عادات قاسية وغريبة بين الحيوانات
                              (الجزء الأوّل)

عادات قاسية وغريبة بين الحيوانات (الجزء الأوّل)

عادات قاسية وغريبة بين الحيوانات   

كثيراً ما يغضب الأبناء من تصرّفات الآباء، ويتهمونهم بالقسوة، وعدم التفهم، ولكن بعد أن يكبر الأبناء ويصبحون آباءً وامهات، فإنهم يغيّرون الكثير من معتقداتهم حول آبائهم، لأنهم يتفهمون اخيراً حقيقة مشاعر الآباء وسلوكهم تجاه أبنائهم، ولا تقتصر مشاعر المحبة والحنان والرعاية على البشر وحدهم، بل نجد مثل تلك المشاعر عند الكثير من الحيوانات , لكن بعض الحيوانات تُظهر سلوكاً عدائياً ووحشياً تجاه أبنائها، فلنتعرف معاً على بعض تلك الحيوانات :

فقمة القيثارة:

• تستمر فترة الحمل عند هذه |الفقمة| لأكثر من أحد عشر شهراً، ثم تضع الأم جرواً واحداً فقط في معظم الأحيان، ومنذ لحظة الولادة فإن الأم تبدي اهتماماً كبيراً بصغيرها، فهي تحميه وتدافع عنه وترضعه معظم الوقت، لدرجة أن زنه يتضاعف ست مراتٍ في أقل من أسبوعين، ويعود ذلك إلى غنى حليب الأم بالدهون، ولكن هذه الدفقة الكبيرة من الحب والحنان لا تستمر لأكثر من اثني عشر يوماً فقط، فبعدها تهجر الأم رضيعها، ولا تعود إليه أبداً، ولكن الصغير المسكين لا يستطيع السباحة أو الصيد قبل بلوغ عمر الشهرين، فيتوجب عليه الاعتماد على مخزون جسمه من الغذاء لستة أسابيعٍ كاملة، كما عليه حماية نفسه من الافتراس والجوع والغرق طوال تلك الفترة، وتقريباً فإن 30% من الصغار يعجزون عن اكمال تلك المرحلة الحاسمة من حياتهم.
  

اللقلق:

• من الشائع بين |الطيور| بأن تهمل أبناءها ولا توزع الطعام بينها بالتساوي، وهذا كثيراً ما يسبب موت بعض الصغار، كما تترك بعض الطيور أحد أبنائها عندما يعتدي على أخيه فيضربه حتى الموت، ورغم قسوة ذلك، إلا أن ما تفعله طيور اللقلق أقسى بكثير، فكثيراً ما تعمد الأم إلى ضرب أحد أبنائها حتى الموت، أو تمسكه بمنقارها وترمي به خارج العش لتوفير الطعام لأشقائه.

إيغوانا شجرة الفهد:

تعيش هذه الإيغوانا في جبال الأنديز في تشيلي، وأمهات هذه |الحيوانات| ترعى صغارها بكل حبٍّ وحنانٍ لمدة يومين فقط، ثم تغلق عليهم الجحر وتهجرهم، بعد أن تترك لهم كميةً كبيرةً من روثها، ولا يجد الصغار ما يقتاتون به غير ذلك الروث، ولكن أفادت الدراسات بأن ذلك الروث مغذٍ جداً للصغار، كما يحتوي على الكثير من الميكروبات المفيدة لأجهزة الهضم لديهم، وتلك الميكروبات هي التي تمكنهم من هضم غذائهم من الثمار والنباتات فيما بعد، أما إغلاق الجحر فهو لحماية الصغار من |الحيوانات المفترسة|، وبعد فترةٍ من الوقت، تنمو الصغار وتحفر طريقها نحو العالم الخارجي.

شيطان تزمانيا:

• تعتبر شياطين تزمانيا من الثدييات الجرابية المنتشرة في أستراليا، وتمتلك الأم أربعة أثداءٍ فقط في جرابها، ولكنها تلد الكثير من الصغار دفعةً واحدة، وهنا يتوجب على الصغار ان يتسابقوا إلى الوصول إلى الأثداء، ومن يصل أولاً يحصل على فرصته في الحياة، أما المتأخرون فمصيرهم المحتوم هو الموت المبكر.
  

اقرأ المزيد... 

 سليمان أبو طافش🔭

             عادات قاسية وغريبة بين الحيوانات
                              (الجزء الثاني)

عادات قاسية وغريبة بين الحيوانات (الجزء الثاني)

 عادات قاسية وغريبة بين الحيوانات - (الجزء الثاني)

 بعض |الحيوانات| تُظهر سلوكاً عدائياً ووحشياً تجاه أبنائها , تكلمنا في المقال السابق عن بعض هذه الحيوانات وسنكمل في هذا المقال ..

الباندا:

• رغم حجم الباندا الضخم إلا أنها تولد صغيرةً جداً، ففي حين يصل وزن |الباندا| البالغ إلى مئةٍ وأربعين كيلوغراماً، فإن وزنه عند الولادة لا يتعدى مئةً وأربعين غراماً فقط، وتولد الباندا عمياء وبلا فرو وبلا حولٍ ولا قوة، لدرجة أنها لا تستطيع الزحف إلى ثدي أمها لكي ترضع، بل إن الأم هي التي تحمل ابنها وتضعه على ثديها، وعندما تضع الأم جروين اثنين، وهذا ما يحدث عادةً، فإنها تتخلى عن أحدهما وتتركه ليموت وتعتني بواحدٍ فقط، وقد يعود السبب وراء ذلك إلى الكسل المعروف عن الباندا، ولكن أغلب الظن أن الأم تفعل ذلك عن عمد، لأنها لا تستطيع رعاية الجروين، وإذا فعلت ذلك فستعرّض حياة الاثنين للخطر، خاصةً وأن غذاءها من المامبو لا يزوّدها بالحليب الكافي للاثنين معاً.
  

نمل دراكولا:

• يعيش هذا النوع من النمل في أستراليا وجنوب شرق آسيا، وقد اكتسبت هذه النملة اسمها من أنها تمتص دماء صغارها بكل معنى الكلمة، ورغم امتلاكها لأسرع عضّةٍ في مملكة الحيوانات، إلا أنها لا تستطيع مضغ الطعام، فتلجأ النملات العاملات إلى جمع اليرقات وشرب دمائهم، ثم تذهب إلى الملكة وتتقيأ أمامها لكي تتغذى من قيئها، ولكن النملات العاملات لا تستنزف دماء اليرقات حتى الموت فمعظمها ينجو ويكمل حياته مع الكثير من الندوب بسبب تلك المعاملة.
  

فرس النهر:

• يُعتبر |فرس النهر| من أخطر الحيوانات، ليس بسبب ضخامته وكبر أنيابه وعضّته القوية فقط، بل إن أخطر ما فيه هو مزاجه المتقلب وعدوانيته، ورغم أنه حيوانٌ عاشبٌ إلا أنه كثيراً ما يأكل اللحوم ويفترس الجيف، كما تم رصد أفراس النهر وهي تلتهم بعضها البعض، ورغم شهرة أنثى فرس النهر برعايتها الجيدة لأبنائها، واهتمامها الكبير بهمإلا أن غلطةً واحدةً ترتكبها الأم بدفع صغيرها بين القطيع قبل الوقت المناسب، قد تدفع القطيع إلى الإسراع في قتله والتهامه.
  

متطفلات الأعشاش:

• تعتمد بعض أنواع |الطيور| على طيورٍ أخرى لرعاية أبنائها، فبعض الطيور تضع بيوضها في أعشاش طيورٍ أخرى وترمي بيوضه خارج العش، ويندفع الطائر المسكين بغريزته لاحتضان البيوض الغريبة، ثم تعتني بالصغار بعد تفقيس البيض وكأنهم صغارها، وهناك أنواعٌ أخرى من الطيور تضع بيضها في أعشاش الآخرين دون ان ترمي بيوضهم، ولكن صغارهم تفقس قبل صغار المضيف فتتولى هي مهمة رمي البيض أو قتل الصغار قبل خروجهم من البيض، أو تسمح لهم بالخروج ثم تستأثر لنفسها بالطعام الذي يجلبه الآباء، وفي جميع الحالات يموت صغار المضيف وينجو المتطفل، ومن الأمثلة على هذه الطيور التي تتطفل على أعشاش غيرها، طائرٌ يدعى شحرور البقر بني الرأس، الذي يتطفل على أكثر من مئتين وخمسين نوعاً من الطيور.
  

بعد هذه المعلومات، هل لا زلت تعتقد بأن والديك كانا قاسيين عليك في طفولتك؟ وإذا كنت تعتقد ذلك فهل غيّرت المقالة فيك شيئاً ما. إذا حدث ذلك فشاركنا برأيك.

 سليمان أبو طافش🔭