بدايـةً .. - بدرية عثمان
بدايـةً ..
بدايـةً .. |
بدايـةً ..
الحياة الزوجية محراب من محاريب العبادة، وتربية الأبنـاء باب من أبواب القرب للَّـه تعالى ..
ولا ننسى أن تربية الطفل أو الطفلة تبدأ من اختيار الزوجة وهذا الاختيار نصف طريق التربية ..
تربية الأبناء هي وسيلة لطاعة اللَّـه عزوجل لعلَّ نستفيد منها جمعياً بقربنا للَّـه تعالى ببرنا بأبنآئنا ورعايتنا لهم ..
سنجعل كل ثلاث سنين من العمر مرحلة ، اول ثلاث سنين من حياة الطفل مرحلة ومن الثالثة للسادسة مرحلة وللتاسعة مرحلة وهكذا ،وسنتاول كل في مرحلة احتياجاتها وعن المخاطر فيها وعن الطريقة الامثل للتعامل مع الطفل في مقالٍ مستقل .
مقدمـة في تربيـة الأبنـاء ..:
قال الله عزوجل في كتابه الكريـم :
[ يا أيها الذين آمنوا قووا أنفسكم وأهليكم ناراً وقودها الناسُ والحجارة ]
وقال قتادة :
أمروهم بطاعة اللًَه عزوجل وأنهوهم عن معصية اللَّه
وقال الزمخشري :
قووا أنفسكم بترك المعاصي وفعل الطاعات وقووا اهليكم بأن تاخذوهم بما تاخذون به أنفسكم
وأيضا قال البيضاوي :
قووا اهليكم بالنصح والتأديب .
إن الاحكام التكليفية عند جمهور العلماء خمسة :
- فرض
- وسنة
- ومباح
- ومكروه
- وحرام
والذي جاء به الإسلام بشأن تربية الأبناء ان تربية الطفل فرض من فرائض الاسلام وللتذكر الفرض هو ما يثاب عليه فاعله ويعاقب عليه تاركه ..
نحن لماذا نقوم بالصلاة ؟ لأن اللَّه أمرنا بها.
ولماذا ترتد الرجال الى المساجد في صلاة الجمعة؟ لأن اللَّه فرضها عليهم .
ولماذا نصوم شهر رمضان المبارك ؟ لأن اللَّه امرنا بالصيام.
ولماذا المرأة تضع الحجاب؟ لأن اللَّه أمرها به.
وهكذا تربية الطفل فرض من الفرائض ، وقول اللَّه تعالى في الآية الكريمة السابقة ( قووا ) هو فعل أمر اتصل به واو الجماعة من وقى يقي قي وكل أمر في القرآن يقتضي الوجوب .
قال مقاتل والضحاك وهما من علماء التفسير :
حق على المسلم أن يعلم أهله مافرض اللَّه عليهم وما نهاهم اللَّه عنه فكما وجب على الاب النفقة وجب على الأب والأم بذل الجهد في تربية الابن.
لان اكثر الابناء جاء فسادهم من الآباء واهمالهم وترك تعليمهم فرائض الدين وسننه فاضاعوهم صغاراً ،
وعجزوا عنهم كباراً ولم ينتفعوا بهم ابدا !
ونقصد بالابناء ذكوراً وإناثاً وكذلك بمصطلح الآباء الأب والأم كلاهما.
وصحيحٌ ان المربين قالوا ميمات التربية أربعة :
- المنزل
- والمسجد
- والمدرسة
- والمجتمع
لكن أكثر هذه الأربعة تأثيرا بالطفل هو المنزل بركنيه الأب والأم .
يقول إحدى المربين بعدما أقضى اربعين سنة في التعليم والتدريس والتربية :
لايوجد تربية بغير أسرة، إذا تخلت الأسرة عن التربية فلا يوجد تربية على وجه الأرض .
قد يأتي أحد الآباء بقول ان الطفل يتربى في المدرسة وهذا القول بالتاكيد خاطئ وفعله مستحيل
لأن البنية الأساسية او التحتية هي مطلوبة من الآباء
وليس من اي أحد آخر
وقد يقول أحدهم ان التربية تكتسب من المساجد
ولكن التربية مدخلها الوحيد لبداية الطفل في تكوين شخصيته هي الأسرة والأهل وسواهم لن يحصل على التربية الكاملة.
بقلم بدرية عثمان