عرض المشاركات المصنفة بحسب مدى الصلة بالموضوع لطلب البحث الغربة. تصنيف بحسب التاريخ عرض كل المشاركات

مؤسسة سطر لصناعة المُحتوى العربي 4/16/2022 11:36:00 ص
ما سر انتشار العمالة الفلبينية في العالم وبالأخص دول الخليج وما ثمن الغربة - تصميم ريم أبو فخر
 ما سر انتشار العمالة الفلبينية في العالم وبالأخص دول الخليج وما ثمن الغربة
 تصميم ريم أبو فخر
مليارات الدولارات يرسلها الملايين من العمال الفلبينيين إلى أسرهم كل عام، وبذلك أصبح البشر أهم صادرات الفلبين على الإطلاق؟!! 

العمال خارج بلادهم وتحويل الأموال 

في كل عام ملايين من الناس يحزمون أمتعتهم ويسافرون بحثاً عن عمل وحياة أفضل، وهناك أكثر من مئتي شخص في العالم يعملون خارج بلدانهم الأصلية، يكافحون ويعملون في الخارج، من أجل تحويل أكبر جزء من دخلهم لأسرهم، وهذه الحوالات المالية عدا عن أنها تساعد الأسر في الحصول على المال، إلا أنها تشكل مصدر دخل مهم للبلد الأم التي تصلها هذه الحوالات. 

هناك الكثير من الدول التي تعتبر التحويلات أهم مصادر دخلها، وتحدث مشاكل كبيرة لو حصل نقص كبير في هذه التحويلات مهما كان السبب، وربما تكون أشهر دولة في تصدير العمالة للخارج والاعتماد على التحويلات المالية هي |الفلبين|، فقد أصبح العمال الفلبينيين ماركة مسجلة ويتم طلبهم بالاسم. 

فما هي حكاية |تصدير العمالة| في الفلبين وكيف بدأت؟ 

وكيف يعتمد الاقتصاد الفلبين على تحويلات العاملين في الخارج؟ 

ولماذا أصبح الفلبينيين مشهورين لهذه الدرجة في سوق العمل؟ 

وما الذي يجعل جزء كبير منهم يقبل العمل بأجور زهيدة؟ 

وما سر انتشارهم في دول الخليج وبالأخص السعودية؟ 

والسؤال الأهم هل تحويلات العمال الأجانب لجزء من رواتبهم لدولهم يضر بالدول المستضيفة لهم (الدول التي يعملون فيها)؟ 

الوضع الاقتصادي في الفلبين 

كانت الفلبين تعاني من مشاكل اقتصادية كبيرة في السبعينات، لا يوجد وظائف ونسبة الفقر تتزايد، واحتياطات البلد من العملة الأجنبية وصلت لمستويات حرجة، وخصوصاً بعد أن أخذت الدول العربية قرار حظر النفط في عام ١٩٧٣، وتسبب هذا القرار في ذلك الوقت، في ارتفاع أسعار النفط  لأكثر من أربعة أضعاف خلال ثلاثة شهور، وبالطبع هذا القرار تسبب بالضرر لكل الدول المستوردة للنفط في ذلك الوقت من ضمنها الفلبين. 

مضمون خطاب رئيس الفلبين لشعبه 

وفي وسط هذا الخراب الاقتصادي، خطب رئيس الفلبين السابق(Ferdinand Marcos) في احتفالية عيد العمال، في ١ أيار عام١٩٧٤، وقال في خطابه الموجه للشعب ما يلي: 

بأن أعداد الشعب في تزايد وعدد العاطلين عن العمل كبير جداً، وليس هناك وظائف تكفي الجميع، والحل هو السفر للعمل بالخارج من ناحية يجد لنفسه عمل، ومن ناحية أخرى يرسل الأموال بالعملة الأجنبية لعائلته، وبذلك يساعد على إنعاش اقتصاد البلد، وهذا مجرد وضع مؤقت ريثما تستعيد البلد عافيتها الاقتصادية. 

الهجرة العالمية المتزايدة 

في ذلك الوقت كانت معدلات |الهجرة| العالمية تزداد في كل مكان، حيث كان الهنود يهاجرون إلى بريطانيا، و الأتراك إلى ألمانيا، والصينين إلى استراليا، والمغربيين إلى هولندا، والجزائريين إلى فرنسا، وكل هؤلاء كانوا يتخذون قرار الهجرة بأنفسهم، وليس بتشجيع من حكومتهم، ولكن الوضع في الفلبين كان مختلف تماماً، فقد كانت الحكومة هي من تشجع الناس على السفر للخارج. 

برأيك عزيزي القارئ ما هدف الحكومة الفلبينية من تشجيع شعبها على الهجرة؟! 

ما سر انتشار العمالة الفلبينية في العالم وبالأخص دول الخليج وما ثمن الغربة - تصميم ريم أبو فخر
 ما سر انتشار العمالة الفلبينية في العالم وبالأخص دول الخليج وما ثمن الغربة
 تصميم ريم أبو فخر

سبب تشجيع الحكومة الفلبينية للهجرة 

- كانت الحكومة تشجع الناس على السفر للخارج لعدة أسباب: 

١- كان هدف الحكومة انخفاض في مستوى |البطالة|. 

٢- كانت بحاجة لزيادة دخلها من العملة الأجنبية (|الدولار|) من خلال التحويلات التي يرسلها العمال لعائلاتهم. 

٣- كان هدفها الحد من احتمال حدوث اضطرابات داخلية بسبب الفقر والجوع. 

قانون العمل الجديد في الفلبين 

ولذلك أصدر الرئيس الفلبيني في عام ١٩٧٤، قانون جديد للعمل، والذي بموجبه تم تأسيس مجلس تنمية التوظيف في الخارج، ومهمة هذا المجلس الأساسية، التسويق للعمال الفلبينيين في كل مكان في العالم، ويقوم بتأمين عقود عمل لهم، ويسهل خروجهم من البلد، وكان هذا المجلس كأنه شركة توظيف حكومية. 

الطريقة التي كان يتم التسويق للعمال فيها 

الطريف في تجربة العمالة الفلبينية هي الطريقة التي يتم التسويق فيها، على سبيل المثال، وزارة العمل الفلبينية التي كانت تشرف على المجلس، كانت تسوق للعامل الفلبيني في العالم على أنه شخص ودود ومتعاون، عدا عن أنه دقيق في عمله ولديه قدرة على تحمل ضغط العمل، بالإضافة إلى الأجر الزهيد مقارنة بغيره. 

إحدى طرق التسويق للعمال الفلبينيين 

كانت  الخطوط الجوية الفلبينية في عام ١٩٧٧، تقوم بتوزيع على المسافرين في رحلاتها مجلة Wingtips، وكانت تتضمن إعلان للعمالة الفلبينية يصفهم بأنهم ليس لديهم مشاكل في التعامل أو في الأجور كغيرهم من عمال دول أخرى، فهم لا يشاركون في الاعتصامات أو الإضرابات أو أعمال الشغب.  

تنفيذ برنامج التوظيف في الخارج 

بمجرد ما بدأ |مجلس توظيف العمالة| في الخارج عمله، أصبح غير قادر على استيعاب عدد طلبات توظيف العمالة الفلبينية في عام ١٩٧٥، والتي تعتبر أول سنة يتم فيها تنفيذ برنامج  التوظيف في الخارج، ٣٦ ألف فلبيني في ذلك الوقت، خرجوا من بلادهم للعمل في دول مختلفة، واستمرت أعداد المهاجرين تزداد، حتى خرج من البلاد عام ١٩٨٣، ٤٣٤ألف فلبيني في هذا العام فقط. 

لكن أين كانت وجهة كل هذه الأعداد الكبيرة 

حتى عام ١٩٨١، كان الفلبينيين يعملون في ١٠٨ دولة، ولكن الجزء الأكبر منهم كان يعمل في الشرق الأوسط، وتحديداً في دول الخليج العربي، في ذلك الوقت كانت دول الخليج قد بدأت بالتوسع في مشاريع البنية التحتية، كالمطارات والمستشفيات والطرق ومحطات الطاقة والفنادق، ولم يكن لديها العمالة الكافية، مما أدى إلى الطلب المتزايد للعمالة الأجنبية، وكان للعمالة الفلبينية نصيب كبير في هذه الوظائف. 

هل برأيك ستتوقف الفلبين عن إرسال العمالة للخارج أم أن الأمر أصبح جزء لا يتجزأ من اقتصادها.

ما سر انتشار العمالة الفلبينية في العالم وبالأخص دول الخليج وما ثمن الغربة - تصميم ريم أبو فخر
 ما سر انتشار العمالة الفلبينية في العالم وبالأخص دول الخليج وما ثمن الغربة
 تصميم ريم أبو فخر

خطة البلد الاقتصادية 

كانت خطة الحكومة الفلبينية في البداية، أن برنامج تصدير العمالة للخارج أمر مؤقت سينتهي بعد مرور عدة سنوات، ولكن مع الوقت أصبح هذا البرنامج جزء مهم من |خطة البلد الاقتصادية| لا يمكنها الاستغناء عنه، وبذلك أصبحت الفلبين واحدة من أكبر الدول المصدرة للعمالة في العالم كله. 

إحصاء أعداد المهاجرين 

حسب هيئة الإحصاء الفلبينية، كان هناك في عام ٢٠١٩، ٢مليون و١٨٠ ألف فلبيني يعملون في الخارج، ٥٦%منهم إناث، ومعظمهم يعمل في وظائف متواضعة، ولكن هناك تقديرات أخرى غير رسمية تشير إلى أن عدد الفلبينيين الذين يعملون خارج بلادهم يتجاوز العشرة مليون، وذلك يعني عُشر الشعب الفلبيني عدا عن أن هناك مليون فلبيني في كل عام يخرج من البلد. 

وضع العمال الفلبينيين 

سبب الإقبال الكبير من الفلبينيين للعمل في الخارج، هو أن الأجور التي يحصلون عليها في الخارج، أكبر بكثير من الأجور التي من الممكن أن يأخذوها في بلدهم، ذلك في حالو تمكنوا من إيجاد فرصة للعمل. 

أكثر الدول التي يتواجد فيها العمال الفلبينيين 

- يعمل العمال الفلبينيين في وقتنا الحالي في أكثر من مئتا دولة حول العالم، وأكثر الدول التي يعيش فيها الفلبينيين بهدف العمل، هي السعودية والإمارات والكويت وهونغ كونغ وقطر وسنغافورة، هؤلاء العمال يعملون في هذه البلاد ويقبضون رواتبهم، ويقومون بتحويل جزء منها بصفة دورية لعائلاتهم في الفلبين. 

إحصائيات تحويلات المغتربين لعائلاتهم 

في عام ٢٠٢٠ قام العمال الفلبينيين في السعودية بتحويل ١,٨مليار دولار لعائلاتهم، أما في الإمارات تم تحويل ١,٣مليار دولار، وأيضاً ٨٢٠ مليون دولار من قطر، أما أكثر دولة حول العمال منها الأموال لعائلاتهم هي أمريكا ووصلت إلى ١١,٩مليار دولار، وإجمالاً فإن تحويلات الفلبينيين الذين يعيشون في الخارج تجاوزت ٣٣ مليار دولار، والذي يعادل عُشر الإنتاج المحلي للفلبين عام ٢٠٢٠. 

من المستفيد من هذه التحويلات المالية 

- ساهمت هذه التحويلات في انتشال عائلات كثيرة من الفقر، ولكن ليس الفلبينيين وحدهم المستفيدون من هذه التحويلات، فهناك أكثر من ٨٠٠ مليون شخص يستفيدون من التحويلات المالية التي يرسلها المغتربين لأهاليهم، حيث أن نصف التحويلات للمناطق الريفية التي يعيش فيها ثلاثة أرباع فقراء العالم في عام ٢٠١٨، أكثر من ٢٠٠ مليون عامل مهاجر أرسلوا ٦٨٩ مليار دولار لأهاليهم، حوالي ٥٢٩ مليار دولار من هذه الأموال تم إرسالهم للدول النامية تحديداً. 

وهذا يأخذنا للسؤال المهم هل تحويلات العمال الأجانب لبلدهم الأم تؤثر أو تسبب الضرر على |اقتصادات الدول| المستضيفة؟ 

ما سر انتشار العمالة الفلبينية في العالم وبالأخص دول الخليج وما ثمن الغربة - تصميم ريم أبو فخر
ما سر انتشار العمالة الفلبينية في العالم وبالأخص دول الخليج وما ثمن الغربة
 تصميم ريم أبو فخر 

لكن هل هذا التحويلات تؤثر سلباً على الدول المستضيفة

حسب تقرير الأمم المتحدة فإن العاملين في الخارج يرسلون لعائلاتهم١٥% في المتوسط من دخلهم، وينفقون جزء من ٨٥ % المتبقية في الدول التي يعملون فيها، ويدخرون جزء منها في بنوك الدول المستضيفة، وذلك يعني أن الجزء الأكبر من دخل المغتربين لا يغادر الدول التي يعملون فيها، ونظرياً فإن الأفضل للدول المستضيفة أن لا تخرج ١٥% منها، ولكن تنفيذ هذا الأمر عملياً مستحيل، ولو حدث مثل هذا الأمر فسوف يضر بالدول المستضيفة. 

ما الذي يمنع خبراء الاقتصاد الأمريكيين عن إيجاد طريقة يمنعون فيها المهاجرين من إرسال حوالات لعائلاتهم

وطبعاً الهدف من التفكير في منع التحويل هو الاستفادة من هذا المبلغ وإنفاقه على |الاقتصاد الأمريكي|، وهذا حسب ما اقترحه دونالد ترامب أثناء الانتخابات الرئاسية في عام ٢٠١٦، تعتبر أمريكا أكثر دولة في العالم تقوم العمالة الأجنبية بتحويل الأموال منها، ويأتي بعدها الإمارات وثم السعودية ومن ثم سويسرا. 

الحوالات من أمريكا في عام ٢٠٢٠ 

خرج من أمريكا مايقارب ٦٨مليار دولار في شكل تحويلات مالية لدول أخرى  في عام ٢٠٢٠، وعندما يتم مقارنة هذا المبلغ بحجم الناتج الإجمالي المحلي لأمريكا في نفس العام نلاحظ أنه يشكل ٠،٠٠٣%. 

 الإجراءات التي من الممكن اتخاذها 

حتى تمنع أمريكا خروج هذا المبلغ، إما سوف تقوم بفرض قيود مشددة على |حركة رأس المال|، وهذا الأمر سوف يسبب ضرر كبير لأي اقتصاد  وخاصةً اقتصاد مفتوح قائم على حرية حركة رؤوس الأموال مثل الاقتصاد الأمريكي أو أن تقوم الشركات الأمريكية بمنع استقدام العمالة الأجنبية والاكتفاء بالعمال الأمريكيين، وكلا الأمرين صعب التنفيذ. 

سبب وجود العمالة الأجنبية في أي بلد 

|العمالة الأجنبية| في أي بلد موجودة لأمرين، إما تعويض نقص كفاءات وخبرات تعاني منه الدولة المستضيفة وبالتالي لا يمكنها الاستغناء عنهم، أو أن هذه العمالة أجورها رخيصة، وبالتالي فإن من مصلحة الشركات الموجودة في الدول المستضيفة استقدامها، من أجل التقليل من تكاليفها وزيادة أرباحها. 

منذ حوالي ٤٥عاماً، وتحديداً في تموز عام ١٩٧٧، مجموعة من العمال المهاجرين الذين يعملون في ميترو الأنفاق في باريس، قاموا بإضراب عن العمل بسبب ضعف أجورهم، وأحد هؤلاء العمال صرح لمجلة نيويورك تايمز بأنه لا يقلق أبداً أن يخسر وظيفته لصالح مواطن فرنسي، فليس هناك فرنسي واحد يقبل أن يعمل العمل الذي نقوم به بالأجر الذي نأخذه. 

وخلاصة هذا الكلام أن التحويلات المالية للمغتربين مهمة جداً بالنسبة للاقتصاد العالمي، ومن مصلحة الدول المستضيفة للعمالة والدول المرسل إليها استمرارها، فهناك أكثر من مليار شخص ما بين مرسل ومستقبل يستفيدون من هذه التحويلات.

والسؤال موجه لك عزيزي القارئ هل فكرت يوماً ما أن تسافر للخارج؟ وماهي دوافعك للسفر؟ 

بقلمي: تهاني الشويكي

مؤسسة سطر لصناعة المُحتوى العربي 12/11/2021 04:58:00 م

بر الوالدين وكيفية بلوغه  والوصول إليه
 بر الوالدين وكيفية بلوغه  والوصول إليه 
تصميم الصورة : ريم أبو فخر
 


قد تحدثنا في المقال السابق عن ما قدمه لنا الآباء وكيف يمكننا رد بعض من جميل عطائهم؟؟


أن تكون باراً بوالديك أمرٌ عظيمٌ جداً فكيف نصل للبر وماهي أشكال البر ؟

أشكال البر

يكون البر بالقول أو بالعمل:

وأما البر في القول :

 فيكون بالكلمة الطيبة  وعذب الكلام ، وبأن لايعلو صوتك على صوتيهما  وأن لا تسئ إليهما بنهرٍ أو زجرٍ أو احتداد ٍ ، ولو بلفظ مهما صغر  وقلَّتْ حروفه ، وأن لا تجادلهما ولاتقاطعهما في الكلام . 

قال تعالى  : {ولا تقل لهما أفّ ولا تنهرهما  وقل لهما قولاً كريماً واخفض لهما جناح الذل من الرحمة وقل رب ارحمهما كما ربياني صغيراً } 

وكذلك يكون البر بحسن الإصغاء 

 والإنصات إليهما ولوأصاب الضعف ذاكرتهما ، فأعادا وكررا  الكلام ، فهما لم يملا يوماً من كلامك  ، وهما من علماك المشي  ، والكلام وقاما على تربيتك والعناية بك ، واهتما بك حتى أفنيا صحتهما وجسدهما ، لتكبر وتنمو وتسعد   .

وأما البر في العمل :

فيكون بأن لا تتقدمهما في مجلس 

 ولاتسبقهما في قول  

 وأن تتعامل معهما بأدب جم واحترام وتقدير 

 وأن لا تسمح لمخلوق بالنيل من كرامتهما أو الإساءة إليهما 

 وأن تقدم لهما كافة أشكال الرعاية والعناية 

 وأن تجزل لهما بالعطاء ، وأن تغدق عليهما بالعاطفة و|الحنان| والمحبة والتقدير .


أبناء الغربة ماذا عنهم كيف لهم أن يبروا آباءهم؟ 

سادت الغربة كثيراً هذه الأيام بسبب |الهجرة واللجوء| 

 وبسبب ماعصف بمعظم البلدان من مشاكل وحروب ، فأدَّت إلى بعد الشباب عن أوطانهم وأهلهم ، وإلى ظهور علاقات جديدة في الأسرة، بسبب تأثر الشباب بعادات البلدان التي هاجروا إليها ، ومعظمها من البلدان الغربية  والتي تختلف كثيراً في تكوينها الإجتماعي والأسري، عن جو وطباع |المجتمع الشرقي| الذي اعتدنا عليه 

ولهذا تخلخل |الترابط العائلي| ، وتفرق الآباء والأبناء، بسبب هذه الظاهرة الجديدة الطارئة. 

لا سيما أن البعض منهم بل أغلبهم تزوج وأنجب في الغربة بعيداً عن حضن الأسرة الكبيرة و|الجو العائلي| المترابط الدافئ ،

 حيث انخرط الزوجان في الحياة العملية ، وصارا يخرجان إلى العمل مما اضطرهم إلى ترك أبنائهم في رعاية مدارس و رياض الأطفال،

 وبرغم التطور الحضاري المتميز وما تقدمه لهم من رعاية صحية وعلمية ورفاهية إلا أن هذا بالمقابل ،ترك حلقة مفقودة من التواصل والود  والحنان والجو الدافئ ، الذي ُحرِم منه أبناء هذا الجيل الصغير، فافتقدوا الرعاية والدفءالذي كانوا سيجدونه في أحضان الأسرةالكبيرة .  ولاسيما حنان لجدَّين ورعايتهما ، وحرموا من تعلم أصول البر والإحسان ، وكثيراً من القيم والعادات المعروفة التي نشأنا عليها.

وبدأت المبادئ التي  كان من الواجب أن تغرس في نفوس الجيل الجديد البعيد الذي ولد في مجتمع جديد ونشأ وترعرع فيه وتأثر بأسسه وعاداته وتقاليده وبدأت ملامح مجتمعه الأساسي 

تختفي وتتلاشى من قاموس حياته الجديد

كيف للأبوين من الشباب الصغار في بلاد الغربة أن يتدراكوا هذا التقصير والنقص؟ 

كيف سيعوضوا آباءهم البر والإحسان؟ 

وكيف سينقلوه إلى أبنائهم ؟ 

إقرأوا معنا المقال التالي لنعرف كيف 


بقلمي هدى الزعبي

مؤسسة سطر لصناعة المُحتوى العربي 8/19/2021 06:04:00 م

هل تحب السفر ؟ السفر من أجل التحصيل العلمي 

هل تحب السفر ؟السفر من أجل التحصيل العلمي
هل تحب السفر ؟ السفر من أجل التحصيل العلمي


  تحب السفر؟

 ترغب بالإنتقال إلى بلد آخر؟

هل عندك رغبة في الدراسة أو السياحة أو العمل أو لأي سبب آخر؟

 إذا كنت من هؤلاء فرافقنا وتابعنا في مقالتنا هذه التي  سنتحدث فيها عن السفر وسنخصصها للبحث تحديداً عن 

السفر من أجل الدراسة  والتحصيل العلمي ونجري دراسة عن سبل نجاحها


يسعى الكثير من الشباب للسفر بهدف الدراسة والتحصيل العلمي 

ويبحثون في شتى الوسائل فيما يتعلق بسفرهم ليكون ناجحاً ومثمراً ومريحاً 

ويقف هنا  الطالب أمام عدة خيارات ليختار البلد الذي يناسبه والذي يمكن أن يكون المكان الأنسب ليكون بلد الدراسة  

أن تدرس البلد الذي تريد السفر إليه أولاً

فبمجرد تحديد وجهة السفر وتعيين البلد الذي سيسافر إليه الطالب يبدأ البحث بجدية فيقوم  بإجراء دراسة وافية للإحاطة بالأمر إحاطة تامة لمعرفة كل ما يتعلق بالحياة في هذا البلد ويتعرف عليه بكل ما فيه من  تفاصيل وسلبيات وإيجابيات ليرى ما إذا كان بإمكانه الحياة فيه أم لا 

وليتأكد أنه قادر على التأقلم  على العيش فيه ومحاولة  التكيف معه طيلة مدة إقامته لتحقيق أفضل النتائج المرجوة وليضمن حياة مريحة قدر الإمكان  

بحيث يصبح الإهتمام بكل  ما يتعلق فيه واجب وحتمي لئلا تفشل عملية السفر ويعود أدراجه كما عاد الكثير من الشباب قبله وهم صفر اليدين 

عليه بعد اختيار البلد ودراسة أجوائه والتعرف على عاداته 

 أن يبدأ بوضع ميزانية شاملة طيلة فترة إقامته فيه 

من تكاليف سفر وإقامة ودراسة ليحقق ما يريدتحقيقه بنجاح كيلا يضطر إلى قطع سفره والعودة بخيبة أمل فكم من الشباب قطعوا رحلتهم وألغوا سفرهم بعد أن قطعوا مرحلة هامة أو شوطاً أوعدة أشواط من مراحل الدراسة لكنهم أصيبوا بالإحباط في ما بعد بسبب نقص عملية الدراسة التي أجروها وعدم شموليتها وعجزهم عن تأدية متطلبات البلد وتغطية تكاليف الحياة الدراسية والمعيشية تغطية شاملة

 لذا يترتب عليه وبعد دراسة الأمور المالية

 أن يقوم بتحويل الإعتمادات المادية

 ومن المهم أن  يتأكد من وصول هذه الإعتمادات حتى قبل وصوله والتأكيد على هذه النقطة أمر ضروري  وأساسي ومهم كي لا يكتب لسفره الفشل والإحباط ويجب أن تكون الدراسة شاملة لتغطي تكاليف سنوات الدراسة لكل الأعوام الدراسية وحساب كلفتها الاجمالية 

  واذا كان بالإمكان المقدرة على تغطية تكاليف السفر فيكون من الأفضل تأمين المبلغ المالي الكافي وتحويل الإعتماد  المالي إلى البلد الذي ينوي السفر إليه ومن الأسلم أن يكون الإعتماد المالي متوفرًا وكافياً  ومؤمناً حتى يتأكد من وصوله قبل وصوله إلى بلد الدراسة

يجب أن يغطي نفقاته طيلة فترة الدراسة حتى لا يقف عند مرحلة معينة ثم يضطر بعدها إلى قطع فترة الدراسة فيقف عاجزاً مكتوف الأيدي والعودة للبلد صفر اليدين بدون تحقيق الهدف الذي جاء من أجله أو يضطر إلى قطع دراسته بعد أن يكون قد بدا مرحلة دراسية أو سنة كاملة فيضطر للتوقف فترة ومن المؤسف أن تذهب السنوات التي قطعها  سدى وكثير من الشباب وقعوا في هذه المشكلة وقطعوا دراستهم بعد أن اجتازوا مرحلة هامة منها

كما عليه البدء بتجهيز كافة الأوراق المطلوبة

 في وقتها المحدد ليضمن قبولها كما يجب تأمين ما يلزمه من ثبوتيات هامة ويفضل إرسالها مبكراً  لئلا يقع في هاوية التأخير فيتم  رفض طلبه بسبب تجاوز الوقت المحدد لتقديم الأوراق المطلوبة  فيخسر فرصة الانتساب للجامعة وبذاك يخسر سنة دراسية كاملة

ويستحب أن يحاول التعرف إلى زملاء 

أو رفاق في الدراسة يحتمل سفرهم معه إلى البلد الذي اختاره كي يكون له تواصل مع أصدقاء في بلاد الغربة فهذا يخفف وطأتها عليه كما ويشعر بوجود شخص  يستطيع مساندته والإعتماد عليه. في حياة الغربة 

سفراً موفقاً ودراسة ناجحة مثمرة للجميع

شارك مقالتي مع من يحتاج أن يسافر للدراسة ...

بقلم هدى الزعبي 

مؤسسة سطر لصناعة المُحتوى العربي 12/11/2021 04:58:00 م

بر الوالدين وكيفية بلوغه  والوصول إليه
 بر الوالدين وكيفية بلوغه  والوصول إليه 
تصميم الصورة : ريم أبو فخر
 


استكمالاً لموضوعنا الهام الذي بدأناه عن البر بالوالدين ولنكمل فكرة البر حتى مع الغربة  الذي تحدثنا عنه في المقال السابق نكمل ....


كيف للأبوين من الشباب الصغار في بلاد الغربة أن يتدراكوا التقصير والنقص في البر؟ 

كيف سيعوضوا آباءهم البر والإحسان؟ 

وكيف سينقلوه إلى أبنائهم؟ 

وكيف لهم أن يزيدوا صلة أبنائهم وارتباطهم في الوطن الأم مع أبنائهم ، لاسيما أن الكثير منهم قد تعرضوا في غيابهم للموت أو المرض أو لطوارئ صحية وغيرها ، من صعوبات في الحياة والمعيشة، فزادت معاناتهم وزادت حاجتهم الملحة لرعاية أولادهم وأحفادهم ، واهتمامهم بهم  ، سواء في الإعالة والإنفاق المادي والصحي والإجتماعي . 


وما دور الشباب في هذه الحالة؟

وهل من الممكن تدارك تحقيق مفهوم البر والإحسان والعودة إليه؟

هل يمكن تحقيقه عن بعد ؟ 

وكيف لهم أن يعززوا هذه الفكرة؟

ويسعوا إلى تطبيقها وترسيخها لدى أبنائهم الصغار؟

لتجسيدها فعلياً, لحمايتها من الإندثار  ويعودوا إلى تحقيق أشكال البر والرضا والإحسان وتعليمه

 وتطبيقه بشكل عملي وفعلي، والجواب سيكون بالطبع هذا ممكن

1— إن التواصل عبر شبكات التواصل الإجتماعي قد حل جزءاً كبيراً  من هذه المشكلة ، وذلك بالتواصل المستمر واليومي ، مع الأهل بالصوت والصورة ، وبالمتابعة المستمرة لأمورهم وأخبارهم . 


2— إرسال نفقات وإعانات مادية، بقدر المستطاع للمساهمة الفعالة في الإنفاق ، وتخفيف أعباء الحياة وصعوباتها ، لاسيما في غياب الشباب الذين يقومون بمهمة الإنفاق والإعالة. 


ت3— ذكر المناسبات الهامةفي العائلة والإهتمام بها ، يعيد الدفء والترابط الأسري إلى مساره الصحيح ، والحرص على المشاركة بها والتفاعل معها  ولو عن بعد . 


4— التفاخر والتباهي بأصول العائلات ، والتعريف بماضيها  وأمجادها  ، والتعريف بالشخصيات العلمية والأدبية والدينية  والفنية ، والتغني بإنجازاتها ، والمكانات التي حظيوا بها للإقتداء بها والسير على نهجها  . 


5— تعريف الأبناء الجدد على مناطق بلادهم  وجمالها، وشواهدها وتاريخها وآثارها ، وزرع الفكرة الجميلة  عنها ، في أذهان الأطفال والجيل الجديد  . 


6— تعزيز فكرة زيارة الأهل والحرص الشديد على التواصل معهم ، كلما سنحت الظروف ولاسيما قضاء العطلات والإجازات معهم ، ليبقى التواصل مستمراً . 


7— تعزيز الدور الأخلاقي والإرتباط الديني والأدبي والفكري بالوطن الأم . 


8— تقوية روابط الإنتماء ، والحفاظ على الهوية والتمسك بالأصول والجذور . 


9— إعطاء أحسن صورة  للشباب وأفضل منعكس عنهم في أي بلد يتواجدون فيه،للتعبيرعن أنفسهم وعن بلادهم  ،وعن ثقافتهم وعن حضارتهم فالإنسان أينما وجد وكان، فإنه يكون سفيراً لبلاده ووطنه الأم وأسرته ، وهذا بر  ووفاء  وسمو بالأخلاق والأوطان والأهل. 


ولوخطف الموت الأبوين أو أحدهما ، فهل تراه ينقطع البر بهما والإحسان إليهما؟ 

أم أن هناك وسيلة لإكمال مشوار الرضا

لتحوز على رضاهما وبرهما وتكسب ودهما؟ 


والجواب نعم :

فكيف يمكن تحقيق ذلك؟

جاء في الحديث الشريف أنه { إذا مات ابن آدم انقطع عمله من إلا من ثلاث 

عمل صالح أو ولد صالح يدعو له أو علم ينتفع به} 

— فكن أنت الولد للصالح الذي يدعو له

لأن دعاء الولد لأبيه بعد موته  واستغفاره له هو شكل من أشكال البر والإحسان  ، إذ يرفع الله  به درجاته  ، ويزيد من مغفرته له وقد يدخله الجنة ،

—  كما أنه من أشكال البر   : البر بمن كان يحبه أبواك ، ومن كان مقرباً إليهما ، وأثيراً إلى نفسيهما، 

فيكون بر الوالدين أيضاً ببر من يحبهما والداك قبل رحيلهما ، ومن كان المقربين إليهما وبصلتهم وصلة أحبابهم . 

— ومن أشكال البر بالوالدين َبعد رحيلهما ، تبرئة ذمتها ، وإيفاء ديونهما  ، والدعاء لهما  ، والتصدق عنهما، وإن كان بالأمكان تقديم صدقة جارية  فهي بر ... 

— التعامل مع الآخرين بأدب وإخلاص، بر بأهلك لأن الناس سيثنون على حسن تربية أبويك لك وسيذكرانهما بالخير  ، وإن كانا متوفيين سيدعون لهم بالرحمة ، وسيبقى ذكرهما مستمراً بعد رحيلهما

فالأبناء هم إمتداد واستمرار للآباء


كيف تعلم ولدك البر؟ 


حين تكون باراً بوالديك سيكون ولدك باراَ بك وبأمِّه ، وسيتعلم منك  من خلال تصرفاتك ومعاملتك لأبويك كيف سيعاملك. 

فاحرص على غرس الحب والعطاء والتكريم لوالديك في نفسه، وعلمه منذ صغره كيف يكون البر والإحسان. 

وكن قدوة صالحة له لتضمن لولدك  الجنة، ولكي يفوز برضا الله ، ويكسب رضاك ، ويعلمه لأبنائه 

،اصطحبه لزيارة أبويك ،   ودعه يشاركك في شراء أدويتهما ولوازمهما  ،واجعله يراك ويتعلم منك ، ويساعدك وأنت تقوم على خدمتهما  ورعايتهما  ،علِّمهُ الحنان والحب والعطاء وكن مثلاً أعلى له . 

كن باراَ بأبويك يكون ولدك باراً بك . 


اللهم ارزقنا بر والدينا، وازرق أولادنا ِبرَّنا

بقلمي هدى الزعبي

مؤسسة سطر لصناعة المُحتوى العربي 7/28/2021 03:36:00 م

 رسالة من طفل لأبيه الحاضر الغائب 

رسالة من طفل لأبيه الحاضر الغائب
رسالة من طفل لأبيه الحاضر الغائب 


أن تتعلم فن تربية الأبناء وكيفية فهم أبنائك وكيف توجههم وتجعل نفسك تمارس الأساليب السلبية نفسها التي يمارسها إنسان ليس لديه وعي ولا دراسة وعلم ولايعرف حتى القراءة والكتابة لذلك ما دمت أنت إنسان متعلم فمارس هذا التعلم والعلم واجعله قوة لك في تربية وتوجيه أبنائك ..

من أقوى الحاجات النفسية عند الطفل لو علمت كيفية إشباعها ستجد نفسك ضمن برنامج من أقوى برامج تربية الأبناء وهي الحاجة إلى التأديب فذلك لايعني أنك بحاجة إلى الضرب والعقاب وإنما أساليب من أرقى الأساليب التربوية التي يمكن أن نأدب أبنائنا من خلالها ..

فعندما نتلقى رسالة من أبنائنا كما ذكرنا سابقاً  في مقالنا الشيق " عامل طفلك كما تحب أن تعامل "

فهي تكون عبارة عن رسائل خفية مشفرة يبعث بها الابن ليقول لك لدي حاجة غير مشبعة"..

تلاحظ من هذه الرسالة بعض المفاهيم فالابن يخاطبك أنت من خلال سلوكه 

فيقول لك :

إن الذي أعاتبك عليه يا أبي هو بعض نسيانك لي في زحمة أشغالك وزحمة اهتماماتك 

وإغفالك لإدراج اسمي في مواعيد مذكراتك 

اشتقت إليك يا أبي قد تتعجب من هذه الرسالة وأنت معي 

فلا أنت بالأب الغائب المهاجر إلى ديار الغربة بعيداً عن العين و الأهل والأقارب وبعيداً عن الأحبة

 ولا أنت مقيم في أسرته وبين أبنائه ينعمون بصحبته ويسعدون برفقته

 فأشعر بأنك بيننا صباح مساء طيفك حاضر معنا متى نشاء 

لكن يا أبي كثرت أشغالك طال غيابك كلنا نفتقد أثرك 

انتظرت طويلاً عودتك.. عودتك إلى ما عدهت بك.... وطال انتظاري حتى بدأت أفقد الأمل في عودتك

 شملتني بعفوك ... شملتني برضاك ورعايتك وأنا صغير وكلما كبرت سنة كلما كبرت بقعة غيابك عني 

كلما اشتد عودي شعرت بالحاجة إليك واشتدت مشاغلك عني وخطفتك برامج أنشطتك

 فلما عرفت سر غيابك وتأسفت على ما علمته من مرافقتك ومصاحبتك 

 إحساسي بك نابع من طفولتي ، كيف لا أكون كذلك يا أبي وقد رأيت منك ما أقر عيني وطيب خاطري 

فأنت مثلي وقدوتي وأنت يدي المحامية عني وقوتي التي تنهض بها همتي 

 فلا تعجب يا أبي إن كان شوقي إليك زائد عن قدرتي وإن كان صبري عن غيابك قاعد عن نصرتي 

ألست أنت يا أبي من علمني كيف ارتبط نبي الله نوح عليه السلام ارتبط بابنه الذي امتنع عن الاستجابة لدعوته 

فلما أنزل الله غضبه نادى نوح ربه فقال: ربي إن ابني من أهلك فتحركت عاطفته الأبوية لعلها تكون شافعة لابنه من عقاب الله وتنجيه

 فلم ينسى الأب ابنه في أصعب الأوقات رغم اختلاف المعتقدات ولن يغفل عنه أيضاً رغم تمسكه بالمعصية 

أنت يا أبي من علمني كيف تعثر نبي الله يعقوب بغياب ابنه يوسف عليه السلام وابيضت عيناه من الحزن  فهو كظيم

 فلم تغني عنه كثرة أبنائه على أن يتولى عنهم جميعاً ويبث حزنه وشكواه لخالقه .. 

أبي العزيز أبي الغائب  إني أعاتبك وهل الابن يعاتب أباه !!

بقلم نور العصيري 


بقلم نور العصيري 

مؤسسة سطر لصناعة المُحتوى العربي 9/23/2021 06:30:00 م

 لقاء البقايا العشقيّة

لقاء البقايا العشقيّة
لقاء البقايا العشقيّة

لطالما رسمتُ مشهد اللقاء المنتظر في رأسي ..

بعد أن سرقتك مني |الغربة| الأوطان , أضحيتُ أنتظرك على قارعة الطريق , هنا و هناك .. في الزوايا و الطرقات ..

أبحث عنك .. في يقظتي , في نومي .. حتى ضمن أنفاسي ..

و ها قد شاء القدر , و صوتك اخترق قلبي , قبل إختراقه لسماعة الهاتف , تخبرني بأنك عدتَ إلى البلاد ..

ركضتُ بسرعة الضوء .. إلى فؤادي الضائع عن جسدي ..

وقفتُ في المكان المتفق عليه , بأنفاسٍ متقطّعة ..

و دموعٌ تأبى الخضوع , خشية إقتحام ألم |الإنتظار| .. في هذه اللحظة .. لحظة الإجتماع ..

حدقتُ بك بتمعن الطفل الصغير , لشيءٍ جديدٍ و مغري للروح.. كأول لقاءٍ بيننا .. كأول فرصةٍ للكلام بين شفاهنا ..

كانت أجمل ليلة من ليالي عشقنا , كان الدفء يخمد أشواقنا .. كان جميلاً جداً و جداً و جداً .. لدرجة أنني نسيتُ للحظة .. غياب سنين عمري .. و أنا أنتظره ..

الأشجار حولنا .. إنتصبت ..

و أزهار الياسمين حولنا .. إنتفضت ..

و النسمات العيلة .. حولنا .. إرتطمت .. بأحضاننا ..

و على ملامح وجهنا المرهقة .. إكتست الإبتسامة .. ثوب الربيع .. ثوب النضارة الإعجازي ما بعد الذبول المستحيل ..

كان اللقاء قصير الزمن .. و الرغبة بتقبل ثغرك طويل الغرق ..

و لكنني .. لم أفعل ..
 
كنت أعي جيداً .. أنك سترحل مجدّداً ..

و لهذا .. حافظت على بقايا إنتظاري ..

كلّي بقايا .. صدّقني يا آدم ..

كلّي بقايا .. أنتظر جماع |الكون| .. في جسدٍ فانٍ حتى من الحزن ..

بقلمي شهد بكر✒️

مؤسسة سطر لصناعة المُحتوى العربي 10/18/2021 07:29:00 م

 لو كان رجلا لقتلته


لو كان رجلا لقتلته
 لو كان رجلا لقتلته

الفتاة المشردة:

كانت تجوب الطرقات بحثا عن كسرة خبز، محاولة العثور على مأوى صغير يقيها من أمطار تنهمر لا ترحمها، برودة الشتاء القاسي قد ضم أضلعها وبدأ ينخر عظامها، راكضة في الأزقة ولا لباس يستر عفتها ولا حذاء يوقي أناملها الصغيرة من الجروح، باكية..مندفعة..قد اندمجت الدموع مع ماء المطر، كأنها جثة صغيرة ملقاة على الأرض، لا ينظر إليها إلا وكأنها عالة على نفسها وأهلها ومجتمعها، نعم...تلك الفتاة الصغيرة بنت العشر سنوات أضلت الطريق، مكسورة كعصفور بلا أجنحة، ذنبها أنها أتت خطأ إلى هذا العالم الموحش، تبا..الحياة ليست ناصفة..ليست عادلة..تبا.


فحوى القصة:

مما رأينا في هذه القصة الصغيرة أن هنالك فتاة في العشر سنين من العمر تجول الشوارع وليس لديها منزل أو حتى لقمة خبز، هذا |الفقر| المدقع نجده الآن كثيرا في مجتمعنا، غلاء المعيشة أصبح جزء من واقعنا ويتضخم يوما عن يوم، ربما أسباب الفقر كثيرة جدا ونتائجها مرعبة أكثر...لكن مهما ذكرت  من الأسباب فنحن لا ننكر أن هذه البلاد وصلت إلى مرحلة مخيفة، فمهما سعيت وسعيت وسعيت...ترى أنك ما زلت بحاجة بعد، تضخم هائل للأسعار، عدم وجود المراقبة، السيطرة على السوق من قبل بعض أشخاص....إلخ


أمعن النظر اليوم

 معظم شبابنا يرحلون ويشدون الرحيل لأي دولة المهم((ليس هنا))، والهجرة والجوازات لم تكن يوما واحدا خالية من البشر، الكل أراد الهجرة والغربة والبعد عن أهله وأصدقائه والأماكن التي يجد بها الحنية...لماذا؟!


المستقبل هنا قد مات 

ذهب مع ريح الحرب، قتله نفوس ضعيفة وشتته رؤس عويصة، تمزق من وراء التستر وانساب بواسطة التآمر، جوع في كل مكان، ضياع الأذهان بدون أمان، ياحسرتاه على أمتي...

شبابها خريف..دموعها بانهمار دائم..أقصى حلمها الغربة.


لم يكن الفقر يوماً عيباً على أحد

 وهو ليس معيار أي شخص، لمكانته الاجتماعية، أو نضع له تقيم، حسب ما يملك من المال، لكن تردّي الأوضاع التي نعيشها اليوم، جعلت منا أُناس همهم الوحيد كسب رزقهم، لا يفكرون بالأمور، إلّا على نحو مادي، بالدراسة..بالعمل..بالعلاقات..بأي جانب من جوانب الحياة.

إدراكنا أصبح مقيد بالمال، لا أقول أن المال ليس من أساسيات الحياة، لكن أن تذهب القيم السامية، التي تميزنا كبشر، ونضع مكانها المعيار المادي فقط، هو أمر مخيف، فوراء كل عمل هنالك أهداف سامية، سواء بالدراسة أو العلاقات أو العمل، إلخ...


لن نلوم أنفسنا على هذا المبدأ الذي يمشي عليه البعض، أو الكثير ، فربما أحوال البلاد فرضت ذلك، لكن لا نجعل من سلبيات الحرب، مستمرة حتى الآن، لنراجع أنفسنا، هل حقاً نبتعد عن إنسانيتنا شيئاً فشيئاً.


كما قال |سيدنا علي| رضي الله عنه:

لو كان الفقر رجلا لقتلته.



بقلمي أحمد القادري✍️
يتم التشغيل بواسطة Blogger.