسامة في معبد أبيدوس بالرغم من المردود المادي الضئيل، ومجرد ما دخلت المعبد قالت من المؤكد أنني كنت أعيش هنا، وكانت تتكلم عن معرفتها لهذا المكان وخباياه. 

 الاختبار الذي خضعت له أم سيتي. 

- قرر رئيس قسم الآثار في المعبد، أن يجري لها اختبار ليتأكد إذا كانت تعرف المكان كما تدعي، وبالطبع كانوا على علم بقصتها الغريبة وماتدعيه، حيث كانت منتشرة ما بين المختصين وعلماء الآثار. 

- تم أخذها إلى غرفة مظلمة وجعلوها تقف أمام لوحات جدارية، وطلبوا منها أن تتعرف على هذه اللوحات من غير أن تراهم، فكان يجب عليها أن تتعرف عليهم من خلال المكان الموجودة فيه، وبالفعل تمكنت أم سيتي من التعرف على جميع اللوحات. وقد يقول أحدهم أنها ربما دخلت المعبد من قبل، ولكن حسب المعلومات الموثقة بأنها كانت أول زيارة لها للمعبد، ولم يتم نشر أي معلومات عن هذه اللوحات سابقاً. 

الاكتشافات التي ساهمت بها أم سيتي 

- استمرت أم سيتي في عملها في المعبد بعد تلك التجربة لعدة سنوات، حتى أنها ساهمت في العديد من الاكتشافات في المعبد، وأهم انجاز قامت به هو أنها حددت موقع الحديقة التي كانت دائماً تراها في أحلامها، والتي اختفت بعد مرور آلاف السنين على هذا المكان، وأخبرتهم بأن لقائها الأول مع الفرعون سيتي كان في هذه الحديقة، وبالفعل بعد قيامهم بالحفر في ذلك المكان، وجدوا آثار الحديقة مدفونة تحت هذا المكان وكانت بنفس الوصف ونفس توزيع الأحجار. 

- ساهمت أيضاً في اكتشاف أنفاق تحت الجانب الشمالي من المعبد، حيث أخبرتهم بأن يحفروا ووصفت لهم ماذا سوف يجدون، وبالفعل وجدوا أنفاق بنفس الوصف تماماً. 

- وساهمت في اكتشاف آخر وهو ضريح في أحد أماكن المعبد،  كانوا يسمونه |وادي الملوك|. 

- كان أمر أم سيتي محير على جميع المستويات، علماء الآثار لم يكن لهم القدرة على استيعاب ما فعلته، وبنفس الوقت لم يكن لديهم أي استعداد على قبول كلامها، بأن بداخلها روح الكاهنة الفرعونية القديمة التي عاشت في هذا المعبد. ولم يكن لديهم أي تفسير للاكتشافات التي ساهمت بها. 

وفي الختام فقد كانت أم سيتي ظاهرة محيرة بكل ما تعنيه الكلمة من معنى، وبشهادة الكثير من علماء الآثار المصريين، وكانت تتمنى أن تدفن في هذا المعبد بعد وفاتها، وبنت ضريح لها وطلبت أن تدفن فيه، ولكن بعد أن توفيت في عام ١٩٨١ رفضت السلطات المصرية أن تحقق لها رغبتها، وتم دفنها في الصحراء في إحدى المقابر القبطية. 

وفي الحقيقة لم يعرف أحد ما هو التفسير المنطقي لقصة أم سيتي والأحداث التي حصلت معها، فهل كانت ضربة حظ، أم أنها سلسلة من الخدع، ما رأيكم في الموضوع شاركونا رأيكم. 

بقلمي: تهاني الشويكي

مؤسسة سطر لصناعة المُحتوى العربي 3/27/2022 08:38:00 م

أسرار خفية حول بناء الفراعنة للأهرامات
 أسرار خفية حول بناء الفراعنة للأهرامات 
تصميم الصورة ريم أبو فخر 

 أهرامات الجيزة وهي واحدة من المنشآت التي حيرت العلماء والباحثين لقرون كثيرة، وخاصة الهرم الأكبر هرم خوفو، والذي يتكون من مليونين وثلاثمئة ألف حجر، ووزنها ثقيل جداً حيث يتعدى وزن الحجر الواحد ٧٠ طن، والهرم مرتفع جداً ويصل تقريباً إلى ١٥٠ متر.

ولكن كيف استطاع الفراعنة رفع هذه الحجار بوزنها الثقيل وبهذا الارتفاع

 تعد هذه المهمة صعبة جداً ولو حتى في عصرنا الحالي مع وجود التكنولوجيا والمعدات وأساليب البناء الحديثة، فكيف استطاعوا بناء هذا المنشأ الضخم قبل أربعة آلاف سنة ولم يكونوا يمتلكون معدات ولا تكنولوجيا، فقط كانوا لديهم بعض الأدوات المعدنية والأخشاب، والأغرب من ذلك أنهم كيف استطاعوا تثبيت أحجار الأهرام فوق بعضها من دون استخدام مواد لاصقة أو حتى الأسمنت.

ما هي الطريقة التي بنوا فيها هذه الأهرامات؟

لمعرفة طريقة بناء الفراعنة للأهرامات، هناك عدة نظريات بعضها مقبول وبعضها مرفوض تماماً والبعض الآخر طريف.

وواحدة من هذه الفرضيات التي تتبنى فكرة أن الذين بنوا الأهرامات المصرية هم المخلوقات الفضائية، وبالرغم من أن الفكرة مضحكة بالنسبة للبعض، إلا أنها انشرت مجموعة من الدراسات والأبحاث تؤكد هذه الفرضية، وبعض الناس على يقين تام أن الفضائين هم من بنوا الأهرامات، ومن الطبع أن هذه النظرية غير منطيقة بالتأكيد ومجرد فرضية.

ومن النظريات الغريبة أيضاً و المنتشرة بين بعض الناس، بأن الفراعنة كانوا عمالقة وأجسادهم طويلة، وبحسب رأيهم أن ناس عمالقة مثلهم من السهل عليهم رفع هذه الحجارة ونقلها من مكان لآخر، حيث قاموا ببناء |الأهرامات| بكل بساطة، ومن الطبع أن هذه النظرية غير صحية أيضاً، لأن الفراعنة لم يكونوا عمالقة بدليل أجساد |مومياء الفراعنة|.

القصة التقليدية لبناء الفراعنة للأهرامات 

و تكمن في أن الفراعنة قاموا في نقل الحجارة من جنوب مصر إلى مكان بناء الأهرامات، وقاموا في نقل ٢ مليون من الحجر ووزنهم بالأطنان، ثم صمموا ساتر ترابي حول الهرم، ومن ثم قاموا في جر الحجارة على الساتر فوق بكرة اسطوانية من الخشب وشدوها بالأحبال إلى الأعلى عن طريق الثيران والعمال، وثم قاموا بناء الأهرامات. 

ولكن بشكل علمي حتى يتم تنفيذ هذه الطريقة، من المفروض أن يكون هذا الساتر الترابي خرسانة مسلحة، لأن ساتر من التراب مستحيل أن يتحمل وزن ٧٠ طن يتحرك عليه، لأنه وبكل بساطة سوف يهبط وينهار، وحتى بكرة الخشب لا تستطيع أن تتحمل وزن هذه الأحمال، ومن المؤكد أنهم بحاجة إلى عجلات صلبة وقوية جداً حتى تتحمل هذه الأطنان، وهذا يعني بأن طريقة الساتر الترابي والبكرة الخشب غير منطيقة على الإطلاق.

أسرار خفية حول بناء الفراعنة للأهرامات
 أسرار خفية حول بناء الفراعنة للأهرامات 
تصميم الصورة ريم أبو فخر 

الفرضيات الحديثة 

بعض من الفرضيات التي ظهرت حديثاً في محاولة لتأكيد النظرية السابقة، بأن الفراعنة وأثناء شد الحجارة الموجودة فوق بكرة الخشب كانوا يقومون في رش الماء عليها حتى يتم تسهيل حركة البكرة، ويخفف من القوة التي يحتاجونها لتحريك الحجر إلى النصف تقريباً.

أما بالنسبة إلى طريقة نقل ٢ مليون طن من الأحجار الضخمة من جنوب مصر إلى الجيزة، فالباحيثن رحجوا أن المنطقة الصحراوية التي يوجد فيها الهرم كانت عبارة عن منطقة نهرية، وكان فيها قنوات وتفرعات متعددة من |نهر النيل|، وبالتالي تم نقل الحجارة عن طريق الماء، ولكن كل ذلك غير مؤكد وعبارة عن تبرير للطريقة السابقة.

كيف استطاعوا رفع هذه الحجار الضخمة إلى الارتفاعات الكبيرة من دون أي رافعات أو طائرات أو معدات حديثة؟

ولكن لم نجد أي إجابة عن السؤال، فهل من الممكن أن الفراعنة مثلاً كانوا يمتلكون جهاز يستطيعون من خلاله إلغاء الجاذبية من مكان معين ويرفعون الحجار بسهولة.

كيف أن حجار الهرم مثبتة ببعضها من دون استخدام مواد الاسمنت؟

فكانت الإجابة، بأنهم قاموا بتثبيت الحجار فوق بعضها عن طريق خلخلة الهواء، والتي تعني بأنهم يضعون حجرين فوق بعضهم ثم يقومون في تفريغ ذرات الهواء الموجودة بين الحجرين، وبالتالي تتثبت الحجار فوق بعضها وكأن بينهم مادة لاصقة.

ولكن أيضاً هذا الكلام عبارة عن توقعات، ولا يوجد أي دليل واضح، لأن تفريغ الهواء يحتاج إلى تقنيات متقدمة.

كيف استطاعوا أن يجعلوا سطح الحجارة مستوية بهذه الدقة؟ 

أحجار الهرم على شكل مكعبات ومستطيلات ومتوازيات منتظمة الشكل، ومن المفروض أن هذه المكعبات منحوتة، وتسوية سطح ٢ مليون حجر يحتاج إلى مجهود خيالي، وعمالة غير عادية، وبالتالي فكرة نحت الصخور فكرة غير منطقية.

ولكن المكعبات الصخرية التي تم بناء الهرم بها انصبت في مكانها بنفس طريقة صب الخرسانة تماماً، حيث أن |الفراعنة| كان لديهم طريقة خلطة معينة تكوّن صخر مصطنع وهو أشد صلابة من الخرسانة التي نستخدمها في يومنا هذا، وهذه الخلطة كانت عبارة عن طين وبعض من المواد الكيمائية التي يتم تسخينها، وبعدما يجف هذا الخليط يكون مثل الصخر الطبيعي تماماً، ويستطيع أن يُعمر لآلاف السنين.

كيف توصل العلماء إلى هذه النظرية 

البداية كانت عندما قام مجموعة من العلماء في البحث عن غرفة سرية داخل الهرم، وعرضوا الهرم بالكامل إلى مجموعة من الأشعة، وفجأة بدأت الأجهزة في عرض نتائج متضاربة وغير منطقية، مع أن الأجهزة غير معطلة وسليمة، ولكن التفسير الوحيد كان بسبب وجود كمية كبيرة من الماء داخل الصخور، وعلماً أن هذه الكمية الكبيرة من الماء من غير الممكن أن تكون موجودة في صخور طبيعية، وهذا كان السبب وراء فكرة أن هذه الصخور مصنّعة أو صخور تم بنائها.

ومن ثم قام أحد العلماء في إجراء تجربة عملية في محاولة للوصول إلى خلطة تشبه هذه الخلطة، والتجربة نجحت وحصل على نتائج ايجابية، وبالفعل استطاع تصنيع صخور بالأحجام الكبيرة نفسها ومتلاصقة مع بعضها البعض.

وحالياً القائمين على البحث يحاولون في الوصول إلى الخلطة التي استخدمها الفراعنة، وهذه الخلطة هي واحدة من الأسرار الكثيرة التي عرفوها الفراعنة، مثل ما كانوا يعرفون بالفلك والكيمياء و|التحنيط|.

ربا البقاعي

مؤسسة سطر لصناعة المُحتوى العربي 11/01/2021 07:14:00 م

قصة الحضارة كما ترويها مصر القديمة - الجزء الثالث


قصة الحضارة كما ترويها مصر القديمة - الجزء الثالث
قصة الحضارة كما ترويها مصر القديمة - الجزء الثالث
تصميم الصورة: وفاء مؤذن

استكمالاً لما تكلمنا في مقال سابق حول قصة الحضارة كما ترويها مصر القديمة


تجربة مذهلة غير مفهومة:

في بداية القرن التاسع عشر، ظهر شخصٌ في ولاية فلوريدا، وادّعى بأنه اكتشف سر بناء الأهرامات المصرية، وزعم بأن السرَّ يكمن في |الطاقة المغناطيسية|، و لم يقدّم أية تفاصيل عن ذلك، ولكنه ترك خلفه قلعةً من الصخور الضخمة التي حيّرت كل من شاهدها، ففيها بابٌ حجريٌّ عملاقٌ بوزن تسعة أطنان، ومجموعة صخورٍ ضخمةٍ مرفوعةٍ على عوارض حجريةٍ تصل كتلتها إلى أكثر من عشرين طناً، وبرج يشبه المسلة بارتفاع ثمانية أمتار ووزن يصل إلى أكثر من ثلاثين طناً، وقد نُحتت وبُنيت بطريقةٍ تجعل الناس يندهشون من كيفية رفعها ووضعها بذلك الشكل، خاصةً وأن الرجل كان يعيش وحيداً، وقد ادّعى جيرانه بأن أجزاء القلعة كانت تظهر فجأةً دون أن يشعروا بعملية بنائها، وقد توفي ذلك الرجل سنة 1851 دون أن يفصح عن حقيقة السر الذي اكتشفه، وبما أنّه لم يترك وراءه من يرثه، فقد تم تحويل القلعة إلى مزارٍ سياحي باسم قلعة الصخور، وقد حاول الكثيرون معرفة سر القلعة وكيفية بنائها، وعلى الأغلب أنه استخدم نفس الطرق التي استخدمها قدماء المصريين، وقد تكون الطاقة المغناطيسية هي المفتاح لحل اللغز، ولكن لا يوجد أي دليلٍ يشير إلى معرفة المصريين القدماء لهذه الطاقة واستخداماتها. ولكن مهما كانت الطرق والوسائل والآليات المستخدمة لبناء الأهرامات، فإنه من المؤكد بأنها لم تزل مجهولةً من قبلنا حتى الآن.


ما هو أبو الهول؟

هو تمثالٌ حجريٌّ ضخم، بجسد أسدٍ و رأس إنسان، مصنوعٌ من الحجر الكلسي فوق هَضْبَة الجيزة قرب الأهرامات، وقد أُطلقت عليه عدة تسمياتٍ من قبل المصريين مثل حورس الصقر، أو حارس الأهرامات، ومن المرجّح أن يكون أصله مقلعاً لاستخراج الحجارة المستخدمة لبناء المعابد والأهرامات، ويبلغ طوله 73.5 متر، وعرضه 19.3 متر، وأقصى ارتفاع له 20 متر، ولذلك فهو أكبر تمثال على الأرض لا زال قائماً حتى الآن، وهو أقدم المنحوتات المعروفة رغم الجدل الكثير الذي يدور حول تاريخ بنائه واسم بانيه والغاية من بنائه.


كسوة تمثال أبو الهول:

يزيّن رأسَ التمثال غطاءٌ ملكيٌّ يشبه ما كان يضعه الملوك المصريين القدماء، ومن المعتقد بأن التمثال بالكامل كان ملوناً ومزيناً بالنقوش، وما يدل على ذلك وجود بقايا لبعض الألوان الأصلية قرب إحدى أذنيه، ولكن |عوامل الزمن| والتعرية والإهمال عبر العصور فعلت فعلها في إتلاف التمثال وزينته.


بناء أبو الهول:

لا زال الباحثون مختلفون حول زمن بناء |أبو الهول| وشخصية بانيه والسبب الحقيقي وراء بنائه، فهناك من ينسبه إلى الملك خوفو صاحب |الهرم الأكبر|، والبعض الآخر ينسبه إلى ابنه خفرع، ولكن بعض الأدلة تشير إلى أن بناءه أقدم من ذلك بكثير.

وأياً كان باني أبي الهول، فإن المؤكد بأن بناءه قد استغرق حوالي ثلاث سنواتٍ، وقد اشترك في بنائه أكثر من مئة نحّات وعامل، استخدموا لبنائه المطارق الحجرية والأسافين النحاسية، حيث لم يكن الحديد معروفاً بعد.


اقرأ المزيد...
بقلمي سليمان أبو طافش ✍️

مؤسسة سطر لصناعة المُحتوى العربي 12/21/2021 01:05:00 ص

دورثي القادمة من عصر الفراعنة
دورثي القادمة من عصر الفراعنة
تصميم الصورة ريم أبو فخر

تحدثنا في مقالنا السابق عن أغرب قصة في التاريخ ألا وهي قصة| دوروثي |إيدي أو أم سيتي

 ثم ختمنا مقالنا السابق عندما بقي هذا الهوس يدور حول دوروثي بل وزاد الأمر سوء عندما قالت لأهلها أنها رأت ذلك| الملك ستي الأول |في منامها وقد أخبرها أن شخص من الجحيم رأى طريقاً للخروج ، 

بل وأكثر من هذا فقد رأت في منامها أنها هي ومجموعة من النساء المصريات جالسين على حصر من القش في غرفة كبيرة وفيها رجل يحمل في يده مصباح  يتأكد أن كل شخص في مكانه ، 

وفي أحلام أخرى شاهدت دوروثي نفسها أنها تخضع لاستجواب من رجل أو كاهن كبير وهي ترفض الحديث وتتعرض للضرب ،

 وقد تتطور هذا الأمر وأدى إلى ايداعها في المستشفى للأمراض النفسية إلا أن كل التحاليل والجلسات أكدت أن الطفلة كاملة العقل ولم يستطيعوا تفسير الأمر سوى أنه هوس فتاة مراهقة وسوف يذهب  مع الوقت.


في عمر السابعة والعشرين

 بدأت إيدي في العمل كرسامة للشخصيات الكرتونية في أحدى المجلات المصرية وليلعب القدر لعبته فتلتقي في ذلك الشخص الذي كان سبباً في وصولها إلى| مصر| ، 

هذا الشخص هو الطالب والأستاذ في ما بعد إمام عبد المجيد ، وهو شخص مصري ، الذي حدث أن دوروثي تزوجت من إمام وانتقلت معه إلى مصر عام ١٩٣١م ثم حصلت على الجنسية المصرية، 

اسمعوا التالي.

وعندما وصلت دوروثي إلى أرض مصر سجدت وقامت بتقبيل الأرض وهي تقول لقد وصلت إلى المنزل ، 

أقامت العائلة في القاهرة وأخذت دوروثي على أجواء البلد الجديد سريعاً وتاقلمت مع المحيطين بها ،

 واستمرت الرؤى مع دوروثي التي أصبحت أم لصبي الذي سمته  باسم " سيتي " تيمناً بالملك سيتي الأول لتعرف بعدها باسم أم سيتي ،

 وإلى هذا الحد لم تكن أم سيتي تعرف ما الذي يحدث معها حتى بدأ حور رع يأتيها في منامها ويروي عليها حياتها السابقة ، هنا أنصتوا جيداً.

ثم أخبرها حور رع أنها في حياتها السابقة ولدت لأب جندي وبائعة خضار أما أسمها فكان بيتري شيت أي قيثارة الفرح وبعد موت أمها قأم أبوها بتقديمها إلى المعبد لعدم مقدرته على أن يرعاها ،

 وهناك نشأت ك كاهنة من كهنة المعبد حتى عمر الرابع عشر ، وعندما لفتت تلك الفتاة المصرية البيضاء ذات العيون الزرقاء نظر الملك الشاب ،

 هل عرفتم أي ملك؟ 

، نعم الملك سيتي والذي كان يقوم في زيارة إلى المعبد ، تتطورت العلاقة المحرمة بين الكاهنة والملك حتى أدى الأمر لحمل الفتاة من الملك ، 

فقام الكاهن الأكبر في استجواب الفتاة التي رفضت الحديث والاعتراف بهوية عشيقها مما عرضها للضرب الشديد، 

هل يذكركم هذا الأمر بشيء ، نعم إنه ذلك المنام ،

بعد الكثير من التعذيب والضرب  اعترفت في أن الملك هو عشيقها لذلك خشية تعرض ذلك الملك لفضيحة علنية والخوف من اتهامها في نكثها لعهود الكهنة أقدمت الفتاة على الانتحار والموت داخل المعبد ،

 هنا فهمت دوروثي مايحصل لها هو حالة تقمص ،

 عام ١٩٥٣م وقع الطلاق بين دوروثي وزوجها لأنه  قرر أن  يسافر إلى العراق ودوروثي في الطبع لن تترك المنزل كما أطلقت عليه بعد الوصول إليه بشق الأنفس ،

 عملت دوروثي مع العديد مع العلماء المصريين ، الذين في دورهم كانوا يكنون لها كامل الأحترام ، وقد أثارت دهشتهم في مدى معرفتها بتفاصيل الحياة المصرية القديمة ،

 وقد كانت محبوبة من محيطها لأنها كانت تعطي وتقدم الخدمات لكل من قصدها كما أنها كانت على علم بالطب القديم ، 

وقد عالجت الكثير من سكان المنطقة ما أكسبها شعبية كبيرة بالاضافة إلى أنها كانت تحترم |الديانات |الإسلامية والمسيحية وأهل المنطقة رغم أنها تحولت تماماً الى |الديانة الوثنية| القديمة الخاصة بالحضارة المصرية.

وكانت غالباً ماتقدم الصلوات والعروض القديمة وتقضي لياليها أمام |الأهرامات| وبالأخص الهرم الأكبر ، 

عام ١٩٥٦م أنتهى العمل بالمشروع الذي كانت دوروثي تعمل فيه كأمينة سر ومساعدة لعلماء| الأثار| ليعرض عليها وظيفتين الأولى بأجر كبير في القاهرة والثانية بأجر زهيد في أبيدوس ،

 فأين ذهبت أم سيتي ؟؟؟؟؟؟؟

لكي تعرف أكثر  تابعنا عزيزي القارئ في المقال اللاحق حيث سنستعرض أحداث مذهلة وشيقة.

⌛بقلمي:حسن فروخ

مؤسسة سطر لصناعة المُحتوى العربي 11/23/2021 11:06:00 ص

من هي دورثي أم بيتري؟؟
 من هي دورثي أم بيتري؟؟ 
تصميم الصورة ريم أبو فخر 


 توقفنا في الجزء الثاني عندما أقدمت بيتري أو دورثي في حياتها السابقة على الانتحار خشية الفضيحة بعد إطلاعها على هذه المعلومات من قبل حورع فأدركت دورثي بعد هذا الحلم أن ما يحدث معها يسمي "التقمص"’

 وفي عامها الـ35 

انفصلت عن زوجها لأنه قرر الانتقال للعيش في العراق وهي رفضت كلياً مغادرة منزلها "مصر" كما أسمته بعد عناء الوصول إليه. 

من بعدها بدأت دورثي العمل مع فريق من| العلماء| الذين أظهروا لها قدرٌ كبيرٌ من الحب والاحترام, كونها تمتلك معرفة كبيرة وواسعة للحياة المصرية القديمة بأدق تفاصيلها وشخص يحب الخير كثيراً ويقدم يد العون للجميع. 

وأظهرت براعة كبيرة في| الطب الشعبي| القديم حيث شُفي من وصفاتها الكثيرون من محيطها والأخرون أيضاُ.

وفيما بعد أصبحت تعبد الأوثان المصرية القديمة

 ولكنها أظهرت احترام كبير للأديان الأخرى كالمسيحية والأسلام مما أعطاها شعبية كبيرة. 

وتمت مشاهدتها كثيراً في الليل أمام| الأهرامات| تقدم الصلوات والقرابين وخصوصاً أمام الهرم الأكبر.

 وفي ضمن نطاق عملها الذي كانت تتولى فيه منصب أمينة للسر ومساعدة للعلماء قٌدم لها عرضِ عمل, الأول براتبٍ كبير ومقر العمل سيكون في القاهرة والآخر براتب قليل جداً ولكنه في منطقة أبيدوس,

 فما كان الجواب إلا أبيدوس منزلها القديم في حياتها السابقة. 

إنها المرة الأولى التي أشعر بها في السلام النفسي .....

 هذه كانت كلمات دورثي عندما وصلت إلى موطنها, ولذلك فإن وجهة كانت قد قصدتها فور وصولها هي| المعبد |القديم وقد كانت تكملك معرفةً كاملة بأصغر التفاصيل التي تخصه. 

وكان جزء من عملها هناك عندما طلب منها المفتش العام أن تتعرف على الصور الجدارية الكبرى المختفية التي لم يتم الكشف عن أي شيء يخصها في ذاك الوقت والغموض يحيط بها, 

فقامت برسم وتحديد مكانهم بشكل مفصل كأنها تراها بأُم عينها مما أوقع جميع المتواجدين بذهول كبير,

كنت قد ذكرت سابقاً الحديقة التي تسائلت دورثي في صغرها عن السبب الكامن وراء اختفاءها. 

قالت دورثي أن المعبد الكبير له حديقة كانت مكان لقاءها الأول مع الملك سيتي.

 أقدمت دورثي على تقديم رسم تفصيلي لمكان هذه الحديقة رغم فشل الحفريات في اكتشافها سابقاً.

أكملت دورثي "أم سيتي" حياتها بشكلٍ طبيعي وبقي عملها مع فريق مختصِ الآثار من أولوياتها. 

في عامها الـ 64 كان وقت التقاعد قد حان, 

ونتيجةً لذلك تم نقلها إلى |القاهرة |لإيجاد عمل جزئي لها. 

لكن دورثي لم تنتظر شمس يومها الأول في القاهرة أن تغرب حتى عادت بأمتعتها إلى أبيدوس مكان إستئناس وطمئنية روحها. 

وسعت إلى الحصول على إستثناء لها لمتابعة عملها مع المختصين, وبقيت تتابع عملها كمرشدة سياحية حول المكتب وتعطيهم تفاصيل دقيقة عنه وعن سكانه ومن عاشوا فيه سابقاً وكيف كانوا قد عاشوا. 

وبما أن أم سيتي تتبع القوانين المصرية القديمة فقد كانت تجهز نفسها لإستقبال الموت حتى تلتقى بأحبتها في الحياة الثانية, 

فقامت ببناء قبر خاص بها تحت الأرض رسمت على جدرانه باب كبير وخفرت عليه صلاة فرعونية قديمة لتسهل بها موتها وسفرها مثل أجدادها.

 ربما ستتسألون لماذا قامت ببناء هذا القبر؟؟ دورثي كانت تعلم أنها لن تدفن في مقابر الأديان الأخرى كونها كانت وثنية في ديانتها. 

توفت دورثي في الواحد والعشرين من شهر آذار,

 كانت هذه الإمرأة قد عاشت حياةً غريبة منذ ولادتها حتى مماتها.

إن القبر الذي جهزته دورثي لم يكن مكان دفنها للأسف بسبب عدم تحنيطها كما حظي أسلافها فبهذا الحال ستتعفن جثتها في قبرها وكان هذا سبب اعتراض الحكومة المصرية آنذاك,

 انتهت الانجازات الحافلة التي قدمتها هذه الكاهنة المصرية البريطانية في مجال |الآثار |كما شهد بهذا الكثير من العلماء الذين عاصروها بذلك. 

ما حدث معها وضع| علماء النفس| والأطباء في تساؤلات كبيرة عن صحة إدعاءاتها فمنهم من نفى ما قالته ومنهم أكد صحة كلامها.

 من أبرز الذين وقفوا مع صحة إدعاءاتها "هاني الزيني", الذي التقى بها سابقاً في أبيدوس وكان الوحيد الذي أخبرته بأحلامها وما يحدث معها بالتفصيل.

 بينما كثيرٌمن المختصين قالوا أن كل ما حدث لها هو هوس اضطرابي اصابها نتيجة وقوعها في طفولتها وتأزمت حالتها بسبب انتشار الأدب المصري القديم مما أدخلها في دوامة تصورات أنها تعيش حياة سابقة لكنها كلها من محض خيالها. 


بقلمي أمل الخضر 

مؤسسة سطر لصناعة المُحتوى العربي 1/04/2022 02:33:00 م
أهرامات مصر القديمة بين غفوة الملوك ولعنة الفراعنة - الجزء الأول - ميس الصالح
أهرامات مصر القديمة بين غفوة الملوك ولعنة الفراعنة  -الجزء الأول
تصميم الصورة رزان الحموي 
غموض وإثارة ، وإبداع وإعجاز، بالإضافة لكثير من الكلمات، والأوصاف، التي تتوارد إلى أذهاننا عندما نذكر كلمة |الأهرامات المصرية| والفراعنة،  كيف لا وهم أصحاب أكبر عجائب معمارية في العالم، لحضارة إمتدت منذ القدم، حتى يومنا هذا، بقيت الكثير من أسرارهم مخبأة في الرمال المصرية، وبالرغم من الجهود الحثيثة التي قام بها العلماء ، والمختصين للوصول للحقيقة ، مازالت الطريق مليئة بالعقبات، التي حالت دون الحصول كامل الحقيقة ... 
في مقالتنا اليوم ، سنتحدث عن أكثر المواضيع التي أحيطت بالكثير من الغموض والحيرة، .... لعنة الفراعنة،  ماهي ؟ وهل هي حقيقة أم خيال و|أساطير| ؟  ما الإكتشافات التي عرضت أصحابها لخطر اللعنة؟ تابعوا معنا... 

ماهي لعنة الفراعنة ؟

هي تهديد لأي شخص يزعج أي فرد من |المصريين القدماء|، وخاصة لو كان ملك ، واللعنة إما أن تكون حظ سئ ، أو مرض، ومن الممكن أن تصل لحد الموت !

هل اللعنة موجودة حقاً وحقيقية؟

إن مصطلح |لعنة الفراعنة| ، إرتبط بالملك |توت عنخ آمون| ،الذي حكم مصر  حوال ال10 سنوات ، ومات بعمر ال19 ،عاماً فهل جاءت شهرة الملك الشاب من إنتصاراته في الحروب التي كان يخوضها ؟ بالطبع لا ، فشهرته آتية من |الكنوز| الموجودة في مقبرته،  التي وصلت إلى عصرنا الحالي بعد آلاف السنين على دفنها ،بدون أن تمسّ، لعدم قدرة اللصوص على الوصول لها .

كيف تم إكتشاف  حجرة الملك نوت عنخ آمون ؟

عام 1922 قام |عالم الآثار الإنكليزي| "هاورد كارتر " بإرسال رسالة للمموّل الذي يعمل معه ، "لورد كارنارفن " أبلغه فيها عن أسفه، بشأن عدم توصله لأي آثار أثناء حفره المطول في الصحراء المصرية ،فجاءه الرد من" كارنارفن " أنه لن يقوم بإعطاءه فرصة أخرى ،وأنها ستكون الفرصة الأخيرة لإكتشاف شئ مهم ، هذا الرد دفع كارتر لمتابعة الحفر في موقع |وادي الملوك الأثري| ، وأثناه عمل العمال وإشرافه على عملهم ،إكتشف  وجود حجر مريب، عند تحريكه له ،ظهر أن تحته شئ مهم..

وعند قيام العمال بالحفر، إكتشفو سلالم تقود لممكان آخر يبدو وكأنه مخفي ومدفون ، تابع العمال الحفر حتى وصلو إلى حجرة مملوءة بالكنوز النادرة والثمينة ، ....وكانت ذلك إكتشاف غير |معالم مصر| كلياً،  مقبرة توت عنخ آمون....

ماهي قصة اللعنة ؟

بدأت القصة عند إكتشاف أحد النقوش في حجرة الملك، التي تحذر من بقترب من المقبرة أو يحاول العبث بمقتنيات الملك ،أنه سيصاب بمرض ليس له دواء، وقد يموت أيضاً ،...ولكن هذه النقوش قد تكون من الطبيعي وجودها، وذلك لحماية الكنوز من اللصوص..

كيف لا، ومقتنيات حجرة الملك توت عنخ آمون ،قدرت ب15 مليون دولار في ذلك الحين .

سنتابع في الجزء الثاني من المقالة المزيد من الحقائق حول لعنة الفراعنة وحقيقتها تابعو معنا......

بقلمي: ميس الصالح

مؤسسة سطر لصناعة المُحتوى العربي 4/16/2022 01:34:00 م

مدينة الجن" سيفار" التي زارها أكبر سحرة العالم لاكتشاف سرها
 مدينة الجن" سيفار" التي زارها أكبر سحرة العالم لاكتشاف سرها
تصميم الصورة ة: وفاء المؤذن
  

هل سمعتم من قبل عن مدينة بناها الجن؟ 

يطلق عليها اسم" بوابة الجن"، بسبب عدد الكهوف الموجود فيها، مدينة غريبة جداً موجودة في الجزائر، ويدور حولها الكثير من الإشاعات والغموض.

 عندما تشاهد هذه المدينة من بعيد ستشعر بأن لها شكل غريب، كأنك تشاهد غابة من الصخور الصفراء، حتى أن طريقة بناءها فيه شيء من الغرابة والاختلاف، لدرجة أنه لم يتم معرفة لأي حضارة تنتمي، في حال كانت تنتمي لحضارة بشرية بالأصل. 

ويوجد داخل هذه المدينة نقوش غريبة جداً، وهي نقوش غير واضحة لحيوانات غريبة أو لحيوانات بالفعل نعرفها، وأيضاً نقوش لبشر بأشكال غريبة جداً مختلفين عن أشكالنا. 

ومما أثار الغموض أكثر حول هذه المدينة  أن قلة من البشر من دخل هذه المدينة ولكنهم لم يخرجوا منها على قيد الحياة. 

 ولم يدخل هذه المدينة ويخرج منها سالماً إلا السحرة وعبدة الشياطين فقط. 

فهل خطر على بالك مثلك مثل أي إنسان واقعي بأن هذه مجرد إشاعات كما هو الحال مع مثلث برمدا؟! 

ولكن الموضوع في هذه المرة مختلف تماماً. 

 مدينة سيفار الجزائرية

 والتي أطلقت عليها |الصحف الأمريكية| مثلث برمودا اليابسة ويقال بأنها أعجوبة العالم الثامنة، وتقع في |صحراء الجزائر|، وتعتبر أكبر مدينة متحجرة في العالم، وعمر هذه المدينة ما يزيد عن عشرين ألف سنة، وذلك يعني بأن هذه المدينة بنيت ووجدت قبل الأهرامات المصرية، وتعتبر أقدم مدينة في العالم.

 حيث تم تصنيفها كأقدم مدينة من قبل |منظمة اليونيسكو|. 

 بالرغم من أنها مجرد مدينة إلا أن مساحتها كبيرة جداً وتقدر بتسعة وثمانون ألف متر مربع تقريباً بمساحة دولة مثل الأردن. ويتم حراسة هذه المدينة على مدار الساعة من قبل الجيش الجزائري، وغير مسموح بالدخول إليها أبداً.

 وحتى لو تم السماح بدخولها لمن يريد أن يكتشفها، فلم يتجرأ أحد على المغامرة والمخاطرة بحياته أبداً، بسبب الإشاعات والأقاويل المنتشرة حولها. 

 فسكان المناطق القريبة من مدينة سيفار، يقولون بأن هذه المدينة تهطل فيها الأمطار في منتصف الصيف بالرغم من أن الشمس ساطعة جداً.

 وإذا فكر أحدهم بالاقتراب من هذه المدينة في ذلك الوقت، تنعدم عنده الرؤية مئة بالمئة، ويصبح غير قادر على فتح عينيه حتى انتهاء حالة الطقس الغريبة. 

وبعيداً عن الإشاعات سنتحدث حرفياً عن أول ظاهرة غريبة  حدثت داخل مدينة سيفار،  حيث تحتوي هذه المدينة على أكثر من خمسة عشر ألف نقش على جدرانها، نقوش غريبة جداً ومختلفة وبعيدة كل البعد عن النقوش التي اعتدنا على رؤيتها في مختلف الحضارات البشرية. 

وهناك أمثلة على ما تحتويه هذه المدينة من نقوش

 فالبعض منها عبارة عن نقوش لبشر لديهم جماجم ضخمة جداً، ونقوش لكائنات تشبه تلك التي نتخيلها عن الفضائيين. وأيضاً هناك نقوش لبشر يرتدون ملابس مثل |رواد الفضاء|

،يحملون على ظهرهم أسطوانات الأوكسجين، ويضعون خوذ على رؤوسهم. 

وربما هذه النقوش لن تنال إعجاب أي شخص أو يختلف بحقيقتها من لايؤمن بوجود الفضائيين.

مدينة الجن" سيفار" التي زارها أكبر سحرة العالم لاكتشاف سرها
 مدينة الجن" سيفار" التي زارها أكبر سحرة العالم لاكتشاف سرها
تصميم الصورة : وفاء المؤذن  
 هناك نقوش أخرى موجودة في هذه المدينة وغريبة جداً، فهناك نقوش لبشر يرتدون ملابس الطيران(وليس القصد هنا ملابس الطيارين)وإنما ملابس معلق بها شيء يشبه المروحة، والبشر الذين يرتدون هذه الملابس يبدو وكأنهم يحلقون في السماء؟! فما سر هذا النقش!! 

 ومن أكثر النقوش المثيرة للدهشة في داخل مدينة سيفار

 هي نقوش لكائنات بشرية يرتدون ملابس عصرية وحديثة تشبه تماماً الملابس التي نرتديها في زمننا الحالي ، ومن الأمور الغريبة أيضاً أن مدينة سيفار تقع في صحراء الجزائر، وتم إيجاد نقوش لحيوانات من المستحيل أن تتواجد في هذه المنطقة مثل الفيلة والزرافات!! 

وهذا الشيء جعل العلماء يتأكدون مئة بالمئة من أن صحراء الجزائر كانت في ومن من الأزمنة عبارة عن غابة خضراء مفعمة بالحياة. 

 وجميع النقوش التي ذكرناها وكانت موجودة داخل المدينة حيرت العلماء،  جعلهم يفكرون إذا كان من الممكن أن يكون سكان هذه المدينة "إذا كانوا بشراً بالأصل" بدائيين أم أنهم متطورين ويملكون تقنيات نحن نجهلها ولا نعلم عنها شيئاً. 

 وقال بعض العلماء والباحثين، بأن هذه المدينة إما أنها غزيت من قبل الفضائيين وسكنوا فيها، أو كان لأهل هذه المدينة صلة أو تواصل مع الفضائيين. وبشكل أو بآخر كان هناك جدل ونقاش كبير حول النقوش الموجودة في هذه المدينة. 

ومن الممكن للبعض أن يعتبر بعض هذه النظريات مجرد خرافات ومثيرة للسخرية في زمننا الحالي، ولكن هناك بعض العلماء والباحثين تبنوا هذه النظريات، مثل نظرية الفضائيين الذين يسكنون مدينة سيفار. 

 وعلى سبيل المثال، فإن العالم والكاتب السويسري" |اريك فون دانكن|"، كان مقتنع بشكل تام بوجود فضائيين داخل مدينة سيفار، لدرجة أنه قام بتأليف العديد من الكتب عنهم، وقام بإنتاج فيلم وثائقي عنهم.

 وكان هناك بعض من الناس مؤيدين لهذه النظرية، وأيضاً كان هناك أشخاص ضدها تماماً، وأشخاص كان لهم رأي مغاير وبعيد عن هذه النظرية. 

ومن ضمن الآراء المختلفة عن هذه المدينة، أنها تعتبر قريبة نوعاً ما من |مضيق جبل طارق|، وبالرغم من أنها ليست قريبة لدرجة كبيرة، وليست أقرب مدينة إليه إلا أنها تعتبر حوله. 

وقد وصف |أفلاطون| مضيق جبل طارق بأنه كان يسمى بأعمدة هرقل، والتي وصفها أفلاطون في إحدى كتبه بأنها بوابة الدخول لقارة أو جزيرة أطلنطس المفقودة. 

 وكما نعلم بأن الفيلسوف أفلاطون قام برحلة إلى |مصر| بهدف زيارة الكهنة المصريين، وهناك تحدث معهم ودار بينه وبينهم نقاشات كثيرة، أخبره الكهنة من خلالها بأن أجدادهم وأسلافهم كانوا يعيشون في |جزيرة أطلنطس|، وأيضاً أخبروه بأن أسلافهم كانوا يملكون معدات وآلات متطورة عن الموجود معهم حالياً، وأن حياتهم كانت مختلفة واخترعوا أشياء سهلت عليهم الأمور الحياتية أكثر. وباختصار كانوا يملكون تقنيات مختلفة عن ذلك الزمن الذي عاش فيه أفلاطون والكهنة المصريين. 

ولكن ما علاقة مصر وأفلاطون والكهنة بموضوع مدينة سيفار؟ 

مدينة الجن" سيفار" التي زارها أكبر سحرة العالم لاكتشاف سرها
 مدينة الجن" سيفار" التي زارها أكبر سحرة العالم لاكتشاف سرها
تصميم الصورة : وفاء المؤذن
  

 من خلال زيارة أفلاطون للكهنة المصريين

 هناك أشخاص بنوا على هذه الزيارة نظرية غريبة جداً، وتقول هذه النظرية أن بعض من سكان جزيرة أطلنطس تمكنوا من الهرب قبل اختفاء هذه الجزيرة أو قبل حدوث الانفجار الذي تعرضت له، ومهما كان السبب وراء اختفائها، فقد استطاعوا الهرب إلى مدينة سيفار واستقروا فيها وقاموا برسم النقوش التي تدل على حضارتهم المفقودة. 

 هناك فئة من الناس لا تقتنع أبداً بالنظرية المتعلقة بالفضائيين، وآخرين ممن يعتبر النظرية الثانية تتعلق بالفلاسفة، وليس هناك ما يثير الرعب و|الخوف| بكل ما تحدثنا عنه وحتى هناك بعض النقوش موجودة في عدة حضارات وعدة دول، ومنها موجود في وقتنا الحالي، وكل هذه النقوش  لها أسرار وألغاز لم يتمكن أحد من حلها، وكتب حولها العديد من النظريات ووضعت أمامها العديد من إشارات الاستفهام. فما لغريب في هذه المدينة؟! 

- قرر فريق من العلماء والباحثين الاقتراب من مدينة سيفار، وقاموا ببعض الأبحاث عنها، والتي جعلتهم يكتشفون بأن مدينة سيفار موجودة من قبل وجود البشر على الأرض!! 

وكانت هذه النتيجة صادمة جداً للعلماء، وبدأوا يفكرون إذا كانت بالفعل موجودة قبل البشر فمن كان يسكنها؟! . 

 وبدأت تكثر النظريات حول هذه المدينة

 فمنهم من قال بأن سكانها كانوا "الحن والبن"، الذين كانوا يعيشون على الأرض قبل وجود البشر. وقال البعض أن سكان هذه المدينة بالأصل كانوا من الجن. 

وسنترك كل هذه النظريات وسنتحدث عن قصة شخص تمكن من الدخول إلى هذه المدينة وكشف أسرارها. 

 هذا الشخص هو كبير عبدة الشياطين والساحر الأشهر في التاريخ" |إليستر كراولي|"، والذي قرر أخذ ثلاثين تلميذ من تلامذته الصغار، واتجه معهم إلى مدينة سيفار.

 ودخل المدينة ولكن المفاجأة بأن الثلاثين تلميذ كلهم ماتوا ولم ينجو إلا الساحر الأكبر إليستر، والذي خرج من المدينة في حالة صدمة مما رآه. 

وبعد خروجه صرح بأن عرش الشيطان موجود داخل مدينة سيفار، وتوفي بعد تصريحه هذا بعدة أيام، وبدأت الصحف الأمريكية تكتب عن هذا الموضوع بأن وجود مثلث برمودا لم يقتصر على البحر، بل هو موجود على اليابسة متمثلاً بمدينة سيفار. 

وقبل موت إليستر كراولي كتب العديد من الكتب والمخططات التي تخص مدينة سيفار، ولم يستطع أحد على الأطلاق فك لغز هذه المخططات، لكنهم لاحظوا من الرسومات الموجودة داخلها أشياء غريبة، مثل صور لحيوانات من الصعب أن تعيش داخل هذه المدينة، وأيضاً صور لكائنات غير معروفة على أنها حيوانات أو بشر أو جن. 

 وكان هناك عدة نظريات حول هذه المدينة وأغربها النظرية التي تقول بأن هذه المدينة دخلها أناس مسافرين عبر الزمن، ويعني ذلك أنهم سافروا من زمننا الحالي ورجعوا بالماضي إلى مدينة سيفار، وعند وصولهم إلى الماضي تحديداً داخل مدينة سيفار لم يتمكنوا من العودة إلى عصرنا الحالي، فقرروا أن يرسموا نقوش بأدوات بسيطة تدل على أنهم كانوا يعيشون في زمن مختلف عن زمن وجود هذه المدينة. 

وللأسف ظل لغز هذه المدينة والنقوش الموجودة داخلها محير جداً، ولم يتمكن أحد من اكتشاف سرها، وليس هناك معلومات صحيحة وكافية مئة بالمئة عن هذه المدينة. 

شاركونا بالتعليقات............

تهاني الشويكي


مؤسسة سطر لصناعة المُحتوى العربي 3/29/2022 01:16:00 م

أساطير وقصص الأولين (الأنوناكي)
 أساطير وقصص الأولين (الأنوناكي)
تصميم الصورة : ريم أبو فخر  
تعتبر الحضارة السومرية من أقدم الحضارات البشرية، وقد تكون أقدمها على الإطلاق، وما نعرفه عنها هو أنها من أكثر الحضارات تطوراً، فقد ألمَّ السومريون بالكثير من العلوم، وبخاصةٍ علوم العمارة والفلك والموسيقا والفنون، كما أنهم برعوا في استخدام أساليب الري، ويعود لهم الفضل في ابتكار القوارب والعجلات وغيرها من الاختراعات الهامة التي غيرت حياة البشر، ومن المعتقد أن السومريين هم أول من تحدث اللغة المحكية، كما تركوا الكثير من النصوص المكتوبة على ألواحٍ طينية، ورغم كل ما تمتعت به الحضارة السومرية فإن ذكرها كاد يخبوا أمام الاعجاز والابداع والغموض الذي ظهر في الحضارة المصرية القديمة، وبخاصةٍ ما يخص الأهرامات، ولعل الإعلام لعب دوراً هاماً في إغفال| الحضارة السومرية|، ولكن تلك الحضارة عادت لتفرض نفسها مجدداً بعد اكتشافٍ جديدٍ أثار دهشة الجميع.

من هم الأنوناكي؟

ظهرت كلمة أنوناكي في النصوص السومرية القديمة، وهي تصف كائناتٍ متطورةٍ للغاية، ويمكن ترجمتها بمعنى "القادمين من السماء"، أو بمعنى "أصحاب الدم الملكي"، وقد اعتقد البعض بأنه وصفٌ أسطوريٌّ للآلهة، كما اعتقد آخرون بأنهم ملائكة، وكذلك اعتقد البعض بأنهم بشرٌ أكثر تطوراً قدموا من مكانٍ آخر على الأرض، ولكن التفسيرات الحديثة تقول بأنهم جنسٌ من المخلوقات الفضائية.

ولقد تم العثور على بعض الألواح الطينية التي تروي قصةً عجيبةً عن خلق البشر، فالأنوناكي بحسب القصة هم من نسل الاله "آن"، إله السماء، والآلهة "كي"، آلهة الأرض، والمجموعة الأساسية منهم تضم سبعة آلهة هم: إنليل، إنكي، نانا، أوتو،إنانا، نين، وهورساج، وقد كانوا قضاةً يحكمون السموات والأرض، وعندما تمردت "إنانا" وقررت الاستيلاء على العالم السفلي، قرر القضاة محاكمتها، بتهمة الانقلاب على السلطة العليا، فكانت عقوبتها الموت.

مهمة الأنوناكي

تقول الأسطورة السومرية بأن مهمة الأنوناكي كانت تحديد مصير الجنس البشري، فهم عمالقة، وذوي قدراتٍ خارقة، ومتقدمون جداً من الناحية العلمية، ولكن أغرب ما في القصة هو أنهم من خلقوا البشر، من خلال دمج دمائهم بطين الأرض، وقد ارتبط الأنوناكي بشكلٍ وثيقٍ بالأجرام السماوية، فالنجوم في قبة السماء تمثّل الاله "آن"، بينما تمثل النجوم الشمالية الاله "إنليل"، ويرتبط "إنكي" بنجوم السماء الجنوبية، أما "إنانا" فهي |كوكب الزهرة|، و"أوتو" هو الشمس، أما "نانا" فهي القمر.

أسطورة الخلق السومرية

 في البدء كانت السماء والأرض غير منفصلتين، بحكم ارتباط الالهين "آن" و"كي"، ولكنهما انفصلتا بعد ظهور ولدهما البكر "إنليل"، بحيث أخذ "آن" السماء بعيداً، وأخذ "إنليل" الأرض مع والدته "كي" مبتعداً بها في الجهة الأخرى، وقبل خمسمئة ألف عامٍ من الآن، زار الأرض مخلوقاتٌ متطورة، من كوكبٍ يدعى "نيبيرو"، (وقد ورد ذكر هذا الكوكب في حضارة المايا أيضاً، على أنه سيسبب دمار الأرض عند اصطدامه بها)، أما المخلوقات الغريبة التي زارت الأرض فكانت الأنوناكي، وكانت مهمتهم جمع أكبر قدرٍ ممكنٍ من المعادن الثمينة مثل الذهب، وذلك لترميم الغلاف الجوي لكوكبهم الذي أصبح ضعيفا ومتداعياً، وهذا يهدد حياة الأنوناكي ويهدد كل ما هو حيٌ على كوكبهم بالانقراض.

أساطير وقصص الأولين (الأنوناكي)
 أساطير وقصص الأولين (الأنوناكي) أساطير وقصص الأولين (الأنوناكي)
تصميم الصورة : ريم أبو فخر   

الأنوناكي والعبيد

 عندما جاء الأنوناكي إلى الأرض، فإنهم لم يأتوا بمفردهم، بل جلبوا معهم جنساً آخر أقل شأناً منهم يدعى "إيجيجي"، وذلك لكي يستخدموه في أعمال التنقيب والحفر واستخراج المعادن كما يفعل العبيد، ثم أنشأ الأنوناكي المناجم والمستعمرات، وتذكر الأسطورة مكانين للمستعمرات، أحدهما في إفريقيا والآخر في الخليج، دون تحديد أي خليجٍ بالضبط.

خلق البشر

بعد عدة سنواتٍ من العبودية والظلم، قرر شعب "إيجيجي" التمرد على |الأنوناكي|، رفضاً لظروف العمل القاسية التي فرضوها عليهم، ولكنهم هزموا بعد صراعٍ دامٍ وحربٍ ضروس، وانتهى الصراع بفوز الأنوناكي رغم خسائرهم الكبيرة، فلقد خسروا اليد العاملة التي كانت تؤمن لهم الذهب، وهنا كان لا بد لهم من تأمين البديل، فطلب الاله "آن" من ابنه "إنكي" خلق جنسٍ جديدٍ من الكائنات لخدمتهم، بشرط أن يكونوا أكثر تطوراً من "الإيجيجي"، وبعد عدة محاولاتٍ نجح "إنكي" بخلق البشر في منطقةٍ تدعى "عدن"، وأطلق عليهم اسم "آدامو".

تطور البشر

بعد خلق البشر أصبحت متطلبات العمل أكبر، فكان عليهم استخراج كمياتٍ أكبر من الذهب، ما تطلب المزيد من اليد العاملة، ولكن البشر لم يكونوا قادرين على التكاثر، فقرر "إنكي" أن يعدل خصائصهم لكي يستطيعوا التكاثر، ولكنهم ما أن بدؤوا بالتكاثر حتى أصبحت أعدادهم هائلة خلال سنواتٍ قليلة، وهذا ما هدد أمن وسلامة مستعمرة الأنوناكي، فكان لابد من طرد الكثير من البشر من مكان تواجدهم في عدن، ومع مرور الوقت بدأ الأنوناكي بالتزاوج مع البشر، (وقد تكررت هذه الفكرة أيضاً في الكثير من الأساطير القديمة، فكلنا نذكر هرقل الجبار واخيل وجلجامش وغيرهم)، ما أغضب الاله "إنليل" شقيق "إنكي" لأنه رفض فكرة أن يعتلي أي بشريٍ عرش المُلك على كوكبهم نيبيرو، فراح يخطط للتخلص منهم، باعتبارهم كائناتٍ غير جديرة بالثقة.

الطوفان العظيم

قبل أن يفعل "إنليل" أي شيءٍ ضد البشر، كان نيبيرو قد أتم دورته في الفضاء التي تستغرق 3600 سنة، وعاد إلى جوار الأرض، فأثّر بجاذبيته على الشمس والأرض، وسبّب بعض الكوارث على الأرض، مثل الظلام، و|البرق|، والزلازل والبراكين، كما سبب طوفاناً عظيماً أهلك معظم البشر، فقرر إنليل العودة إلى نيبيرو، ولكن بعض الأنوناكي ومنهم "إنكي" رفضوا ذلك وقرروا البقاء على الأرض، ولما شاهد "إنكي" الطوفان من مركبته الفضائية، أشفق على خليقته، فطلب من بعظهم بناء قوارب للنجاة، وبعد انحسار الطوفان، أعاد الأنوناكي بناء الأرض، ووهبوا البشر |الحضارة السومرية|، قبل أن يعودوا إلى كوكبهم محملين بالذهب، ولكنهم قبل أن يرحلوا غيروا خصائص بعض البشر، لكي يكونوا ملوكاً على باقي البشر، وهم من نعرفهم اليوم بذوي الدم الملكي، وهذا ما سبّب الفوارق الطبقية في المجتمع البشري، وتقول الأسطورة بأن الأنوناكي سيعودن ثانيةً إلى الأرض في يومٍ ما.

أساطير وقصص الأولين (الأنوناكي)
 أساطير وقصص الأولين (الأنوناكي)
تصميم الصورة : ريم أبو فخر
   

آراء حديثة حول الأنوناكي

رغم كل ما تحمله تلك الأسطورة من تداخلاتٍ بين الخرافات والأحداثٍ التاريخية والدينيةٍ المعروفة، فقد لاقت تأييد الكثير من الباحثين، مثل الكاتب زكريا سيتشين، الذي طرح تلك الأسطورة في كتابه الكوكب الثاني عشر، وقد أبدى تأييده لفكرة أن الحضارة لم تنشأ على الأرض بل جاءت من الفضاء مع الأنوناكي، كما ذكر بأنهم استخدموا الأمواج الصوتية كمصدرٍ للطاقة، وقد لاقت كتب سيتشين رواجاً كبيراً بين الناس حتى تُرجمت إلى الكثير من اللغات، كما تطرق في كتاباته إلى نشأة الأرض وأصول الانسان الفضائية، ويتفق هذا الطرح مع بعض الأفكار العلمية الحديثة حول نشأة الحياة على الأرض، فهناك نظريةٌ تقول بأن الحياة جاءت إلى الأرض من مكان آخر في الكون على ظهر أحد النيازك. وقد يتساءل البعض عن سر الرواج الكبير الذي تلقاه كتب سيتشين، ولعل السبب يعود إلى تقديمها بعض الأجوبة المقبولة عن أسئلةٍ حيرت الناس منذ عصور، مثل: من أين جئنا؟ ولماذا خُلقنا؟

آراء معارضة

  وفي الجهة المقابلة نجد من يختلف مع سيتشين ويعارض طروحاته، فالدكتور |مايكل هيزر| المتخصص باللغات السامية يعتبر بأن ما طرحه سيتشين يتعارض مع كل ما نعرفه عن نظامنا الشمسي، و|الأجرام السماوية| المعروفة، وبأن جميع ما قاله سيتشين يعتمد على اجتهاداته الشخصية، وليس مدعوماً بأية أدلةٍ علمية، ومع أن هيزر يعترف بوجود كلمة الأنوناكي في الحضارة والأدب السومري، إلا أنه لا يوجد أي دليلٍ يربط بينها وبين كوكبٍ يدعى نيبيرو. ومن الجدير بالذكر بأن قصة الأنوناكي موجودة في حضاراتٍ أخرى غير السومرية، مثل الآكادية والآشورية والبابلية مع اختلافٍ في التفاصيل، ولكن لا ننسى بأن التقارب المكاني والزمني بين جميع تلك الحضارات يجعل تشابهها أمراً طبيعياً فهي حتماً ستتأثر ببعضها البعض بشكلٍ أو بآخر.

اكتشافٌ جديد

في عام 1849 اكتشف عالمٌ بريطاني يدعى أوستن هنري لايارد ألواحاً طينيةً يبلغ عددها أربعة عشر لوحاً، تعود للحضارة السومرية في موقع نينوى الأثري، وقد ذكرت تلك الألواح أسطورة الأنوناكي، كما ذكرت قصة خلق البشر، وخروجهم من جنة عدن، وقصة الطوفان العظيم، ولكن لا يستطيع أحدٌ الجزم بصحة ما ترويه تلك الألواح، فهي بحسب علمنا مجرد أساطير وقصصٍ خيالية لا تنسجم مع معتقداتنا رغم الكثير من التشابه بينها. ولكن ذلك التشابه يثير لدى الكثير من الناس الكثير من الشكوك والظنون حول حقيقة ما نعرفه عن الانسان وخلقه وتطوره.

في الختام بقي أن نقول بأن أرضنا وتاريخنا مليئان بالحضارات والأساطير، وإذا كانت بعض تلك الحضارات متقاربةً مكانياً أو زمانياً فمن الطبيعي أن تنشأ بينها بعض التأثيرات، فمثلاً نجد الكثير من التشابه بين الكتابة السومرية و|الكتابة الهيروغليفية|، ومن الممكن أن تكون الحضارة المصرية قد جاءت من بلاد الرافدين، ولكن الغريب أن نجد تشابهاً بين حضارتين منفصلتين تماماً عن بعضهما مثل الحضارة المصرية وحضارة المايا في وسط جنوب القارة الأمريكية.

لطفاً شارك المقال لكي تعم المعرفة والفائدة. 

سليمان أبو طافش


مؤسسة سطر لصناعة المُحتوى العربي 4/19/2022 08:57:00 م
طريقة تحنيط الفراعنة للجثث- اختيار الصورة رزان الحموي
طريقة تحنيط الفراعنة للجثث
 اختيار الصورة رزان الحموي
المصريين القدامى هم أيقونة حضارية مهمة جداً في تاريخ البشرية، والسبب هو تفوقهم في مجالات عديدة بشكل ملفت ومثير للإعجاب، تفوقوا في البناء والأهرامات التي تدل على مدى مهارتهم، وكما تفوقوا في علوم الفلك وأسسوا معابد فلكية، بالإضافة إلى التقويم الشمسي الذي يعتبر غاية في الدقة، ومن الأشياء التي أتقنها |المصريين القدماء| وكانت توقف الباحثين والمؤرخين بشكل دائم وهو تفوقهم في علوم الكيمياء والطب، وبالتحديد ممارستهم لعملية |التحنيط|. 

استخدام التحنيط

التحنيط عملية طبية معقدة واشتهر بها قدماء المصريين، والتي استطاعوا من خلالها أن يحافظوا على بقاء بعض الجثث المحنطة لآلاف السنين، وإن عملية التحنيط إلى يومنا هذا لا تزال محاطة بمجموعة من التساؤلات والغموض، هل عملية التحنيط مازالت سر ولم يعرفه أحد، هل هي شيء يشبه سر بناء الأهرامات أو غيرها من الأشياء الغامضة التي اشتهر بها المصريون القدماء، أو إن تفاصيل العملية معروفة بالنسبة للعلماء والباحثين، والسؤال الأهم عن سبب تحنيط الفراعنة للجثث الخاصة في الملوك والملكات، وهل في عصرنا الحالي نستطيع القيام بعملية التحنيط بنفس الطريقة التي كان يتميز بها |الفراعنة|.

سبب تحنيط المصريين القدماء للجثث

المصريين القدماء كانوا يؤمنون بوجود حياة في العالم الآخر، وإن الموت ليس نهاية حياة الإنسان، لكن كانوا يعتبرونه بداية لمرحلة جديدة من الحياة، وإن اعتقاد المصريين القدماء لمفهوم الحياة الأخرى كان غريب بعض الشيء، المصريين القدماء كانوا يعتقدون بأن تحقيق عملية الحياة بعد الموت بشكل سليم يجب أن تستوفي بعض الشروط، وأحد أهم هذه الشروط هي أن يبقى الجسد بعد الموت محفوظ بشكل سليم وأن يحافظ على هيئته كما هو، حتى يكون من السهل أن يتعرف على ملامح جثته، وبالإضافة إلى القبر الخاص به أن يكون مفروش ومجهز بكل الأشياء التي يحتاجها في العالم الآخر، وطبقاً لمعتقداتهم لو تحققت هذه الشروط بهذه الطريقة يستطيع الإنسان أن يعود للحياة مرة ثانية من خلال جسده المحفوظ وأدواته الموجودة في المقبرة، وإن لم تحقق هذه الشروط فإن الإنسان لا يستطيع أن يعيش في حياة العالم الآخر، ولذلك اتجه المصريين القدماء إلى ما يسمى بالتحنيط.

عملية التحنيط 

التحنيط هي عملية طبية يقوم بها الكهنة وبعض المختصين، بغرض المحافظة على جثث بعض الملوك والأثرياء من التحلل والتعفن، وبالفعل استطاع المصريين القدماء في النجاح بذلك الموضوع، وقاموا في تحنيط الجثث و|المومياء| دامت لآلاف السنين.

هل عملية التحنيط كانت سرية وغامضة

لم تكن سرية، المنتشر بين عامة الناس بأن عملية التحنيط هي شيء سري للغاية، لا أحد يعرف طريقة عملها ولا أي شيء عن خطواتها، لكن في الحقيقة أن هذا الكلام غير صحيح، وإن كل الخطوات الخاصة في عملية التحنيط معروفة في عصرنا الحالي من قبل العلماء والمختصين، ولديهم القدرة على القيام في نفس الطريقة التي كان يقوم بها الفراعنة لتحنيط الجثث.

طريقة تحنيط الفراعنة للجثث- اختيار الصورة رزان الحموي
طريقة تحنيط الفراعنة للجثث
 اختيار الصورة رزان الحموي

طريقة التحنيط

للقيام في عملية التحنيط هناك بعض الأدوات التي تحتاجها في التحنيط، وسوف تحتاج إلى خُطاف وسكينة حادة ووعاء فيه الزيت والقليل من شمع العسل وصمغ نباتي وقماش من الكتان ونشارة الخشب وبخور مع بعض العطور العربية بالإضافة إلى نبيذ النخيل ومجموعة من الأعشاب والمواد الطبيعية الأشبه بالتوابل، وبالإضافة إلى كل هذه المكونات تحتاج إلى بعض الأوعية المصنوعة من الحجر الجيري، وأخيراً تحتاج إلى كمية كبيرة جداً من ملح النطرون، وبعد تحضير جميع هذه المواد تبدأ عملية التحنيط.

أي خلطة في العالم أو تركيبة معينة تكون مكونة من شقين الشق الأول هو المواد الخاصة بالخلطة، وهي عبارة عن مجموعة من المواد التي لها تأثير ودور مهم، ولكن ممكن أن نستغني عن بعضها أو استبدالها في بدائل أخرى، أما الشق الثاني فهو العامل الرئيسي الذي يقوم عليه كل شيء، وهو العنصر الرئيسي الذي لا نستطيع استبداله ولا الاستغناء عنه، وهذا يعني أن المواد الخاصة بعملية التحنيط تتمثل في المواد مثل البخور والعطور والأعشاب الطبيعية، أما العنصر الأساسي الذي تقوم عليه فكرة التحنيط هو |ملح النطرون|.

ملح النطرون

ملح النطرون هو مطهر ومجفف وهو المكون الرئيسي الذي استخدمه الفراعنة في التحنيط، وهو مركب كيميائي مكون من نوعين من الملح القلوي وهما كربونات الصوديوم وبيكربونات الصوديوم، والمصريين كانوا يحصلون عليه من أحواض الأنهار المجففة، ومن بعض المدن المصرية مثل مدينة وادي النطرون التي كان يطلق عليها قديماً اسم وادي الملح.

التحنيط ببساطه هو منع الخلايا من التحلل، وذلك من خلال مهاجمة البكتيريا وأنزيمات التحلل في بعض المواد التي تتغلب عليهم مثل أملاح النطرون، ولو استطعنا في عزل الجسم ضد البكتيريا والأنزيمات فبالتالي سوف نستطيع أن نحافظ على بقائه لفترة طويلة من الزمن. 

خطوات التحنيط التي كان يقوم بها الكهنة

في البداية يحضرون الجثة ويضعوها على منضدة طويلة، ثم يقومون في الخطوة الأولى وهي استخراج المخ، ومثل ما تحدثنا سابقاً بأن الفكرة الأساسية في عملية التحنيط هي منع الجثة من التحلل، ولو نظرنا إلى المخ البشري سوف نجده مكون من عدد كبير من الخلايا العصبية والتي تموت وتتحلل بسرعة، وهذا سوف يسبب مشكلة كبيرة بالنسبة للأشخاص القائمين على التحنيط،  فبالتالي يجب استخراج المخ من الدماغ، وطريقة استخراج المخ هي قاسية بعض الشيء، وفي البداية يقومون في دق مسمار طويل في الجمجمة، ويبدؤون في عمل عملية هرس المخ من خلال الثقب الذي فتحوه في الدماغ، وبعد ذلك يقلبون الجثة على الوجه ويستخرجون بقايا المخ من فتحة الدماغ ومن خلال الفتحتين الموجودين في الأنف، ومن ثم يبدؤون في ضخ كمية من الصمغ النباتي داخل الجمجمة من نفس الفتحات من أجل منع تحلل الدماغ من الداخل، وبذلك يكون الدماغ لا يحتوي على أي خلايا عصبية قابلة للتحلل.

طريقة تحنيط الفراعنة للجثث- اختيار الصورة رزان الحموي
طريقة تحنيط الفراعنة للجثث
 اختيار الصورة رزان الحموي
والمخ البشري ليس هو العضو الوحيد الذي يتحلل بسرعة، ولازال موجود عدد من الأعضاء الثانية التي ممكن أن تتحلل بسرعة مثل الكبد والأمعاء وغيرهم التي تحتوي في طبيعتها على أنزيمات هاضمة، وبالتالي لو تركوا هذه الأعضاء موجودة سوف تبدأ الأنزيمات الخاصة بهم تلتهم |الجثة| من الداخل، ولذلك بدأ الكهنة في التخلص من الأحشاء الموجودة في البطن، وبالفعل كانوا يقومون في عمل فتحة طويلة من الجانب الأيسر من الجثة ويستخرجون منها كل شيء، لكن من الغريب أنهم كانوا يستخرجون جميع الأعضاء الداخلية ما عدا القلب، وذلك لأنهم كانوا مؤمنين بأن القلب هو مقر الروح والعاطفة وله دور مهم في العالم الآخر.

أما عن الأعضاء التي يستخرجونها من البطن

 كانوا يحتفظون بها في طريقة خاصة، وذلك من خلال وضع كل عضو من أعضاء الجسم في قارورة مليئة في ملح النطرون، وعلى حد اعتقادهم بأن هذه الأعضاء سوف تتجمع في العالم الآخر داخل الجسم مرة ثانية، وكل عضو منهم يرجع لمكانه الأصلي الخاص به.

وبعد ما أزال المحنطين جميع محتويات البطن، يقومون في تنظيف التجويف الداخلي في الجسم ويغسلوه بشكل جيد، وبذلك يكون الجسم مستعد للجزء الثاني من عملية التحنيط والتي معتمدة تحديداً على |الملح|.

الأملاح بصفة عامة لديها قدرة كبيرة على منع التعفن، وذلك من خلال قدرتها الشديدة في القضاء على البكتيريا، وعند استخدام ملح النطرون فالنتيجة تكون فعالة أكثر، لأن الأملاح القلوية الموجودة فيه سواء الكربونات أو البيكربونات التي تجعله مثل الوحش الكاسر بالنسبة للبكتيريا والأنزيمات، ولذلك يقوم المحنطين في حشو البطن بأكياس ولفائف من الكتان المنقوعة في ملح النطرون حتى تقضي على البكتيريا والأنزيمات من جانب، ومن جانب ثاني يعطوا الجسم شكل انسيابي أكثر، ويبقى شبيه للصورة البشرية الطبيعية عندما كان تجويف الجسم من الداخل مليء بالأعضاء، ومن المدهش أن مهمة ملح النطرون لا تتوقف عند لفائف الكتان المحمية داخل بطن المومياء فقط، لكنهم يقومون في نقع كامل الجثة في كمية كبيرة من ملح النطرون، وكأنها حمام من الملح ويتركوا الجثة منقوعة في الملح حوالي ٣٥ يوم متواصل، وكل ذلك من أجل الحفاظ على الجلد الخارجي للجسم، ومنحه مناعة ضد البكتيريا والأنزيمات، وبعد مرور ٣٥ يوم وبمجرد إخراج الجثة من ملح النطرون تكون الأملاح القلوية الموجودة داخله استطاعت امتصاص جميع السوائل الموجودة في الجسم، ويخرج منها هيكل صلب خالي من السوائل على الإطلاق، والحصول في النهاية على جسم من دون سوائل ومن دون بكتيريا ومن دون أنزيمات هاضمة.

طريقة تحنيط الفراعنة للجثث- اختيار الصورة رزان الحموي
طريقة تحنيط الفراعنة للجثث
 اختيار الصورة رزان الحموي

 استخدام صمغ الأشجار

أي نعم من خلال نقع الجسم في ملح النطرون وإزالة جميع الأعضاء الداخلية الموجودة فيه سوف تمنع الجسم من التحلل، لكن مازالت رائحة الجثة المحنطة غير لطيفة إطلاقاً، لأن ملح النطرون يحارب التحلل ولا يقضي على الروائح، ولذلك يقومون الكهنة في صب كمية كبيرة من صمغ الأشجار على كامل محيط الجسم من الخارج، ويضيفون مزيج من الشمع والزيوت ثم يتم تدليكهم على الجثة بطريقة تشبه طريقة المساج، وبعد ذلك يقومون في لف المومياء بمجموعة من الأقمشة و|الكتان| حتى تصل للشكل النهائي والمألوف للجثث الفرعونية المحنطة. 

 وضع المومياء في التابوت

ومن ثم يضعون المومياء داخل مجموعة من |التوابيت| المتداخلة، وفي الغالب يكون التابوت الأخير والذي يحتوي في داخله على التوابيت الأخرى عبارة عن تابوت ضخم من الحجر، والتابوت الأول من التوابيت يتم نقش صورة الملك عليه باستخدام ألوان معينة، ومن الخطوات المهمة أثناء التحنيط وهي أن رئيس المحنطين يجب أن يرتدي قناع معين أثناء تأديته إلى جميع الخطوات السابقة، وهذا القناع هو |قناع أنوبس| إله التحنيط والعالم السفلي في اعتقاد المصريين القدماء، وهو قناع على شكل حيوان أشبه بالكلب ولونه أسود.

وبعد ذلك يضعون في المقبرة بعض الحاجات التي يحتاجها الميت في العالم الآخر على حد اعتقادهم، وهذه الأشياء تكون عبارة عن المجوهرات والكنوز والمقتنيات الذهبية مروراً بالأثاث والملابس والأوعية وغيرها، وكمية الأشياء التي يتم وضعها في المقبرة تكون بناءً على مكانة الشخص ودرجة ثراه، وخصوصاً عندما يكون هذا الشخص ملك أو أحد أفراد الأسرة الملكية، وبعد ذلك يبدؤون في تأمين المقبرة ضد اللصوص والمعتدين من خلال نشر بعض المواد الكيميائية السامة في أماكن معينة لغرض منع وتخويف أي شخص من اقتحام المكان، ويخرج الكهنة من المكان ويقفلون المقبرة ورائهم إلى الأبد، وتنتهي رحلة التحنيط الخاصة بالمومياء. 

صحيح أن المومياء المحنطة ليست جثة كاملة لأن مثل ما تحدثنا بأن الجسم الذي يتم تحنيطه يكون منزوع منه المخ والكبد والمعدة والأمعاء وغيرها من الأعضاء، لكن هذا لا يمنع بأنها طريقة متقنة ومثيرة للإعجاب، وخصوصاً أن العلماء استطاعوا أن يحصلوا من أجسام بعض المومياوات المكتشفة حديثاً على عينات من الحمض النووي الخاص بها، وبالإضافة إلى أنهم استطاعوا أن يقوموا في بعض عمليات التشريح وحصلوا على معلومات كثيرة مثل معرفة أسباب وفاة كل جثة منهم، وتعرفوا أيضاً عن طريق هذه المومياء على معلومات خاصة في حياة المصريين القدماء في وجه عام، وأن المصريين القدماء كانوا مصابين ببعض الأمراض المزمنة ومنها القلب والشرايين والسل وغيرها من الأمراض، المعلومات هذه حصلوا عليها من خلال التشريح الطبي لجثث مر على وفاتها آلاف السنين، وهذا دليل على مدى إتقان المصريين القدماء لعلوم الكيمياء والطب.

بقلمي: ربا

مؤسسة سطر لصناعة المُحتوى العربي 1/10/2022 11:22:00 م

حضارات بلاد الرافدين و بلاد الشام " الأكاديون "
 حضارات بلاد الرافدين و بلاد الشام " الأكاديون " 
تصميم الصورة فاء مؤذن
استكمالاً لمقالنا السابق ...

أهم أعمال الأكاديين:

نقل الأكاديون حضارة بلادهم إلى البلاد التي فتحوها، مثل الكتابة والصناعات المعدنية، وصناعة الأختام، ومختلف فنون الزراعة ومعارفها، وفن بناء الزقّورات الذي تطّور في مصر وأنتج الأهرامات العظيمة

كما نقلوا معتقداتهم الدينية ولاسيما عبادة " شمش" إله الشمس الذي تطّور إلى الإله رع في |مصر القديمة |، بالإضافة إلى فن النحت وبناء السدود وصناعة الأدوات الزراعية وأدوات البناء المختلفة.

نهاية الإمبراطورية الأكادية:

بعد وفاة "نارام سين"، توالى على الحكم مجموعةٌ من الملوك الضعفاء، فبدأت المدن الخاضعة لسيطرة الأكاديين تستقل واحدةً تلو الأخرى، وبدأت رقعة الإمبراطورية تتناقص 

ثم استقلت عنها المدن السومرية، وظهرت أخيراً أقوامٌ يعرفون بالكوتيين في الجبال الشرقية، فزحفوا نحو مركز الإمبراطورية الأكادية، وعاثوا فيها خراباً، ونشروا الموت والدمار، وأنهوا اسطورة الأكاديين إلى الأبد، بعد مئة وثمانين عاماً من نشأتها

 لتتحقق بذلك النبوءة الخالدة بأن كل امبراطورية تحمل منذ نشأتها بذور فنائها.

أهم مميزات الإمبراطورية الأكادية:

أولاً) على الصعيد السياسي:

أطلق سرجون على نفسه لقب ملك الجهات الأربع، وقد استخدم حفيده نارام سين نفس اللقب، وهو لقبٌ كان يُطلق على الآلهة الكبيرة مثل آنو وشمش

 وهذا يعني بأن الملوك بدؤوا يتشبّهون بالآلهة، وهذه كانت بداية فكرة تأليههم. كما أحدث سرجون فكرة اعتبار بنات وأخوات الملوك زوجاتٍ للآلهة، وقد انتقل هذا الطقس إلى مصر فيما بعد

 كذلك تم وضع علامة الألوهية أمام أسماء الملوك، فتعاظم دور القضاة الذين أصبحوا يحكمون باسم الملك الإله، كما وضع سرجون تقويماً واحداً تسير عليه جميع مناطق الإمبراطورية. 

ثانياً) على الصعيد الاجتماعي: 

تماماً كحال مجتمعاتنا الشرقية اليوم، كانت الأسرة نواة المجتمع، وكانت مكبّلةً بالكثير من الأعراف و|العادات والتقاليد|، خاصةً في عقود الزواج وأصول التربية

 وكانت للزوجة حقوقها الثابتة مثل حق الطلاق، أما القضاء فكان خاضعاً للكثير من القوانين والشرائع التي بدأت تظهر منذ العهد |السومري| القديم، وقد انقسم المجتمع إلى طبقاتٍ بشكلٍ مشابهٍ للمجتمع البدوي.

ثالثاً) على الصعيد الاقتصادي:

اهتم الأكاديون كثيراً بالمعادن، وسعوا للحصول عليها، فقد استخدموها في مختلف الصناعات المدنية والعسكرية، فاستوردوها من عدة مناطق في العراق وتركيا، وكان النحاس هو المعدن الأساسي في مختلف صناعاتهم، حيث لم يكن الحديد مكتشفاً حينها،

 ومن أهم الأدوات التي صنعوها أدوات الزراعة والطبخ والأسلحة المتنوعة.

رابعاً) على صعيد المعتقدات والأساطير:

لم يرفض الأكاديون معتقدات أسلافهم| السومريين|، بل تبنّوها وأضافوا عليها، فعبدوا الشمس والكواكب، ويُعتبر الإله "شمش" النسخة الأكادية للإله أوتو السومري، والذي أصبح باسم أتون في الفلسفة المصرية

وقد اتخذوا قرص الشمس رمزاً له، كما ارتبط رمز الصقر والنسر بإله الشمس، وقد عبد الأكاديون مجموعةً كبيرةً من الآلهة، ولكنهم فضّلوا بعضها على بعض

 فاشتهر عندهم إله الشمس "شمش"، وإله الهواء "إنليل"، و"آنو" إله السماء، أما "إنانا" السومرية فأصبحت "عشتار"

 فازدهر بناء المعابد، وانقسم الكهنة إلى طبقات، وانتشرت طقوس الشعوذة وقراءة المستقبل، وظهر الكثير من التعاويذ السحرية، وطرق العلاج الروحي، والعقائد المختلفة لحياة ما بعد الموت.


نرجو من عشاق الحضارات القديمة نشر هذا المقال لما فيه من معلومات قيمة . 

بقلم سليمان أبو طاش 
يتم التشغيل بواسطة Blogger.