عرض المشاركات المصنفة بحسب مدى الصلة بالموضوع لطلب البحث حمزة بن عبد المطلب. تصنيف بحسب التاريخ عرض كل المشاركات

مؤسسة سطر لصناعة المُحتوى العربي 3/27/2022 12:52:00 م

أعلامٌ من الصَّحابة حمزة بن عبد المطَّلب
 أعلامٌ من الصَّحابة حمزة بن عبد المطَّلب  
تصميم الصورة : ريم أبو فخر   
النَّاس في الحياة أجناسٌ وألوان، منهم الصالحون ومنهم الفاسدون، منهم مَنْ يختار مساندة أهله والوقوف معهم ومنهم مَن يتخلى عن أهله، منهم مَن يوظِّف إمكاناته وقوته في نصرة الحق ومنهم مَن ينصر الباطل.  

سنتحدث في هذا المقال عن أحد الأخيار الذي كانت اختياراته دائماً في مكانها الصحيح حمزة بن عبد المطلب.  

سيدنا حمزة بن عبد المطلب بن هشام سيد قريش وسيد مكة كلِّها هو عمُّ الرسول مُحَمَّد صلَّى الله عليه وسلم، وسيِّد الشهداء، أسد الله ورسوله، ولقِّب بأبي عِمَارة، وُلِدَ حمزة في مكة المكرمة قبل ولادة الرسول صلى الله عليه وسلم بحوالي سنتين أو أربع سنوات حسب بعض المصادر.  

صفات سيدنا حمزة في الجاهلية

كثيراً ما كنا نجد الصفة وضدها تجتمعان في شخصِ سيدنا حمزة عليه السلام، الذي عُرف بالشجاعة حين يتطلب الأمر والسماحة واللطافة واللين في أحيان أخرى، كما كان يتمتع بأجمل صفات العرب مثل: الكرم والسخاء، إضافةً لكونه أشد فتى في قريش وأكثرهم شجاعة.  

نشأ سيدنا حمزة في بيئة قريش الصعبة جداً، والتي علَّمته استخدام السلاح منذ الصغر، وعلى الرغم من سنِّه الصغيرة إلا أنه شارك في حرب الفجار التي كان لها دوراً كبيراً جداً في تدريب سيدنا حمزة على الشدة والبأس في شخصيته واستخدام السلاح.  

في هذه الفترة وُلِدَ ابنٌ لأخ سيدنا حمزة، عبد الله بن عبد المطلب وهو: مُحَمَّد بن عبد الله بن عبد المطلب عليه أفضل الصلاة والسلام، ولد بعد ولادة سيدنا حمزة بسنتين أو أربع سنوات كما دكرنا، فكان أقرب أفراد العائلة له سناً. 

من المواقف التي تبيِّن قرب سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم لعمه حمزة

هو أنه عندما عرضت |السيدة خديجة بنت خويلد| "أم المؤمنين" الزواج على رسول الله صلى الله عليه وسلم كان سيدنا حمزة أحد الأشخاص الذين أخذ سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام المشورة منهم في أمر الزواج ذاك، إذ لم يكن هناك شيءٌ يعكِّر صفو العلاقة ما بين سيدنا حمزه وسيدنا محمد عليه الصلاة والسلام سوى الدعوة للدين الاسلامي وعبادة الله الواحد.  

مع بداية جهر سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام بالدعوة إلى الله الواحد الأحد لم يكن سيدنا حمزة مع ابن أخيه ولم يُرِد الابتعاد عن عقيدة آبائه وأجداده، على الرغم من محبته الشديدة واحترامه الكبير لمحمد صلى الله عليه وسلم، وما كان يحصل آنذاك هو أن جميع القرشيين كانوا يذمّون الرسول عليه الصلاة والسلام، فأخذ سيدنا حمزة موقف الحَذِر، المراقب الصامت، ملتزم بالحياد وعدم الإساءة لابن أخيه، على الرغم من انبهاره الشديد تجاه ثباته على عقيدته بالرغم من أنهما تربَّيا في بيتٍ واحد، فلم يكن لدى سيدنا حمزة شكٌّ بسيدنا محمد صلى الله عليه وسلم على الإطلاق، لكنه لم يكن مؤمنٌ به بعد. 

ترقبٌ شديدٌ كان يعيشه سيدنا حمزة، خوفٌ وقلقٌ على ابن أخيه حتى جاء اليوم الموعود. 

أعلامٌ من الصَّحابة حمزة بن عبد المطَّلب
 أعلامٌ من الصَّحابة حمزة بن عبد المطَّلب  
تصميم الصورة : ريم أبو فخر
   
 سيدنا حمزة لم يؤمن بسيدنا محمد عليه الصلاة والسلام، بالرغم من محبته الشديدة له، لكنه كان يعيش حالة خوفٍ وقلقٍ دائمٍ عليه حتى جاء ذلك اليوم الذي أسلم فيه.  

لمعرفة قصة إسلام حمزة بن عبد المطلب فلتتابعْ 

قصة إسلام حمزة عليه السلام

 في يومٍ من الأيام خرج سيدنا حمزة من قبيلته قاصداً الصحراء للصيد والتي كانت هوايته المفضلة، وكان حمزة صياداً ماهراً جداً، وكان من عاداته أنه حين ينتهي من الصيد ويرجع إلى مكة يذهب للكعبة ويطوف حولها، ثم يعود إلى منزله. 

 وبالفعل عندما انتهى من الصيد و عاد إلى مكة قاصداً الكعبة المشرفة قابلته خادمة عبد الله بن جدعان، وقالت له: يا أبا عِمَارة لو رأيت ما لقى ابن أخيك محمد آنفاً من أبي الحكم، وجده جالساً هناك فأذاه وسبَّه وبلغ منه ما يكره، وشرحت له كل ما فعله أبوجهل بسيدنا محمد عليه الصلاة والسلام من إيذاءٍ وضربٍ وسبٍّ وشتم. 

غضب سيدنا حمزة كثيراً وأكمل طريقه إلى الكعبة ليجدَ أبو جهل جالساً بين مجموعةٍ من |قريش|، ودون أي سابق إنذار يأخذ سيدنا حمزة قوسه و يضرب أبو جهل على رأسه ضربةً تسيل دمه، وتترك الجميع في دهشة.  

 كان أبو جهل وحمزة من سادات قريش، فكيف يحصل هذا؟

 تساؤلات يغرق بها الجميع، كيف لاثنين من سادات قريش أن يفعلا هذا ببعضهما علناً وأمام الجميع؟ ولماذا؟ ليقطع سيدنا حمزة تلك الدهشة بقولٍ صادمٍ أكثر يوجهه لأبو جهل: أتشتمُ محمداً وأنا على دينه، وأقول ما يقول؟ 

ياللهول أسلم حمزة!  نسي الجميع ما حصل لأبو جهل، والتفتوا لما نطق به حمزة.  

 فإسلام حمزة لم يكن بالأمر العادي، حمزة كان رجلاً قوياً جداً، شجاعاً لأبعد الحدود، مما دبَّ الرعب بقلوب جميع الكفار، كما أن إسلامه سيزيد من بأس سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم وذلك إضافةً إلى أن أحد أعمام الرسول يؤمن به أمرٌ سيزيد من ثقة سيدنا محمد وسيرفع من معنوياته، وتشجيعٌ لجميع الخائفين من دخول الإسلام، وكيف يخافون وقد أصبح فيهم حمزة.  

 ولكن على الرغم من دخول حمزة الإسلام إلا أن تساؤلاتٍ كثيرة لا زالت تخطر في باله، لماذا أسلمت؟ كيف أسلمت؟ ومتى أسلمت؟ هل من السهل هكذا في لحظة غضب أن أنسى دين آبائي وأجدادي وأقف ضدهم؟ هل صوابٌ أن أؤمن بدينٍ آخر لا أعرف مبادؤه ولا أعرف ماذا يعبدون ومَنْ يعبدون؟

أعلامٌ من الصَّحابة حمزة بن عبد المطَّلب
 أعلامٌ من الصَّحابة حمزة بن عبد المطَّلب  
تصميم الصورة : ريم أبو فخر   

 كيف أسلم سيدنا حمزة عليه السلام وكيف دافع عن ابن أخيه أمام أبو جهل

 كانت تساؤلات كثيرة تخطر في باله بعدما أعلن إسلامه.  

أمضى سيدنا حمزة الليلة وهو يفكر فيما إذا كان على استعدادٍ حقٍّ للدخول في دين محمد، في حين كان يشعر بحنين لدينه الأصلي، ومع زيادة الصراع الداخلي بين عقله وقلبه، وعدم اتضاح الأمور في ذهنه قرر الذهاب إلى الكعبة وأخذ يدعي ربه أن يهديه إلى الطريق الصحيح.  

كان سيدنا حمزة دائماً يقول: عندما كنت أكتحلُ بنومٍ وأتيتُ إلى الكعبة، وتضرعت الله أن يشرح صدري للحق، ويُذهِب عني الريب، استجاب الله لي، وملأ قلبي يقيناً…  ثم غادر الكعبة وذهب إلى |سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام| ووأخبره بكل ما حدث من ذهابه لأبي جهل إلى النهاية، فدعا له سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام بأن يهدي الله قلبه للإسلام. 

 ها هي باختصار شديد قصة إسلام سيدنا حمزة وإعلان إسلامه وبيعته للرسول عليه الصلاة والسلام. 

كان إسلام سيدنا حمزة مختلف

 ففي تلك الفترة كان المسلمين مستضعفين جداً، إذ كان غالبية أتباع الرسول عليه الصلاة والسلام من الفقراء أو العبيد، ومن غير أقارب الرسول عليه الصلاة والسلام، باختصار كانوا من المستضعفين عموماً في قريش، لهذا كان إسلام سيدنا حمزة أحد أعمام الرسول وأحد سادات قريش سنداً كبيراً له ولدعوته.  

بعد فترة من الزمن أذن الله لنبيِّنا محمد عليه الصلاة والسلام بالسماح لبعض المسلمين الموجودين في مكة الهجرة إلى |يثرب| هرباً من بطش قريش، فهاجرَ سيدنا حمزة قبل الرسول عليه الصلاة والسلام، وبالطبع كان أحد أهم المؤسسين للدين الإسلامي في المدينة المنورة. 

كان المهاجرين الذين دخلوا يثرب في بادئ الامر يقومون بتعليم الأنصار |مبادئ الدين الإسلامي| لكي تتوسع رقعة الإسلام وتزداد أعداد المسلمين، ثم هاجر سيدنا محمد مع |أبي بكر الصديق| ليصبح القادة الموجودين في المدينة هم: محمد عليه الصلاة والسلام، أبو بكر الصديق، و|عمر بن الخطاب|، وحمزة رضوان الله عليهم أجمعين، اجتماعٌ فيه من الحكمة والقوة ما فيه.  

عندما غادر المهاجرين مكة راحلين إلى المدينة تركوا وراءهم منازلهم وأموالهم، نساءهم وأبناءهم وكل شيء لديهم، فقامت قريش بالاستيلاء على كل ما تركوه، وهنا كان لا بدَّ للمهاجرين بقيادة سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام أن يردوا اعتبارهم. 

كان ردُّ الاعتبار عن طريق اعتراض قافلةٍ لقريش ذاهبة من الشام إلى مكة، حيث كانت أقرب نقطة تمر فيها القافلة من المدينة هي منطقة اسمها سيف البحر، أمر النبي عليه الصلاة والسلام بتشكيل سَرِيَّة من ثلاثين رجلاً لتنفيذ هذه المهمة، كان على رأسهم سيدنا حمزة عليه السلام وبالفعل استولى الصحابة على تلك القافلة ونجحوا في المهمة. 

أعلامٌ من الصَّحابة حمزة بن عبد المطَّلب
 أعلامٌ من الصَّحابة حمزة بن عبد المطَّلب  
تصميم الصورة : ريم أبو فخر   

بعد استيلاء المسلمين على قافلة قريش ثارت حفيظة الكفار و استشاطوا غضباً مما فعله المسلمون بقافلتهم فهي إهانةٌ لهم بين العرب، فقاموا بتجهيز الجيش لمواجهة المسلمين في مكانٍ اسمه بدر. 

كان من أعراف الحروب آنذاك أنها تبدأ بخروج مجموعة من كل جيش يتبارزون فرداً لفرد أمام الجيشين، فخرج من الكفار عتبة بن ربيعة، وابنه |الوليد بن عتبة|، وأخيه شيبة بن ربيعة، ثم خرج لمبارزتهم ثلاثة من الأنصار

- فسأل عتبة: مَن أنتم؟

- فأجابوا: نحن من الأنصار.  

- فردَّ عليهم: ما لنا بكم من حاجة، ونادى بصوته: يا محمد أخرج لنا أكفاءنا عن قومنا. 

- فقال النبي عليه الصلاة والسلام: قم يا عبيدة (عبيدة بن الحارث)، قُمْ يا حمزة، قم يا علي (علي بن أبي طالب)  

- فلما خرجوا سألهم الكفار: من أنتم؟ فأجابوهم بأسمائهم، فقال الكفار: نعم أكفاءٌ كرام.  

وانتهت المبارزة بين الطرفين بانتصار المسلمين، حيث قُتل الكفار الثلاثة، واستشهد |عبيدة بن الحارث|، لتبدأ الحرب بعد ذلك بين المسلمين والكفار وتنتهي كما نعلم جميعاً بانتصار المسلمين عليهم. 

عاد الكفار إلى قريش بعد المعركة منكسرين مذلولين يتطلعون للأخذ بثأرهم من المسلمين، ولكن كانت هناك امرأةٌ لها ثأرٌ مختلف وهي |هند بنت عتبة|، والتي كانت تريد أخذ الثأر من سيدنا حمزة الذي قتل أبيها وعمها وأخيها وابنها.  

أثناء تجهيز الكفار جيشهم من أجل شنِّ حرب أخرى على المسلمين وردّ اعتبارهم، قامت هند بنت عتبة باستئجار عبدٍ حبشي اسمه وحشي لكي ينفذ عملية اغتيال في تلك الحرب لسيدنا حمزة. 

 قصة استشهاد سيدنا حمزة عليه السلام على لسان قاتله وحشي

كان يجلس وحشي مع رجلين ويحدِّثهما قائلاً: 

أمَا إني سأحدِّثكما كما حدَّثت رسول الله صلى الله عليه وسلم، كنت غلاماً لجبير بن مطعم، وكان عمه طعيمة بن عدي قد أُصيب يوم بدر، فلما سارت قريش إلى أُحُد قال لي جبير: إنْ قتلت حمزة عمُّ محمد بعمي فأنت عتيق، فخرجت مع الناس وكنت رجلاً حبشياً اقذف بالحربة قذف الحبشة، وقلَّما أُخطِئ بها شيئاً، فلما التقى الناس أخذت أنظرُ حمزة، أترقَّبه حتى رأيته في عرض الناس مثل الجمل الأورق، يهدُّ الناس بسيفه هدَّاً، وما يقوم له شيء، والله إني لأتهيَّأ له وأستتر منه بشجرةٍ أو حجرٍ ليدنو مني فتقدَّمني له سُبَاع بن عبد العزة، فلما رآه سيدنا حمزة قال له: هلمَّ إليَّ يا ابن مُقطِّعة البذور، فضربه ضربةً كأنْما أخطأَ رأسه، وهزَزْت حربتي ودفعتها عليه فوقعت في ثَمَتِه حتى خرجت من بين رجليه، وذهب ليَنُوء نحوي فغُلِب، فتركته و إيَّاها حتى مات، ثم أتيته فأخذت حربتي ورجعت إلى العسكر وقعدت فيه فلم يكن لي بغيره حاجة، وإنما قتلته لأُعتَق.

حزن سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام على وفاة عمه حزناً شديداً، وانكسر لموته انكساراً عظيماً، فقد علمنا مما سبق قربهما لبعض، وقد كان حمزة بن عبد المطلب سنداً يستند عليه الإسلام، وحصناً منيعاً يدافع عن |الدعوة الإسلامية|، فأنزلَ الله سبحانه وتعالى الوحي بآياتٍ عدة على سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام يواسيه ويصبِّره ويعلِّم الناس كيف يتعاملون في حالاتٍ.

وبهذا عزيزي القارئ نكون قد وصلنا لختام مقالنا  في الحديث عن سيدنا حمزة عليه السلام، بالطبع هذا كلامٌ لا يفيه حقه ولكنه لمحةٌ مختصرة تفتح لكم باب القراءة والاستزادة عن هذا الرجل العظيم. 

فضلاً شاركنا آراءك الرَّائعة من خلال التَّعليقات ^-^

آية الحمورة 

مؤسسة سطر لصناعة المُحتوى العربي 3/24/2022 05:19:00 م

أعلامٌ من الصَّحابة  سعد بن معاذ
 أعلامٌ من الصَّحابة  سعد بن معاذ  
تصميم الصورة : ريم أبو فخر   
زعيمُ الأنصار، رجلٌ اهتزَّ لموته عرش الرحمن، صحابيٌّ عيَّنه الرسول عليه الصلاة والسلام حَكَماً في أمر يهود بني قريظة بعد غزوة الخندق، شارك في كل الغزوات مع الرسول صلى الله عليه وسلم أثناء حياته، إنَّه الصحابيُّ الجليل سعد بن معاذ، سنتحدث عن قصة إسلامه وعن بعض المواقف من حياته في هذا المقال.  

ماذا كانت صفات سعد بن معاذ؟ 

شابٌ في الواحد والثلاثين من عمره، وسيم الوجه، فارع الطول، جليل الهيئة، مشرق الوجه، عريض الجسم.  

كيف أسلَمَ سعد بن معاذ؟

 رأى النبي عليه الصلاة والسلام بعد بيعتي العقبة الأولى والثانية أنَّ يثرب ستكون مكاناً جيداً لنشر الإسلام، وخاصةً بعد أن بايعه عددٌ لا بأسَ فيه منها في بيعتي العقبة، ولذلك بدأ النبي صلوات ربي عليه بإرسال سفراء من الصحابة إلى يثرب لدعوة أهلها إلى الإسلام وتعريفهم بتعاليمه، وكان أول سفير هو: |مصعب بن عمير| الذي ذهب إلى يثرب كسفير للإسلام في منزل أسعد بن زرارة، حيث أن أسعد هو ابن خالة |سعد بن معاذ| الذي كان قائد وزعيم الأوس في يثرب، حيث يُذكَر أنه كانت يثرب آنذاك مقسومة لطائفتين هما الأوس والخزرج.  

 في الوقت الذي كان يتواجد فيه مصعب بن عمير في منزل أسعد بن زرارة كان سعد بن معاذ لا يزال غارقاً ببحر الكفر المظلم، وعندما سمع الخبر هبَّ غاضباً وانطلق إلى منزل ابن خالته ليطرد سفير الإسلام، رفضاً منه لتواجد أي دعوة للإسلام في يثرب على الإطلاق، ولكن عند اقترابه من الوصول إلى منزل ابن خالته هدَأت نفسه قليلاً وخطر في باله أن يسمع لما يقوله هذا السفير قبل أن يطرده، وبالفعل استمع سعد بن معاذ إلى القرآن من |مصعب بن عمير| فرقَّ له قلبه وخشع له، فأعلن إسلامه فوراً.

حدثٌ غير متوقع أبداً

 الرجل الذي كان قادماً بكامل غضبه وقوته ليطرد سفير الإسلام ويقضي على أي دعوةٍ له في يثرب، يستمع لآيات الله فيعلن إسلامه على الفور.  

ليس هذا فحسب، فبعد إسلامه مباشرةً خرج من منزل ابن خالته متجهاً نحو قبيلته  قبيلة بني عبد الأشهل ليطرح عليهم السؤال التالي:

- كيف تعلمون أمري فيكم؟ 

- ردّوا عليه: سيِّدنا وأوصلنا وأفضلنا رأياً وأيمنُنا نقيباً.

- فيُعلمهم بإسلامه ويدعوهم للدخول فيه، فتدخل القبيلة كلها في الإسلام دفعةً واحدة.  


أعلامٌ من الصَّحابة  سعد بن معاذ
 أعلامٌ من الصَّحابة  سعد بن معاذ  
تصميم الصورة : ريم أبو فخر 
 
عند هجرة النبي عليه الصلاة والسلام من مكة إلى يثرب وتحوُّلها إلى المدينة المنورة بنور النبي عليه الصلاة والسلام، كانت بيوت بني عبد الأشهل -قبيلة سعد بن معاذ التي دخلت الإسلام فوراً بعد أن دعاهم لذلك- كلُّها مفتوحة لاستقبال المهاجرين، وأموالهم موضوعة تحت تصرفهم. 

 بعد ذلك حدثت قصة السَّرية التي أرسلها عليه الصلاة والسلام لمهاجمة قافلة قريش بقيادة سيدنا |حمزة بن عبد المطلب| والتي تم ذكرها في مقالٍ سابق بعنوان: أعلامٌ من الصَّحابة: حمزة بن عبد المطلب، يمكنك العودة إليه وقراءة القصة كاملة، وكما علمنا أن تلك السرية كانت سبباً في وقوع غزوة بدر. 

الموقف المَهِيب لسعد بن معاذ في غزوة بدر

لما علم المسلمون بتجهز قريش لمحاربتهم بعد قصة السريَّة أراد النبي مشورة أصحابه في أمور الحرب فتكلّم سيدنا أبو بكر وعمر والمقداد الذي ذُكِر موقفه أيضاً في مقالٍ سابق بعنوان: أعلامٌ من الصَّحابة: |المقداد بن عمرو|، و لكن هؤلاء جميعهم من المهاجرين والرسول كان يودُّ سماع رأي رجل من الأنصار، وذلك لأن الأنصار كانوا أكثريةً في الجيش، وما كان سيتكلم أحدٌ أفضل وأفصح من قائدهم سعد بن معاذ فتكلم قائلاً

والله لَكأنَّك تريدنا يا رسول الله.  

 فقال عليه الصلاة والسلام: أجل. 

 فردَّ عليه سعد: "فقد آمنَّا بك وصدقناك وشهدنا أن ما جئت به هو الحق وأعطيناك على ذلك عهودنا ومواثيقنا على السمع والطاعة، فامضِ بنا يا رسول الله على ما أردت، فوَالذي بعثك بالحق لو استعرضت بنا البحر لخضناه معك، ما تخلَّف منا رجل واحد وما نَكرَهُ أن تلقَ بنا عدواً غداً، إنَّا لَصبرٌ في الحرب، صدقٌ في اللقاء، ولعلَّ الله يُريك منا ما تَقَرَّ به عينك، فَسِرْ بنا على بركة الله"  

قول سعد بن معاذ هذا جعل الرسول عليه صلوات ربي يستبشر خيراً ويوقن أن المدينة كلها مهاجرين وأنصار، نساء ورجال موافقون على رأي رسول الله بخوض الحرب. 

 فقال رسول الله: سيروا وأبشروا فإن الله تعالى قد وعدني إحدى الطائفتين، واللهِ لكأنِّي  أنظر إلى مصارع القوم. 

وحدثت الغزوة وانتصر المسلمون انتصاراً ساحقاً بفضل الله. 

أعلامٌ من الصَّحابة  سعد بن معاذ
 أعلامٌ من الصَّحابة  سعد بن معاذ  
تصميم الصورة : ريم أبو فخر  
بعد بدر أتت غزوة أُحُد لتؤكِّد على مواقف سعد بن معاذ الشجاعة مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، فبعد تشتت الجيش في غزوة أحد بسبب مخالفة الرماة لأمر النبي عليه الصلاة والسلام كان سعد بن معاذ كالمسمار بجانب الرسول عليه الصلاة والسلام والدرع الحامي الذي يتصدى لأي اعتداء يهاجمه خلال الحرب ويدفع عنه أي ضرر ، ثم بعد |غزوة أحد| تأتي غزوة الخندق، وهي الغزوة التي أُصيب فيها سعد بن معاذ واستُشهِد بعد ذلك متأثراً بإصابته. 

لمحة عن أحداث غزوة الخندق

كان هناك في تلك الفترة أكثر من قبيلة يهودية تقطن المدينة المنورة، ما فعلٍوه في غزوة الخندق هو أنهم قاموا بالتعاون خلسةً مع قريش وتحريضهم على الرسول صلى الله عليه وسلم ونظَموا معهم خطة خبيثة للقضاء عليه وعلى المسلمين.  

كانت خطة اليهود على الشكل التالي

تأتي قريش بجيش كبير جداً وتهاجم المدينة من الأمام لتحارب المسلمين كما في كل غزوة، وفي هذه الأثناء يتحرك اليهود في الداخل من خلف المسلمين ويعيثون في المدينة فساداً وخراباً، وذلك لكي يشتتوا جمع جيش الإسلام ويضعفوا مقاومته ويسهّلوا على قريش القضاء عليه. 

ليس هذا فقط بل ذهبوا لقبيلة غطفان وهي إحدى قبائل العرب الكبرى، ودعوهم للحرب ضد المسلمين مع قريش للقضاءعلى الإسام نهائياً.

لكن بطريقةٍ ما وصل مكر الكفار وخطتهم إلى النبي صلى الله عليه وسلم، فجمع أصحابه للشورى (فكما نعلم كانت الشورى من أساسيات حكم النبي عليه الصلاة والسلام) وتوصلوا إلى خطة حفر خندقٍ أمام المدينة للتخفيف من وطأة الهجوم القادم من خارج المدينة، ثم بعثوا سعد بن معاذ وسعد بن عبادة رضي الله عنهما إلى اليهود وخصوصاً يهود بني قريظة الذين كان بينهم وبين الرسول صلى الله عليه وسلم عهوداً ومواثيق تفيد بعدم تدخلهم في الحرب، فذهب الصحابيان وقابلا قائد يهود بني قريظة

 ففاجأهما بقوله "ليس بيننا وبين محمد عهدٌ ولا عقد" 

فعادا للرسول صلى الله عليه وسلم وأخبراه بأن اليهود قد نقضوا عهدهم معه، فقام عليه الصلاة والسلام بإرسال رسله إلى قائد قبيلة غطفان ليطلبوا منه عدم الاشتراك في الحرب مع اليهود وقريش. 

فَ ماذا كان ردُّ قائد قبيلة غطفان على طلب المسلمين وكيف واجه المسلمون ذلك الرد؟

للإجابة عن هذا السؤال تابع معنا الجزء الثاني من المقال. 

فضلاً شاركنا آراءك الرَّائعة من خلال التَّعليقات ^-^

آية الحمورة


مؤسسة سطر لصناعة المُحتوى العربي 3/26/2022 02:14:00 م

أعلامٌ من الصَّحابة المقداد بن عمرو
 أعلامٌ من الصَّحابة المقداد بن عمرو  
تصميم الصورة : ريم أبو فخر 
 
رجلٌ بألفِ رجل، أول فارس في الإسلام، من السابقين الأوائل إلى الإسلام، أوصى النبيُّ صلى الله عليه وسلم بحبه، وهو المقداد بن عمرو.  للحديث عن هذا الصحابي الجليل والفارس الشجاع، وذكر لمحةٍ من حياته، تابع معنا المقال التالي. 

بدايةً مع والد المقداد بن عمرو وهو عمرو بن ثعلبة، والذي تورَّط بدمٍ في قومه إذ قتل شخصاً وصار مطلوباً للثأر، فقام بالهروب من قبيلته، والتجأ إلى حضرموت التي تقع في اليمن.  

بعد ذلك تزوَّج وأنجب المقداد، ثم كبر المقداد ووقع فيما وقع فيه أبيه من قبله، إذ تورط في مشكلةٍ في القبيلة التي كان يعيش فيها انتهت بقتله أحد الأشخاص، فقام المقداد بالهرب إلى مكة، وهناك قابلَ شخصاً يدعى| الأسود الزهري|، و لأنه كان صغير السنِّ قام الأسود الزهري بتبنِّيه، وأصبح الناس يطلقون عليه اسم المقداد بن الأسود، ولكننا نحن سنطلق عليه |المقداد بن عمرو| وذلك لما جاء في صريح النص القرآني:

بسم الله الرحمن الرحيم "ادعوهم لآبائهم" صدق الله العظيم.  

صفات المقداد بن عمرو  

كان المقداد بن عمرو رجلاً طويل القامة، عظيم البطن، كثيف شعر الرأس، مقرون الحاجبين، واسع العينين، مَهِيب الطلَّة، لحيته جميلة ليست بالكثيفة ولا بالخفيفة أو المتقطعة، من القلائل المشهود لهم بين العرب، ومن السابقين الاوائل للإسلام كما ذكرنا. 

 لم يهاجر المقداد بن عمرو مع الرسول عليه الصلاة والسلام، وذلك بسبب ارتباطه بالأسود الزهري، ولأن الفرصة لم تسنح له بالهروب من قريش والهجرة إلى المدينة المنورة. 

ليجد المقداد بن عمرو هو وشخصاً آخر كان مسلماً بالسر معه فرصةً للهرب من قريش أثناء إرسال سيدنا |محمد عليه الصلاة والسلام| للسرية التي اعترضت طريق قافلة قريش حين أراد |المهاجرون| ردَّ اعتبارهم بعد نهب قريش لجميع ممتلكاتهم التي بقيت في مكة، والتي كانت بقيادة سيدنا حمزة عليه السلام، وكنا قد ذكرنا ذلك بالتفصيل في مقالٍ سابق بعنوان "أعلام من الصحابة: |حمزة بن عبد المطلب| 

أعلامٌ من الصَّحابة المقداد بن عمرو
 أعلامٌ من الصَّحابة المقداد بن عمرو  
تصميم الصورة : ريم أبو فخر
  
 كما علمنا سابقاً أن السرية التي اعترضت قافلة قريش كانت سبباً في أول حرب يخوضها المسلمين مع قريش، وهي |معركة بدر| حيث كان يوم بدر يوماً  عصيباً جداً، ولكن بفضلٍ من الله سبحانه وتعالى، ووجود النبي عليه الصلاة والسلام، ورجال أكفاء حوله أمثال المقداد بن عمر كان النصر حليفهم. 

كان دائماً سيدنا عبد الله بن مسعود يقول عن المقداد بن عمرو في يوم بدر: لقد فعل المقداد مشهداً لَأَنْ أكون صاحبُه أحبُّ إليَّ مما في الأرض جميعاً، فما هو الموقف الذي فعله المقداد يوم بدر حتى يُقال عنه ذلك؟

 في يوم بدر اجتمع النبي صلى الله عليه وسلم بالصحابة الكرام ليأخذ مشورتهم ورأيهم في الحرب، ثم طلب منهم الكلام، فتكلم أبو بكر وأحسنَ في كلامه، ثم تكلم عمر وأحسنَ في كلامه، ثم قام المقداد وقال للنبي عليه الصلاة والسلام: "امضِ لما أراك الله فنحن معك، والله لا نقول لك ما قالت بني إسرائيل أنْ اذهب أنت وربك فقاتلا إنَّا ها هنا قاعدون، إنَّما نقول لك اذهب أنت وربك فقاتلا إنَّا معكما مقاتلون" 

وزاد على هذا الكلام بكلامٍ أشفى صدر رسول الله عليه الصلاة والسلام، وطمأَنه بأن معه رجالاً يستميتون في الدفاع عن الإسلام، فابتسم النبي صلى الله عليه وسلم لكلامه ثم دعا له، وعلى صعيدٍ آخر دبَّ الحماس في صفوف المسلمين حتى قال لهم النبي عليه الصلاة والسلام: سيروا وأبشروا. 

كان الجيش آنذاك يحتوي على أكثر من نوع من الجنود مثل 

١- المشاة: وهم الذين يحملون السيوف والدروع والأشياء البسيطة فقط.  

٢- الرماة: وهم الذين يحملون القوس والسهم إضافةً للسيف والدرع إن أمكن.  

٣- الفرسان: وهم الذين يحملون السيوف والدروع راكبين على الخيول ليكونوا الأسرع في المعركة وبالطبع هم الأشد عرضة للخطر. 

فكان جيش المسلمين يوم بدر يحتوي على ثلاثة فرسان فقط، كان من ضمنهم المقداد بن عمرو والذي كان مقداماً جداً في تلك الغزوة، والكثير من الصحابة أثنوا على المواقف التي ظهرت منه أثناء الحرب. 

أعلامٌ من الصَّحابة المقداد بن عمرو
 أعلامٌ من الصَّحابة المقداد بن عمرو  
تصميم الصورة : ريم أبو فخر  
تحدثنا  عن موقف المقداد بن عمرو الرائع  يوم بدر، وذكرنا كيف شهد له الصحابة مواقف رائعة ومقدامة في تلك الغزوة.  وللخوض في مواقف أخرى من حياة المقداد بن عمرو، فارس الإسلام   

 موقفٌ يدل على حكمة ورجاحة عقل المقداد بن عمرو

يتمثل هذا الموقف فيما قاله عبد الرحمن بن جبير بن نفير عن أبيه قال 

جلسنا مع المقداد بن عمرو يوماً فمر به رجلٌ فقال له الرجل: طوبى لهاتين العينين اللتين رأتا رسول الله صلى الله عليه وسلم، والله لوَددنا أنَّا رأينا ما رأيت، فقام المقداد إلى الرجل وبدا عليه الغضب وقال له:  ما يحمل أحدكم على أن يتمنى محضراً غيَّبه الله عنه، لا يدري لو شهده كيف كان يكون فيه، والله قد حضر رسول الله أقواماً كبَّهم الله على مناخرهم في النار لم يجيبوه ولم يصدقوه، أوَلا تحمدون الله إذ أخرجكم من بطون أمهاتكم لا تعرفون إلَّاه، مصدقين بما أتى به نبيكم، وقد كُفيتم البلاء بغيركم، والله لقد بعث الله النبي على أشد حالٍ بُعث عليه نبيٌّ في جهلٍ وجاهلية، ما يرون ديناً أفضل من عبادة الأوثان فجاء بالفرقان حتى إن الرجل ليرى والده أو ولده أو أخاه كافراً، ليفتح الله قفل قلبه للإيمان ليعلم أنه قد هلك من دخل النار فلا تَقرّ عينه وهو يعرف أن حميمه في النار. 

بهذه الكلمات البسيطة استطاع المقداد أن يعبر عن تصور قد يخطر في بال أي شخص منا، فكم من شخص يتمنى لو عاش على زمن الرسول صلى الله عليه وسلم أو كان من أصحابه، والعديد من الأفكار التي تجول في بالنا، فهذا الموقف يجعلك تحمد الله أنك وجدت وولدت مسلماً في الأصل، وأنك لم تعشْ تلك الفتنة التي عاشها كثيرون قبلك. 

ُذُكِر للمقداد بن عمرو أنه شهد جميع المشاهد و|الغزوات مع الرسول عليه الصلاة والسلام|، كما أنه شهد فتوحات مصر والشام بعد وفاة النبي صلى الله عليه وسلم.  

أعلامٌ من الصَّحابة المقداد بن عمرو
 أعلامٌ من الصَّحابة المقداد بن عمرو  
تصميم الصورة : ريم أبو فخر  

موقفٌ يدل على حكمة المقداد بن عمرو

كان المقداد بن عمرو حكيماً عميق التفكير، إضافةً لشجاعته وفروسيته، فمن المواقف التي تُذكَر له: أنه في أحد الأيام ولَّاه الرسول صلى الله عليه وسلم أحد الإمارات، ثم سأله كيف وجد الإمارة؟ 

فقال المقداد للرسول عليه الصلاة والسلام: لقد جعلتني أنظر إلى نفسي كما لو كنت فوق الناس، والناس جميعاً دوني، والذي بعثك بالحق لا أَأتمرَنَّ على اثنينٍ أبداً.  

وهذا على الرغم من أن المقداد كان كفئاً وأهلاً لمثل ذلك المنصب، لكن لمجرد أنه شعر بشيءٍ من الكبْر في نفسه رفض الوجود في ذلك المنصب بشكل قطعي، على الرغم من شدة محبة النفس للمناصب كما نعلم. 

هذا الموقف والموقف الذي ذكر في المقال السابق يبيِّنان أن المقداد كان رزين الفكر، عميق التفكير إضافةً لكل هذا كانت رغبة المقداد بن عمرو في نصرة الإسلام كبيرة و تفوق كل شيء.

كان المقداد في أحد الأيام ، قد خرج ضمن سرية تمت محاصرتها، فأمر أمير السرية ألا يرعى أحد دابته، ولكن أحد المسلمين قام بمخالفة ذلك الأمر، فقام الأمير بمعاقبته عقوبة شديدة لا يستحقها فعله البسيط ذاك، لدرجة شعور الرجل بالإهانة الشديدة، فوجده المقداد جالساً يبكي فأخذه من يمينه و انطلق به صوب الأمير، وأخذ يناقش الأمر بينهما وبيَّن للأمير خطؤه، ثم قال له: والأن أقدْه من نفسك ومكِّنه من القصاص، وبالفعل قام الأمير بما يجب فعله.  

وبعد ذلك قال المقداد بن عمرو:  لأموتنَّ والإسلام عزيز. 

مات المقداد بن عمرو في سنة ثلاث وثلاثين هجرية عن عمر يجاوز السبعين عاماً.

و في الختام لنذكر حديثاً حسن الإسناد عن المقداد بن عمرو وهو أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: إنَّ الله أمرني بحبِّ أربعة يحبهم: علي والمقداد وأبو ذر وسلمان. 

رواه الترمذي وابن ماجه. 

وبهذا عزيزي القارئ نكون قد وصلنا وإياك لنهاية هذا المقال من الحديث عن حياة الصحابي الجليل المقداد بن عمرو، وكما قلنا سابقاً فهذا المقال ليس إلا لمحة مختصرة جداً مما تيسَّر لنا ذكره. 

فضلاً شاركنا آراءك الرَّائعة من خلال التَّعليقات ^-^

آية الحمورة


يتم التشغيل بواسطة Blogger.