التعامل مع رحلة موت شخص عزيز - الجزء الأول - شهد بكر
أبشع حادثة تمرُّ على الإنسان ، هي حادثة فقدان شخص عزيز و سرقة الموت له ،
و على الرغم من معرفة الجميع أنها| النهاية |المحتومة لكل ما هو بالكون , إلا أنَّ مشاعر |الألم |و|الشوق |و|الحزن| غالباً ما تكون مدّمرة , و خصيصاً إذا صاحبتها .. شعور الندم ..
فحتى لو اعتقدت أنك تجاوزت المرحلة في وقتٍ قصير , و قمت بالمواجهة مراراً و تكراراً , فأنت فعلياً توهم نفسك بذلك , لأنه و عند أيَّ موقفٍ صغير , ستستحضر طيف هذا الشخص ..
و من الطبيعي جداً استمرار هذه| المشاعر |لسنوات , نعلم جيداً أنك تحت تأثير فكرة رفض الخروج من |القوقعة |التي دفنت نفسك بها ,
إليك ما يمكنك القيام به .
مرحلة| الصدمة| ..
هذه أوّل مرحلة تعيشها عند تلقيك لمثل هذا الخبر الصادم , لحظتها سيبدو كلَّ شيء ضبابيّا ً , و غير منطقي , و قد يحدث| انهيار عصبي| نتيجة رفض عقلك لما حدث
المرحلة الثانية هي |النكران |
, و عليك شكر لا وعيك على هذه المرحلة بالذات فلولاها لما كنت الآن حي , بحيث أنها تخفف المصاب , و لو كانت الطريقة وهميّة , لكنها مهمة جداً في الفترة الأولى ..
و من بعدها مرحلة| الحزن| ,| الاكتئاب| .. للوصول إلى مرحلة| القبول |
( و هذا قرارك ) .
بدايةً علينا التنويه أنه من حقك الطبيعي العيش في تلك القوقعة , فكل إنسان يحتاجها في مثل هذه الحالة , و لنخبرك بالحقيقة أكثر ..
نحن لا يمكننا مساعدتك و لا أي أحد يمكنه ذلك , فحسب ظروفك و طبيعة شخصيتك و العوامل المحيطة هي من تحدد طريقتك بالتعامل مع هذا الوقع المؤلم ,
و لكن في هذا المقال سنضع الضوء على المفاتيح التي يمكنها إخراجك مما أنت فيه:
1) اللجوء إلى الله :
هذا أعظم ما ستفعله , فالله وحده من يسمعنا دون ملل , وحده من يقول لك
" فإني قريب أجيب دعوة الداعي إذا دعاني "
تحدّث معه في فراشك , في| صلاتك |, في |طعامك| ... في كل مكان أنت به ..
فالله يحب أن يسمع صوت عبده .. و بقوته و عظمته و رحمته .. وحده من سينجيك من هذا| القدر |.
2) تقبّل المشاعر و مصادقتها :
و هي أهم و أسهل ما يمكنك فعله , فالمشاعر أيضاً |صديقٌ| لك , عليك تقبّلها بسرائها و ضرائها , بمحاسنها و عيوبها , و لكنَّ التقبّل لا يعني جرّك للقاع أكثر , فالحكمة لابدَّ من تواجدها , و هذا سيكون صعبٌ جداً .. لكن مع تكرار المحاولة , يمكنك فعلها ... أنت لها دائماً .
3) العيش بكافة مع الوقت :
تقبّل| المشاعر| بحاجة إلى وقت , و ما بعدها أيضاً بحاجة إلى وقت , فإن تجاوزت هذه الخطوة , أؤكد لك أنك لن تنتهِ من هذه المحنة إلى الأبد , و لا تيأس , عليك تكرار المحاولة دائماً .
((الوقت كفيل لفعل أي شيء ))
سنكمل هذه الرحلة في مقالٍ آخر ...
شهد بكر 💗