عرض المشاركات المصنفة بحسب مدى الصلة بالموضوع لطلب البحث تطور اللغات مع الإنسان. تصنيف بحسب التاريخ عرض كل المشاركات

مؤسسة سطر لصناعة المُحتوى العربي 10/18/2021 08:48:00 م

كيف نشأت و تطورت اللغات - الجزء الثاني 


كيف نشأت و تطورت اللغات - الجزء الثاني
كيف نشأت و تطورت اللغات - الجزء الثاني 


أستكمالاً لما تحدثنا سابقا....


|تطور اللغات مع الإنسان|

بعد أن استخدم الإنسان الصور للدلالة على الأشياء والأصوات، تطوّرت تلك الصور لتصبح رموزاً أكثر بساطةً من الصور الكاملة فسميّت تلك الكتابات بالكتابات الرمزية، وكان من الطبيعي أن يقابل كل رمز صوتاً ما، ما جعل اللغة البشرية منطوقةً ومكتوبةً لأول مرةٍ في التاريخ. وقد استمر الإنسان باستخدام الكتابة الرمزية فترةً طويلةً من الزمن حتى قام الفينيقيون باختراع أول أبجديةٍ في الألف الأول قبل الميلاد والتي تعرف بأبجدية أوغاريت أو أبجدية رأس شمرا والتي كانت أساس الكثير من الأبجديات المعروفة اليوم مثل العربية والإنجليزية وجميع الأبجديات الأوروبية مع بعض التعديلات والاختلافات.


كيف نشأت |الأبجدية الفينيقية|؟

أراد الفينيقيون اختصار الرموز الكثيرة والمعقدة لمختلف الأصوات في مجموعةٍ من الرموز التي يسهل حفظها وكتابتها وتستطيع التعبير عن كل ما يريدون قوله فأعطوا لكل رمزٍ حرفاً واحداً يعبّر عنه بحيث يمكن ربط الحروف مع بعضها لتشكيل الكلمات وبناء الجمل، فقاموا بحصر الأصوات الأساسية فوجدوها 22 صوتاً أساسياً فأعطوا لكل صوتٍ منها رمزاً معيناً فظهرت بذلك أول أبجديةٍ في التاريخ. 

بعد ذلك نشر الفينيقيون أبجديتهم عبر البحر الأبيض المتوسط الذي كان تحت سيطرتهم الكاملة فوصلت أبجديتهم إلى أوروبا وشمال إفريقيا ثم تشكّلت منها جميع أبجديات العالم القديم.


أسباب تعدد و|تنوع اللغات|:

قد توجد العديد من الأسباب وراء تنوّع اللغات واللهجات في جميع دول العالم ولكن السبب الرئيس وراء ذلك هو الانعزال والتطور بشكل مستقل عن الآخرين، ففي وقتٍ مبكرٍ من التاريخ لم يكن التواصل بين الحضارات والمجتمعات أمراً يسيراً بسبب التباعد المكاني وعدم توفر وسائل المواصلات السريعة و المريحة، فكان السفر عبئاً ثقيلاً على الناس ما جعله حكراً على القوافل التجاريّة والباحثين عن العلم والمغامرة غالباً، ولذلك فقد |تطوّرت المجتمعات| البشرية بأشكالٍ مختلفةٍ من عدة جوانب وكانت اللغة إحدى تلك الجوانب، وما يؤكد ذلك هو أن معظم دول شرق آسيا لا زالت حتى اليوم تستخدم الكتابة التصويرية وذلك لأنها كانت بعيدةً جداً عن حضارات الشرق الأوسط وأوروبا فلم تصلها الأبجدية الفينيقية، وبشكلٍ مشابهٍ نجد بعض القبائل الإفريقية لا تمتلك أية وسيلةٍ كتابيةٍ للتعبير عن لغتها بسبب انعزالها التام عن العالم حتى اليوم.


تعدد اللغات

ومثلما تطورت اللغات من بعضها البعض فأصبحت لغاتاً عديدةً، كذلك تطوّرت داخل اللغة الواحدة مجموعةٌ كبيرةٌ من اللهجات المحلية متأثرةً بالبيئة وبظروف كل منطقة ومدى احتكاكها بالحضارات الأخرى خاصةً في فترة الاستعمار الأوروبي ومحاولته فرض لغته على الشعوب التي استعمرها فظهرت لهجاتٌ هجينةٌ تحمل الكثير من المفردات من اللغة الأم ومن لغة المستعمر. ولا ننسى تأثير البيئة الكبير على طبيعة اللهجة، فمن الواضح أن لهجات أهل البادية أكثر قوةً وقساوةً من لهجات أهل المدينة التي تميل إلى الرقة والابتعاد عن الحروف الثقيلة. 


إذا أعجبتك المقالة فساهم في نشرها. 


بقلمي سليمان أبو طافش✍️

مؤسسة سطر لصناعة المُحتوى العربي 10/18/2021 08:46:00 م

كيف نشأت و تطورت اللغات - الجزء الأول


كيف نشأت و تطورت اللغات - الجزء الأول
كيف نشأت و تطورت اللغات - الجزء الأول

اللغات

 لماذا نجد الكثير من اللغات التي يتحدثها البشر إن كانوا جميعاً قد جاؤوا من أصلٍ واحد ومن مكانٍ واحد؟ هل صحيحٌ ما ترويه بعض القصص عن أن اختلاف لغات البشر هو شكلٌ من أشكال العقاب الإلهي أم أن الحقيقة أمر آخر؟ كيف بدأت اللغات وكيف تطورت واختلفت حتى صارت على الشكل الذي نعرفه اليوم؟


|نشأة اللغة|:

لا توجد حتى الآن أية نظريةٍ شاملةٍ تشرح كيف نشأت اللغة ولا أين نشأت، وذلك لعدم توفّر الأدلّة الكافية على ذلك، ولكن يوجد رأيان مختلفان حول نشأة اللغة: الأول يعتبر بأن اللغة هبةٌ من الخالق وقد خُلقت معه، والثاني يعتبر بأن اللغة نشأت في وقتٍ ما بشكلٍ بدائيٍ ثم تطورت وتشعبت حتى أصبحت كما هي اليوم.


 من الواضح بأن الرأي الأول :

هو رأي أهل الدين وهو مفهومٌ ولا يحتاج لأي شرحٍ، ولكنّه لا يقدّم أيّ دليل يثبت صحته وهو رأيٌّ إيمانيٌّ بحت ينتج عن إيمان صاحبه.


أما الرأي الثاني :

 فهو الذي يحتاج إلى الكثير من الدراسة والتحليل وتندرج تحته جميع الفرضيّات التي حاولت شرح كيفية نشأة اللغات وتطوّرها. ويمكن تقسيم تلك الفرضيات إلى شريحتين أساسيتين: الأولى هي الفرضيات القديمة التي ظهرت قبل تطوّر علم الآثار والحفريات والعلوم الأخرى، والثانية هي الفرضيات الحديثة.


تقوم الفرضيات القديمة على تفسيراتٍ بسيطةٍ تفتقر لأبسط الأدلة العلمية، وأشهرها الفرضية القائلة بأن الإنسان طوّر اللغات نتيجة تقليده لأصوات الحيوانات لكي يتواصل مع بني جنسه، والفرضية القائلة بأن اللغات قد تطوّرت من الأصوات |الغرائزية| التي يطلقها البشر تلقائياً منذ ولادتهم.


التفسيرات الحديثة لنشأة اللغات:

تتعامل هذه الفرضيات مع اللغات على أنها نتيجةٌ من نتائج التطور الذي مرَّ به البشر ومن ضمنها ما أصابه من طفراتٍ جينية خلال رحلة تطوره الطويلة، فهي تدرس مواطن التواصل واللغة في المخ وتدرس الصفات البشرية الخاصة به كمرونة الشفاه وبنية الحنجرة وشكل الأسنان وغيرها، ولكن جميع ما قدّمته تلك الفرضيات لا يدعمه أي دليلٍ علميٍ قاطعٍ فبقيت مجرد فرضيات.


ظهور و|تطور الكتابة|:

مهما كانت الظروف التي أدت إلى نشوء اللغات وتطورها فالأهم من ذلك بالنسبة لنا هو ظهور الكتابة وتطورها لأن الكتابة هي الوسيلة الأساسية لتوثيق الأحداث ولحفظ التاريخ والمعارف والعلوم.


قبل اختراع الكتابة كان البشر يتواصلون مع بعضهم بالأصوات والإشارات والإيماءات وغيرها من وسائل التواصل المرئية والمسموعة، إلى أن ظهرت الكتابة لأول مرةٍ في التاريخ وكانت كتابةً صوريةً تستخدم صور الأشياء للدلالة عليها وقد ظهرت أقدم تلك الكتابات التصويرية في بلاد الرافدين في عصر |الحضارة السومرية| في عام 3500 قبل الميلاد وقد سميت بالكتابة المسمارية لأن السومريين استخدموا ما يشبه المسمار لنقش تلك الصور والرسومات على ألواحٍ من الطين. كما ظهرت كتابةٌ تصويريةٌ مشابهةٌ لها في الحضارة المصرية القديمة وفي الحضارة الصينية وبشكلٍ متزامنٍ معها، وليس مؤكداً ما إن كانت الكتابة السومرية هي الأصل لكل تلك الكتابات أم أن تشابهها كان مجرد صدفةٍ لأن الكتابة التصويرية هي الشكل الأمثل الذي يناسب قدرات البشر ووسائلهم المتاحة في ذلك الوقت.


اقرأ المزيد...


بقلمي سليمان أبو طافش✍️

مؤسسة سطر لصناعة المُحتوى العربي 3/11/2022 11:09:00 ص

لماذا لايستطيع أحد قراءة هذه الكتاب -الجزء الثالث - تصميم الصورة وفاء مؤذن
لماذا لايستطيع أحد قراءة هذه الكتاب -الجزء الثالث
 تصميم الصورة وفاء مؤذن

لاستكمال حديثنا الذي تم في الجزء الثاني تابعوا معنا.

- هناك نظرية قوية تقول: أن الإمبراطور قام بشرائه من المنجم الإنكليزي  إدوارد كيلي، الذي كان يَدعي أنه يستطيع التواصل مع الأرواح والملائكة، من أيام حياته في إنكلترا، حيث كان يعمل هناك، وطرد من عمله بسبب اتهامه بتزوير مستندات رسمية، وتم قطع إحدى أذنيه عقاباً له، حيث كان يخفيها إما بشعره الطويل أو بارتداء القبعات، وبعد ذلك غادر إنكلترا، وسافر إلى عدة بلاد أوربية، وكان يَدعي بأنه عالم.

- وعندما عرف بأن الإمبراطور الروماني يحب العلم والأشياء النادرة والغريبة، بما أن أغلب حاشيته كانت من العلماء والأطباء، فقد قرر إدوارد التقرب منه ليكون واحد منهم، وادعى أنه عالم كيميائي، وأنه يستطيع تحويل المواد العادية لذهب، وعلى ما يبدو أنه استطاع خداعه بالحيلة وخفة اليد وبمساعدة بعض الأشخاص الذين تعاونوا معه خفيةً، فاستطاع إبهاره بقدراته التي كانت مجرد خدعة.

فهل صنع ادوارد الكتاب بشكل غريب ليشد انتباه الإمبراطور إليه

- وقد كان جّل تفكيره كيف سيكون بإمكانه الحصول على الأموال من الإمبراطور، فقرر أن يصنع كتاب بلغة غريبة، ويخبره بأنه كتاب نادر، في علم الملائكة والأرواح، وكان هذه الكتاب نتيجة تواصله معهم. 

- حيث قام باستخدام مهارات التزوير التي يملكها، واستخدام مواد غالية الثمن، ليستطيع صناعته بأعلى مستوى إحترافي، وقام بعرضه على الإمبراطور واستطاع إقناعه بأن قيمته تساوي ستمائة عملة معدنية من الأموال المستخدمة في ذلك الوقت، فقيمته اليوم تقدر بمليونين غرام من الذهب، مقارنةً بقيمته في القرون الماضية.

تحليل صفحات الكتاب

-وبذلك بقيت هذه النظرية سائدة لفترة، واعتبر |إدوارد كيلي| هو الذي صنع هذا الكتاب من دون معنى، فقط لخداع الإمبراطور، ولكن تم نفي هذه النظرية، بعد القيام بتحليل التاريخ الكربوني لأوراق الكتاب، فلم يكن بمقدورهم القيام بهذا التحليل من قبل، لأنهم كانوا يحتاجون لقص جزء كبير من صفحات الكتاب، وكان هذا مرفوض تماماً، لأنه يعتبر |مخطوطة أثرية|.

-فلم يكن لديهم سوى التحليل المجهري الذي بين أن الكتاب يعود للقرن الخامس أو السادس عشر، ولكن مع تطور التكنولوجيا أصبح هناك إمكانية لإجراء هذا التحليل من دون أن ينقص جزء مهما كان بسيط من صفحات الكتاب.

- وقام الخبراء حديثاً بأخذ عينات من صفحات مختلفة من الكتاب، للقيام بالتحليل الكربوني الذي يبين لهم بدقة تاريخ الجلد الحيواني الذي صنعت منه، وأظهرت النتائج أن هذا الكتاب يعود لبدايات القرن الثالث عشر، وأن الجلد المستخدم يعود  ما بين عام ١٤٠٤-١٤٣٨، وهذا الاكتشاف الحديث حطم الكثير من النظريات التي كانت تدور حول هذا الكتاب ومن  ضمنها النظرية حول إدوارد كيلي، وهناك نظريات أخرى تقول أن |ليونارد دافنشي| هو مؤلف الكتاب، ونظريات أخرى عن عباقرة وعلماء، ولكن كلها انهارت وأُلغيت بظهور نتائج التحليل الكربوني.

-هذا الاكتشاف جعل العلماء في حيرة أكبر، ولم يستطيعوا معرفة أصل هذا الكتاب حتى يومنا هذا، وحاول علماء فك الشيفرات فهم معنى اللغة التي كُتب فيها، ومن أشهر العلماء والأكثر احترافاً على مر التاريخ |ويليام فريدمان|، والذي يعتبره الكثيرون أكبر عالم فك شيفرات في العصر الحديث، وكان قائد قسم الأبحاث في الجيش الأمريكي من عام١٩٣٠، وكان هو وفريقه مسؤولين عن فك شيفرة الجيش الياباني في الحرب العالمية الثانية، والتي كانت مفتاح انتصار أمريكا.

- كان لديه اهتمام كبير وفضول حول كتاب فوينيتش، فقام بجمع فريق من خبراء فك الشيفرات، وبدأ بمحاولة فك شيفرة هذا الكتاب، ومحاولة فهم رموزه ولغته، و استمرت أبحاثهم لمدة أربعين عام، وبعد كل هذا الوقت، كانت النتيجة التي وصل لها فريدمان أن حل شيفرة هذا الكتاب مستحيلة، والسبب أن هذه اللغة في الواقع ليس لها أي معنى.

- أما في العصر الحديث، كان هناك محاولات لاستخدام الحاسوب والذكاء الاصطناعي لتحليل نصوص الكتاب، وقاموا بإدخال كل حرف موجود فيه على قاعدة بيانات ضخمة، لتحليل ومقارنة أنماط توزيع الأحرف والكلمات ما بين النص الموجود في الكتاب ونصوص اللغات المستخدمة في وقتنا الحالي، وكانت النتيجة أن الكثير من الأحرف والكلمات يتشابه توزيعها وتكرارها مع اللغات المعروفة، ولكنها لاتتماشى مع أنماط هذه اللغات.

- وكأن هذا الكتاب صنع على يد شخص فائق الذكاء، استطاع تركيب النصوص لتبدو لك عندما تحاول قراءة الكتاب لأول المرة أن هذه اللغة معروفة، ولكن ليس لها معنى في نفس الوقت، وهذا هو الغريب في الكتاب.

- وبالرغم من كل هذا التقدم والتطور والتكنولوجيا والتحليلات التقنية المتقدمة، مازال هذا الكتاب لغز غامض عجز الجميع عن حله.

فهل سيأتي يوم ما ويتم الكشف عن سره؟ أم أنه مجرد خدعة مصنوعة باحترافية ليس لها مثيل؟

وهل من الممكن أن يكون هناك لغات لم يستطع الإنسان الكشف عنها؟

وهل من الممكن أن يكون الكتاب آخر ما تبقى من حضارة اندثرت؟

بقلمي: تهاني الشويكي

يتم التشغيل بواسطة Blogger.