عرض المشاركات المصنفة بحسب مدى الصلة بالموضوع لطلب البحث الحضارة الفينيقية. تصنيف بحسب التاريخ عرض كل المشاركات

مؤسسة سطر لصناعة المُحتوى العربي 11/17/2021 12:51:00 م

 حضارات وشعوب خالدة (الفينيقيون)
(الجزء الأول)

حضارات وشعوب خالدة (الفينيقيون) - الجزء الأول                                                                 تصميم الصورة : وفاء المؤذن
حضارات وشعوب خالدة (الفينيقيون) - الجزء الأول
تصميم الصورة : وفاء المؤذن

حضارات وشعوب خالدة (الفينيقيون)

أخذ الفينيقيون اسمهم من كلمة فينيقيا اليونانية، ومعناها البلد الأرجواني، وقد اكتسبوا هذه التسمية من أقمشتهم المصبوغة باللون الأرجواني، وقد استخدمت التسمية لاحقاً للإشارة إلى المدن الساحلية الكنعانية، وكانت  الحضارة الفينيقية قد نشأت حوالي عام 2500 ق.م، وتكوّنت من مدنٍ متفرقة، أشهرها صور وصيدا وجبيل وأرواد، وبسطت الدولة سيطرتها على معظم سواحل بلاد الشام، من أرواد شمالاً إلى عسقلان جنوباً، كما بنى الفينيقيون بعض المستعمرات البعيدة مثل قرطاج الشهيرة، ووصلت تجارتهم إلى جميع شواطئ البحر الأبيض المتوسط، وتعتبر الأبجدية الفينيقية المكتشفة في مدينة أوغاريت السورية، أقدم أبجدية معروفة.

أصول الفينيقيين:

يُعتبر الفينيقيون جزءاً من الكنعانيين، ومن المعتقد أنهم هاجروا إلى بلاد الشام من دلمون (البحرين حالياً)، أما ابن الطبري فيرى بأن أصل الفينيقيين من العرب البائدة، ويرجعون بنسبهم إلى العمالقة، وقد انقسم الكنعانيون في بلاد الشام إلى أقسام: فالفينيقيون استوطنوا المدن الساحلية، أما الأموريون فسكنوا في سوريا الداخلية، وصولاً إلى جبال لبنان وفلسطين، وسكن المؤابيون شرقي البحر الميّت، أما العبرانيون فقد سكنوا وسط وجنوب فلسطين، في حين سكن العمونيون شرقي نهر الأردن.

أبجدية رأس شمرا:

تتكون |الأبجدية الفينيقية| المكتشفة في |أوغاريت| (رأس شمرا) من اثنين وعشرين حرفاً، وجميعها ساكنة، ومن المرجّح أنها مصدر جميع الأبجديات الحالية في العالم، وقد نقلها الفينيقيون من خلال تجارتهم الواسعة، ثم طوّرها الإغريق وساهموا في نشرها بعد أن كوّنوا منها حروفاً متحرّكة، والدليل على ذلك هو التشابه الكبير بين هذه الأبجدية وجميع أبجديات العالم، أما الشعوب التي لم تكن على صلةٍ بالفينيقيين، فهي لم تعرف الأبجدية حتى الآن، مثل شعوب شرق آسيا التي لازالت تستخدم الكتابة المقطعية التصويرية.

عصر القوة:

بلغت |الحضارة الفينيقية| أوج اتساعها وذروة ازدهارها في القرن الثالث عشر قبل الميلاد، فشملت سيطرتهم الساحل السوري، واستوطنوا السواحل الشرقية لقبرص الغنية بالنحاس والحبوب والزيتون، كما استقروا في جزيرة كريت، ووصلت تجارتهم إلى شواطئ البحر الأسود حتى أرمينيا، وقد ساعدهم على ذلك ضعف سطوة الإيجيّين وانحسار سيطرتهم على سواحل البحر الأبيض المتوسّط في أواخر الألفية الثانية قبل الميلاد، ما مكّن الفينيقيين من التوسّع بتجارتهم البحرية، فوصلت سفنهم ومستعمراتهم إلى مختلف ضفاف المتوسط. ولكن توسّعهم جنوباً أوقفه وجود المصريين.

صراعات خارجية مختلفة:

لمّا ظهرت حضارة الإغريق واشتدَّ عودها، نقل الفينيقيون مناطق تجارتهم إلى الجزء الغربي من المتوسط، فاستقرّوا في مالطة وتونس وصقلية، ثم انطلقوا إلى جزيرة سردينيا، واسبانيا، وبنوا فيه بعض المستعمرات. ولم تكن قرطاج هي أولى المستعمرات الفينيقية في شمال إفريقيا، بل سبقتها يوتيقا وبنزرت، ولكن قرطاج بُنيت في القرن التاسع قبل الميلاد لتشكّل حلقة وصلٍ بين مدينة صور والمدن الأخرى في شمال إفريقيا، وبعد سقوط صور، أصبحت قرطاج عاصمة الفينيقيين.

اقرأ المزيد...

 سليمان أبو طافش🔭

مؤسسة سطر لصناعة المُحتوى العربي 11/17/2021 01:07:00 م

 حضارات وشعوب خالدة (الفينيقيون)
(الجزء الثاني)

حضارات وشعوب خالدة (الفينيقيون) - الجزء الثاني                                                                                تصميم الصورة وفاء المؤذن
حضارات وشعوب خالدة (الفينيقيون) - الجزء الثاني
تصميم الصورة : وفاء المؤذن

 تكلّمنا في المقال السابق عن أصول الفينيقيين وعن أبجدية رأس شمرا .. وسنتابع في هذا المقال .

إنجازات فينيقية غير مسبوقة:

 يرى الباحث "وليم سيرفات" بأن الفينيقيين قد وصلوا إلى السواحل الأوروبية الأطلسية أثناء بحثهم عن أسواق جديدةٍ لتجارتهم، ويقول "هيرودوت" بأنهم داروا حول إفريقيا إنطلاقاً من البحر الأحمر وعادوا عبر مضيق جبل طارق، واستمرت رحلتهم ثلاث سنوات، أما "هاينكا زودهوف"، فتعتقد بأن الفينيقيين قد وصلوا إلى سواحل القارّة الأمريكية، وتستدلُّ على ذلك ببعض اللقى الأثرية، مثل تميمةٍ صغيرةٍ للإله "بيس" وجدت في إحدى المقابر في جواتيمالا، ونقش "بارابيا" في البرازيل.

فترة الانحطاط:

غزا الملك الفارسي "كورش" المدن الفينيقية منذ بداية القرن السادس ق.م، ثم انقسمت فينيقيا إلى أربع ممالك هي: صيدا و جبيل وأرواد وصور، فبدأ نجم حضارتها يأفل، واضمحل تأثيرها على العالم، ومع بداية القرن الرابع قبل الميلاد، وصل الاسكندر المقدوني إلى أرواد فاحتلّها، ثم احتلَّ صيدا وصور، فانتهت بذلك فترة السيطرة الفينيقية على الساحل الشرقي للمتوسط، ولكن |الحضارة الفينيقية| بقيت مستمرةً من خلال مستعمرات شمال إفريقيا وبخاصةٍ قرطاج، التي بقيت على حالها حتى دمرها الرومان في عام 146 ق.م.

فترة ما بعد الاسكندر الكبير:

بعد موت |إسكندر المقدوني|، تتابع الحكّام المقدونيون على سوريا، حتى سقطت بيد بطالمة مصر، وفي عام 197 ق.م سقطت سوريا بيد السلوقيين، ثم سيطر عليها الأرمن سنة 82 ق.م، ولكنها أخيراً أصبحت جزءً من الإمبراطورية الرومانية منذ عام 65 ق.م.

التّنظيم السّياسي للدولة الفينيقية:

 كان |الفينيقيون| رجال تجارة، ولم يكونوا رجال حرب، ولذلك لم يعمدوا إلى إقامة دولةٍ مركزية، بل كانت مدنهم مستقلةً إدارياً وسياسياً، وكثيراً ما ساد التنافس والتناحر بينها، رغم أنها توحّدت أحياناً ضد خطرٍ خارجي، وكان نظام الحكم ديمقراطياً، فلكل مدينةٍ حكومة خاصّةٌ يترأسها حاكمٌ أو ملكٌ بالوراثة، ولكن حكمه ليس مطلقاً، فهناك مجلسان يشرفان على الحكم، هما مجلس الأشراف، ومجلس الكهنة، وكثيراً ما عقد الفينيقيون المؤتمرات لمناقشة الشؤون الاقتصادية دون التدخل في الشؤون السياسية.

الديانة والمعتقدات الفينيقية:

لم تختلف عقائد الفينيقيين كثيراً عن جيرانهم في بلاد ما بين النهرين، فقد عبدوا قوى الطبيعة ورموزها، كالشّمس والقمر والبحر وغيرها، وقد جعلوا لكل شيءٍ إله، ومن أشهر آلهتهم الإله "بعل"، إله الزراعة والمطر، ولقد آمنوا بالتثليث في وقتٍ ما، ولكن تثليثهم قام على الأب والأم والابن، وفي مرحلةٍ متقدمةٍ من حضارتهم، اعتبر الفينيقيون أن الإله إيل هو سيّد الآلهة، ثم أصبح الإله الأوحد، فربما كانوا من أوائل الموحدين.

المعابد والهياكل الفينيقية:

بنى الفينيقيّون الكثير من المعابد والهياكل تمجيدا لآلهتهم، ولعلَّ معبد "أدونيس - عشتار" في جبيل من أشهرها، وقد تألف المعبد من ثلاثة أقسام هي:  القسم الداخلي والمعبر والساحة التي سكنها الكهنة وموظفي المعبد. وقد آمن الفينيقيون بعقيدة الأضاحي البشرية فلجؤوا إليها في أوقات الشدة، ثم أصبحت تُستبدل بالأضاحي الحيوانية، التي تسيل دماؤها على المذابح لكي تُشبع نهم الآلهة وترضيها، وكذلك انتشرت الترانيم والصلوات والدعوات.

اقرأ المزيد...

 سليمان أبو طافش🔭

مؤسسة سطر لصناعة المُحتوى العربي 3/12/2022 12:25:00 م
تاريخ العرب منذ أول البشرية حتى ظهور الإسلام - الجزء الأول -تصميم ريم أبو فخر
 تاريخ العرب منذ أول البشرية حتى ظهور الإسلام - الجزء الأول 
تصميم ريم أبو فخر
بغض النظر عن جميع انتماءاتنا الدينية والثقافية، وبعيداً عن كل أشكال الحياد والانحياز، علينا الاعتراف بأن الإسلام صنع فارقاً حضارياً مهمّاً جداً في |تاريخ البشرية|، فالعالم قبل الإسلام مختلفٌ تماماً عن العالم بعده، ومهما كنّا نتفق أو نختلف مع ما وصلنا عن تاريخ العرب والإسلام، فهناك حقيقةٌ لا يمكن لأحدٍ أن ينكرها أو يتجاهلها، وهي أن الإسلام استطاع خلال بضعة عقودٍ فقط، أن يبني دولةً قويةً مترامية الأطراف، تركت أثرها على كل بقاع الأرض حتى اليوم، ولا زال تاريخها يشغل عقول الكثيرين.

تساؤلاتٌ منطقية: في غياب أية مراجع تاريخيةٍ معاصرة، بدأ العرب منذ قيام الدولة العباسية يبحثون في أصولهم وأنسابهم، ورغم أن ما وصلوا إليه ليس مؤكداً ويثير بعض الجدل، إلا أنه يعكس قدراً كبيراً من أهمية الأنساب لدى العرب ومدى فخرهم بها، وقد تظهر أمام الباحثين عن الحقيقة تساؤلاتٌ كثيرةٌ سنحاول الإجابة عن بعضها في هذه المقالة، فمن هم العرب ومن أين جاؤوا؟ وكيف كانت حياتهم قبل ظهور الإسلام؟ 

طبيعة شبه الجزيرة العربية

لم تكن طبيعة |شبه الجزيرة العربية| منذ آلاف السنين صحراويةً وجافةً كما هي الآن، بل تشير الأدلة والاكتشافات الأثرية والجيولوجية إلى تعاقب الكثير من دورات الرطوبة والأمطار ودورات الجفاف عليها، وخلال فترة العصور الحجرية، كانت شبه جزيرة العرب منطقةً خضراء نضرة، كثرت فيها البحيرات والأنهار ونمت فيها الكثير من الحشائش والغابات، وقد تبيّن ذلك من خلال اكتشاف بعض الحفريات لكائناتٍ لا تعيش إلا في بيئة الغابات مثل الفيلة، واكتشاف آثارٍ أخرى تؤكّد ذلك.

وجود البشر في شبه الجزيرة العربية

تشير الأدلة والاكتشافات إلى استيطان البشر في منطقة شبه الجزيرة العربية منذ مئةٍ وعشرين ألف سنةٍ على الأقل، فقد تم العثور على الكثير من الأدوات الحجرية التي استخدمها البشر آنذاك، كما عُثر على بقايا عظميةٍ للإنسان الحديث يعود عمرها إلى تسعين ألف سنة، أما بناء القرى والمدن في شبه الجزيرة العربية، فقد بدأ بعد اكتشاف الزراعة، ويدلُّ على ذلك ما تم اكتشافه من رسوماتٍ في منطقة حائل السعودية وغيرها من المناطق.

أقدم حضارات شبه جزيرة العرب

 ظهرت في جنوب وشرق شبه الجزيرة العربية بعض الحضارات القديمة، مثل حضارة "دلمون" التي ظهرت على الشواطئ الغربية للخليج العربي، وحضارة "ماجان" في منطقة خليج عُمان، وهما مذكورتان في بعض الأساطير السومرية، أما الحضارة الأشهر فهي |حضارة سبأ| التي ظهرت قبل ألفٍ ومئتي سنة من الميلاد، والتي اشتهرت بتطورها الكبير في مختلف الفنون والعلوم وقد ظهرت فيها أقدم الأبجديات العربية الجنوبية.

أقدم الكتابات العربية

اشتهرت سبأ بأبجديتها المعروفة بخط المسند، وقد ظهرت في الألف الأول قبل الميلاد، وهي تثير الجدل بخصوص علاقتها بالأبجدية الفينيقية الأقدم، وأبجدية سيناء المتطورة عن الهيروغليفية، وتنتشر النصوص المكتوبة بالخط المسند في مختلف أنحاء شبه الجزيرة العربية، وهي معروفة باسم |الكتابات الثمودية|، ولكن سبب تسميتها تلك غير مؤكدٍ حتى الآن، فقد تعود إلى قبيلة ثمود المذكورة في القرآن.

 اقرأ المزيد في الجزء الثاني.

بقلمي: سليمان أبو طافش
يتم التشغيل بواسطة Blogger.