عرض المشاركات المصنفة بحسب مدى الصلة بالموضوع لطلب البحث المقداد بن عمرو. تصنيف بحسب التاريخ عرض كل المشاركات

مؤسسة سطر لصناعة المُحتوى العربي 3/26/2022 02:14:00 م

أعلامٌ من الصَّحابة المقداد بن عمرو
 أعلامٌ من الصَّحابة المقداد بن عمرو  
تصميم الصورة : ريم أبو فخر 
 
رجلٌ بألفِ رجل، أول فارس في الإسلام، من السابقين الأوائل إلى الإسلام، أوصى النبيُّ صلى الله عليه وسلم بحبه، وهو المقداد بن عمرو.  للحديث عن هذا الصحابي الجليل والفارس الشجاع، وذكر لمحةٍ من حياته، تابع معنا المقال التالي. 

بدايةً مع والد المقداد بن عمرو وهو عمرو بن ثعلبة، والذي تورَّط بدمٍ في قومه إذ قتل شخصاً وصار مطلوباً للثأر، فقام بالهروب من قبيلته، والتجأ إلى حضرموت التي تقع في اليمن.  

بعد ذلك تزوَّج وأنجب المقداد، ثم كبر المقداد ووقع فيما وقع فيه أبيه من قبله، إذ تورط في مشكلةٍ في القبيلة التي كان يعيش فيها انتهت بقتله أحد الأشخاص، فقام المقداد بالهرب إلى مكة، وهناك قابلَ شخصاً يدعى| الأسود الزهري|، و لأنه كان صغير السنِّ قام الأسود الزهري بتبنِّيه، وأصبح الناس يطلقون عليه اسم المقداد بن الأسود، ولكننا نحن سنطلق عليه |المقداد بن عمرو| وذلك لما جاء في صريح النص القرآني:

بسم الله الرحمن الرحيم "ادعوهم لآبائهم" صدق الله العظيم.  

صفات المقداد بن عمرو  

كان المقداد بن عمرو رجلاً طويل القامة، عظيم البطن، كثيف شعر الرأس، مقرون الحاجبين، واسع العينين، مَهِيب الطلَّة، لحيته جميلة ليست بالكثيفة ولا بالخفيفة أو المتقطعة، من القلائل المشهود لهم بين العرب، ومن السابقين الاوائل للإسلام كما ذكرنا. 

 لم يهاجر المقداد بن عمرو مع الرسول عليه الصلاة والسلام، وذلك بسبب ارتباطه بالأسود الزهري، ولأن الفرصة لم تسنح له بالهروب من قريش والهجرة إلى المدينة المنورة. 

ليجد المقداد بن عمرو هو وشخصاً آخر كان مسلماً بالسر معه فرصةً للهرب من قريش أثناء إرسال سيدنا |محمد عليه الصلاة والسلام| للسرية التي اعترضت طريق قافلة قريش حين أراد |المهاجرون| ردَّ اعتبارهم بعد نهب قريش لجميع ممتلكاتهم التي بقيت في مكة، والتي كانت بقيادة سيدنا حمزة عليه السلام، وكنا قد ذكرنا ذلك بالتفصيل في مقالٍ سابق بعنوان "أعلام من الصحابة: |حمزة بن عبد المطلب| 

أعلامٌ من الصَّحابة المقداد بن عمرو
 أعلامٌ من الصَّحابة المقداد بن عمرو  
تصميم الصورة : ريم أبو فخر
  
 كما علمنا سابقاً أن السرية التي اعترضت قافلة قريش كانت سبباً في أول حرب يخوضها المسلمين مع قريش، وهي |معركة بدر| حيث كان يوم بدر يوماً  عصيباً جداً، ولكن بفضلٍ من الله سبحانه وتعالى، ووجود النبي عليه الصلاة والسلام، ورجال أكفاء حوله أمثال المقداد بن عمر كان النصر حليفهم. 

كان دائماً سيدنا عبد الله بن مسعود يقول عن المقداد بن عمرو في يوم بدر: لقد فعل المقداد مشهداً لَأَنْ أكون صاحبُه أحبُّ إليَّ مما في الأرض جميعاً، فما هو الموقف الذي فعله المقداد يوم بدر حتى يُقال عنه ذلك؟

 في يوم بدر اجتمع النبي صلى الله عليه وسلم بالصحابة الكرام ليأخذ مشورتهم ورأيهم في الحرب، ثم طلب منهم الكلام، فتكلم أبو بكر وأحسنَ في كلامه، ثم تكلم عمر وأحسنَ في كلامه، ثم قام المقداد وقال للنبي عليه الصلاة والسلام: "امضِ لما أراك الله فنحن معك، والله لا نقول لك ما قالت بني إسرائيل أنْ اذهب أنت وربك فقاتلا إنَّا ها هنا قاعدون، إنَّما نقول لك اذهب أنت وربك فقاتلا إنَّا معكما مقاتلون" 

وزاد على هذا الكلام بكلامٍ أشفى صدر رسول الله عليه الصلاة والسلام، وطمأَنه بأن معه رجالاً يستميتون في الدفاع عن الإسلام، فابتسم النبي صلى الله عليه وسلم لكلامه ثم دعا له، وعلى صعيدٍ آخر دبَّ الحماس في صفوف المسلمين حتى قال لهم النبي عليه الصلاة والسلام: سيروا وأبشروا. 

كان الجيش آنذاك يحتوي على أكثر من نوع من الجنود مثل 

١- المشاة: وهم الذين يحملون السيوف والدروع والأشياء البسيطة فقط.  

٢- الرماة: وهم الذين يحملون القوس والسهم إضافةً للسيف والدرع إن أمكن.  

٣- الفرسان: وهم الذين يحملون السيوف والدروع راكبين على الخيول ليكونوا الأسرع في المعركة وبالطبع هم الأشد عرضة للخطر. 

فكان جيش المسلمين يوم بدر يحتوي على ثلاثة فرسان فقط، كان من ضمنهم المقداد بن عمرو والذي كان مقداماً جداً في تلك الغزوة، والكثير من الصحابة أثنوا على المواقف التي ظهرت منه أثناء الحرب. 

أعلامٌ من الصَّحابة المقداد بن عمرو
 أعلامٌ من الصَّحابة المقداد بن عمرو  
تصميم الصورة : ريم أبو فخر  
تحدثنا  عن موقف المقداد بن عمرو الرائع  يوم بدر، وذكرنا كيف شهد له الصحابة مواقف رائعة ومقدامة في تلك الغزوة.  وللخوض في مواقف أخرى من حياة المقداد بن عمرو، فارس الإسلام   

 موقفٌ يدل على حكمة ورجاحة عقل المقداد بن عمرو

يتمثل هذا الموقف فيما قاله عبد الرحمن بن جبير بن نفير عن أبيه قال 

جلسنا مع المقداد بن عمرو يوماً فمر به رجلٌ فقال له الرجل: طوبى لهاتين العينين اللتين رأتا رسول الله صلى الله عليه وسلم، والله لوَددنا أنَّا رأينا ما رأيت، فقام المقداد إلى الرجل وبدا عليه الغضب وقال له:  ما يحمل أحدكم على أن يتمنى محضراً غيَّبه الله عنه، لا يدري لو شهده كيف كان يكون فيه، والله قد حضر رسول الله أقواماً كبَّهم الله على مناخرهم في النار لم يجيبوه ولم يصدقوه، أوَلا تحمدون الله إذ أخرجكم من بطون أمهاتكم لا تعرفون إلَّاه، مصدقين بما أتى به نبيكم، وقد كُفيتم البلاء بغيركم، والله لقد بعث الله النبي على أشد حالٍ بُعث عليه نبيٌّ في جهلٍ وجاهلية، ما يرون ديناً أفضل من عبادة الأوثان فجاء بالفرقان حتى إن الرجل ليرى والده أو ولده أو أخاه كافراً، ليفتح الله قفل قلبه للإيمان ليعلم أنه قد هلك من دخل النار فلا تَقرّ عينه وهو يعرف أن حميمه في النار. 

بهذه الكلمات البسيطة استطاع المقداد أن يعبر عن تصور قد يخطر في بال أي شخص منا، فكم من شخص يتمنى لو عاش على زمن الرسول صلى الله عليه وسلم أو كان من أصحابه، والعديد من الأفكار التي تجول في بالنا، فهذا الموقف يجعلك تحمد الله أنك وجدت وولدت مسلماً في الأصل، وأنك لم تعشْ تلك الفتنة التي عاشها كثيرون قبلك. 

ُذُكِر للمقداد بن عمرو أنه شهد جميع المشاهد و|الغزوات مع الرسول عليه الصلاة والسلام|، كما أنه شهد فتوحات مصر والشام بعد وفاة النبي صلى الله عليه وسلم.  

أعلامٌ من الصَّحابة المقداد بن عمرو
 أعلامٌ من الصَّحابة المقداد بن عمرو  
تصميم الصورة : ريم أبو فخر  

موقفٌ يدل على حكمة المقداد بن عمرو

كان المقداد بن عمرو حكيماً عميق التفكير، إضافةً لشجاعته وفروسيته، فمن المواقف التي تُذكَر له: أنه في أحد الأيام ولَّاه الرسول صلى الله عليه وسلم أحد الإمارات، ثم سأله كيف وجد الإمارة؟ 

فقال المقداد للرسول عليه الصلاة والسلام: لقد جعلتني أنظر إلى نفسي كما لو كنت فوق الناس، والناس جميعاً دوني، والذي بعثك بالحق لا أَأتمرَنَّ على اثنينٍ أبداً.  

وهذا على الرغم من أن المقداد كان كفئاً وأهلاً لمثل ذلك المنصب، لكن لمجرد أنه شعر بشيءٍ من الكبْر في نفسه رفض الوجود في ذلك المنصب بشكل قطعي، على الرغم من شدة محبة النفس للمناصب كما نعلم. 

هذا الموقف والموقف الذي ذكر في المقال السابق يبيِّنان أن المقداد كان رزين الفكر، عميق التفكير إضافةً لكل هذا كانت رغبة المقداد بن عمرو في نصرة الإسلام كبيرة و تفوق كل شيء.

كان المقداد في أحد الأيام ، قد خرج ضمن سرية تمت محاصرتها، فأمر أمير السرية ألا يرعى أحد دابته، ولكن أحد المسلمين قام بمخالفة ذلك الأمر، فقام الأمير بمعاقبته عقوبة شديدة لا يستحقها فعله البسيط ذاك، لدرجة شعور الرجل بالإهانة الشديدة، فوجده المقداد جالساً يبكي فأخذه من يمينه و انطلق به صوب الأمير، وأخذ يناقش الأمر بينهما وبيَّن للأمير خطؤه، ثم قال له: والأن أقدْه من نفسك ومكِّنه من القصاص، وبالفعل قام الأمير بما يجب فعله.  

وبعد ذلك قال المقداد بن عمرو:  لأموتنَّ والإسلام عزيز. 

مات المقداد بن عمرو في سنة ثلاث وثلاثين هجرية عن عمر يجاوز السبعين عاماً.

و في الختام لنذكر حديثاً حسن الإسناد عن المقداد بن عمرو وهو أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: إنَّ الله أمرني بحبِّ أربعة يحبهم: علي والمقداد وأبو ذر وسلمان. 

رواه الترمذي وابن ماجه. 

وبهذا عزيزي القارئ نكون قد وصلنا وإياك لنهاية هذا المقال من الحديث عن حياة الصحابي الجليل المقداد بن عمرو، وكما قلنا سابقاً فهذا المقال ليس إلا لمحة مختصرة جداً مما تيسَّر لنا ذكره. 

فضلاً شاركنا آراءك الرَّائعة من خلال التَّعليقات ^-^

آية الحمورة


مؤسسة سطر لصناعة المُحتوى العربي 3/24/2022 05:19:00 م

أعلامٌ من الصَّحابة  سعد بن معاذ
 أعلامٌ من الصَّحابة  سعد بن معاذ  
تصميم الصورة : ريم أبو فخر   
زعيمُ الأنصار، رجلٌ اهتزَّ لموته عرش الرحمن، صحابيٌّ عيَّنه الرسول عليه الصلاة والسلام حَكَماً في أمر يهود بني قريظة بعد غزوة الخندق، شارك في كل الغزوات مع الرسول صلى الله عليه وسلم أثناء حياته، إنَّه الصحابيُّ الجليل سعد بن معاذ، سنتحدث عن قصة إسلامه وعن بعض المواقف من حياته في هذا المقال.  

ماذا كانت صفات سعد بن معاذ؟ 

شابٌ في الواحد والثلاثين من عمره، وسيم الوجه، فارع الطول، جليل الهيئة، مشرق الوجه، عريض الجسم.  

كيف أسلَمَ سعد بن معاذ؟

 رأى النبي عليه الصلاة والسلام بعد بيعتي العقبة الأولى والثانية أنَّ يثرب ستكون مكاناً جيداً لنشر الإسلام، وخاصةً بعد أن بايعه عددٌ لا بأسَ فيه منها في بيعتي العقبة، ولذلك بدأ النبي صلوات ربي عليه بإرسال سفراء من الصحابة إلى يثرب لدعوة أهلها إلى الإسلام وتعريفهم بتعاليمه، وكان أول سفير هو: |مصعب بن عمير| الذي ذهب إلى يثرب كسفير للإسلام في منزل أسعد بن زرارة، حيث أن أسعد هو ابن خالة |سعد بن معاذ| الذي كان قائد وزعيم الأوس في يثرب، حيث يُذكَر أنه كانت يثرب آنذاك مقسومة لطائفتين هما الأوس والخزرج.  

 في الوقت الذي كان يتواجد فيه مصعب بن عمير في منزل أسعد بن زرارة كان سعد بن معاذ لا يزال غارقاً ببحر الكفر المظلم، وعندما سمع الخبر هبَّ غاضباً وانطلق إلى منزل ابن خالته ليطرد سفير الإسلام، رفضاً منه لتواجد أي دعوة للإسلام في يثرب على الإطلاق، ولكن عند اقترابه من الوصول إلى منزل ابن خالته هدَأت نفسه قليلاً وخطر في باله أن يسمع لما يقوله هذا السفير قبل أن يطرده، وبالفعل استمع سعد بن معاذ إلى القرآن من |مصعب بن عمير| فرقَّ له قلبه وخشع له، فأعلن إسلامه فوراً.

حدثٌ غير متوقع أبداً

 الرجل الذي كان قادماً بكامل غضبه وقوته ليطرد سفير الإسلام ويقضي على أي دعوةٍ له في يثرب، يستمع لآيات الله فيعلن إسلامه على الفور.  

ليس هذا فحسب، فبعد إسلامه مباشرةً خرج من منزل ابن خالته متجهاً نحو قبيلته  قبيلة بني عبد الأشهل ليطرح عليهم السؤال التالي:

- كيف تعلمون أمري فيكم؟ 

- ردّوا عليه: سيِّدنا وأوصلنا وأفضلنا رأياً وأيمنُنا نقيباً.

- فيُعلمهم بإسلامه ويدعوهم للدخول فيه، فتدخل القبيلة كلها في الإسلام دفعةً واحدة.  


أعلامٌ من الصَّحابة  سعد بن معاذ
 أعلامٌ من الصَّحابة  سعد بن معاذ  
تصميم الصورة : ريم أبو فخر 
 
عند هجرة النبي عليه الصلاة والسلام من مكة إلى يثرب وتحوُّلها إلى المدينة المنورة بنور النبي عليه الصلاة والسلام، كانت بيوت بني عبد الأشهل -قبيلة سعد بن معاذ التي دخلت الإسلام فوراً بعد أن دعاهم لذلك- كلُّها مفتوحة لاستقبال المهاجرين، وأموالهم موضوعة تحت تصرفهم. 

 بعد ذلك حدثت قصة السَّرية التي أرسلها عليه الصلاة والسلام لمهاجمة قافلة قريش بقيادة سيدنا |حمزة بن عبد المطلب| والتي تم ذكرها في مقالٍ سابق بعنوان: أعلامٌ من الصَّحابة: حمزة بن عبد المطلب، يمكنك العودة إليه وقراءة القصة كاملة، وكما علمنا أن تلك السرية كانت سبباً في وقوع غزوة بدر. 

الموقف المَهِيب لسعد بن معاذ في غزوة بدر

لما علم المسلمون بتجهز قريش لمحاربتهم بعد قصة السريَّة أراد النبي مشورة أصحابه في أمور الحرب فتكلّم سيدنا أبو بكر وعمر والمقداد الذي ذُكِر موقفه أيضاً في مقالٍ سابق بعنوان: أعلامٌ من الصَّحابة: |المقداد بن عمرو|، و لكن هؤلاء جميعهم من المهاجرين والرسول كان يودُّ سماع رأي رجل من الأنصار، وذلك لأن الأنصار كانوا أكثريةً في الجيش، وما كان سيتكلم أحدٌ أفضل وأفصح من قائدهم سعد بن معاذ فتكلم قائلاً

والله لَكأنَّك تريدنا يا رسول الله.  

 فقال عليه الصلاة والسلام: أجل. 

 فردَّ عليه سعد: "فقد آمنَّا بك وصدقناك وشهدنا أن ما جئت به هو الحق وأعطيناك على ذلك عهودنا ومواثيقنا على السمع والطاعة، فامضِ بنا يا رسول الله على ما أردت، فوَالذي بعثك بالحق لو استعرضت بنا البحر لخضناه معك، ما تخلَّف منا رجل واحد وما نَكرَهُ أن تلقَ بنا عدواً غداً، إنَّا لَصبرٌ في الحرب، صدقٌ في اللقاء، ولعلَّ الله يُريك منا ما تَقَرَّ به عينك، فَسِرْ بنا على بركة الله"  

قول سعد بن معاذ هذا جعل الرسول عليه صلوات ربي يستبشر خيراً ويوقن أن المدينة كلها مهاجرين وأنصار، نساء ورجال موافقون على رأي رسول الله بخوض الحرب. 

 فقال رسول الله: سيروا وأبشروا فإن الله تعالى قد وعدني إحدى الطائفتين، واللهِ لكأنِّي  أنظر إلى مصارع القوم. 

وحدثت الغزوة وانتصر المسلمون انتصاراً ساحقاً بفضل الله. 

أعلامٌ من الصَّحابة  سعد بن معاذ
 أعلامٌ من الصَّحابة  سعد بن معاذ  
تصميم الصورة : ريم أبو فخر  
بعد بدر أتت غزوة أُحُد لتؤكِّد على مواقف سعد بن معاذ الشجاعة مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، فبعد تشتت الجيش في غزوة أحد بسبب مخالفة الرماة لأمر النبي عليه الصلاة والسلام كان سعد بن معاذ كالمسمار بجانب الرسول عليه الصلاة والسلام والدرع الحامي الذي يتصدى لأي اعتداء يهاجمه خلال الحرب ويدفع عنه أي ضرر ، ثم بعد |غزوة أحد| تأتي غزوة الخندق، وهي الغزوة التي أُصيب فيها سعد بن معاذ واستُشهِد بعد ذلك متأثراً بإصابته. 

لمحة عن أحداث غزوة الخندق

كان هناك في تلك الفترة أكثر من قبيلة يهودية تقطن المدينة المنورة، ما فعلٍوه في غزوة الخندق هو أنهم قاموا بالتعاون خلسةً مع قريش وتحريضهم على الرسول صلى الله عليه وسلم ونظَموا معهم خطة خبيثة للقضاء عليه وعلى المسلمين.  

كانت خطة اليهود على الشكل التالي

تأتي قريش بجيش كبير جداً وتهاجم المدينة من الأمام لتحارب المسلمين كما في كل غزوة، وفي هذه الأثناء يتحرك اليهود في الداخل من خلف المسلمين ويعيثون في المدينة فساداً وخراباً، وذلك لكي يشتتوا جمع جيش الإسلام ويضعفوا مقاومته ويسهّلوا على قريش القضاء عليه. 

ليس هذا فقط بل ذهبوا لقبيلة غطفان وهي إحدى قبائل العرب الكبرى، ودعوهم للحرب ضد المسلمين مع قريش للقضاءعلى الإسام نهائياً.

لكن بطريقةٍ ما وصل مكر الكفار وخطتهم إلى النبي صلى الله عليه وسلم، فجمع أصحابه للشورى (فكما نعلم كانت الشورى من أساسيات حكم النبي عليه الصلاة والسلام) وتوصلوا إلى خطة حفر خندقٍ أمام المدينة للتخفيف من وطأة الهجوم القادم من خارج المدينة، ثم بعثوا سعد بن معاذ وسعد بن عبادة رضي الله عنهما إلى اليهود وخصوصاً يهود بني قريظة الذين كان بينهم وبين الرسول صلى الله عليه وسلم عهوداً ومواثيق تفيد بعدم تدخلهم في الحرب، فذهب الصحابيان وقابلا قائد يهود بني قريظة

 ففاجأهما بقوله "ليس بيننا وبين محمد عهدٌ ولا عقد" 

فعادا للرسول صلى الله عليه وسلم وأخبراه بأن اليهود قد نقضوا عهدهم معه، فقام عليه الصلاة والسلام بإرسال رسله إلى قائد قبيلة غطفان ليطلبوا منه عدم الاشتراك في الحرب مع اليهود وقريش. 

فَ ماذا كان ردُّ قائد قبيلة غطفان على طلب المسلمين وكيف واجه المسلمون ذلك الرد؟

للإجابة عن هذا السؤال تابع معنا الجزء الثاني من المقال. 

فضلاً شاركنا آراءك الرَّائعة من خلال التَّعليقات ^-^

آية الحمورة


يتم التشغيل بواسطة Blogger.