عرض المشاركات المصنفة بحسب مدى الصلة بالموضوع لطلب البحث الاقتصاد الصيني. تصنيف بحسب التاريخ عرض كل المشاركات

مؤسسة سطر لصناعة المُحتوى العربي 3/17/2022 10:27:00 ص
ما الذي يحدث في الصين اليوم؟ وإلى أين قد يصل؟ الجزء الثاني
ما الذي يحدث في الصين اليوم؟ وإلى أين قد يصل؟ الجزء الثاني
تصميم الصورة : وفاء المؤذن  
استكمالاً لما ورد بالجزء السابق

أهمية قطاع العقارات الصيني:

عند الحديث عن قطاع العقارات الصيني، فيجب معرفة أنه يمثل حوالي ثلاثين في المئة من مجمل |الاقتصاد الصيني|، وبأن غالبية الصينين يرونه المجال الأفضل للاستثمار، فإذا تضعضع وضع القطاع العقاري، فمن الطبيعي أن تتأثر بقية القطاعات الاقتصادية، وهذا سيخلق أزمةً ماليةً حادةً في الصين، لن يطول مداها حتى تتسلل إلى بقية دول العالم، فالاقتصاد العالمي أصبح مترابطاً بشكلٍ كبير.

رد فعل الحكومة الصينية

من الطبيعي في مثل هذه الحالات، التي تعجز فيها إحدى الشركات الكبيرة عن تسديد التزاماتها وقروضها، أن تلجأ إلى الاقتراض أكثر، ولكن |الحكومة الصينية| عندما لاحظت حجم الديون والقروض لتلك الشركات، قامت ببعض الإجراءات التي منعت الشركات من الحصول على قروضٍ جديدةٍ قبل وفاء القروض القديمة، وهذا دفع شركة "إيفر غراوند" إلى بيع عقاراتها بتخفيض 25% من الأسعار، لكي تؤمن السيولة المالية اللازمة، ولكن |أزمة كورونا| فاقمت مشاكلها وجعلتها في وضعٍ لا تحسد عليه.

الطريق المسدود

عندما وصلت شركة "إيفر غراوند" إلى طريقٍ مسدود، لجأت إلى بعض المؤسسات ورجال الأعمال لكي يساهموا في تمويلها، ولكن ذلك فرض عليها المزيد من الفوائد المرتفعة التي تصل أحياناً إلى 13%، ومع ذلك لم يتحسن الوضع المالي لتلك الشركة بتاتاً، بل ازدادت غرقاً في الديون، وخسرت أكثر من 90% من قيمتها، فكانت كمن استجار من الرمضاء بالنار، ولكن هل ستوافق الحكومة الصينية على انهيار إحدى أكبر شركاتها وتعريض الاقتصاد الصيني للخطر؟

موقف الحكومة الصينية من الشركات المتعثرة

لم تكن الصين في وضعٍ تحسد عليه، فإذا دعمت تلك الشركة، ستكون قد أعطت إيعازاً لبقية الشركات بأنها ستدعمها في الظروف الصعبة، وهذا قد يجعل الكثير من الشركات تتراخى أو ترفع سقف المخاطرة، وتعوّل على الدعم الحكومي، وهذا لن يكون لصالح الاقتصاد الصيني بشكلٍ عام، فكانت تصريحات الحكومة الصينية تؤكد على عدم وجود نيةٍ لديها لدعم تلك الشركة، ولكن الحقيقة أن الصين ستجد حلاً لهذه المشكلة ولكنه غالباً سيكون خفياً ومؤقتاً وبعيداً عن الملأ، فقد سبق لها أن فعلت ذلك قبل ثماني سنوات.

نهاية الحديث

ما يحدث في الصين اليوم هو موضع شك، فقد تنفجر الأزمة الصينية متحولةً إلى أزمةٍ عالمية، وقد تتجاوز الصين مرحلة الحلول المؤقتة، وتجد حلولاً جذريةً لمشاكلها، وهذا على الأغلب ما سيحدث، ولكن ما هو موقف القوى العالمية، وخاصة |الولايات المتحدة| من كل ذلك؟ فهل ستترك الأمور تمشي على سجيتها؟ أم انها ستتدخل بشكلٍ ما وبما يحقق مصالحها وأطماعها؟ وأين هي مصلحتها في كل ما يحدث؟ جميع تلك الأسئلة وغيرها، ستكون برسم المستقبل، ولن يستطيع أحدٌ الإجابة عنها إلا في حينها، فالأزمة العالمية إذا بدأت في الصين، فلا أحد سيتوقع إلى أين قد تصل.

من المهم بالنسبة لنا أن نعرف رأي القارئ فيما يقرؤه، فلا تبخل علينا برأيك، وأفدنا بتعليق.


سليمان أبو طافش

مؤسسة سطر لصناعة المُحتوى العربي 11/24/2021 08:12:00 م

كيف وصلت الصين إلى ما هي عليه اليوم؟
 كيف وصلت الصين إلى ما هي عليه اليوم؟
تصميم الصورة رزان الحموي 

استكمالاً لمقالنا  كيف وصلت الصين إلى ما هي عليه اليوم

بدء الانفتاح الصيني على الغرب وعواقبه:

لم تكن| الصين| منفتحةً على |التجارة| البحرية،

 وكانت سلالة "مينغ" الحاكمة آنذاك، منغلقةً عن الغرب، حتى انتقل الحكم إلى سلالة "تشينج" التي بدأت تنفتح على الآخرين بعد توطيد حكمها،

 وكانت تهدف بشكلٍ رئيسي إلى الحصول على| المعادن |الثمينة وخاصةً الفضة، التي كانت تستخدمها الصين كعملة أساسية لتبادل المنتجات داخلياً وخارجياً،

 ولكن لماذا الفضة بالتحديد وليس| الذهب|؟


التحول الصيني من الفضة إلى العملات الورقية:

كان عدد سكان الصين ولا يزال، هو الأكبر عالمياً، وكان لا بد للسلطة من نظامٍ نقديٍ قوي للسيطرة على هذا العدد الكبير من السكان، فكان لا بد من الاعتماد على معدنٍ ثمينٍ في ذلك، 

وبما أن الذهب لم يكن متوفراً في الصين، فقد لجأت إلى استخدام الفضة في تعاملاتها التجارية لأنها أكثر وفرةً، 

ولكن عدد سكان الصين استمر في التزايد بشكلٍ كبير، فلم تعد فكرة الفضة كافيةً لتوفير العملات، فلجأت الصين إلى ابتكار العملات النقدية الورقية، 

ومع نشوء الصراعات الداخلية وتتالي السلالات الحاكمة، توالت المشاكل الاقتصادية على الصين، فاضطرت الحكومة إلى العودة لاستخدام الفضة والنحاس في صناعة| العملات|.


سيطرة الصين على الفضة:

كانت الأمريكيتين المصدر الأساسي للفضة،

 وقد استطاع الاسبان أثناء سيطرتهم على مساحاتٍ واسعةٍ من القارة الجديدة، أن ينقلوا أكثر من مئةٍ وخمسين ألف طنٍ من الفضة، حتى عام 1800، 

وهذا ما يعادل 80% من الفضة العالمية، 

وكانت الصين تستقدم ما يقارب من 40% من تلك الفضة، وذلك عن طريق الهولنديين والبريطانيين الذي اشتروا من الصين |الشاي| والحرير والمنتجات الصينية الأخرى المطلوبة بشدة في| أوروبا|

 ومع توفر الفضة بكثرة في الصين، أصبح الاقتصاد الصيني الاقتصاد الأول عالمياً.


بدء الصدامات الصينية البريطانية:

لم تعانِ الدول الأوروبية وبخاصةٍ| بريطانيا|، من الحصول على الفضة لشراء المنتجات الصينية، فكانت تؤمّن ما تحتاجه من مستعمراتها الكثيرة والمنتشرة في جميع القارات، 

ولكن وارداتها من الفضة بدأت تتناقص منذ عام 1800، بعد أن بدأت المستعمرات البريطانية تنال استقلالها، 

وخاصةً في القارة الأمريكية،

 أما الصين فكانت لا تسمح أبداً بخروج الفضة منها، ولم تكن تقبل التعامل بأية عملةٍ أخرى، 

وهذا ما دفع بريطانيا إلى محاولة الضغط على الصين لإقامة مبادلاتٍ تجاريةٍ معها.


طعنة في الصميم:

عندما رفض الامبراطور الصيني جميع العروض البريطانية لإقامة مبادلات تجاريةٍ بين البلدين، وبما أن بريطانيا لم تكن قادرةً على الاستغناء عن المنتجات الصينية، فلم تجد أمامها إلّا بيع الأفيون إلى الشعب الصيني، عبر التهريب، انطلاقاً من مستعمراتها في الهند،

 وفعلاً نجحت خطتها واستطاعت جني أرباحٍ وفيرة ٍمن تجارة الأفيون،

 حتى أصبح الكثير من الصينيين مدمنين على الأفيون، وغير قادرين على العمل، وفي نفس الوقت، استغلت بريطانيا حالة التخبّط الحاصلة في الصين، فنقلت تجارتها إلى موانئ أخرى غير الموانئ المتفق عليها مع الحكومة الصينية، 

فأصدر الامبراطور الصيني قراراً بحصر التجارة البحرية على ميناءٍ واحدٍ فقط، وشدّد الإجراءات على البريطانيين، 

وأطلق حملةً شديدةً ضد تجارة الأفيون.


إقرأ المزيد...

بقلمي سليمان أبو طافش 

مؤسسة سطر لصناعة المُحتوى العربي 3/06/2022 11:04:00 م
هل سمعت يوما عن دول تستعمر الدول والشعوب - الجزء الثاني - تصميم الصورة وفاء مؤذن
هل سمعت يوما عن دول تستعمر الدول والشعوب - الجزء الثاني
 تصميم الصورة وفاء مؤذن
سنكمل ماتم ذكره في مقالنا السابق.

التوجّه البريطاني نحو الصين

لم تجد الشركة مخرجاً لها من وضعها المالي المتردي، سوى البحث عن تجارةٍ أخرى أو عن بلدٍ أخرى تستعمرها، فتوجّهت انظارها نحو الصين، وكانت المنتجات الصينية حينها ذائعة الصيت، مثل الحرير والخزف والشاي، ولكن الامبراطور الصيني لم يقبل التعامل مع البريطانيين إلا بشروطٍ صعبةٍ جداً، فقد خشي أن تكرر قصة |الشركة البريطانية| في الهند مع الصين.

شروط الصين القاسية على البريطانيين

جعل الإمبراطور الصيني التعاملات التجارية مع الشركات الأجنبية في حدودها الدنيا، ووضع لها موانئ محددةً يمكنهم الوقوف فيها والتعامل معها، كما فرض عليها أن تدفع ثمن ما تشتريه بالفضة حصراً، ولم يقبل أي موادٍ تجاريةٍ أخرى بدل الفضة، ولم تكن تلك الشروط تشكل عبئاً ثقيلاً على البريطانيين في بادئ الأمر، ولكن ذلك لم يدم طويلاً.
غرق بريطانيا في المشاكل والديون:
وجدت بريطانيا نفسها تدفع الكثير من مخزونها ومواردها من الفضة في الأسواق الصينية، والصين لم تكن تشتري أية بضائع من بريطانيا، ومع انخفاض مخزون الفضة البريطانية، وتوقف وارداتها من الفضة من أمريكا الجنوبية بسبب |الحروب|، وبسبب تعلّق البريطانيين الكبير بالشاي، حيث كان 10% من إنفاق البريطانيين يذهب لشراء الشاي، فقد قرّرت الشركة البريطانية إنهاء هذه المشكلة بشكلٍ أو بآخر.
فشل المباحثات الدبلوماسية:
أرسلت الحكومة البريطانية مبعوثاً رسمياً للتفاوض مع الإمبراطور الصيني، على أمل إقناعه بإقامة تبادلاتٍ تجاريةٍ بين البلدين، وكان المبعوث يحمل معه الكثير من الهدايا، غير أنه لم يستطع ثني الإمبراطور عن سياسته التجارية مع بريطانيا، وهنا لم يبقَ أمام البريطانيين سوى ضرب |الاقتصاد الصيني| عبر إغراق أسواقها بالأفيون.

تجارةٌ جديدةٌ تعوض خسائر البريطانيين

كان الصينيون يتعاطون الأفيون مسبقاً، ولكن الأفيون الصيني لم يكن يسبب إدماناً خطيراً، فبدأت الشركة البريطانية بضخ الأفيون الهندي في الأسواق الصينية عن طريق المهربين، وكان الأفيون الهندي هو أفخر أنواع الأفيون وأكثرها خطراً، وقد استطاع البريطانيون جني أرباحٍ كثيرةٍ من تهريب الأفيون إلى الصين عن طريق الهند.  
 الحملة الصينية ضد تجارة الأفيون:
أصبح الكثير من الصينيين مدمنون على الأفيون، فقل عملهم وانتاجهم، في حين بدأت خزائن بريطانيا والشركة البريطانية تمتلئ من جديد، فأدرك الإمبراطور الصيني خطورة ما يحدث، فأطلق حملةً واسعةً ضد تجارة |الأفيون|، وصادر كمياتٍ كبيرةً من الأفيون واحرقها، أما المدمنون فأدخلهم في مصحاتٍ لعلاجهم من الإدمان، كما ألقى القبض على الكثير من تجار الأفيون.

الحرب ضد الصين هي الحل الأخير

وجدت بريطانيا نفسها امام خسائر كبيرةٍ بسبب خسارتها لتجارة الأفيون في الصين، فقامت بشن حربٍ طاحنةٍ ضد الصين، فهزمتهم واجبرتهم على قبول تجارة الأفيون بالقوة، وعلى فتح السوق الصيني أمام التجار البريطانيين، وليس ذلك فقط بل أجبرت بريطانيا الصين على التخلي عن جزءٍ من أرضها للتاج الملكي البريطاني، وتلك الأرض هي هونكونغ.
استبدال الشركة المستعمرة بمستعمرٍ آخر:
في سنة 1852 بدأت حركات التمرد ضد الشركة البريطانية تنشط في الهند، فقامت الشركة بقمع تلك الحركات بشتى أنواع القتل والأسر والتعذيب، فتدخلت الحكومة البريطانية لحل الخلافات وفض النزاعات، فقامت بحل تلك الشركة ووضعت يدها على كل أعمالها وأموالها، وأعلنت بأن التاج الملكي أصبح الحاكم الفعلي للهند بدل تلك الشركة منذ سنة 1857.
إذا كانت المعلومات التي قدمناها عن الشركة المستعمرة جديدةً عليك، فشارك المقال مع أصدقائك.
بقلمي: سليمان أبو طافش

مؤسسة سطر لصناعة المُحتوى العربي 12/16/2021 06:27:00 ص

الاقتصاد العالمي لعام ٢٠٢٢ ... 

عقبات و مخاوف و تحذيرات قوية 

الاقتصاد العالمي لعام ٢٠٢٢ ... عقبات و مخاوف و تحذيرات قوية
الاقتصاد العالمي لعام ٢٠٢٢ ... عقبات و مخاوف و تحذيرات قوية  

أبرز تقرير للوكالة الأمريكية بلومبرغ 

تطرح فيه أهم التداعيات التي سيتعرض لها الإقتصاد العالمي للعام القادم كما تطرح رؤيتها للحلول المناسبة والتدابير التي ممكن اتخاذها في ظل أزمة جائحة كورونا والمتحور أوميكرون الذي غزا العالم مؤخراً,

فإن كنت مهتماً بمعرفة ما ورد في التقرير فاقرأ الأسطر التالية التي نقدمها لك من خلال منصتنا العربية سطر 

كونوا معنا .... 

نشرت |وكالة بلومبورغ| في تقريرها الهام الذي تحدثت فيه عن أكثر المشكلات والعقبات التي ستعيق تقدم |الاقتصاد العالمي| وتسبب تدهوراً في نموه  وازدهاره في العام المقبل 2022

ومما يزيد هذا التقرير أهمية 

أنه يأتي في وقت تنشتر فيه المخاوف وتتسع دائرتها ليس في عالم المال والإقتصاد فحسب بل في جميع الأوساط والمحافل العالمية والدولية والتي تتحدث عن كيفية التصدي للمتحور الجديد لفيروس كورونا بشكله المطور والجديد والمسمى أوميكرون وما يمكن أن يشكله من خطورة تؤثر بشكل سلبي وخطير على حركة الاقتصاد العالمي ككل وتعيقه وتؤدي إلى اضطراب وتخلخل في سير عجلاته    وسوف نأتي على ذكر أهم تلك  المشاكل وأكثرها خطراً  ولعل من أبرز هذه تلك العوائق:

  • بروز التضخم المالي مما يؤدي إلى زيادة الفوائد نتيجة لرفع الدعم في الإحتياطي الفيدرالي
  • وقد يتسبب بأزمة حادة  لما يسمى بإيفرغراند وهو العملاق  الصيني العقاري المعروف
  • كما ويتسبب بحدوث تخلخل  وتقلبات كبيرة في الأسواق الجديدة الحديثة العهد والناشئة
  • كما ويخشى من تأثيره المباشر على أسعار اليورو
  • مما يسبب أزمة حقيقية وهذا بالطبع سيجرُّ منطقة الشرق الأوسط إلى معاناة كبيرة بسبب الإرتفاع والغلاء في الأسعار للمواد الغذائية


ترى ماهي الأسباب التي أدت إلى ظهور تلك العوائق  والتي سيواجهها الإقتصاد العالمي

إن وكالة بلومبرغ قد أوضحت في أحدى مقالاتها:

بأن العام 2022 سيواجه ظروفاً صعبة وقاسية  بسبب تلك المشاكل والصعوبات والتحديات التي سيمر بها العالم بسبب تلك الجائحة الخطيرة كورونا وتحولاتها التي يواجهها العالم

وقد أوضحت الوكالة أن أبرز تلك الصعوبات التي  تعترض الإقتصاد العالمي وأخطرها التضخم التي سوف يواجهها الاقتصاد العالمي في العام المقبل.

وقد بين خبراء الاقتصاد الذين يعملون في مصارف الإستثمار الأمريكية غولدمان ساكس والذين يعتقدون بأن الاقتصاد العالمي مقبل على نشاط غير مسبوق خلال العام الجديد يتمثل بازدياد  الطلب وبقوته وذلك بسبب تعطل حركة سير سلاسل التوريد

ما هي الأسهم التي ينصح بشرائها

ينصح المصرف المركزي الأمريكي بالتوجه لشراء الأسهم المكسيكية والروسية والإقبال عليها ذلك على اعتبار انها تكون مقومة بالدولار الأمريكي

كما وينصح المصرف الأمريكي أيضاً بإمكانية الإقبال والتوجه أيضاً نحو شراء الأسهم المصرية


 كونوا معنا دوماً لمواكبة المستجدات في عالم المال الاقتصاد وتبعات فايروس كورونا .....

📡 تحرير : إيمان الأغبر 

مؤسسة سطر لصناعة المُحتوى العربي 3/09/2022 10:12:00 م
ماحقيقة حرق الصين لشركاتها - الجزء الأول - تصميم الصورة وفاء مؤذن
ماحقيقة حرق الصين لشركاتها - الجزء الأول
 تصميم الصورة وفاء مؤذن 
استطاعت الولايات المتحدة الأمريكية منذ بداية سبعينيات القرن العشرين، أن تفرض نفسها كقوةٍ عظمى، بعد أن تفوّقت على الاتحاد السوفيتي في شتّى المجالات، ولكن هذا لم ينهِ الحرب الباردة بينهما بل جعلها تتأجج، ولكن العالم بدأ يدرك حينها، بأن الفكر الرأسمالي في طريقه إلى السيطرة على العالم وإلى تحجيم الفكر الشيوعي، وخاصةً بعد الانتصار الأمريكي الكبير في مجال علوم الفضاء، عندما نجحت في إرسال البشر إلى القمر، ولكن فرحة الأمريكيين لم تكتمل، لأنهم سرعان ما تنبهوا إلى خطرٍ أكبر يهدد سيادتهم.

الخطر القادم من الشرق

برزت الصين كقوةٍ بشريةٍ عظمى، بسبب عدد سكانها الكبير، ومع نهاية الحرب العالمية الثانية، بدأت الصين تخطو بسرعةٍ نحو النمو الاقتصادي، ما جعل الحكومات الأمريكية المتعاقبة تأخذ حذرها من هذا المارد النائم الذي بدأ يصحو، والأخطر بالنسبة للأمريكيين كان السلطة الشيوعية الحاكمة في الصين، وهذا كله دفع الرئيس الأمريكي نيكسون إلى زيارةٍ تاريخيةٍ إلى الصين، ليفتح أبواب العلاقات بين البلدين.

خطط أمريكية مستقبلية بشأن الصين

اعتقد الأمريكيون بأن العلاقات السياسية والسياحية والتجارية الجيدة مع الصين، ستؤدي مع الوقت، إلى تخلّيها عن فكرها الشيوعي وتوجهها نحو الفكر الأمريكي الرأسمالي، وبالفعل بدأت الصين تتخلى عن بعض مفاهيمها الشيوعية وراحت تستبدلها بمفاهيم رأسمالية تناسبها، ورغم البطء الشديد في ذلك التحول إلا أنه بدأ بالفعل، وما يدل على ذلك هو وجود العديد من الشركات الصينية العملاقة، فبدأ بذلك يتحقق ما تنبأت به الولايات المتحدة، بأن يمتلك رجال الأعمال الكبار زمام الأمور في الصين.

مؤشراتٌ لا تُنبئ بخير

في كلمةٍ ألقاها أحد كبار رجال الأعمال الصينيين، في عام 2020، انتقد بعض رموز الدولة الصينية، وهذا ما لم نكن نجده في الصين قبل عدة سنوات، ومع أن انتقاده لم يكن لاذعاً، بل كان أشبه بتلميحٍ بسيط، إلا أن ردود الأفعال كانت غير متوقعة، ففجأةً بدأت |الشركات الصينية| العملاقة تنهار واحدةً تلو الأخرى، فما الذي يحدث فعلاً وراء الكواليس الصينية؟

كلمات جديدة تظهر في الصين: انتشرت في الصين منذ سنوات، بعض المفردات الجديدة التي تفرض نفسها على |الاقتصاد الصيني|، مثل شركة |علي بابا| ومؤسسها "|جاك ما|"، والاحتكار، والبيانات التجارية، وطرح أسهم الشركات الصينية في البورصة الأمريكية، بالإضافة إلى رقم 996 الذي سنعرف معناه بعد قليل، ولفهم الأزمة الصينية الحالية، يجب البدء من عند السيد "جاك ما".

من هو "جاك ما"؟ 

عند الحديث عن "جاك ما"، مؤسس شركة علي بابا، فنحن نتحدث عن أحد عمالقة الاقتصاد الصيني، فهو حالياً أشهر شخصيةٍ صينيةٍ في العالم كله، ويتمتع بشخصيةٍ نادرة، ذات حضورٍ مميز، وما يميّزه أنه بدأ برسم صورته العالمية منذ زمنٍ بعيد، وله نشاطاتٌ كثيرة، فقد رأيناه كمحكّمٍ في أحد البرامج المختصة بروّاد الأعمال الأفارقة، كما التقى بالكثير من الزعماء الغربيين، ولعل لقاءه برموز السلطة الأمريكية أسهل من لقاء رجال الحكومة الصينية بهم، فقد ظهر في عام 2017 مع دونالد ترامب قبل عدة أيامٍ فقط من توليه الرئاسة.

اقرأ المزيد في الجزء الثاني.

بقلمي: سليمان أبو طافش

مؤسسة سطر لصناعة المُحتوى العربي 12/04/2021 05:37:00 م

 ما هي الأمور التي تهدد انتعاش الاقتصاد العالمي من جديد؟ ‎

ما هي الأمور التي تهدد انتعاش الاقتصاد العالمي من جديد؟ ‎
ما هي الأمور التي تهدد انتعاش الاقتصاد العالمي من جديد؟ ‎

تشير التوقعات إلى أن عام 2022 سوف يكون  على الأرجح عاماً صعباً جداً على |الصعيد الاقتصادي|، حيث سوف تُحشر البلدان في العالم بين قوتي ضغط كبيرتين، و اللتان هما السياسة النقدية الأميركية ذات التشدد الكبير، و التباطؤ في عملية النمو في دولة |الصين|، بالإضافة إلى وجود |متحور فيروس كورونا| الجديد المعروف باسم "|أوميكرون|" الذي قد يؤدي فعلياً إلى حدوث نكسة في المجال الاقتصادي مجدداً لدى دول العالم.


- الأمور الثلاثة التي سوف تهدد الانتعاش الاقتصادي مجدداً في العالم

١- السلالة المتحورة من فيروس كورونا(أوميكرون)

يوجد هناك مخاوف كبيرة حول السلالة المتحورة الجديدة من الفيروس الذي سبب الكثير من المشاكل الاقتصاري أي فيروس كورونا، حول أنه ربما قد يعيد انهيار |الاقتصاد في العالم|.


فإن المخاوف تدور حول أن هذا |الفيروس| قد يسبب انخفاضاً في أسعار النفط، و قد يؤدي إلى تراجع حاد في أسواق الأسهم العالمية لدى معظم دول العالم.


٢- السبب الثاني هو |السياسة النقدية الأميركية| 

يعتبر |النمو الاقتصادي| الضخم في دولة أمريكا لدى عددٍ من البلدان الناشئة سيفاً ذو حدّين، حيث أنه في الغالب نجد أن التأثير التوسعي يطغى بشكل كبير على إنفاق الأسر الأمريكية التي تؤثر على سياستها النقدية، و يمكننا ملاحظة ذلك من خلال النظر إلى الدور الحاسم لأسعار الدولار، و سندات الخزانة الموجودة لدى |النظام المالي العالمي|.


حيث إن السياسة النقدية الأمريكية أيضاً ترتبط بكونها الأكثر تشدداً لدى الكثير من الأحيان في انخفاض طبيعة شهية المخاطرة في العالم، كما أنها تميل إلى تدفقات |رأس المال| لدى  الأسواق الناشئة إلى الانحسار، و هذا هو الأمر الذي قد يقلل من |الدولار| القوي في التدفقات التجارية، وذلك يعود إلى سبب دوره الهام في إصدار الفواتير.


و في المقابل إن تأثير الصين على الاقتصاد العالمي هو أكثر وضوحاً، حيث تنصف على أنها المستهلك الأول عالمياً لمادة الألمنيوم، و الفحم، و فول الصويا، و العديد من المواد الأخرى،  لذلك، فأنه عندما تتعثر هذه الدولة سوف يشعر المصدّرون في أنحاء العالم بالألم الاقتصادي الكبير.


حتى إنَّ العديد من المجلات الاقتصادية تشير بأن العام القادم هو ليس بالمرة الأولى التي قد تضطر فيه دول العالم في الإبحار ضمن المياه الغادرة.


٣- تباطؤ عملية النمو الصيني

أما دولة الصين فهي أيضاً معرضة لحالة من الخطر الشديد في هذا الوقت أكثر مما قد كان عليه الحال قبل حوالي نصف عقد، حين قامت الحكومة الصينية في ذاك الوقت في العمل على استجابة لتباطؤ النمو، و ذلك من خلال قيامها بالعمل فتح صنابير الائتمان لديها، و هذا ما قد ساعد على عملية إعادة تضخيم فقاعة الإسكان ضمن دولة الصين.


حيث أنه منذ ذلك الوقت قد أصبحت |أسواق العقارات| واسعة، و كبيرة أكثر من اللازم، حيث قد ارتفعت أعباء ديون الأسر و الشركات الصينية.

تحرير: إيمان الأغبر

مؤسسة سطر لصناعة المُحتوى العربي 3/09/2022 10:14:00 ص

ما هي أسباب ونتائج حرب الأفيون؟
ما هي أسباب ونتائج حرب الأفيون؟ 
تصميم الصورة وفاء مؤذن 

بدأنا الجزء السابق بالحديث عن انهيار الاقتصاد البريطاني نتبجةً لعدم قبول| الصين| للتبادل التجاري بينها وبين بريطانيا

 ثم تحدثنا عن خطة بريطانيا الخبيثة في إدخالها لمادة| الأفيون |إلى الصين بغية جعل الشعب الصيني يدمنه، لتضطر الصين بذلك إلى تغيير المفاوضات التجارية معها وقبولها بتصدير الشاي والحرير لها مقابل الأفيون 

لنكمل باقي التفاصيل تابعْ معنا هذا الجزء. 

مع وصولنا لسنة ١٨٢٩ ميلادي 

قام الإمبراطور الصيني فيها بمنع استيراد الأفيون من| بريطانيا|، قررت بريطانيا إدخال الأفيون إلى الصين بطرق غير قانونية، ومما ساعدها في تهريب الأفيون للصين الحدود الطويلة بين الصين والهند. 

وفي نفس السنة التي صدر فيها قرار الإمبراطور الصيني بمنع استيراد الأفيون، تم تهريب نصف طن من الأفيون من الهند إلى الصين، وهنا زاد الوضع سوءاً في الصين وزادت أعداد المدمنين على الأفيون بشكل كبير

وبدؤوا  يؤثرون على المجتمع الصيني، فالمدمن كان على استعداد لبيع جميع ممتلكاته مقابل حصوله على الأفيون. 

هنا قام الإمبراطور بحملات على التجار، قام خلالها بحرق ألف طن من الأفيون وعلى مرأى الناس جميعاً، ليقوم معارضو الإدمان ومعارضو الأفيون باحتفالات كبيرة أمام ذلك الحريق الملتهب. 

اشتعل غضب بريطانيا من هذا التحدي الواضح لها

 من قبل الصين، وقامت بالبحث في الاتفاقيات القديمة لتجد بعض البنود التي كانت تنص على حرية التجارة الدولية بين الصين والمملكة البريطانية، وعليه تكون الصين مُخِلَّة بالاتفاق وهكذا يكون لبريطانيا حرية التحرك العسكري داخل الأراضي الصينية.  

وبالفعل في سنة ١٩٤٠ ميلادي بدأ الأسطول البريطاني دخول الحدود الصينية، لإجبار الإمبراطور الصيني بالقوة على العودة للتبادل التجاري مع بريطانيا واستيراد الأفيون منها

 بدأت الحرب بدخول بريطانيا بأسطو لها القوي الذي لا يقهَر لتقترب من بوابة بكِّين البحرية، بقيت المقاومة الصينية مستمرة لمدة سنتين. 

في سنة ١٨٤٢ ميلادي تم عقد معاهدة سميت بمعاهدة نان جنج، كان الإمبراطور الصيني فيها بذكائه يحاول تقليل خسارته أي تحديد السلع التي ستدخل إلى الصين وعدم ترك الموضوع مفتوحاً أمام بريطانيا

 فقام بجعل الأفيون ممنوعاْ من دخول الصين، أي سيتم |تبادل تجاري| بين بريطانيا والصين ولكن الأفيون ليس ضمن السلع التي تشملها المبادلة، بالطبع لم يكن ذلك مرضياً بالنسبة لبريطانيا إلا أنها تغاضت عن الأمر في ذلك الوقت مقابل عودة المبادلات التجارية. 


لمعرفة بقية التفاصيل تابعْ معنا الجزء الرابع. 

آية الحمورة 

مؤسسة سطر لصناعة المُحتوى العربي 11/24/2021 08:12:00 م

كيف وصلت الصين إلى ما هي عليه اليوم؟
 كيف وصلت الصين إلى ما هي عليه اليوم؟
تصميم الصورة رزان الحموي 


لم تكن العلاقات الصينية الأمريكية بحالةٍ مثاليةٍ في معظم الفترات التاريخية، ولكن عهد "|دونالد ترامب|" شهد المزيد من الحدة والتوتر بين تلك العلاقات، 

فترامب الذي هو |رجل أعمالٍ| رأسماليٍ في الأصل، لم يكن راضياً عن العلاقات التجارية تحديدياً بين البلدين،

 فواردات| الولايات المتحدة |من| الصين| أكثر بكثير من الصادرات، 

وهذا أحد أسباب الضغوطات الأمريكية على الصين، ولكنه ليس السبب الوحيد،

 فما هي حقيقة الصراعات الأمريكية الصينية ودوافعها؟


العلاقات الصينية البريطانية القديمة:

لم تكن الضغوطات الأمريكية على الصين جديدةً بالنسبة للصينيين،

 ففي عام 1830، تعرضّت الصين لنفس الضغوطات، ولكن من قبل| بريطانيا|، التي كانت الدولة العظمى آنذاك، 

وبعد فشل الضغوطات السياسية والاقتصادية، استخدمت بريطانيا| قوة السلاح| لتجبر الصين على الاستيراد منها،

 ما أدى إلى معاناة الصين والصينيين من دمارٍ كبير، أدخلهم في مئة سنة من الفقر،

 فهل سيعيد التاريخ نفسه مع الأمريكيين هذه المرة؟


قرن الإذلال:

قبل عام 1830 كانت الصين القوة الاقتصادية الكبرى عالمياً، وهذا ما أغضب الدول الاستعمارية وعلى رأسها بريطانيا، 

فدخلت في حربٍ عسكريةٍ ضد الصين، بعد أن فشلت في مواجهتها اقتصادياً، وأدخلت إلى الصين تجارةً جديدةً بقوة السلاح، هي تجارة |المخدرات|، فغرقت الصين بالأفيون، وعانى شعبها من| الإدمان|، وتكبّد الاقتصاد الصيني خسائر هائلة، لم يتعافَ منها إلا بعد مئة سنة،

 فأُطلق على هذه الفترة اسم قرن الاذلال بالنسبة للصين. 


أسباب السيطرة الصينية:

قبل انطلاق الثورة الصناعية، وتحديداً قبل عام 1750، كان اقتصاد الدول يعتمد بشكلٍ أساسي على الزراعة وتربية الحيوان، والتجارة القائمة على ذلك،

 فكانت الصين تستحوذ على أراضٍ واسعةٍ خصبة، وكانت غنيةً بالمياه العذبة من أنهارٍ وبحيراتٍ وأمطار وثلوج، وبوجود أعدادٍ هائلةٍ من الأيدي العاملة، فقد امتلكت الصين جميع المقومات الضرورية لإنشاء اقتصادٍ قوي،

 فأصبحت| الاقتصاد |الأقوى عالمياً، وامتلكت 35% من الناتج الاقتصادي العالمي


العلاقات الروسية الصينية القديمة: 

يقول "آدم سميث"، وهو رأسمالي شهير، بأن الصين في عام 1670 كانت أغنى من جميع الدول الأوروبية مجتمعةً، 

وكانت الدولة الأولى زراعياً، والأولى في التنظيم العسكري، وصناعة الأسلحة النارية المعتمدة على البارود الذي اخترعته، 

وهذا ما أدى إلى انتصارها على الإمبراطورية الروسية في عام 1685 عندما توسّعت الأخيرة على حساب الصين حتى حدود نهر آمور، 

ولم ينتهِ النزاع المسلّح بين الدولتين الجارتين إلا بعقد معاهدة سلامٍ سنة 1689.


الصين والتجارة البحرية:

بدأت العلاقات التجارية عبر البحار بين الصين و|أوروبا|، بعد عام 1514، وبعد موجة الاستكشافات الأوروبية لأعالي البحر، 

فوصل البرتغاليون إلى الصين، ثم تبعهم الاسبان والهولنديون وآخرون، 

وكان الأوروبيون عامةً منبهرين بالمنتجات الصينية، ولعل الغنى الصيني هو ما جعلها تخشى الانفتاح على الغرب الطامع بكل شيء،

 كما كانت الصين تفضّل الاعتماد على الاقتصاد الزراعي، لأن السيطرة على المزارعين تكون أسهل من السيطرة على التجّار،

 وخاصةً التجار البحريين الأثرياء وكثيري التنقل الذين يستطيعون الانقلاب على السلطة المركزية بسهولة. 

إقرأ المزيد...

بقلمي سليمان أبو طافش 

مؤسسة سطر لصناعة المُحتوى العربي 3/26/2022 05:05:00 م

ما الذي تمتلكه الصين ويجعلها قادرةً على تهديد الولايات المتحدة الأمريكية؟
 ما الذي تمتلكه الصين ويجعلها قادرةً على تهديد الولايات المتحدة الأمريكية؟ 
تصميم الصورة وفاء مؤذن 

كثيراً ما يستخدم الناس عبارة "لا تقل إننا لم نحذرك" كنوعٍ من التهديد أو التحذير، ولكنهم نادراً ما يعنون تنفيذ تهديداتهم 

ولكن عندما تستخدم الدول عبارات التهديد والوعيد، فمن الصعب التكهن بما تقصده تلك الدول من وراء تلك العبارات

فالسياسة بحرٌ واسعٌ جداً، أما الدولة التي يجب الحذر منها إذا استخدمت العبارة سابقة الذكر، فهي الصين، لأنها لا تستخدمها إلا إذا كانت تنوي تنفيذ تهديداتها.

الصين تهدد الولايات المتحدة الأمريكية:

مع بداية الحرب التجارية بين |الصين |والولايات المتحدة، نشرت إحدى الصحف الصينية مقالةً طالبت فيها الولايات المتحدة بعدم التقليل من القدرات الصينية على حماية حقوقها ومصالحها التنموية

 وجاء في نهاية المقال عبارة "لا تقل إننا لم نحذرك"

وقد لفتت هذه العبارة انتباه المحلّلين، فالصين لا تستخدم هذه العبارة إلا إذا أرادت التهديد، وهي عادةً ما تنفّذ تهديدها

 فقد سبق أن استخدمت الصين تلك العبارة مع الهند قبل اندلاع |الحرب| الحدودية بينهما، كما استخدمتها الصين مع فيتنام قبل أن تغزوها سنة 1978

 فعندما تستخدم الصين هذه العبارة، تكون جاهزةً لتنفيذ تهديداتها.

 فما هي الاستعدادات التي أعدتها الصين لمواجهة الولايات المتحدة هذه المرة؟

سلاح الصين الخفي الذي يقلق الأمريكيين:

تمتلك الصين أسلحةً كثيرةً لمواجهة| الولايات المتحدة| تجارياً، كما أن الولايات المتحدة لديها أيضاً ما يكفي لمواجهة الصين

ولكن الصين قد تمتلك سلاحاً فعّالاً سيحدث فرقاً كبيراً في نتائج المواجهة، وهو ببساطة سلاح المعادن النادرة، التي أصبحت عماد الصناعات التكنولوجية الحديثة، والتي تحتكر الصين معظمها

 فما هي هذه المعادن؟ 

ولماذا هي حكرٌ على الصينيين؟

ما هي مجالات استخدامات العناصر النادرة؟

يوجد في الطبيعة سبعة عشر معدناً نادراً، ساهموا في تحسين الكثير من الصناعات الحالية، كما يعدون بإنجاز الكثير من الابتكارات المستقبلية المذهلة

 خاصةً في عالم التقنيات الدقيقة مثل صناعة الهواتف الذكية والمدخرات والسيارات الكهربائية وحتى في مجال الصناعات العسكرية كالصواريخ والطائرات الحربية

 وبما أن الصين تحتكر أكثر من 90% من هذه العناصر فمن حقها ان تهدد العالم بها.

المعادن النادرة تهدد الصناعات النفطية:

تكمن خطورة| المعادن النادرة| في أنها قد تقضي تماماً على الصناعات النفطية، وعند النظر إلى أسعارها، نجدها تتصاعد باستمرار، ومن المتوقع مثلاً أن يرتفع سعر "النيودينيوم" إلى ثلاثة أضعافه في السنوات القليلة القادمة

 فمع ميول العالم نحو التخلي عن الطاقة الأحفورية والتوجّه نحو الطاقات النظيفة، سيجد نفسه مضطراً لاستخدام المعادن النادرة، وبخاصةٍ معدني "النيودينيوم" و"البراسيوديميوم" اللذين يستخدمان لصناعة المغانط القوية جداً

 ومن المعروف بأن المغانط ضروريةٌ لصناعة التوربينات المولّدة للتيار الكهربائي، والمحركات.

توقعات مستقبلية مقلقة:

من المتوقع أن يصل حجم عائدات صناعات السيارات الكهربائية في السنوات القادمة إلى أكثر من تريليون دولار، كما يمكن أن يصل حجم استخدام الرياح لتوليد الكهرباء إلى مئةٍ وسبعةٍ وعشرين مليار دولار

ومن المتوقع أيضاً أن يصل حجم الصناعات القائمة على الطاقات البديلة في سنة 2030 إلى أكثر من تريلوني دولار، وكل ذلك قائمٌ على المعادن النادرة التي تحتكر الصين معظمها.

ما الذي تمتلكه الصين ويجعلها قادرةً على تهديد الولايات المتحدة الأمريكية؟
 ما الذي تمتلكه الصين ويجعلها قادرةً على تهديد الولايات المتحدة الأمريكية؟ 
تصميم الصورة وفاء مؤذن 

العالم يعلن الحرب على الطاقة الأحفورية انتصاراً للبيئة:

في عام 2015، خرج العالم بمعاهدةٍ للحد من استخدام الطاقات الأحفورية، واستبدالها بالطاقات النظيفة، لمحاربة التغيّر المناخي للأرض، والحد من ظاهرة| الارتفاع الحراري|، وكانت الصين من أولى الدول الداعمة لهذه الاتفاقية، رغم أنها تضر كثيراً بمصالحها
 فهي من أكبر المستهلكين للنفط في العالم، ولكنها تدرك بأن الطاقات البديلة ستقوم على المعادن النادرة التي تمتلك معظم مصادرها.

الزعيم القوي يقرأ المستقبل ويعمل لبنائه:

قال الرئيس الصيني السابق "دينج شياو بينج" سنة 1978 ما معناه: "إذا كان الشرق الأوسط يمتلك النفط، فإن الصين تمتلك العناصر النادرة"
 ويعتبر "بينج" زعيم النهضة الصينية الحديثة، عبر الخطط الاقتصادية الكثيرة التي وضعها لإقامة| الاقتصاد |الصيني الذي نراه اليوم، ولعل هذا ما يجب أن يستمتع به زعيم أية أمةٍ تتطلع إلى بناء مستقبلها.

احتياطي العالم من المعادن النادرة بالأرقام:

تمتلك الصين حوالي 37% من احتياطي العالم من العناصر النادرة، كما تمتلك الولايات المتحدة 13% منه، أما استراليا فتمتلك 6%، أما باقي الاحتياطي العالمي فهو موزعٌ على معظم دول العالم
 ولكن ما يميّز تلك الدّول الثلاثة عن غيرها، هو أن استخراج العناصر النادرة فيها أسهل من غيرها بكثير وأقل تكلفة، خاصةً وأنها تتواجد في أراضيها بتراكيز عالية.

ميّزاتٌ خاصةٌ لا يمتلكها غير الصينيين:

تمتلك الصين إلى جانب الاحتياطي الكبير من العناصر النادرة، على التقنية اللازمة لاستخراجها ومعالجتها، ولذلك فهي تحتكر 90% من الصناعات القائمة على تلك العناصر، وليس هذا فقط، فقد نجحت الصين باستقطاب الكثير من الشركات العالمية التي تنقّب عن المواد الخام
 ثم تستخرجها وتجلبها إلى الصين، لاستخراج المعادن النادرة منها
 ومن هنا يمكن رؤية القوة الحقيقة التي تمتلكها الصين وتلوّح بها عند تهديدها للأمريكيين.

العناصر النادرة والولايات المتحدة الأمريكية:

كان انتاج العناصر النادرة والصناعات القائمة عليها، محصوراً بالولايات المتحدة الأمريكية منذ ثلاثينيات القرن الماضي حتى تسعينياته، ولكن الصين استطاعت أن تسحب سوق العناصر النادرة منها بلعبةٍ ذكية
 ولكن تلك قصةٌ أخرى سنعرضها في مقالةٍ أخرى فتابعونا، وإلى ذلك الحين، يمكن متابعة آثار التهديدات الصينية من خلال أسعار النفط والذهب و|العملات |في السوق الأمريكية.

إلى أين ستصل الحرب التجارية بين الصين والولايات المتحدة، وهل ستنعكس سلباً أم إيجاباً على الاقتصاد العالمي، هذا ما ستبديه لنا السنوات القادمة، ولكي نبقى على معرفةٍ أوسع وأشمل، نتوقع من القارئين نشر مقالاتنا.

سليمان أبو طافش 

مؤسسة سطر لصناعة المُحتوى العربي 1/20/2022 04:51:00 م
قصة الذهب والدولار الأمريكي ومستقبلهما
 قصة الذهب والدولار الأمريكي ومستقبلهما
تصميم الصورة رزان الحموي
استكمالاً المقال السابق عن  " قصة الذهب والدولار الأمريكي ومستقبلهما "....

فصل الدولار عن الذهب:

بقي الحال كما هو حتى سنة 1971، عندما طالبت |فرنسا|| الولايات المتحدة| بفصل الدولار عن |الذهب|، فوافقت الولايات المتحدة على ذلك، وأعلن الرئيس الأمريكي "نيكسون" ذلك على الملأ في حديثٍ تلفزيوني

 ولكن ذلك لم يلغِ دور الدولار كعملةٍ عالمية، ولكنه سمح للدول بالتعامل بعملاتٍ أخرى، كاليورو والجنيه الإسترليني وغيرها، ولكن العملة الأكثر استخداماً، والتي ترتبط بها بشكلٍ أو بآخر جميع العملات الأخرى، لازالت هي |الدولار الأمريكي|. 

لماذا لا تتعامل الدول بعملاتها المحلية؟

انخفض سعر صرف الدولار قليلاً بعد فصله عن الذهب، ولكنه استطاع المحافظة على قيمته العالمية، فهو لا زال يمثّل رصيد الدولة من الذهب، وقد يطرح بض الناس سؤالاً جوهرياً هو: لماذا لا تتعامل الدول بعملاتها المحلية عندما تتعامل مع بعضها؟

وقد لا تكون الإجابة عن هذا السؤال المنطقي سهلةً، ولكننا ببساطة يمكن أن نرى بأن وضع سعرٍ ما لأية بضاعة، يجب أن يعتمد على مرجعٍ ما، وهذا المرجع هو حتماً الدولار، وذلك يعني بأن التخلّص من هيمنة الدولار وسيطرته لم يصبح ممكناً حتى الآن.

ما هو التضخم وكيف يحدث؟

سؤالٌ آخر قد يدور في أذهاننا، وهو: لماذا لا تقوم الدول ذات| الاقتصاد| الضعيف بطباعة كمياتٍ كبيرةً من عملتها لتسدّ حاجة مواطنيها؟

والإجابة عنه بسيطة، فكمية النقود التي يجب أن تتواجد في الأسواق وبين الناس، يجب أن تساوي قيمتها ما لدى الدولة من الذهب أو الدولارات

 وعند طرح المزيد من النقود المحلية، تفقد تلك النقود قيمتها ويحدث التضخم، فيصبح الناس يحتكمون على النقود، ولكنهم لا يستطيعون شراء الكثير بها لأنها فقدت قيمتها.

سيطرة الدولار، إلى متى؟

يعتقد الكثير من الخبراء الاقتصاديين بأن سيطرة الدولار الأمريكي على باقي العملات لن تدوم طويلاً، فقريباً ستستطيع بعض العملات أن تتعايش مع بعضها البعض كعملاتٍ أساسية

 وسيتوجب على الدولار ان يتقاسم مكانته مع الين الصيني و|اليورو| الأوروبي

 ولكن ما الذي قد يحدث لو أن السندات الأمريكية لم تعد ملاذاً آمناً؟

 ولو تخلى العالم عن الدولار فما هي البدائل المحتملة له؟ 

فالحصول على الين الصيني ليس أمراً سهلاً في ظل النظام الاقتصادي والسياسي للصين.  

هل يكون اليورو عملة المستقبل:

لعل الوقت لم يحن بعد للحديث عن إمكانية تصدر اليورو للائحة العملات العالمية، فالاتحاد الأوروبي يخطو بقوةٍ وثقة، ولكن ببطء، خاصةً بعد خروج بريطانيا منه

 ولكي تصبح أية عملةٍ عالميةً، يجب أن تخضع لدولةٍ ديمقراطيةٍ قويةٍ ومستقرة، وإلا حدثت تقلّباتٌ ماليةٌ عنيفة، تؤثر على الاقتصاد العالمي.

ما مستقبل العملات الرقمية؟

تبدو العملات الرقمية واعدة، إلا أنها لم تُثبت قدرتها في الحفاظ على قيمتها، فهي كثيرة التقلبات، وقد يكون ذلك بسبب أنها لازالت حديثة

ولأن الكثير من الدول لا تستطيع الاعتماد عليها، لأنها أصلاً لا تمتلك البنية التحتية اللازمة

 وكأية عملةٍ عالمية، تحتاج| العملات الرقمية |إلى دولةٍ قويةٍ ومستقرةٍ لكي تدعمها.


لم يبقَ لنا إلى أن ننتظر الغد الذي قد لا يكون بعيداً، لكي نعرف إلى أين سيصل الاقتصاد العالمي، ولن نسأل إلى متى سنكتفي بالانتظار.

إذا أعجبك طرحنا فشارك المقال.

بقلم سليمان أبو طافش

مؤسسة سطر لصناعة المُحتوى العربي 3/17/2022 10:25:00 ص

ما الذي يحدث في الصين اليوم؟ وإلى أين قد يصل؟
 ما الذي يحدث في الصين اليوم؟ وإلى أين قد يصل؟
تصميم الصورة : وفاء المؤذن  
السيد "أندرو ليفت" هو أحد كبار المستثمرين الذين يمتلكون خبرةً كبيرةً في اقتناص الفرص وصيد الشركات الضعيفة، التي تقوم أعمالها على أموالٍ وهمية، فهو بارعٌ في فضح مثل تلك الشركات وإعلان انهيارها وتوضيح أسباب ذلك بتقارير رسمية، وقد بزغ نجمه في سنة 2012، عندما أصدر تقريراً تحليلياً قال فيه بأن دراسته لشركات العقارات الصينية أدت إلى استنتاج أن إحدى الشركات، وتدعى "إيفر غراوند"، على وشك الانهيار، فهي مدينةٌ بأكثر من 12 مليار دولار، وما أن أصدر "أندرو" ذلك التقرير، حتى منعته الصين من التداول والاستثمار داخل أراضيها، وفرضت عليه حظراً شاملاً، ولكن، وبعد أقل من عشر سنواتٍ، تبيّن بأن تقريره كان صحيحاً، فقد صدقت توقعاته، عندما انهارت تلك الشركة وأصبحت حديث العالم بديونٍ تجاوزت 310 مليار دولار، فهل هذا يُعتبر بداية أزمةٍ في الصين قد تتطور إلى أزمةٍ عالمية؟ ما هي حقيقة ما يحدث في الصين في الآونة الأخيرة؟ لنكتشف ذلك معاً.

ما الذي يحدث في الصين اليوم؟

تعثّرت ثاني أكبر الشركات العقارية الصينية في سداد فوائد قروضها، البالغة 84 مليار دولار، فماذا ستفعل بمبالغ القروض الواصلة إلى أكثر من 310 مليار دولار؟

قد لا يبدو هذا الرقم كبيراً أمام |الاقتصاد الصيني|، الذي يتجاوز حجمه 16 تريليون دولار، ولكن الأنظار تتجه نحو المخاوف من تكرار الأزمة المالية الأمريكية التي حصلت عام 2008، والتي بدأت كأزمةٍ عقاريةٍ أيضاً، ثم تفاقمت عندما تعثّر أحد البنوك الكبيرة بسداد قروضه، وما يزيد مخاوف المستثمرين، هو عدم ثقتهم بدقّة الأرقام المعلنة، فقد يكون العجز الحقيقي أكبر من ذلك بكثير، ولو انهارت تلك الشركة فإن البنوك التي أقرضتها ستعجز عن استرداد أموالها وقد تنهار أيضاً، وهنا نتحدث عن أكثر من ثلاثمئة بنك صيني وأجنبي.

أحجار الدومينو

 لم تكن مشكلة الشركة العقارية مع البنوك فقط، فقد عجزت الشركة أيضاً عن تسديد التزاماتها للعاملين لديها وللموردين أيضاً، ومبالغ هذه الالتزامات ليست قليلة، فلقد اقتربت من مئة وستين مليون دولار، وهذا أيضاً سيعني تأثر الشركات المورّدة في حال انهيار الشركة العقارية المذكورة، وستتأثر شركاتٌ أخرى بذلك، فكأن المسألة أصبحت شبيهةً ب|أحجار الدومينو|، فإذا سقطت إحدى القطع تلتها باقي القطع تباعاً.

ردود أفعال الناس

ما أن انتشر خبر العجز المالي الذي وقعت فيه تلك الشركة العقارية، حتى انهمر الناس إلى الشوارع كالسيل العارم، يطالبون الشركة بأموالهم التي دفعوها لقاء مشاريع مختلفة، فتلك الشركة تمتلك أكثر من ألف وثلاثمئة مشروع سكني في مئتين وثمانين مدينةٍ صينية، أي أكثر من مليون وحدة سكنية غير مكتملة، وبما أنها لم تكتمل فهي لن تُباع، ناهيك عن آلاف العاملين لدى الشركة الذين أخذوا جزءاً من مستحقاتهم كأسهمٍ في الشركة، فمع انهيار سعر السهم أصبحت خسائر الناس هائلة.

اقرأ المزيد...

سليمان أبو طافش

مؤسسة سطر لصناعة المُحتوى العربي 3/29/2022 01:51:00 م

ما هو مشروع المليار الذهبي الذي يهدد البشرية ؟
ما هو مشروع المليار الذهبي الذي يهدد البشرية ؟
تصميم الصورة : وفاء المؤذن
  
سنتحدث عن موضوع خطير يهدد استقرار أغلب سكان العالم ، لكن قبل نبدأ أريد منك أن تتخيل  أنك جالس في غرفة مع ستة أشخاص لا تعرفهم ، وهذه الغرفة فيها كمية محدودة من الطعام والشراب و الأوكسجين ، وهذه الكمية تكفي شخص واحد فقط ، ماذا تظن سوف يحدث ؟ 

فكرة مرعبة لأنه سوف يحدث صراعات بينكم على موارد الغرفة ، وسوف يفوز شخص واحد بهذه الغنيمة .

هذه هي فكرة المليار الذهبي باختصار شديد  سنتوسع في شرحها .. 

* النظرية المالتوسية 

في نهاية القرن الثامن عشر نادى الكاتب والمفكر الانجليزي " |توماس مالتوس| " بضرورة إيجاد حل سريع للسيطرة على موارد الكرة الأرضية ضد الزيادة السكانية الرهيبة ، وهذا الكاتب هو صاحب " |نظرية المالتوسية| " وهي نظرية اقتصادية قائمة على أساس أن أعداد البشر تزيد بشكل متضاعف ، في حين أن موارد الطبيعة تزيد بمعدلات طبيعية ، وضرب مثال على هذا الكلام يقول فيه :

 إن كانت موارد الطبيعة تزيد بشكل (٤ ,١,٢,٣ ) فإن أعداد البشر تزيد بشكل ( ٢,٤,٦ ,١ ) ، وهذا سوف يخلق أزمة رهيبة في استغلال الموارد بعد فترة قصيرة ، وتحديداً عندما تفقد الطبيعة قدرتها على تغطية احتياجات البشر .

والناشط السياسي " |فلاديمير لينين| " وقائد الثورة البلشيفية في |الاتحاد السوفيتي| هو أول من أطلق مصطلح " مشروع المليار الذهبي " في تحذير صريح من خطورة تنفيذه ، وكانت تصريحاته حينها للحد من انتشار الرأسمالية وتوحشها .

كان " فلاديمير لينين " يرى أن الامبريالية هي أعلى درجات الرأسمالية .

* ما معنى الإمبريالية ؟

وباختصار إن الإمبريالية معناها التوسع في مساحة الأراضي لضمان سيادة وسيطرة دول أوروبا وأمريكا على شعوب قارة آسيا وأفريقيا .

وحذر فلاديمير لينين حينها من تفشي |نظام الرأسمالية| الذي سوف يتسبب بالضرورة في فناء شعوب دول العالم الثالث ، وأثارت تصريحاته ضجة عالمية كبيرة حينها ، وبدأ المفكرين يتبنوا أفكاره ، ويرددون مصطلح المليار الذهبي في كتبهم ومقالاتهم .

أدى الغموض المحيط بمنظمات الماسونية في انتشار المصطلح بشكل عالمي ، وبدأ الكتاب والمفكرين يربطون بينها وبين الاعتقاد السائد في أن الماسونية تسعى للسيطرة على الكرة الارضية من خلال تنفيذ مشروع المليار الذهبي كأحد أشكال نظرية المؤامرة .

والنظرية تفترض أن الموارد الطبيعية تكفي لمليار إنسان فقط على الكوكب ، الأمر الذي يستلزم التخلص من ستة مليار بني آدم على أقل تقدير ، وبالضرورة أنهم سوف يكونون من شعوب الدول النامية ، لقلة إنتاجهم مقارنة بدول العالم الأول .

 وبدأ المصطلح يظهر مرة أخرى على الساحة ...

ما هو مشروع المليار الذهبي الذي يهدد البشرية ؟
ما هو مشروع المليار الذهبي الذي يهدد البشرية ؟
تصميم الصورة : وفاء المؤذن
   
تحدثنا  عن ظهور مشروع المليار الذهبي في فترة معينة ، ثم بدأ مشروع المليار الذهبي بالظهور مرة أخرى ، وذلك بعد العثور على النصب التذكاري الغامض " |جورجيا غايد تونز| " في الولايات المتحدة والذي يدعون أغلب الزملاء على الإنترنت في مقالتهم أنه يعود لمئات السنين ، وأنه على وجود فكرة المليار الذهبي من ألف سنة تقريباً .

* على ماذا تنص الكتابة المكتوبة على هذا النصب التذكاري ؟ 

لكن في الحقيقة تم انشاؤه في يوليو ١٩٧٩ م ، بواسطة جماعة مجهولة تدعي إخلاصها للولايات المتحدة ، ووضعوه تحت اسم مستعار ، وهو نصب تذكاري مصنوع من الغرانيت ، ومكتوب عليه عشر وصايا بعدة لغات مختلفة منها ( العربية والانجليزية والعبرية ... ) ، وترجمة الوصايا عبارة عن :

( يجب أن يبقى عدد البشر على الكوكب أقل من ٥٠٠ مليون نسمة ليكونوا في توازن دائم مع الطبيعة ، حددوا التناسل البشري مع تحسين اللياقة البدنية ، اجعلوا لجميع البشر لغة واحدة معاصرة ، تحكموا في انفعالاتكم سواء في العاطفة أو العقيدة أو العادات والتقاليد ، وبجميع الأشياء بمنطق معتدل ، وفروا الحماية للبشر والدول بواسطة قوانين عادلة ومحاكم منصفة ، لا تتدخلوا في حكم الدول بل اكتفوا بتصفية النزاعات الخارجية بينهم بواسطة المحاكم العالمية ، ابتعدوا عن استخدام القوانين التافهة والموظفين عديمي الفائدة ، راعوا التوازن ما بين الحقوق الشخصية والواجبات الإجتماعية ، شجعوا على انتشار الحقيقة .. الجمال .. الحب لإيجاد التوافق المطلق ، لا تجعلوا من أنفسكم سرطانات فوق الأرض بل المجال للطبيعة ، بل أفسحوا مجالاً للطبيعة ، أفسحوا المجال للطبيعة ) .

وكما قلنا إن تاريخ إنشاء هذا النصب التذكاري يعود لسنة ١٩٨٠ م وليس من مئات السنين ، وأيضاً تم تشويهه في سنة ٢٠٠٨ بالطلاء بعد أن قامت جماعة من المتظاهرين بالكتابة على أحجاره احتجاجا على الأفكار المدونة عليه .

ما هو مشروع المليار الذهبي الذي يهدد البشرية ؟
ما هو مشروع المليار الذهبي الذي يهدد البشرية ؟
تصميم الصورة : وفاء المؤذن  
تحدثنا عن تشويه الوصايا المكتوبة على النصب التذكاري من قبل المتظاهرين ضد هذا المشروع .

أما عن تصريحات وزير الخارجية الأمريكي الأسبق " |هنري ألفريد كسنجر| " والذي تمت ترجمته على الشكل التالي : ( نحن الآن نعيش عصر المليار الذهبي لكنهم لا يقتلون ستة مليار نسمة ، وإنما يسقونهم الموت ببطء عن طريق جرعات كل يوم ) .

والزملاء ربطوا بين تصريحاته كمستشار للأمن القومي الأمريكي وبين تورطه في تنفيذ مشروع المليار الذهبي ، إلا أن الحقيقة غير ذلك تماماً .

* ما هي الحقيقة حول تصريحات وزير الخارجية الأمريكي الأسبق هنري ألفريد كيسنجر 

تم سؤاله في عام ١٩٧٥ م عن رؤيته نحو المستقبل في ظل هيمنة الاقتصاد الصيني ، فكانت إجابته انتقاداً للفكر الشيوعي في الصين الذي من وجهة نظره يسعى لتنفيذ |مشروع المليار الذهبي| ، والصراع العسكري بين الولايات المتحدة والصين ما زال قائماً حتى الآن.

وظهر المصطلح مرة ثانية على الساحة بعد أن قيل أن الهند أعلنت رسمياً ، أنها استطاعت أن تصل لتركيب الحمض النووي لفيروس كورونا الجديد. وادعوا أنه ليس طبيعي ، فقد اكتشفوا وجود أربع أحماض نووية من |فيروس الإيدز| تم زرعها في |فيروس كورونا| ، وهذا معناه أنه تم خلقه وتركيبه صناعياً في المختبرات ، وربطوا بين انتشاره وبين محاولة الولايات المتحدة في تدمير الإقتصاد الصيني لتنفيذ مخططها بتحقيق مشروع المليار الذهبي ، لكن للأسف لا يوجد أي تصريح رسمي أو غير رسمي صادر عن وزارة الصحة في الهند  يفيد بأنه فايرس مخلق معملياً ، وتقارير منظمة الصحة العالمية تؤكد حتى الآن أنه فايرس طبيعي صادر من الصين ، وجميع المؤسسات العلاجية في العالم ومنهم شركة فايزر للأدوية يؤكدوا أنه فايرس غير مخلق .

هل يوجد مشروع المليار الذهبي وهل سيتم تنفيذه بالفعل ؟ 

باختصار .. لا يوجد شيء اسمه حاجة مشروع المليار الذهبي يتم تنفيذه ، لكن الحكاية كلها أن نظام الإقتصاد العالمي بشكل أو بآخر يخضع لفكرة النشوء والارتقاء ، والشعب الذي لن يكون منتج وفعال فسوف يندثر وينقرض تدريجياً من شدة الفقر كما يحدث في الدول الآسيوية والإفريقية النامية .

لا تنسى أن تشاركنا رأيك في التعليقات ... 

رهف ناولو

مؤسسة سطر لصناعة المُحتوى العربي 3/09/2022 10:14:00 ص

ما هي أسباب ونتائج حرب الأفيون؟
ما هي أسباب ونتائج حرب الأفيون؟ 
تصميم الصورة وفاء مؤذن 

تحدثنا في الجزء السابق عن وضع أقوى إمبراطوريتين في العالم -الإمبراطورية الصينية والإمبراطورية البريطانية- في القرن الثامن عشر

ووصلنا لمشكلة بريطانيا في عدم حاجة الصين للتبادل التجاري معها، مما كان يجبرها على دفع مبالغ كبيرة لاستيراد موادها الاستراتيجية والمهمة من الصين

 واستكمالاً لبقية التفاصيل تابعْ معنا هذا الجزء. 

لم يكن هناك تبادل تجاري بين بريطانيا والصين 

بسبب اكتفاء| الصين| ذاتياً، ومع استمرار بريطانيا في دفع الكثير من العملة للحصول على احتياجاتها من الصين بدأ الاقتصاد البريطاني يتأثر بشكل كبير

وزاد استنزاف الخزينة البريطانية، وأصبح لدينا إمبراطورية ترتقي اقتصادياً وأخرى تنهار بالتدريج.  

في تلك الفترة وفي جنوب| أوروبا |كانوا قد اكتشفوا مادة لها تأثير على البشر وهي| الأفيون|، والتي كانت تستخرج من نبات اسمه الخشخاش

 كانوا يستخدمونها في التخدير أثناء العمليات الجراحية، كما كانت تستخدم كمسكن للآلام والأوجاع، ولكن بريطانيا علمت أن لتلك المادة أثر جانبي سيء جداً على الإنسان وهو| الإدمان| عليها، أي الشخص الذي يأخذ الأفيون بكمية كبيرة سيدمنها و سيطلبها جسده باستمرار.  

انطلاقاً من هذه المعلومات ونتيجةً لتردي |الاقتصاد| البريطاني حينها، فكَّرت |بريطانيا |بخطة خبيثة جداً وبدأت بتنفيذها،  حيث أخذت تصدِّر زهرة الخشخاش للهند، التي قامت بدورها بزراعة تلك الزهور لتبدأ بعدها بتصنيع الأفيون

 وهنا انتشر الأفيون بشكل كبير في الهند وأخذت بريطانيا تسوِّق له على أنه علاج لجميع المشاكل الصحية ومفيد جداً للصحة دون ذكر مخاطره. 

بدأت المفاوضات التجارية بين بريطانيا والصين تتغير

 جيث قامت بريطانيا باقتراح  استيرادها للشاي مقابل الأفيون، وبالفعل في سنة ١٧٨٩ ميلادي دخلت أول دفعة من الأفيون إلى الصين، وكانت دفعة ضخمة جداً دخلت إلى الصين عبر الأراضي الهندية

وهنا بدأ الصينيون يكتشفون فوائد الأفيون في تسكين الآلام على اختلافها، فباتوا يأخذونه عند تعرضهم لأي مرض. 

بدأت الصين تحتاج لكميات كبيرة من الأفيون، وأخذت خطة بريطانيا تنجح، خاصةً عندما أدمنت فئة من الصينيين على الأفيون، وقُلِبت الحال رأساً على عقب فصارت الصين هي التي تدفع مبالغ باهظة لبريطانيا لتحصل على الأفيون نتيجة ازدياد الطلب عليه بشكل كبير

 إضافةً لأن تجارته كانت تجارة رابحة في الداخل الصيني. 

مع مرور الأيام وتغير الأباطرة الصينيين وصلنا لسنة ١٨٢٩ ميلادي حيث تم إصدار قرار من الإمبراطور الأعظم للإمبراطورية الصينية في وقتها يقضي بمنع استيراد الأفيون بشكل نهائي. 

 وبالطبع هذا القرار لم يُعجِب بريطانيا، وهي بالتأكيد لن تكف عن إدخال الأفيون إلى الأراضي الصينية، ولكن كيف؟


لمعرفة بقية التفاصيل تابعْ معنا الجزء الثالث. 

آية الحمورة 

مؤسسة سطر لصناعة المُحتوى العربي 3/23/2022 11:28:00 ص
كيف وضعت أمريكا يدها على خزائن روسيا وهل يتهور بوتين - الجزء الثاني - تصميم وفاء المؤذن
كيف وضعت أمريكا يدها على خزائن روسيا وهل يتهور بوتين - الجزء الثاني
 تصميم وفاء المؤذن
- تحدثنا في الجزء السابق عن قيمة الأموال النقدية التي تمتلكها روسيا داخل البنك المركزي الروسي، حيث تمتلك الحق بالتصرف بهم، ماعدا ذلك فإنها مكبلة اليدين أمام العقوبات وتجميد أصولها في بنوك العالم، وحالها كحال أي بلد أقحم نفسه في حرب يقف ضده فيها أغلب دول العالم، سيتعرض للضغوطات والعقوبات الاقتصادية بهدف ردعه، وبالتالي فلابد أن يتأثر اقتصاد هذا البلد. 

الوضع الاقتصادي داخل روسيا في ظل العقوبات 

- سوف نركز في هذا الحديث عن نقطة واحدة فقط، والتي تعتبر نقطة محورية، وهي قيمة العملة الروسية المحلية وهي |الروبل|. 

قيمة الروبل مقابل الدولار الأمريكي 

- في بداية شهر شباط الفائت من العام الحالي ٢٠٠٢، فأن |سعر صرف| الروبل أمام الدولار الأمريكي، كان يعادل تقريباً ٧٧ روبل  مقابل كل واحد دولار، وبعد ذلك بشهر وتحديداً ١آذار من نفس العام، أصبح سعر الصرف ١١٢روبل أمام كل دولار أمريكي، وذلك يعني بأن العملة الروسية خسرت نصف قيمتها في أقل من شهر، فالروبل لا يمكنه تحصيل واحد سينت أمريكي، وذلك يعتبر أسوأ مستوى وصلت له العملة الروسية أمام الدولار في تاريخها. 

تأثير تدهور العملة الروسية 

مرت روسيا بالعديد من الأزمات خلال العشرين سنة الأخير، وبرغم من كل ما مرت به، إلا أن قيمة الروبل لم تنهار لمثل هذه المستويات من قبل. 

- إن تدهور العملة بهذا المستوى الغير مسبوق، عدا بأنه يؤدي للضغط على |معدل التضخم| المرتفع بالفعل في روسيا، إلا أنه من ناحية أخرى، يضعف القوة الشرائية للروس ويقلل من قيمة مدخراتهم، وفي ظروف مثل هذه من الطبيعي أن نرى المواطنين الروس، يتدافعون على البنوك ليقوموا بسحب أموالهم في |العملة المحلية|، من أجل تحويلها إلى أي عملة أخرى. 

- عندما لاحظ البنك المركزي الروسي خوف الروس وتدافعهم لسحب أموالهم، أصدر بيان في ٢٥ شباط من هذا العام (٢٠٢٢)، يطمئن فيه الناس على ودائعهم وأن هناك سيولة كافية، وليس هناك أي داعي لحالة الذعر. 

لو كنت في موقف محافظة البنك المركزي الروسي (Elvira Nabiullina) ماذا كنت ستفعل

- وحسب منصبها الذي يتطلب منها في ظل الظروف التي تمر فيها بلادها أصعب مهمة في العالم، وهي إنقاذ اقتصاد يواجه حرب اقتصادية شرسة، يتعرض فيها لإجراءات عقابية غير مسبوقة أدت إلى انهيار العملة، وفي نفس الوقت، ليس لديها القدرة على استخدام احتياطات البلد في الدفاع عن الروبل، لأنها عملياً ممنوعة من الوصول إليها، ولاتملك سوى ١٢مليار دولار، من الممكن أن يبلعهم سوق العملات الأجنبية أو |سوق الفوريكس| في يوم واحد حرفياً. 

ماذا ستفعل روسيا في ظل تضائل السيولة النقدية وتدهور العملة المحلية؟ 

وهل هناك من حلول حتى لو كانت مؤقتة لإنقاذ الروبل من الانهيار أم أن روسيا في ورطة اقتصادية؟ 

كيف وضعت أمريكا يدها على خزائن روسيا وهل يتهور بوتين - الجزء الثاني - تصميم وفاء المؤذن
كيف وضعت أمريكا يدها على خزائن روسيا وهل يتهور بوتين - الجزء الثاني
 تصميم وفاء المؤذن

محاولات البنك المركزي لتخفيف حدة الأزمة الاقتصادية 

-  وفي محاولة لتهدئة الروس، قام البنك المركزي الروسي في ٢٤ شباط عام ٢٠٢٢، ببيع مليار دولار في السوق واشترى فيه  روبل، بهدف أن يسند ويعدل من قيمة الروبل في السوق المحلي، ولكن هذا المبلغ يعتبر غير كافي!! 

- وفي ظل ضآلة السيولة النقدية في يد البنك المركزي، قرر أن يلجأ لطريقة مختلفة من أجل تشجيع الناس على الاحتفاظ بالروبل، وعدم بيعه والتخلي عنه من أجل أن تشتري الدولار أو أي عملة أخرى. 

ماهي المحاولات التي قام بها البنك المركزي الروسي لإنقاذ الروبل وهل أثمرت عن نتائج

- قام البنك المركزي برفع سعر الفائدة الرئيسي لأكثر من الضعف، فقد كانت الفائدة ٩،٥% وتم رفعها حتى وصلت إلى ٢٠%، وكأنه البنك يوجه رسالة للمواطن الروسي مفادها (اترك أموالك بالروبل  في خزينة البنك وخذ عليهم فوائد٢٠%) وكأنها عملية إغراء وزيادة طمع  المواطن. 

-وفي نفس الوقت أمرت وزارة المالية الروسية المصدرين الروس، أن يبيعوا ٨٠% من حيازتهم من العملات الأجنبية في السوق، وأن يقوموا بشراء الروبل (أمر حكومي وليس طلب).

وكانت هذه الإجراءات محاولة يائسة لإنقاذ الروبل بأي طريقة ممكنة، من قبل البنك المركزي ووزارة المالية، وكانت محاولات فاشلة لأن سعر صرف الروبل أمام سعر الروبل، تغير بشكل لا يذكر، حتى أن الدولار الأمريكي تجاوز ١١٠روبل؟!!. 

وهل هذا يعني أن الروس ليس لديهم ثقة بإجراءات البنك المركزي

- ويرجح بأن الأمر ليس موضوع انعدام ثقة، ولنأخذ بعين الاعتبار أن الجميع أصبح على علم بحجم الأضرار الناجمة في ظل مايحدث،  ولديه قدرة على استيعاب أن العقوبات الاقتصادية الأمريكية على روسيا هذه المرة قاسية جداً، وأكبر بكثير من أي مناورة ممكن أن يقوم بها البنك المركزي، في محاولة منه لإنقاذ الروبل ورفع قيمته أمام سعر الدولار. 

 ازدياد الضغوط الاقتصادية على روسيا 

- وخصوصاً بإن الخلافات تزداد يوماً تلو الآخر، وذلك بعد ما قامت به أمريكا وبريطانيا وكندا والاتحاد الأوروبي، حيث اتفقوا على طرد أربع بنوك روسية من نظام المدفوعات الدولية (|SWIFT|)، زاد القتال أكثر على بنك روسيا. 

- نظام المدفوعات الدولية SWIFT ليس له بديل بالكامل، ولا يمكننا اعتبار نظام المدفوعات الصيني CIPS، ونظام المدفوعات الروسي SPFS، كبدائل حقيقة لنظام SWIFT بسبب ضعف نطاق انتشارهم. 

فهل لديك فكرة عن نظام المدفوعات الدولية SWIFT؟ 

وهل تعرف كم دولة يضم؟ 

وعدا عن ذلك هل ما يجري في روسيا من عقوبات اقتصادية وتدهور العملة المحلية سيسوء أكثر أم سيقف عند هذا الحد؟ 

كيف وضعت أمريكا يدها على خزائن روسيا وهل يتهور بوتين - الجزء الثاني - تصميم وفاء المؤذن
كيف وضعت أمريكا يدها على خزائن روسيا وهل يتهور بوتين - الجزء الثاني
 تصميم وفاء المؤذن
- تحدثنا سابقاً عن محاولات البنك المركزي الروسي، والتي للأسف باءت بالفشل، لتحسين سعر صرف الروبل مقابل الدولار، وأيضاً تدخل وزارة المالية وإجبار المصدرين الروس على بيع كل مابحوزتهم من أموال نقدية أجنبية من أجل إنعاش العملة المحلية، ولكن وللأسف كل هذه الخطوات لم تغير شيئاً. 

- أما بالنسبة لنظام المدفوعات الدولية SWIFT، فإنه يضم أكثر من ١١ ألف بنك ومؤسسة مالية في العالم، أما نظام CIPS الصيني فإن عدد البنوك المشتركة بشكل مباشر لايتجاوز ٧٥ بنك، أما البنوك التي تشارك فيه بشكل غير مباشر عددها ١٢٠٥من البنوك، وحتى يمكنك التواصل مع أي بنك من هذه البنوك لابد لك من استخدام SWIFT، وباختصار فإن الخروج من SWIFT يزعج أي بلد في العالم خصوصاً روسيا والصين. 

النزوح الجماعي للشركات والمستثمرين 

- ومما يزيد الضغط على |الاقتصاد الروسي|، والذي انهالت عليه العقوبات بشدة في الفترة الأخيرة، هي حالة النزوح الجماعي للشركات والمستثمرين الأجانب من البلد، مثال على ذلك، شركة النفط والغاز البريطانية الشهيرة(pb)، والتي تعتبر أكبر مستثمر أجنبي في روسيا. 

-أعلنت فجأة في ٢٧ شباط عام ٢٠٢٢، بأنها سوف تخرج من روسيا وتقوم ببيع حصتها في شركة النفط الحكومية الروسية (ROSENEFT)، وفي اليوم التالي على الفور، أعلنت شركة (Shell) أنها سوف تنهي شراكتها مع شركة الغاز التابعة للحكومة الروسية (GAZPROM). 

- وأيضاً دخل على الخط شركة (equinor) النرويجية، وأعلنت أنها ستبدأ تنسحب من مشاريعها في روسيا. 

-وكل هذا الانسحابات كانت في قطاع واحد وهو قطاع الطاقة، ويوجد أيضاً انسحابات كبيرة في قطاعات أخرى، على سبيل المثال القطاع المالي، فقد أعلن أكبر صندوق سيادي في العالم، وهو صندوق الثروة النرويجي ( NORGES BANK)، بأنه سوف ينهي جميع استثماراته في روسيا. 

ردة فعل الحكومة الروسية على انسحاب الشركات والمستثمرين 

- وإيقافاً للنزيف الاقتصادي بأي طريقة، أعلن رئيس الوزراء الروسي (Mikhail Mishustin)، بأن موسكو سوف تمنع الأجانب مؤقتاً من التخلي عن أي أصول يمتلكوها في روسيا، وتعتبر الحكومة الروسية معذورة بهكذا قرار، فكل يوم تخرج استثمارات بمليارات الدولارات من روسيا، وتزيد من نزيفها الاقتصادي. 

حيث يعتبر خروج شركة (pb) البريطانية لوحدها، خروج ٢٥مليار دولار من البلد. 

سرعة إجراء العقوبات هل هو أمر طبيعي

- المفاجئ في كل مايحدث في روسيا، هو السرعة التي تتم بها هذه الإجراءات، فلم يمر أسبوع واحد على دخول روسيا إلى أوكرانيا، فُرض عليها عقوبات قادرة بدون مبالغة في حال استمرارها، أن تعيد روسيا خمسين عاماً إلى الوراء. 

كل هذه الأمور حصلت ومازال |الجيش الروسي| لم يحتل |أوكرانيا| فعلياً، ولم يسيطر على عاصمتها، ولم يحقق بعد أي هدف من  حملته العسكرية. 

ولو أن العاصمة الأوكرانية كييف سقطت ماذا سيفعلون؟ 

ختاماً هل برأيكم سيستطيع بوتين أن يجبر أمريكا و أوروبا على رفع العقوبات عن روسيا؟ 

وهل تعتبر أمريكا قد سرقت بوتين؟ 

بانتظار تعليقاتكم ❤ 

بقلمي: تهاني الشويكي

مؤسسة سطر لصناعة المُحتوى العربي 3/09/2022 10:14:00 ص

ما هي أسباب ونتائج حرب الأفيون؟
ما هي أسباب ونتائج حرب الأفيون؟ 
تصميم الصورة وفاء مؤذن 

البشر منذ الأزل ومن عهد أبونا آدم عليه السلام وأولاده إلى يومنا هذا وهم يعيشون في صراعاتٍ دائمة وحروبٍ لا تنتهي، ابتداءاًمن القتل والسرقة والنهب، إلى التعصبات القبلية، وصولاً إلى الحروب العالمية التي غيَّرت شكل العالم ورسمت خريطة العالم الجديد الذي نعيش فيه اليوم. 

سنتحدث في هذا المقال عن أحد الحروب الغريبة جداً ذات التفاصيل المدهشة وهي| حرب الأفيون|، فتابع معنا هذا المقال. 

الإمبراطوريتين العظيمتين 

بدايةً سنتحدث عن وضع إمبراطوريتين كبيرتين في العام ١٧٥٠ ميلادي، الإمبراطورية الأولى هي الإمبراطورية الصينية حيث كانت |الصين| بلداً قوياً جداً من حيث التجارة والعتاد العسكري

 كما أنها بلد مترامية الأطراف فمساحتها واسعة جداً، وهذا ما ساعدها على امتلاك ثروات كبيرة جداً وامتلاك أصناف من السلع الغذائية والنباتات المختلفة على مدار السنة، أي نباتات المحصول الشتوي موجودة فيها طوال السنة وكذلك نباتات المحصول الصيفي.  

من السلع التي كانت تتميز بها الإمبراطورية الصينية، هي بعض السلع التي كانت ذات مكانة استراتيجية ومهمة جداً عند شعوب| أوروبا| مثل الشاي والحرير

ومن الدول التي كان شعبها يعشق الشاي بشدة ويشربه في كل وقت الإمبراطورية البريطانية التي تعتبَر الإمبراطورية غير متصلة الأراضي الأكبر في تاريخ البشرية وفي التاريخ الحديث.  


الإمبراطورية البريطانية

 تعتبر أكبر إمبراطورية غير متصلة كانت الإمبراطورية التي تفرض سيطرتها على العالم كله، فهي تملك قوات عسكرية في كل مكان ولديها أسطول بحري في مناطق عدة

فلو أرادت الهجوم على بلد ما، ستهجم عليه بسهولة ومن مناطق مختلفة، وبالطبع لا ننكر وجود إمبراطوريات أخرى قوية ولكننا نتحدث هنا عن أقوى إمبراطوريتين في العالم ، وهما الإمبراطورية الصينية والإمبراطورية البريطانية. 

وبالحديث عن حلقة الوصل ما بين الإمبراطوريتين البريطانية والصينية كانت أرض محتلَّة من قبل |بريطانيا |ولها حدود مع الصين وهي دولة الهند، وبالتالي أي عملية تجارية ستحصل ما بين الصين وبريطانيا تكون عن طريق الهند. 

بعد انتهاء القرن الثامن عشر

 في عصر الملك جورج الثالث أرادت بريطانيا بدء عهد جديد من التجارة مع الصين، ولكن جميع طلبات التبادل التجاري  التي بعث بها الملك جورج إلى الإمبراطور الصيني قوبِلَت بالرفض، وذلك لأن دولة الصين كانت في حالة اكتفاء ذاتي فلم تكن الصين بحاجةٍ لأي تبادل تجاري مع بريطانيا. 

كان يقتصر استيراد الصين غلى بعض المنتجات البريطانية البسيطة جداً

أما بالنسبة لبريطانيا فعلى العكس تماماً كانت بحاجة لسلع مهمة جداً بالنسبة لها من الصين مثل الشاي والحرير التي تحتاجها بريطانيا طوال العام

 فكانت بريطانيا مضطرة لشراء تلك السلع من الصين بمبالغ باهظة بسبب عدم وجود تبادل تجاري، ولكن هذا لا يناسب بريطانيا لأنه سيؤدي لمشكلة كبيرة في الاقتصاد البريطاني.


 لمعرفة بقية التفاصيل تابعْ معنا الجزء الثاني

آية الحمورة 

مؤسسة سطر لصناعة المُحتوى العربي 3/24/2022 06:17:00 م
كيف سيطرت الصين على سوق العناصر النادرة - تصميم وفاء المؤذن
 كيف سيطرت الصين على سوق العناصر النادرة
تصميم وفاء المؤذن
في سنة 1788، وأثناء عمل أحد عمّال المناجم في أحد مناجم السويد، وجد صدفةً حجراً غريباً أسود اللون، فعلم بخبرته بأنه معدنٌ غير معروف، فأسماه معدناً نادراً، ثم انتظر هذا الحجر مدّة ست سنواتٍ، إلى أن قام عالم الكيمياء "يوهان غادولين" بدراسته، وتأكّد رسمياً بأنه عنصرٌ جديدٌ لم يكن معروفاً من قبل، أسماه |معدن الإيتيريوم|، وقد أصبح هذا المعدن مع مجموعةٍ من العناصر النادرة ذات أهميةٍ كبيرةٍ في العقود الأخيرة، بسبب دخول هذه العناصر النادرة في صناعاتٍ وتقنياتٍ حديثةٍ، ما كانت لتقوم بدونها.

أهمية العناصر النادرة

يوجد حتى الآن ستة عشر عنصراً نادراً مثل الإيتيريوم، وهي تدخل في الكثير من الصناعات الحيوية الهامة، مثل صناعة التلفاز ومصابيح الليد والكثير من التطبيقات العسكرية وغيرها، كما تدخل في علاج بعض الأمراض الخطيرة، ولذلك أصبح من يمتلك |العناصر النادرة| يستطيع السيطرة على مثل تلك الصناعات، وبالتالي يستطيع السيطرة على الاقتصاد العالمي الجديد الذي سيقوم أصلاً على مثل تلك الصناعات.

نشأة الصناعات المعتمدة على العناصر النادرة

ظهرت أهمية العناصر النادرة منذ ثلاثينيات القرن العشرين، مع بدء أبحاث القنابل الذرية في الولايات المتحدة الأمريكية، حيث تم اكتشاف منجمٍ في صحراء كاليفورنيا الأمريكية، من قبل شركة "مولي كورب"، وأثناء البحث عن |اليورانيوم|، تم العثور على كمياتٍ كبيرةٍ من العناصر النادرة، ومع نهاية الحرب العالمية الثانية، بدأت الأجهزة الإلكترونية مثل التلفاز بالظهور، وكان التلفاز الملون بمثابة ثورةٍ جديدة، رفعت الطلب كثيراً على العناصر النادرة الداخلة في صناعته، فتحوّل منجم "مولي كورب" إلى منجمٍ للذهب، وأصبحت الولايات المتحدة الأمريكية المورد الوحيد في العالم لتلك العناصر النادرة.

الحرب الباردة والعناصر النادرة

في بداية الستينيات، كانت الحرب الباردة بين الولايات المتحدة والاتحاد السوفيتي على أشدّها، ما جعل الولايات المتحدة تصرف المزيد من الأموال على |التعدين| ودراسة المعادن وبخاصةٍ المعادن النادرة لاستخدامها في المجالات العسكرية، كالرادارات المتطورة، كذلك استخدم الاتحاد السوفيتي العناصر النادرة للحصول على خليطٍ معدني قوي وخفيف، يتكون من |اللمنيوم| وأحد المعادن النادرة، ما سمح له بتطوير طائراته الحربية مثل "الميغ 29" التي أثبتت جدارتها في الثمانينيات، ومع توسّع حركة التجارة العالمية في الثمانينيات أيضاً، بدأت الشركات الكبرى تبحث عن بلدانٍ غنيةٍ بأيدٍ عاملةٍ رخيصة.

الأسباب الحقيقة لنقل المصانع إلى خارج أمريكا

لم يكن البحث عن اليد العاملة الرخيصة السبب الوحيد لنقل صناعات التعدين إلى خارج بلاد الشركات الأم، بل الحقيقة تكمن في أن الولايات المتحدة بدأت تدرك مخاطر تعدين العناصر النادرة على صحة البشر، فغالباً ما تتواجد العناصر النادرة في الطبيعة بجانب |العناصر المشعة|، فلا بد إذاً من فصل تلك العناصر عن بعضها، وهنا تكمن خطورة التعدين، ولا ننسى النفايات الناتجة عن التعدين والتي تحتوي على عناصر مشعة، ولذلك أرادت الولايات المتحدة أماكن بديلة للتخلص من تلك النفايات، وإذا كانت بعض الدول تلقي بنفاياتها في البحار، فإن مخاطر ذلك على الثروة البحرية وبالتالي على البشر، أكبر من أن تستخدمه الولايات المتحدة.

كيف سيطرت الصين على سوق العناصر النادرة - تصميم وفاء المؤذن
 كيف سيطرت الصين على سوق العناصر النادرة
 تصميم وفاء المؤذن

التخلص من النفايات المشعة

بما أن النفايات الناتجة عن عمليات التعدين وبخاصةٍ تعدين العناصر النادرة والمعادن المشعة، تنطوي على مخاطر كبيرةٍ على صحة البشر، فلا بد من التخلص من تلك النفايات بطرقٍ سليمة، والطريقة الأمثل لذلك هي دفنها على أعماقٍ كبيرةٍ في باطن الأرض، ولكن المواد المشعة المدفونة في الأرض سرعان ما تجد طريقها إلى البشر، فهي قد تتسرب إلى المياه الجوفية، فلم تجد الولايات المتحدة خياراً أفضل من نقل تلك النفايات إلى خارج حدودها، ولذلك بدأت الشركات الكبرى بنقل مصانعها إلى خارج الولايات المتحدة وبخاصةٍ الصين.

الفرصة الذهبية للصين

كان الباحثون والعلماء وكبار رجال الأعمال الصينيين، وعلى رأسهم رئيس الصين "دينج شياو بينج" الذي يعتبر باني الصين الحديثة، مدركين تماماً لأهمية العناصر النادرة واستخداماتها ومستقبلها، وقد أدركوا سلفاً بأن مستقبل السيطرة على الأسواق العالمية سيمر من خلال |صناعات المعادن النادرة|، وكان الصينيون قد اكتشفوا الكثير من هذه العناصر داخل أراضي الصين، ومع بحث الشركات الأمريكية عن أماكن تنقل إليها مصانعها، وجدت الصين أمامها فرصةً ذهبية، فسارعت إلى تقديم عروضها وإغراءاتها، مثل توفير المواد الخام، واليد العاملة الرخيصة، وأضافت على ذلك بعض الإعفاءات الضريبية، وهدفها الوحيد كان الحصول على تكنولوجيا العناصر النادرة واحتكارها.

خطوات صينية إضافية

لم تكتفِ الصين بتقديم العروض والتسهيلات والمغريات للشركات الأمريكية حتى تنقل جميع أنشطتها إلى الصين، ولكنها سارعت أيضاً إلى إرسال أبنائها للدراسة في أفضل الجامعات الأمريكية للحصول على مختلف العلوم والتقنيات المتعلقة بالعناصر النادرة، وفي عام 1991 بدأت الشركات الصينية المملوكة من الدولة الصينية بشراء حصصٍ كبيرةٍ في شركات العناصر النادرة، الموجودة خارج الصين وخاصةً في أمريكا، فاشترت فعلاً بعض أكبر وأهم الشركات الأمريكية التي كانت رائدةً في مجالها.

شراء الصين للشركات الأمريكية

كانت الصين دقيقةً جداً في انتقاء الشركات الأمريكية الراغبة بشرائها، فمثلاً اشترت الصين إحدى الشركات التابعة لشركة "جنرال موتورز" عملاق صناعة السيارات الأمريكية، وهي الشركة التي ابتكرت مغناطيساً جديداً فائق القوة بإضافة عنصر |النيودينيوم| النادر إلى |الحديد| و|البروم|، وقد أصبح ذلك المغناطيس عنصراً أساسياً في صناعة السيارات الحديثة، والأهم من ذلك أن جزءاً كبيراً من أبحاث تلك الشركة كان متعلقاً بالأبحاث العسكرية، وكانت تلك الشركة الموّرد الوحيد لبعض العناصر النادرة المطلوبة بشدة من قبل الجيش الأمريكي.

طموحات الصين الخفية

عندما اشترت الصين تلك الشركة الأمريكية، لم تمانع الحكومة الأمريكية ذلك في عهد بيل كلينتون، ولكنها اشترطت عدم نقلها إلى خارج الولايات المتحدة قبل خمس سنواتٍ على الأقل، فوافقت الصين على ذلك ورحبّت به، ولم تكد السنوات الخمسة تنقضي، حتى انتقلت الشركة الأمريكية إلى الصين بكل محتوياتها وكوادرها وميزاتها، وهذا كان أحد أهداف خطة الرئيس الصيني التي وضعها منذ عام 1987 للحصول على أسرار التكنولوجيا العسكرية الأمريكية.

كيف سيطرت الصين على سوق العناصر النادرة - تصميم وفاء المؤذن
 كيف سيطرت الصين على سوق العناصر النادرة
 تصميم وفاء المؤذن

احتكار الصين للعناصر النادرة

بدأ رجال الأعمال والشركات العالمية الكبرى يتسابقون بنقل أموالهم وأنشطتهم ومصانعهم إلى الصين، ما جعل الصين بدءاً من عام 1997 تُنتج وتُصدّر إلى العالم أكثر مما تنتجه وتصدّره الولايات المتحدة، حتى كادت صناعة التعدين تنقرض في أمريكا منذ عام 2000، خاصةً بعد إقفال |منجم كاليفورنيا| منذ عام 1997 على إثر حادثة تسربٍ للنفايات المشعة منه، ما أثار ضجةً كبيرة في الولايات المتحدة، فحصلت الصين على فرصتها الذهبية للسيطرة على صناعة العناصر النادرة في العالم، وهذا ما كانت ترمي إليه منذ عشر سنوات.

خسارة الولايات المتحدة لآخر شركات العناصر النادرة

في سنة 2002، أصبح وضع شركة "مولي كورب" الأمريكية صاحبة منجم كاليفورنيا متدهوراً جداً، لدرجة أن شركة "شيفرون" الأمريكية قد اشترتها، ورغم أنها ضخّت فيها الكثير من الأموال للنهوض بها مجدداً، إلا أنها لم تستطع منافسة الأسعار المتدنية التي تقدمها الشركات الصينية، ورغم أنها استطاعت الانتعاش في فترة القطيعة التجارية بين الصين واليابان، إلا أنها لم تفرح بذلك كثيراً وسرعان ما انهارت بعودة العلاقات التجارية الصينية اليابانية.

القطيعة التجارية بين الصين واليابان

في سنة 2010، أمسكت قوات خفر السواحل اليابانية بقارب صيدٍ صيني قرب حدودها، ضمن منطقة الجزر المتنازع عليها من قبل الصين واليابان، فاعتقلت اليابان أفراد طاقم القارب الصيني، ووجدت الصين فرصةً في ذلك لعرض عضلاتها، فقررت وقف تصدير العناصر النادرة إلى اليابان على أثر ذلك، ما أدخل اليابان في حالة ذعرٍ شديد، وارتفعت أسعار العناصر النادرة في اليابان بنسبة 2000%، وهنا رأت شركة "مولي كورب" فرصةً تستطيع اغتنامها، فحشدت كل إمكاناتها لتصنيع كمياتٍ كبيرةٍ من العناصر النادرة، لتزوّد بها اليابان بأسعارٍ مرتفعة، ولكن فرحتها لم تكتمل، ففي مطلع سنة 2016 عادت المياه بين الصين واليابان إلى مجاريها، فانهارت أسعار العناصر النادرة وانهارت معها شركة "مولي كورب" وأعلنت إفلاسها في عام 2017.

محاولات أمريكية يائسة

ما أن أدركت الولايات المتحدة خسارتها لكامل سوق إنتاج العناصر النادرة، حتى أطلقت حربها التجارية الجديدة على الصين، لمحاولة وقف صعود الصين، واستعادة السيطرة الأمريكية، ومنذ عدة شهورٍ فقط، عقدت أمريكا اجتماع قمةٍ مع الهند واليابان وأستراليا لبحث السبل المتاحة لوقف العملقة والهيمنة الصينية، ولكن ذلك لم يمنع الصين من استمرارها في الصعود حتى الآن، فهل سنجد تغيراتٍ ما على مستوى التجارة العالمية والاحتكارات؟ من يدري فكل شيءٍ محتملٌ في عالمٍ مليءٍ بالمتغيرات.

إذا أردت معرفة المزيد عن التطورات الاقتصادية العالمية، شاركنا بتعليق.  

بقلمي: سليمان أبو طافش

مؤسسة سطر لصناعة المُحتوى العربي 3/05/2022 08:57:00 م
مالعقوبات التي يمكن أن يفرضها الغرب على روسيا - الجزء الثالث - تصميم الصورة وفاء مؤذن
ما العقوبات التي يمكن أن يفرضها الغرب على روسيا - الجزء الثالث
 تصميم الصورة وفاء مؤذن
بعد كل ما ذكرناه في الجزء السابق عن العقوبات المحتملة من قبل الغرب ضد روسيا، ماذا فعلت روسيا للتصدي لتلك العقوبات ولتخفيف آثارها؟

قامت الحكومة الروسية وعلى رأسها |الرئيس بوتين| بإجراء بعض التدابير للتصدي لأية عقوباتٍ اقتصاديةٍ محتملة، فقام أولاً بإعادة هيكلة الاقتصاد الروسي بأكمله، فقام بتخفيض الانفاق العام، ثم وضع مجموعةً من القيود على استيراد المواد الأجنبية فاتجهت الناس إلى البدائل المحلية وهو ما قوّى الكثير من الصناعات الروسية، ثم أعاد هيكلة ديون الشركات الروسية بحيث تكون بالروبل، كما بدأ بتخفيف اعتماد روسيا على الدولار الأمريكي، فقد انخفضت حصة الدولار من الاحتياطي الروسي من ستين في المئة إلى ستة عشر في المئة، لصالح احتياطيات أخرى كاليورو واليوان الصيني والذهب، كما خفض حجم الديون الخارجية بحيث لا تتعدى ثلث الاحتياطي الروسي من العملات الأجنبية، مع العلم أن ذلك الاحتياطي وصل إلى أكثر من ستمئة وثلاثين مليار دولار. 

قامت الحكومة الروسية بتسعير ميزانياتها القادمة منذ سنة 2015 على سعر النفط عندما كان لا يتعدى 40 دولار للبرميل الواحد، وسعره اليوم تجاوز 90 دولار، ما يعني أن هوامش الربح لدى تلك الميزانيات مرتفعةٌ جداً، وكل تلك الإجراءات وغيرها جعل القيادة الروسية في حالةٍ من الارتياح لقدرتها على تجاوز معظم العقوبات الغربية المحتملة ضدها، فهي قادرةٌ على دعم البنوك الكبرى، وعلى دعم العملة الروسية، وعلى تعويض كبار رجال الأعمال المساندين لها بشكلٍ مباشرٍ أو عن طريق بعض الاستثمارات المحلية، ولكن ماذا عن العقوبات قي مجال الطاقة؟

أرجوحة النفط والغاز بين روسيا وأوروبا

تستطيع روسيا الاستغناء عن وارداتها من صادرات النفط والغاز لعدة سنواتٍ قادمة، ولكن دول أوروبا التي تحصل على 40% من الغاز و30% من النفط من روسيا لن تستطيع الصمود لأكثر من أشهرٍ قليلةٍ فقط، ولا ننسى ما حدث في الأشهر الماضية عندما خفضت روسيا صادراتها من النفط والغاز إلى أوروبا كيف وقعت أوروبا في أزمة عنيفة وكيف ارتفعت أسعار النفط والغاز عالمياً.

ماذا لو استثنت العقوبات مجال الطاقة

تدور بعض الأقاويل حول إمكانية استثناء قطاع الطاقة من العقوبات على روسيا كي لا تتضرر أوروبا من تلك العقوبات، وهنا من البديهي أن توقف روسيا بنفسها توريد الغاز والنفط إلى أوروبا بمجرد فرض العقوبات الأخرى لكي تضغط عليها من أجل رفع تلك العقوبات، فروسيا لن تقبل أن تكون هي المتضرر الوحيد من تلك العقوبات، وعندها سترتفع أسعار النفط عالمياً إلى مستوياتٍ غير مسبوقة، خاصةً إذا تطورت الأحداث ووقعت |الحرب|.

اقرأ المزيد في الجزء الرابع.

بقلمي: سليمان أبو طافش

يتم التشغيل بواسطة Blogger.