هل هناك أكوان متعددة فعلاً؟ - سليمان أبو طافش
هل هناك أكوان متعددة فعلاً؟
نظرياتٌ وأفكارٌ و فرضياتٌ و تصوراتٌ كثيرةٌ تظهر لنا في كل يوم,
ومع التطور الهائل في العلوم والتقنيات تصبح الأفكار الجديدة أكثر والبحث في صحتها أسهل.
وفي السنوات الأخيرة بدأنا نلاحظ وجود أفكارٍ علميةٍ متطرِّفةٍ لم نكن نقبل بها من قبل
وهناك أيضاً حقائق أصبحت مثبتة وكنّا لا نتخيل وجودها أو نرفض تصديقها
ولكن ليس كل فكرةٍ جديدةٍ يمكن أن تتحول إلى حقيقةٍ فهناك بعض الأفكار التي لاقت قبولاً في وقتٍ ما ثم ثبت خطؤها فيما بعد,
ومن هنا وجب علينا التمييز بين الأفكار و الفرضيات والنظريات والحقائق العلمية.
ولعلّ من أكثر الأفكار الحديثة غرابةً فكرة الأكوان المتعددة
ويجب الانتباه إلى أن هذه الفكرة لم تصبح نظريةً بعد فهي لا تلقى رواجاً كبيراً في الأوساط العلمية والأدلة الدامغة عليها لم تتوفر حتى الآن,
فماذا تقول تلك الفكرة؟
تقول فرضية الأكوان المتعددة بأن هناك أكواناً كثيرةً في الوجود وهي مختلفةٌ ومنفصلةٌ عن بعضها البعض وربما لكلٍ منها قوانين فيزيائية مختلفة عن غيرها وبعضها قد يصلح للحياة وربما بأشكال وشروط غير التي نعرفها في كوننا وحتى أنها قد تختلف في مكوناتها
فإذا كان كوننا فيه مجرات وبكل مجرةٍ مجموعة من النجوم والكواكب و الأجرام فربما هناك أكوان أخرى تحتوي مكوناتٍ أخرى لا نعرف عنها شيئاً ولا يمكننا حتى تخيلها.
وإن كانت هذه الفرضية مقبولة من ناحية منطقية وقد تستهوي الكثيرين وتشد إليها الإنتباه إلا أنها غير قابلة للإثبات علمياً ولا يمكن التنبؤ بصحتها ولا إجراء أي تجربة أو قياس عليها,
و هذا يعارض مبادئ البحث العلمي التي تفرض إمكانية التحقق من صحة أو خطأ أي فرضية جديدة.
تقوم فرضية الأكوان المتعددة على مفهومبن أساسيين :
- المفهوم الأول
يقول بأن هذا الكون الذي نعيش فيه قائم ٌ على حقيقة الضبط الدقيق بمعنى أن الشروط والمعطيات المتوافرة في كوننا دقيقةٌ جداً ولو اختلفت قليلاً لتغير الكون إلى شكلٍ آخر, فما المانع من وجود أكوانٍ أخرى بشروطٍ ومعطياتٍ أخرى وبالتالي بشكلٍ آخر مختلف عمّا نعرفه في كوننا؟
- المفهوم الثاني
يقول بأن توسع الكون أبدي و لن يتوقف وهو في حالة تضخم أي أنه يتسارع فربما حدث في لحظةٍ ما أن نتج عن عملية التضخم والتوسع هذه إنفصال أجزاء عن هذا الكون مكانياً وزمنياً مشكّلةً أكواناً أخرى.
وكذلك فقد ظهرت حديثاً نظريةٌ جديدةُ تدعى نظرية الأوتار
وهي ترى الكون كمعادلةٍ رياضيةٍ معقدةٍ تقبل عدداً كبيراً من الحلول فإذا كان كوننا هذا أحد حلول تلك المعادلة فهناك حلولٌ أخرى كثيرة وكلُّ حلٍ قد يشكّل كوناً مختلفاً,
وإن عدد الحلول التي تقدمها نظرية الأوتار يصل إلى عشرة مرفوعة للقوة خمسمئة وهو عدد هائل ويعني إمكانية وجود نفس العدد من الأكوان.
في النهاية يمكن القول بأن الأسباب كثيرة للقول بفرضية الأكوان المتعددة ولكنه حتى الآن مجرد كلام لم يظهر أي دليل على صحته.
هل تؤمن بنظرية الأكوان المتعددة ... شاركنا رأيك بالتعليقات ...