تعرّف على أحد أجهزة التّحكم في أجسادنا - شهد جلب
تعرف على احد أجهزة التحكم في أجسادنا تصميم ريم أبو فخر |
يتكون جسم الإنسان من العديد من الأجهزة كالجهاز الهضميّ والعصبيّ والهيكلي ، وكلٌّ منها مسؤولٌ عن وظائف محدّدة تؤدّي إلى هدف وظيفي في الجسم .
ولكن ، هل فكّرت يوماً عن من ينظّم هذه الوظائف ويتحكّم بها ؟
إنّها الغدد الصمّاء ، والتي تتوزّع في أماكن مختلفة في الجسم وتفرز مواد تدعى |الهرمونات| عبر الدّم وتقوم بتنظيم وظائف مختلفة كالوظائف التّغذويّة و النّمو و الوظيفة الجنسيّة وغيرها ، وسنبدأ الحديث عن إحدى هذه الغدد وهي الغدد جارات الدّرق .
في البداية ، لماذا سمّيت بهذا الاسم ؟
ببساطة لأنها تقع بجوار |الغدّة الدّرقيّة| في منطقة العنق فسمّيت الغدد جارات الدّرق .
ومن النّاحية التّشريحيّة ، تتألّف من أربع غدد صغيرة ذات لون أصفر إلى بنّي تقع بشكل متخفّي ضمن الجدار الخلفي للغدّة الدّرقيّة .
هذه الغدد صغيرة الحجم لكنّها ذات مفعول كبير ووظيفة مهمّة جدّاً للجسم ، فما هي وظيفتها ؟
بشكلٍ أساسيّ ، فإنّ الغدد جارات الدّرق تفرز هرمون يدعى هرمون الباراثورمون ، وهو هرمون مسؤول عن تنظيم نسبة الكالسيوم والفوسفور في الدّم .
وبالطّبع فإنّنا نعلم الأهمّية الكبيرة لمستويات هذا الهرمون وخاصّةً في |العظام| و|الأسنان| ، إضافةً إلى دوره في التقلّص العضلي وكذلك دوره مهمٌّ جدّاً في النّقل العصبي للتّنبيهات والإشارات العصبيّة .
وهنا نتّجه للاسفسار التّالي..
متى يُفرَز هرمون الباراثورمون ؟ وكيف ينظّم نسبة الكالسيوم ؟
عندما يحصل انخفاض في نسبة الكالسيوم لأيّ سببٍ ما ، تتنبّه الغدد جارات الدّرق فتفرز هرمون الباراثورمون ، فيقوم هرمون الباراثورمون برفع نسبة الكالسيوم في الدّم عبر 3 طرق :
- أوّلاً يتّجه الهرمون نحو مخزن |الكالسيوم| وهو العظم ، فيعمل على سحب أو ارتشاف الكالسيوم والفوسفور من العظم باتّجاه الدّم وبالتّالب ترتفع نسبته في الدّم .
- ثانياً يقلّل هرمون الباراثورمون من طرح الكالسيوم عبر البول ، عبر إعادته امتصاصه من الأنابيب الكلويّة وإعادته إلى الدّم وبالتّالي يقل طرحه عبر البول .
- ثالثاً كما نعلم فإنّ عنصر الكالسيوم ذو صلة وثيقة بفيتامين دال ، وبالتّالي فإنّ هرمون الباراثورمون يتوجّه نحو الأمعاء فيحوّل فيتامين دال من الشّكل غير النّشط إلى شكله النّشط الذي له دور كبير في امتصاص الكالسيوم من المواد الغذائيّة في الأمعاء والنّتيجة من هذه الطّرق الثّلاث هي عودة الكالسيوم إلى نسبته الطّبيعيّة في الدّم .
وحالما تصل نسبة الكالسيوم للحدّ الطّبيعي ، يقوم الكالسيوم بتنبيه جارات الدّرق من جديد فيتوقّف إفراز الباراثورمون .
أمّا في حال حصول العكس وارتفاع نسبة الكالسيوم في الدّم ، يتدخّل هرمون آخر هو الكالسيتونين من |الغدّة الدّرقيّة| وهذا موضوعٌ آخر .
وهكذا يُضبَط الكالسيوم في الجسم عبر عمليّة متناغمة ما بين هذين الهرمونين وبطريقة رائعة تهدف لثبات النّسبة الصّحيحة لكالسيوم الجسم .
بهذا نكون قد وصلنا لختام مقالنا لليوم عن هذه الغدّة الرائعة ، نأمل أن تكونوا قد تعرّفتم عليها بشكل أكبر و أدركتم وظيفتها القيّمة .
دمتم بخير .
بقلمي: شهد جلب