 |
الأطعمة التي لا تنتهي صلاحيتها
تصميم الصورة : رزان الحموي |
الأطعمة الفاسدة ومنتهية الصلاحية من أكثر الأشياء التي تزعج الجهاز الهضمي، وحتى من الممكن أن تؤدي إلى التسمم الغذائي، ومع إن تاريخ الصلاحية المدون على المنتج يعتبر من العوامل التي تساعد في تحديد السلامة للمنتج إلا أنه وعلى حسب تصريح المجلس الوطني لأخصائي التغذية، فإن الشكل العام واللون والرائحة هم المؤشرات الأهم لتوضيح سلامة المنتج من عدمه.
و من الوارد أن بعض الأطعمة تتعرض للتلف بعد فتح تغليفها، وأطعمة أخرى تبقى سليمة حتى بعد انتهاء تاريخ الصلاحية.
• الرز الأبيض
من أشهر الحبوب على الإطلاق، والذي يعتبر منتج أساسي عند الكثير من العالم هو |الرز|.
وينقسم الرز إلى نوعين أساسين الرز الأبيض والرز البني.
وبالرغم من أن |الرز البني| هو الأقل شهرة إلا أنه الأفضل صحياً، ولأنه يمتلك القيمة الغذائية الأعلى، الرز البني هو حبة الرز الكاملة، أي أنه الحبة التي تشتمل على جميع العناصر الغذائية وهي |الألياف| والمعادن، والفيتامينات، ومضادات أكسدة، وبروتين.
ولكن |الرز الأبيض| هو جزء من الرز البني، ويعني أن حبة الرز البني ومقشرة، وهو عبارة عن الجزء الداخلي والذي يسمى بالسويداء، وهذا الجزء يتكون من |الكربوهيدرات|، ولذلك تقل قيمته الغذائية جداً عن الرز البني، ولكن الرز الأبيض ترتفع مقاومه ويطول عمره.
الرز البني يتراوح عمره مابين ٤ أو حتى ستة أشهر، بينما الرز الأبيض ممكن أن يحتفظ في صلاحيته لفترات أطول منه بكثير، والذي في بعض الأحيان والظروف ممكن أن تكون صلاحية الرز الأبيض غير محدودة، وهذا طبعاً مع إحكام الإغلاق والحفظ في مكان بارد وجاف.
• المعكرونة
نفس الكلام الذي ينطبق على الرز فإنه ينطبق بشكل كبير على المعكرونة الجافة، ولكن المعكرونة صمودها أقل بقليل من الرز.
وأيضاً إذا تم حفظ المعكرونة في ظروف جيدة، في كيس مغلق، أو إناء محكم الإغلاق، مع وضعه في مكان جاف وجيد التهوية، فبهذه الطريقة تستطيع استهلاك المعكرونة حتى لبعد عشرة سنين، ولو حتى كان مكتوب على الكيس تاريخ الصلاحية قديم جداً، والمطلوب أولاً هو فحص ظاهري للمعكرونة من ناحية الملمس، واللون، والرائحة.
• اللحوم المصنعة
ومن المعروف بأن منتجات اللحوم تتعرض للتلف بسرعة، ولذلك كان الحل في اللحوم المطبوخة أو المعلقة.
وهذه كانت الوسيلة الوحيدة بأن الجنود المعزولين في جبهات القتال يستطيعون تناول اللحوم، ويستفيدوا من |البروتينات|.
واللحوم المعالجة هذه
هي عبارة عن لحوم مطبوخة، ومضاف لها مواد حافظة ونكهات، ومن ثم يتم تعليبها وإغلاقها بطريقة محكمة، وتتمتع هذه النوعية من اللحوم بعمر طويل وقدرة على مقاومة مسببات التلف، حتى بعد ما ينتهي تاريخ الصلاحية المكتوب عليها بكثير، ولدرجة أن واحدة من الشركات الأمريكية المنتجة للنوعية هذه من اللحوم، تقول أن منتجها يعيش للأبد في حالة عدم فتح المنتج، ومن وجهة نظرهم أن مازالت العبوة محكمة الغلق المنتج داخلها سيبقى صالح للاستعمال، ولكن الشركة لم تنكر أن منتجاتها جودتها تتأثر بعد ثلاث سنوات من انقضاء تاريخ الصلاحية، أي أنه لم يبقى بنفس الجودة التي كان عليها وهو طازج.
واللحوم المصنعة طبعاً قيمتها الغذائية منخفضة عن اللحوم الطازجة، والمداومة على تناولها بكميات كبيرة يمكن أن تؤدي إلى أمراض خطيرة على المدى الطويل.
والجدير بالذكر أن |الأطعمة المعلبة| عموماً، وخصوصاً |البقوليات| الجافة تعيش لفترات طويلة جداً، ولكن الشرط الأساسي وهو أن تبقى مخزنة بشكل سليم في مكان جيد التهوية وبعيد عن الإضاءة المباشرة.
 |
الأطعمة التي لا تنتهي صلاحيتها
تصميم الصورة : رزان الحموي |
• البسكوت المالح
وهو واحد من المنتجات التي تحتفظ بسلامتها لفترات طويلة جداً، وطبعاً السر فيها هو وجود الملح وبعض التوابل بكميات كبيرة التي تمنع من تكون البكتيريا، وكما أنها تساعد في امتصاص أثر الرطوبة، وأحد أنواع البسكوت المملح موجود منه قطعة في متحف بانساكولا في |ولاية فلوريدا الأمريكية| ويعود تاريخ تصنيفها لعام ١٨٦٢ ميلادي، وانشهر هذا النوع من البسكوت باسم خبز البحيرة ولأنه يعتبر القوت الأساسي للبحارة خلال الرحلات الطويلة، وكما يقال أن البسكوت المملح موجود من العصور القديمة، وكان أحد الأطعمة الرئيسية للجنود والبحارة من عصر الإسكندر الأكبر.
وكان يتم تصنيعه من الدقيق والماء والملح، ولكن كان الانتشار التجاري له في أواخر القرن ١٨، وأما مصطلح خبز البحارة فكان من ابتكار البحارة الأمريكان خلال حرب ١٨١٢ ميلادي، ومن ثم انشهر باسم البسكوت المالح وتم تصنيعه بأشكال وأنواع كثيرة.
• العسل والسكر
عسل النحل الطبيعي وهو تقريباً غذاء صالح للأبد، وهو من أقوى أنواع الأطعمة التي تستطيع أن تحافظ على جودتها مهما طال عليها الزمن، لدرجة أنه تم العثور على جرات من الفخار موجود داخلها عسل من عهد المصرين القدماء، و|العسل| الموجود داخل الفخارات صالح للاستخدام بصورة طبيعية جداً.
وتعود قوة العسل الرهيبة هذه للتقنيات المعقدة التي يعملها النحل خلال مراحل التصنيع، وهذا بسبب تعدد الانزيمات التي تفرزها النحلات، بداية من مرحلة |جمع الرحيق| حتى مرحلة الإنتاج النهائي
وعملية إنتاج الأنزيمات هذه تؤدي إلى تفاعلات كثيرة تخلق بيئة حمضية التي تطرد كل أنواع البكتيريا والفطريات، وغير أن بعد تكون سلسلة الأحماض هذه يتم إنتاج مركب بروكسايد الهيدروجين، وهو المركب الذي يعمل على التطهير الشامل لأي ميكروبات، ثم يبدأ النحل في سحب الماء من العسل لذلك تقوم عاملات النحل يتجمعون على العسل ويرفرفون في أجنحتهم حتى يبخرون الماء، وهذه العميلة التي تنزل الماء لمستويات النشاط المائي الآمنة.
والنشاط المائي
هو مقياس لطبيعة الماء التي تسمح في نمو الميكروبات، والعلماء يحددون من صفر حتى واحد.
ومن المعروف علمياً أن البكتيريا و|الطحالب| والفطريات تحتاج إلى تركيز أعلى من ٠.٧ حتى تنمو وتتكاثر، بينما النحل يقلل من هذا النشاط تحت السبعة من عشرة حتى يمنع أي تسرب لميكروبات إلى الخلية، ولهذا السبب كان يستخدم عسل النحل قديماً في عمليات تضميد الجراح، وأيضاً يستطيع أن يحافظ على صلاحيته للأبد، وأقصى ضرر ممكن أن يتضرر به العسل هو أن |سكر الجلوكوز| يترسب ويكون بعض من البلورات الصلبة، والتي ممكن أن نتخلص منها ونعيد العسل إلى طبيعته عندما يتم تدفئته قليلاً.
أما السكر وإن كان أقل في المواصفات من عسل النحل إلى أنه يعتبر من المنتجات المعمرة والقوية، ولذلك يتم استخدامه في صناعة المربى طويلة العمر، ونحتاج أيضاً إلى أن نحفظه في وعاء محكم الغلق، وبعيد عن الرطوبة والحرارة والضوء.
• الحليب المجفف
لا شك أن |الحليب الطبيعي| هو الأفضل في الطعم والقيمة الغذائية من الحليب المجفف، ولكن الحليب المجفف والمشهور بالحليب البودرة يكتسب فارق غير محدود لو كانت المقارنة من حيث قوة التحمل أو الاحتفاظ بالصلاحية.
ولكنه يختلف عن الحليب المجفف للأطفال، وهذا النوع من من الحليب ينصح بالالتزام بتاريخ الصلاحية المدون على العبوة، ويحب أيضاً عملية فحص ظاهري للونه وراحته.
أما الحليب المجفف للكبار والذي يكون آمن لحد كبير، وخاصة عندما يكون خالي الدسم، لأن الحليب المجفف كامل الدسم أضعف بكثير من ناحية التحمل، الحليب كامب الدسم ممكن أن يبقى سليم بعد انتهاء الصلاحية لخمس سنوات، أما الحليب خالي الدسم يمكن أن يبقى خمس وعشرين سنة على الأقل، وأكثر الأشياء التي يعتمد عليها الحليب المجفف في التخزين هي درجة الحرارة، ووفق دراسة تؤكد أن عند التخزين في حرارة ١٠ درجات مؤية، يحافظ على الطعم والنكهة بشكل أفضل.
و من الضروري أن نؤكد على الفرق مابين سلامة المنتج من التلف، وهل هذا المنتج صحي من الأساس أم لا.
كانت معكم صديقتكم ربا
