شابٌّ ينطوي العالم القديم... بين روحه - الجزء الثاني - شهد بكر
شابٌّ ينطوي العالم القديم... بين روحه |
(( لنكمل ما حدث مع وتيني المنقطع اليتيم ))
غادرت ، لكن خطواتي تراجعت ، و سألت الندال عنه ، فأجابني :
مع الأسف ..|مات |فجر هذا اليوم ..
و تلاشت الكلمات .. مات !!
شابٌ بكل هذا الصدق ، و كل هذه النضارة !!
كيف لروحه أن تصعد هكذا ، فجأة ، و في لمح البصر !!
و كأنَّ النادل قرأ هذه التساؤلات في ملامحي ، فأكمل :
كان مريض| سرطان الدم |..
يا الله !!!
لم تتحرك شفاهي البتة ، سرطان دم !!
خرجت من المقهى و كأنني صفعت بكفٍ عملاق .. بقوة المجرة ..
كيف يمكنني أن أحدثه الآن !!
أريد أن أجيبه على| سؤاله اليتيم |!!
أريد أن أكَفِّر عن ذنب أنانيتي !!
و هطلت الأمطار ، رفعت رأسي نحو| السماء |، شعرتُ أنه يسمعني ، و لا يزال ينتظر إجابتي ..
كابرت ، أخفضت رأسي قائلة في نفسي :
حمقاء ، المطر ظاهرة كونية طبيعية ، لا علاقة لك بها ، ابقي هكذا ..
تعيشين و للأبد مع خطاياك الجبلية ، و |ذنبك الأخير| ..
ثمَّ مرَّ صوته على مسمع روحي ، مع تلك اللمعة الصادقة ، و البحة الوفية :
أرجوك .. أرجوك أجيبي ..
هذه المرة لم أرفع رأسي ، بل رفعت سقف |حزني |المنطبق على حياتي ..
و تحررت دموعي من سجنها الأزلي ..
(( من ليالٍ طويلة الأرق ، كثيرة القلق ..
من ملايين الأقدام التي كسحت الياسمين ..
و ملايين البلاد التي احتلت مدن التفكير ..
من الغصات ، من الخذلان الذي هرس قلبي الطموح الحليم ..
من الارتجاف الذي جعل أيامي تتآكل ، و تتحول إلى رمادٍ أزرقٍ حزين ..
من التجارب القاتلة ، و بتر يدي اليمين ..
من .. من كلامك الذي سمعته كثيراً من قبلك ، و صار كأسطورة أليس في بلاد عجائب العاشقين ..
أسمعتني !!
قلت أنها ستكون| محاولتك الأخيرة |و إلى الأبد ، كان عليك قتلي ، كان عليك ضربي ، كان عليك حرقي ..
فقط لأخبرك .. و أسلمك قلبي .. قبل أن يموت معك .. و إلى الأبد ..
شهد بكر💗