الغوص في التاريخ بحثاً عن حقيقة هرمس والهرمسية
![]() |
الغوص في التاريخ بحثاً عن حقيقة هرمس والهرمسية تصميم الصورة وفاء المؤذن |
من هو هرمس وما هي حقيقته
أصبحت الهرمسية ملهمةً للكثير من المنظمات السرية فنجد أثرها واضحاً في |الماسونية| وغيرها، وبخاصةٍ شخصيتها الأساسية "هرمس" الذي يعتبر أكثر الشخصيات غموضاً في التاريخ على الاطلاق، لدرجة أن معظم الأمم حاولت نسبه إليها، فقد اعتبره اليونانيون الإله "هرمس" نفسه، واعتبره المصريون نفس الإله "تحوت" إله الحكمة أحياناً، وأحياناً أخرى اعتبروه المهندس الشهير "إمحوتب" مصمم هرم زوسر المدرج، أما اليهود والمسيحيون فيعتبرونه النبي أخنوخ المذكور في الكتاب المقدس، بينما يعتبره المسلمون النبي "إدريس"، أما في الشرق فقد اعتبره المندائيون نفس "بوذا سيف" صاحب هياكل الكواكب، بينما اعتبره الفرس إله الخير الزرادشتي "أهورامزدا".
ما هي متون هرمس
لكي نتعرف أكثر على شخصية هرمس ونحاول معرفة حقيقتها، فيجب أولاً العودة إلى الكتاب الشهير "|متون هرمس|"، وهو عبارةٌ عن ثمانية عشر نصاً، منها سبعة عشر نصاً مكتوباً باللغة اليونانية، ونصٌّ واحدٌ مكتوب باللغة المصرية القديمة، ويقول علماء التاريخ بأن جميع تلك النصوص قد كُتبت في القرن الثالث الميلادي في مدينة الإسكندرية التي شكّلت محور العالم الهلنستي في ذلك الزمن، وكانت ملتقى العلوم والثقافات بين الشرق والغرب.
مدونة رؤيا هرمس وأهميتها
إن متون هرمس هي خليطٌ من النصوص العلمية والفلسفية والدينية، ومن أشهر تلك النصوص المدونة الأولى المعروفة باسم "|رؤيا هرمس|"، وتعرف أحياناً باسم "نص poimandres"، وتكمن أهميتها في أنها تشكّل الجانبين الديني والفلسفي من الهرمسية، فهي تتحدث عن حوارات هرمس مع الإله الأعلى، وهي تعرض رؤية هرمس لكيفية خلق الكون، حيث تفترض وجود إلهين هما الإله الأعلى "بويماندرس" المعروف بالعقل الأول الذي لا يحدّه وصف ولا يليق به اسم ولا تدركه العقول، وهو متعالٍ عن الكون ولا يتدخل به، وصدر عنه عالم النور والكائنات النورانية، والذي خرج منه فيما بعد عالم الظلام وكائناته، أما الإله الثاني فهو الإله الصانع الذي خلق الكون والإنسان، وبذلك تقوم رؤية هرمس على مبدأ المثنوية أي أن هناك عالمان هما عالم النور وعالم الظلام.
نظرة الهرمسية إلى الكون ومستويات الوجود
ترتكز الهرمسية على مبدأ آخر هو مبدأ وحدة الكون، حيث أن الوجود بأكمله وحدةٌ واحدةٌ متكاملةٌ ومتصلةٌ ببعضها البعض، على جميع المستويات، وقد ظهر هذا المبدأ بكل وضوحٍ في اللوحة الهرمسية الشهيرة المعروفة باسم اللوحة الزمردية، وهي لوحةٌ منسوبةٌ إلى هرمس، ورد ذكرها في الكثير من الكتب التي تحدّثت عن الهرمسية، وفيها عبارةٌ شهيرةٌ تقول "كما في الأعلى كذلك في الأسفل"، والتي تعتبر من أشهر المبادئ الهرمسية في إشارةٍ لوحدة الكون وأن كل ما قد يحدث في أي مستوى يؤثر في بقية المستويات.
![]() |
الغوص في التاريخ بحثاً عن حقيقة هرمس والهرمسية تصميم الصورة وفاء المؤذن |
جوانب أخرى لشخصية هرمس
الجانب العلمي في الهرمسية
ما هي السيمياء وما هو التنجيم
النص الثامن العشر
أهمية وتأثير الهرمسية
![]() |
الغوص في التاريخ بحثاً عن حقيقة هرمس والهرمسية تصميم الصورة وفاء المؤذن |