عرض المشاركات المصنفة بحسب مدى الصلة بالموضوع لطلب البحث عالم الملاكمة. تصنيف بحسب التاريخ عرض كل المشاركات

مؤسسة سطر لصناعة المُحتوى العربي 1/31/2022 11:07:00 ص

قصة حياة أسطورة عالم الملاكمة محمد علي كلاي  - الجزء الثاني -
 قصة حياة أسطورة عالم الملاكمة محمد علي كلاي  - الجزء الثاني -
تصميم الصورة : ريم أبو فخر

استكمالاً لما بدأناه في الجزء السابق

كرس كلاي نفسه و وقته للملاكمة

 وبدأ تدريبه على يد الشرطي الذي اقترح عليه ذلك، والذي كان أول مدرب لنجم الملاكمة الأشهر على الإطلاق وكان اسم الشرطي جو مارتن، الذي لم يكتفي بتدريبه فقط بل جعله يشارك بمباريات الهواة. 

ومن أول مباراة شارك فيها كلاي في عمره الصغير هذا، بدأت موهبته تظهر فقد كان يتميز برشاقة وسرعة غير موجودة عند أقرانه، وكانت قدرته على تفادي وتجنب لكمات خصومه شيء مذهل وفائق للطبيعة، وعلاوةً على ذلك فقد كانت عقليته مميزة على كل الملاكمين. 

فقد كان هادئ الأعصاب حتى لو تعرض للضرب من خصمه

 وكان قادراً على الحفاظ على توازنه الجسدي والنفسي، بطريقة لم يراها مدربه "جو مارتن" عند أي أحد من الملاكمين الذين دربهم في حياته، فميزة |الهدوء| هذه كانت صفة الأشخاص المصنوعين على أن يكونوا أبطال. 

 وبالفعل كان كلاي مهيأ من كل الجوانب ليكون بطل حقيقي في |عالم الملاكمة| وأصبح  منضبط وملتزم بالتدريبات ويبذل كل جهده فيها، وكان هدفه أن يصبح بطل العالم بالوزن الثقيل، وكان يتحدث بذلك أمام أصدقائه في المدرسة، والذين كانوا يستهزؤن به، ولم يزده ذلك إلا إصراراً على هدفه. 

وعندما بلغ كلاي السادسة عشر من عمره

  قرر أن الوقت أصبح مناسباً ليثبت للجميع  أنه الأقوى على الأقل على مستوى مدينته، واتخذ قراره في تحدي أقوى ملاكم في لويفيل وكان اسمه" كوركي بيكر"، وكان ملاكم قوي جداً. 

ولكن مواجهتهم داخل الحلبة لم تستمر سوى جولة واحدة، و خلال المواجهة تمكن كلاي من تجنب كل لكمات بيكر بسرعته ومهارته الفائقة في تفادي الضربات، مما أنهك بيكر بسرعة كبيرة وانهال عليه كلاي بلكمات تسمى" الجاب" أو اللكمة المستقيمة، والتي تميز بها كلاي وساعدته ذراعه الطويلة على تنفيذها بكل دقة وسرعة. 

- وتعتبر لكمات "الجاب" من أقوى الأسلحة في عالم الملاكمة

 لأصحاب الأذرع الطويلة، فهي تسمح لهم بضرب خصومه من بعيد، وعندما شعر بيكر بالهزيمة، بدأ بالصراخ والشكوى معتبراً أن الوضع لم يكن عادلاً، وانسحب من المواجهة بعد أول جولة، عندما تأكد أنه من المستحيل أن يفوز بهذا التحدي.

 وهذه المواجهة جعلت اسم كلاي يلمع في عالم الملاكمة بشكل كبير. 

 وتوالت إنجازاته الواحدة تلو الأخرى، لدرجة أنه تم ترشيحه للمنافسة في |الألعاب الأولمبية| كأفضل ملاكم من فئة الهواة، وهذه الفرصة كان يتمناها أي ملاكم هاو، فلو أنه استطاع الفوز بميدالية أولمبية ستبدأ مسيرته الاحترافية، وسيدخل عالم الملاكمة الاحترافية من أوسع أبوابه. 

 وبالرغم من أنه كان يتمنى بأن يشارك بالألعاب الأولمبية، إلا أن مشكلته كانت هي خوفه من |الطيران|، وكان يجب عليه ذلك حتى يصل إلى روما حيث تُقام فيها الألعاب الأولمبية، ولكن مدربه جو مارتن تمكن من إقناعه، وأن هذه المشاركة تعتبر فرصته الذهبية. 

فتخيل لو أن خوفه منعه من المشاركة، كان ذلك سوف يغير تاريخ حياته المهنية كل حياته

إقرأ المزيد........

تهاني الشويكي

مؤسسة سطر لصناعة المُحتوى العربي 1/31/2022 11:08:00 ص

قصة حياة أسطورة عالم الملاكمة محمد علي كلاي  - الجزء السادس
 قصة حياة أسطورة عالم الملاكمة محمد علي كلاي  - الجزء السادس 
تصميم الصورة : ريم أبو فخر
استكمالاً لما ورد في الجزء السابق

 بعد مرور يومان على تتويجه كبطل العالم للوزن الثقيل

 هز كلاي العالم  بخبر لم يخطر على بال أحد مرةً أخرى، حيث أعلن اعتناقه لدين الإسلام، وانضمامه رسمياً لمنظمة " أمة الإسلام"، وأعلن أن اسمه من لحظة اعتناقه |الإسلام| هو "محمد علي كلاي". وكان هذا الخبر صادم للجميع. 

وبالرغم من هذا التغيير الجذري في حياته إلا أنه لم يتغير شيء داخل الحلبة ولم يؤثر هذا التغيير على حياته المهنية، بل استمر في تحقيق الانتصارات الواحدة تلو الأخرى. 

وبالرغم من تفاقم المشاكل في حياته سواء على الصعيد الشخصي مع عائلته و مع منظمة أمة الإسلام، وحتى بينه وبين مالكوم إكس حيث كان يعتبره بمثابة أخ له، لكنهم تفرقوا بعد ذلك بسبب المنظمة، إلا أن حياته المهنية كملاكم لم تتأثر بتلك الأمور، واستمر على نفس الوتيرة ونفس المستوى في اللعب والانتصار. 

- وخلال الثلاث سنوات التي مرت بعد ذلك، دافع عن لقبه  ثمان مرات دون أي هزيمة، وإحدى هذه المباريات كانت ضد ليستون مرة ثانية، و من الطبيعي في |عالم الملاكم|، أن يحاول البطل السابق المهزوم تحدي البطل الجديد الذي سلبه اللقب.

 حيث طالب ليستون بمباراة ثانية يقف فيها وجهاً لوجه مع بطل العالم للوزن الثقيل. 

 وكيف أن ليستون اعتبر انتصار كلاي في المرة الأولى مجرد ضربة حظ لن تتكرر مرةً أخرى، وأقيمت المباراة الثانية وسط توقعات كبيرة، وجمهور ليستون ومشجعيه كانوا في قمة حماسهم، منتظرين أن يستعيد بطلهم اللقب ويهزم كلاي، الذين اعتبروا فوزه السابق مجرد صدفة بسبب أسلوبه الراقص السخيف أمام بطلهم الجبار والقوي. 

  و بالفعل كان الوضع هذه المرة مختلف تماماّ

 ولكن ليس من جهة النتيجة وإنما من جهة السرعة و|القوة| التي أطاح بها كلاي بخصمه، فالمباراة لم تستغرق سوى جولة واحدة فقط، فقد استطاع أن يطيح به بالضربة القاضية. 

 فقد كانت اللكمة خاطفة حتى أنهم أطلقوا عليها اسم" Phantom Punch"

 والتي تعني لكمة الشبح، لأن الجمهور لم يستطع رؤيتها من شدة سرعتها، لدرجة أنهم اعتقدوا أن ليستون رمى نفسه على الأرض من دون أن يلمسه كلاي، ولكن عند إعادة المشهد بالتصوير البطيء أكدت على صحة اللكمة وقوتها وسرعتها. وهكذا توج |محمد علي كلاي| نفسه الملك في |عالم الملاكمة| من دون منازع. 

 ومع خلو الساحة أمامه من المنافسين داخل الحلبة، إلا أن الساحة على مستوى حياته الشخصية كانت تتعقد أكثر وأكثر، فقد كان يواجه الكثير من المشاكل والعقبات، ووصلت ذروة تعقيدها، عندما حاولت الحكومة الأمريكية أن تجبره على التجنيد والانضمام للجيش في حرب فيتنام. 

 الحرب التي كان يرفضها من كل النواحي الدينية والعقائدية والاجتماعية

 فكان من المستحيل أن يقبل المشاركة فيها والانضمام للجيش، فقد كان متمسك بمبادئه ضد هذه الحرب. 

 وبسبب رفضه القاطع للتجنيد، وقف محمد علي أمام لجنة المحلفين في المحكمة، وكانوا جميعهم من الرجال البيض الذين أدانوا فعلته، وتم الحكم عليه بغرامة قيمتها عشرة آلاف دولار، وبالسجن خمسة سنوات، ولم يدخل السجن لأن الكفالة دفعت على الفور. 

 ولكنهم أنزلوا عليه أشد العقوبات، والتي أوقف مسيرته في عالم الملاكمة، حيث تم سحب لقب بطل العالم منه، وتم إيقاف رخصة الملاكمة الخاصة به، فلم تعد لديه القدرة للمشاركة في بطولات ومباريات عالمية ورسمية، وكانت الفترة الذهبية بالنسبة له في عالم الملاكمة. فكان هذا الإيقاف أسوأ ماحصل معه في حياته المهنية وفي مسيرته كملاكم. 

إقرأ المزيد ..............

تهاني الشويكي

مؤسسة سطر لصناعة المُحتوى العربي 1/31/2022 11:08:00 ص

قصة حياة أسطورة عالم الملاكمة محمد علي كلاي  - الجزء الخامس -
 قصة حياة أسطورة عالم الملاكمة محمد علي كلاي  - الجزء الخامس -
تصميم الصورة : ريم أبو فخر
استكمالاً لما ورد في الجزء السابق

توجهت طموحات وأنظار كلاي لينال لقب بطل العالم في الملاكمة

 والذي كان يحمله في ذلك الوقت الملاكم الشهير "سوني ليستون"، وقد كان شخص جبار وعندما تقف أمامه فإنك ترتجف لا إرادياً، فقد كانت قوته يهابها كل ملاكم على وجه الأرض. 

- وعدا عن ذلك، فقد كان له تاريخ إجرامي، وكان يتلقى الدعم من |المافيا|، وهم من ساعده على دخول عالم الملاكمة، حيث كانت المافيا في ذلك الوقت مسيطرة على عالم الملاكمة، ومعظم الأرباح كانت من نصيبهم في الواقع، ومعظم المراهنات وحركة الأموال كانت تحت إدارتهم وإشرافهم. وهم المسؤولين عنها. 

 وكل ذلك لم يمنع كلاي من استفزاز ليستون والذي لم يكن يعيره أي انتباه، ولينال كلاي اللقب لابد من هزيمة ليستون، وعادةً لا يحق لأحد منافسة البطل إلا من كان مصنف في المرتبة الثانية، أو شخص قادر على تقديم عرض مغري للبطل ليضع لقبه على المحك.  ومن جهة نظر ليستون، ولم يكن كلاي يستحق الفرصة لمنازعته على اللقب. 

 واستمر كلاي في محاولته ، وأسلوبه الاستفزازي وطريقته بجذب الأنظار جعل كل وسائل الإعلام تسلط الأضواء عليه، وكان الناس مستمتعين بتصريحاته، وكان الإعلاميين والصحفيين يتسابقون لتغطية أي تصرف أو كلمة من| كلاي|، فلم يكن بالنسبة للناس مجرد ملاكم، بل كان شخص محبوب ومشهور يتابعه الجمهور بشغف. 

 لم يقصر كلاي بل استغل هذه الأضواء ليحقق غايته

وكان يستحقر ليستون ويشتمه أمام وسائل الإعلام كلما سنحت له الفرصة، وكان يصفه " الدب البشع" وأنه لا يستحق هذا اللقب وليس جدير به. 

وبما أن ليستون لم يكن يبدي أي اهتمام لتصرفاته كثف كلاي حملته الاستفزازية وكانت شرسة ومختلفة تماماً عن كل ما سبق، حيث كان يلاحقه في النادي ومعسكرات التدريب وحتى في مبارياته، والأماكن العامة والمطاعم وفي كل مكان، وكان يصرخ في وجهه أمام الناس مستفزاً له. 

ومع كل ذلك استمر ليستون في تجاهله وعدم الاكتراث بتصرفات كلاي، وكانت كل تصرفاته تعتبر مادة إعلامية دسمة بالنسبة للصحافة، حيث كانوا يلاحقونه إلى كل مكان لتغطية الحدث، وكان كلاي ضيف دائم لأغلب البرامج التي تهتم بالملاكمة، وكثير من الناس بدأت تطالب ليستون بقبول التحدي، واعتبره البعض جبان غير قادر على مواجهة كلاي ويتهرب منه. 

حتى أن محبي ليستون وجمهوره، طالبوه بأن يوقف كلاي عند حده ويؤدبه، وعند وصلت الأمور لهذا الحد أعلن ليستون قبوله للتحدي، وتم إعلان موعد المباراة في ٢٥ شباط عام ١٩٦٤، والتي ستكون من أكبر المباريات في التاريخ. 

واستمر كلاي في استفزاز| ليستون| فقد كانت هذه حرب نفسية بالنسبة له، حتى في لقاء قياس الوزن قبل المباراة، قام كلاي بحركة هجوم عليه وكان هدفه إرباك خصمه وإثارة غضبه حتى يدخل للحلبة وهو متوتر ويلعب بشكل سيء.

 وحان وقت المباراة ودخل الملاكمين الحلبة وبدأ كلاي باستفزاز خصمه

 وكان ليستون يهجم كالمجنون محاولاً ضرب كلاي، الذي كان يتفادى| اللكمات العنيفة| بسرعته ورشاقته، ويرد بلكمات خاطفة وسريعة، وبدت على ليستون علامات الإرهاق و|التعب| من الجولة الأولى، وكان الجمهور في حالة صدمة عندما رأى بطل العالم قد بدأ بالانهيار.

 وبدأ كلاي بالفوز جولة تلو الأخرى، لكن تحولت الأمور قليلاَ في الجولة الرابعة، عندما بدأ كلاي يشعر بمشكلة في الرؤية، بالرغم من أنه لم يتلقى أي لكمة مباشرة على وجهه، وحتى هذا اليوم، يشك البعض أن ليستون وجماعته وضع مادة ما على قفازاته حتى يصاب بالعمى المؤقت  وانعدمت عنده الرؤية لدرجة أنه طلب من مدربه أن ينسحب من المباراة.

 ولكن رفض مدربه أن يسمح له بالانسحاب  وكلماته وتشجعيه كانت حافزاً ساعد كلاي أن يقف  بثبات على قدميه في الجولة الخامسة، واستطاع أن يصمد أمام لكمات ليستون القوية الذي لاحظ المشكلة واستغلها ليهجم عليه بعنف، ولكن كان لدى كلاي قدرة فائقة على التحمل، ومع نهاية الجولة الخامسة بدأت |مشكلة الرؤية| تختفي.

فمن الواضح أن أثر المادة غير القانونية التي استخدمها ليستون وفريقه بدأ يزول، وبالفعل في الجولة السادسة عاد كلاي إلى الحلبة بكامل قوته، وكان يرد على ليستون بلكمات خاطفة وعنيفة حتى أنهكه تماماً، والذي صدم وفاجئ الجميع أن ليستون أعلن انسحابه.

والذي يعني أن كلاي هو الفائز

 وحاز على لقب بطل العالم للوزن الثقيل، وهو أثمن لقب في عالم الملاكمة، وفي تلك الأثناء، وقف كلاي وسط الحلبة وردد بضعة كلمات

" أنا الأعظم أنا الأقوى ، لقد هززت العالم، أنا ملك العالم.

 وهكذا خلد كلاي اسمه كواحد من أعظم الملاكمين في التاريخ، وبالرغم من أنها ليست مباراته الأخيرة في مسيرته المهنية، ولكنها آخر مباراة له بإسم كاسيوس كلاي، والذي سيتحول إلى اسم مختلف تماماً. وستبدأ مسيرة جديدة في حياته.

إقرأ المزيد..........

تهاني الشويكي


مؤسسة سطر لصناعة المُحتوى العربي 1/31/2022 11:07:00 ص

قصة حياة أسطورة عالم الملاكمة محمد علي كلاي  - الجزء الرابع -
قصة حياة أسطورة عالم الملاكمة محمد علي كلاي  - الجزء الرابع - 
تصميم الصورة : ريم أبو فخر

استكمالاً لما ورد في الجزء السابق

 وبعد ذلك الموقف الذي تعرض له، قرر أن يصبح أحد الناشطين الكبار في المجال الاجتماعي والحرب ضد |العنصرية |في أمريكا، وتعرف على عدد كبير من الناشطين من ذوي البشرة السوداء في هذا المجال. 

ومن بين هؤلاء الناشطين كان " مالكوم اكس" الناشط الاجتماعي الكبير في مجال حقوق السود في| أمريكا| والداعية الإسلامي المعروف، وكان عضو في منظمة تدعى" أمة الإسلام"، وستلعب هذه المنظمة دوراً كبيراً في |حياة كلاي|. 

وفي الجانب المهني من حياته 

 وبعد ما فاز  بالميدالية الذهبية، دخل عالم الاحتراف من أوسع أبوابه، وبدأت العقود الاحترافية تنهال عليه من كل اتجاه، بالرغم من أنه كان في هذه الفترة يحارب لأجل السود، إلا أنه تمت رعايته من قبل بعض الرجال البيض الأغنياء في |ولاية كنتاكي|. 

وقاموا بتقديم عرض له براتب مغري، وخمسين بالمئة من عائدات مبارياته في الست سنوات المقبلة، وكانت تعتبر صفقة مميزة، فلم تقدم هذه النسبة لأحد من الملاكمين من قبل، لكن كان من الواضح لهم أن لهذا الملاكم مستقبل كبير، وكانوا يريدونه بأي ثمن، وطلبوا منه ترك مدربه السابق ليبدأ مع مدرب محترف. 

 بالفعل ودع كلاي مدربه" جون مارتن"

 وهو الشرطي الذي التقى به بالصدفة بسبب دراجته المسروقة، وانتقل كلاي للتدريب تحت إشراف مدرب محترف اسمه" أنجيلو دندي"، وعندما رأى أسلوب الملاكمة الذي يتبعه كلاي، حيث كان أسلوبه سريعاً يعتمد على الحركة وتجنب لكمات الخصم، أعجب بأسلوبه وقرر أن يعززه ويقويه. 

وتحت إشراف المدرب الجديد "دندي"، بدأت مهارات كلاي تتطور أكثر يوماً بعد يوم، ولم تكن مهارته وقوته الشيء الوحيد الذي اشتهر فيه، وإنما اشتهر بشيء آخر جعله قادراً على جذب جماهيره، فقد اشتهر بما يسمى"تراش توك" والذي يعني الكلام بأسلوب استفزازي وباستهزاء ضد خصومه، والهدف من هذه الحركة هو هزم خصومه نفسياً ومعنوياً، وأيضاً ليجذب الجمهور إليه. 

وكانت هذه حركة تسويقية ذكية من كلاي، وكان من أوائل الناس الذين بدأوها في |عالم الملاكمة|، والتي أصبحت شائعة جداً في يومنا هذا، حيث أن الخصوم في الرياضات القتالية يستفزون بعضهم ويتكلمون عن بعضهم باستحقار قبل المباراة، الشيء الذي يزيد من حماس الجمهور ويجذبه أكثر، والذي يعتبر قتال نفسي قبل بداية المباراة. 

 كان كلاي دائما واثق من نفسه

 حيث كان يقول "أن الأعظم وأنا بطل العالم في الوزن الثقيل ولا أحد يستطيع أن يقف في وجهي"، وبثقته المفرطة شق كلاي طريقه في عالم الملاكمة للمحترفين، وبدأ بتحقيق الانتصارات المتتالية بدون أي هزائم. 

وكانت كل تذاكر مبارياته تُباع بسرعة كبيرة جداً

 فقد كانت الجماهير متلهفة دائماً لحضور مبارياته، وأغلبهم في الواقع لم يكن مشجعاً له، بل كان لديهم أمل في رؤية هذا الملاكم الشاب المغرور يهزم ولو لمرة واحدة، لكن خابت كل آمالهم. 

حيث فاز بتسعة عشر مباراة على التوالي، وبعد كل هذه الانتصارات صُنف كلاي بالمرتبة الرابعة عالمياً، وكان هدفه اللقب الأكبر وهو بطل العالم للوزن الثقيل . 

إقرأ المزيد........

تهاني الشويكي


مؤسسة سطر لصناعة المُحتوى العربي 1/31/2022 11:08:00 ص

قصة حياة أسطورة عالم الملاكمة محمد علي كلاي  - الجزء العاشر -
قصة حياة أسطورة عالم الملاكمة محمد علي كلاي  - الجزء العاشر -
تصميم الصورة : ريم أبو فخر

استكمالاً لما ورد في الجزء السابق 

  المباراة التاريخية والحاسمة  

لم يكن محمد علي يتبع أسلوبه المعتاد في تفادي اللكمات والحركة السريعة، لأنه كان على يقين بأنه مع مرور الوقت خسر هذه الميزة، لكنه ابتكر أسلوب جديد يساعده على تلقي أكبر قدر من اللكمات من دون أن يتأثر بها تأثير حقيقي. 

 وكلما حاول جورج توجيه اللكمات لمحمد علي  كان يتراجع ويسند نفسه على الحبال ويمتص قوة اللكمات التي يوجهها خصمه  وكأنه كيس من |الرمال|  وكانت استراتيجية ذكية جداً لإنهاك جورج الكبير والذي كان لايملك لياقة عالية، فقد  اعتاد أن يهزم خصومه بضرباته القاضية في جولاته الأولى  دون أن يقف ويقاتل لفترات طويلة وعدة جولات. 

 أسلوب محمد علي أوقعه في فخ ذكي

 جعله يستنزف كل قواه بسرعة وبدون أي فائدة  بدون تأثير حقيقي على محمد علي  واستمر جورج بتوجيه لكماته بكل ما أوتي من قوة  ومحمد علي صامد في مكانه وكان يصرخ عليه ويستفزه وسط القتال ويقول له" هل هذا كل ما لديك يا جورج"، كان يستهزئ به حتى في اللحظة التي كان يوجه له لكماته بكل قوته. 

تخيل كمية الإحباط التي كان يشعر بها جورج في تلك اللحظة، كان أسلوبه يحطم المعنويات بالفعل  وكان محمد علي يتصرف بذكاء، فكلما شعر جورج بالتعب كان ينهال عليه بلكمات سريعة وقوية  وبمجرد أن يصبح جورج مستعد للرد يرجع محمد علي ويستند على الحبال. 

وبعد تتالي الجولات بدأ جورج يشعر بالتعب الشديد

 وكان محمد علي يستدرجه للفخ جولة بعد الأخرى  بدون أن يلاحظ ذلك حتى  وكان هدف محمد علي أن يبقى صامداً حتى يصل للجولة الأخيرة  لكنه صدم نفسه وصدم العالم عندما استطاع أن يسقط جورج الكبير في الجولة الثانية، ويفوز بالمباراة بعد أن أنهكه إنهاك تام. 

استطاع محمد علي أن يستعيد لقبه وأصبح بطل العالم للمرة الثانية، واستعاد مجده القديم في مباراة سجلها التاريخ، وبعد فوزه بهذا اللقب تمكن من الدفاع عنه وحمايته عدة مرات ضد خصوم أقوياء، وأحد هؤلاء الخصوم هو فريزر، والذي عاد لتصفية النتيجة بينهم، وكان هذه المرة الحاسمة واستطاع محمد علي أن ينهي القتال لصالحه. وهكذا تغلب على كل خصومه حتى الذين غلبوه سابقاً

وهذه كانت أبرز المحطات والملاكمين الذين مروا في حياة محمد علي كلاي. 

وبعد ذلك خسر لقبه لملاكم ثاني  ولكنه تمكن من استعادته للمرة الثالثة عند مواجهته له بعد سبعة شهور و هكذا أصبح محمد علي كلاي أول ملاكم في التاريخ يحصل على لقب |بطل العالم في الوزن الثقيل| ثلاث مرات، وكان هذا الإنجاز يعتبر حدث أسطوري لملاكم تجاوز الثلاثينات. 

وكان محمد علي على علم بأن وقت التقاعد قد حان بعد هذه المسيرة  وخصوصاً وهو في القمة  لكنه كان عنيد وظل يقاتل لفترة طويلة حتى اعتزل في عام ١٩٨١، وكان لديه الكثير من المشاكل في حياته على الصعيد العائلي والمادي والشخصي. 

وبعد انتهاء مسيرته في عالم الملاكمة

 استمر في القتال ولكن هذه المرة كان قتاله من نوع آخر  فقد كان يقاتل لأجل |السلام والعدالة الاجتماعية| فقد كان يحاول أن يساهم بشيء بسيط وساعده على ذلك شهرته، وكان يكفر عن بعض الأخطاء التي اقترفها في حياته بحق عائلته وبعض الأشخاص المقربين منه، وأصبح يركز على| أعمال الخير| و|الدعوة للإسلام |. 

 وللأسف كانت السنوات الأخيرة في حياته صعبة جداً فقد أصيب بمتلازمة بنكرسون، وهي عبارة عن تلف جزئي في |الدماغ| وعلى الأغلب كان سببها القتالات العنيفة التي خاضها خلال مسيرته في عالم الملاكمة، وهذه المتلازمة تسبب للشخص بطئ في الكلام والحركة والاستيعاب وتؤدي إلى النسيان، وكل ذلك لم يمنعه من أن يسخر آخر سنوات حياته للدعوة وأعمال الخير. 

تهاني الشويكي


مؤسسة سطر لصناعة المُحتوى العربي 1/31/2022 11:07:00 ص
قصة حياة أسطورة عالم الملاكمة محمد علي كلاي  - الجزء الثالث
 قصة حياة أسطورة عالم الملاكمة محمد علي كلاي  - الجزء الثالث
تصميم الصورة : ريم أبو فخر
استكمالاً لما ورد في الجزء السابق

- وصل كلاي إلى روما وحقق الانتصارات الواحدة تلو الأخرى حتى وصل إلى الجولة النهائية، ضد بطل أوروبا البولندي واستطاع كلاي هزيمته بأسلوب القتال الذي تميز فيه، والذي يعتمد على تجنب ضربات الخصم وإنهاكه، وبعد ذلك يبدأ بالهجوم عليه بلكمات الجاب الطويلة والسريعة، ويحطمه في مكانه. 

 كان أسلوب كلاي مميز جداً فقد كان أشبه بالفن

 وخصوصاً أن معظم الملاكمين كانوا يعتمدون على قدراتهم الجسدية في التحمل، فتنتهي كل مواجهاتهم وكلا الطرفين منهك من كثرة ما تعرض للضرب، والفائز هو من تحمل اللكمات أكثر. 

- أما بالنسبة لكلاي فقد استخدمه ذكائه خلال مواجهاته، وصنع ثورة في أسلوب القتال على |حلبات الملاكمة|، فقد كان أسلوبه يعتمد على تجنب وتفادي ضربات الخصم  وفي أغلب الأحيان كان يحاول استفزار خصومه لتوجيه الضربات بشكل أقوى، بخفضه لذراعيه وعدم حماية وجهه، والذي يخالف أبسط قواعد الملاكمة المتعارف عليها. 

 ولكن كلاي بردود فعله السريعة كان يتمكن من تجنب ضربات خصومه، ويتعمد إرهاقهم وهم يحاولون ضرب وجهه المكشوف، وبعد أن يرهقهم بهذه الطريقة، كان يبدأ هجومه بلكماته الخاطفة وطويلة المدى، وعلى الفور يعود لتفادي ضرباتهم بسرعة كبيرة. 

كان يبدو وكأنه يرقص داخل الحلبة بحركاته الرشيقة وردود فعله السريعة

 وهذا ما جعله يعتمد على شعار " طر كالفراشة، وألسع كالنحلة"

 وكان هذا الشعار مناسب تماماً لأسلوب قتاله الثوري في عالم الملاكمة. 

وهذا الأسلوب في المواجهة جعله عرضةً لهجوم وانتقادات حادة من المتابعين والصحفيين والنقاد، لكن كلاي ومدربه لم يعطوا أي اهتمام لذلك، واستمروا على هذا الأسلوب المميز والذي كان يكسبهم الانتصارات المتتالية. 

وهذا نفس الأسلوب الذي جعل كلاي يهزم خصمه البولندي، في أولمبيات روما عام ١٩٦٠، وحصل على الميدالية الأولمبية الذهبية وكان عمره تسعة عشر عاماً، وكان فخور جداً بالانتصار العظيم الذي حققه، ولكنه لم يكن يعلم أنه على موعد مع مواجهة عنصرية والتي ستشكل نقطة فارقة في حياته. 

- وفي ذلك الوقت في أمريكا وبالرغم من انتهاء |مرحلة العبودية| والعنصرية، ولكن الفصل العنصري كان مازال موجوداً بقوة في المجتمع،

 مثال على ذلك، فقد كان ممنوع على أصحاب البشرة السوداء الدخول إلى العديد من الأماكن العامة، وحتى في الباصات ووسائل المواصلات كان ممنوع عليهم الجلوس في الأمام حتى لو كان الباص فارغاً. فقد كان هناك تفرقة عنصرية عميقة ومتأصلة في المجتمع. 

 وكان كلاي في تلك الفترة سعيد جداً ليس فقط بانتصاراته المتتالية، وإنما بتحرره أخيراً من هذه التفرقة العنصرية، على أمل أن تتم معاملته كشخص له احترامه الخاص بغض النظر عن لون بشرته، وذلك بسبب فوزه بالميدالية الذهبية في الأولمبيات، وتحقيقه النصر لأمريكا فمن المفروض أن يعامل باحترام ومهابة وتميز، ظناُ منه أن مكانته الاجتماعية ارتقت بعد ماحققه من إنجاز. 

وهذا ما جعله يرتدي الميدالية في أي مكان يذهب إليه

 وفي أحد الأيام قرر أن يذهب إلى أحد المطاعم ليتناول العشاء مع أصدقائه، وكان يرتدي الميدالية بكل فخر  وكأنها مفتاحه الذهبي الذي سيفتح له الأبواب لدخول الأماكن التي كانت مخصصة لذوي البشرة البيضاء. 

ولكن مدير المطعم رفض جلوسهم في المطعم، وطلب منهم بوضاعة المغادرة بهدوء، وهددهم بطلب الشرطة إن لم ينفذوا ذلك، ووقف كلاي مذهولاً متأكداً بأن هذه الميدالية لا تساوي شيئاً في هذا البلد العنصري، ومن شدة غضبه رمى بها في النهر. 

وتأكد في ذلك الوقت أن الشهرة والمال لن ترفع من قدره واحترامه في عيون هؤلاء الناس الذين تربوا على العنصرية، وتأكد أن مشكلة العنصرية من المستحيل أن تُحل على مستواه الشخصي فقط، وإنما يجب إيجاد حل من الجذور. 

إقرأ المزيد.........

تهاني الشويكي


مؤسسة سطر لصناعة المُحتوى العربي 1/31/2022 11:08:00 ص

قصة حياة أسطورة عالم الملاكمة محمد علي كلاي  - الجزء السابع
 قصة حياة أسطورة عالم الملاكمة محمد علي كلاي  - الجزء السابع 
تصميم الصورة : ريم أبو فخر
استكمالاً لما ورد في الجزء السابق 

 حاول محمد علي بكل الطرق والوسائل أن يبطل الحكم الذي أصدر ضده ، ولكن كل محاولاته باءت بالفشل، وكل الأبواب كانت مغلقة في وجهه. 

واستمر الوضع على هذا الحال لمدة ثلاث سنوات ونصف 

 زادت خلالها نشاطاته الاجتماعية و حركته في |مجال الحقوق|، وكان عالم الملاكمة يستمر من دونه وكأن شيئاً لم يكن، وبالرغم من أنه فقد واحد من أهم الأبطال الذين مروا عليه، ولكنه لن يتوقف بسبب غياب شخص واحد أياً كان. 

وقد كان هناك الكثير من المسؤولين و المتابعين وخاصة بيض البشرة  مرحبين بهذا القرار ومؤيدين له، على اعتباره خائن للوطن بسبب رفضه للمشاركة في الحرب والتجنيد. 

ظلت قضيته معلقة لسنوات حتى وصلت للمحكمة العليا

 وبعد قتال شرس في ساحة القضاء، تمكن أخيراً أن يأخذ حكم لصالحه، واستعاد رخصة الملاكمة بعد ماحُرم منها كل الفترة التي مضت. 

وصرح مدربه| أنجلو دندي| بأن الحكومة الأمريكية سرقة أهم ثلاث سنوات في حياته المهنية، لأنه كان في أوج قوته وانتصاراته، ولم يقف في طريقه سوى هذا القرار الظالم. 

 وظهر خلال سنوات غيابه عن الساحة بطل جديد اسمه"جو فريزر"، وقد كان في الواقع من محبين محمد علي، وقام بالكثير من الأشياء لدعمه خلال السنوات التي تم إيقافه فيها، حتى وصل الأمر بأنه قاطع عدة مباريات دعماً له، وكان وقوفه إلى جانبه واضح للجميع. 

وبالرغم من حصوله على |لقب بطل العالم|، لكنه كان يعتبر نفسه غير جدير باللقب إلى أن يواجه محمد علي، لأنه أخذ اللقب فقط لأنه سحب من كلاي، فلم يكن يشعر بأن إنجازه اكتمل، وكان ينتظر عودة كلاي للحلبة بفارغ الصبر حتى يقف أمامه بمواجهة عادلة تحسم أمر اللقب بإنصاف. 

وبعد عودة محمد علي بقرار من المحكمة العليا، تم الترتيب للمباراة الضخمة بينه وبين جو فريزر، ولم يكن فريزر بالخصم السهل فقد كان قوي وجبار، وكان يجب على كلاي الاستعداد جيداً لهذه المباراة، فقام بعدة مباريات في البداية ليستعيد لياقته كملاكم بعد كل سنوات الغياب، والتي بينت أن سنوات غيابه عن الحلبة أثرت عليه وأضعفت مستواه بشكل واضح، فلم يعد يملك نفس السرعة وردود الفعل التي كان يتميز بها. 

 و عاد كلاي إلى أسلوبه الاستفزازي الذي يضعف خصومه نفسياً

 وبالرغم من أن فريزر كان من الأشخاص الداعمين والمساعدين له في فترة غيابه إلا أن كل ذلك لم يشفع له، واستمر كلاي في استفزازه وإهانته وكان يناديه بالعم توم، وكان لقب يسيء للرجال السود ويصفهم بأنهم عبيد خاضعين عند أسيادهم البيض، والغريب أن كلاي كان أسود البشرة فلماذا كان يصفه بذلك بقصد |الإهانة|. 

ولكن هذا كان أسلوب كلاي وكانت إهانة الخصم شيء أساسي بالنسبة له، والذي جعل فريزر يشعر بالخيانة، وبطريقة ما استطاع كلاي أن يوحد مجتمع السود ضد خصمه، وجعله بنظرهم رجل أسود خاضع للرجال البيض، الشيء الذي جعل |الكراهية | تزيد ضد فريزر من قبل أبناء عرقه. 

 ووصل الأمر لتهديده بالقتل من قبل الناس الحاقدين عليه  والذين اعتبروه خائن لأبناء عرقه، حتى أن أولاده كانوا يتعرضون للمضايقات من قبل زملائهم، وأصبحوا ينادونهم بأبناء العم توم، وهذا الأمر أثار غضب فريزر بشكل شديد وشعر بخيانة كبيرة من كلاي. 

 وهنا أقسم على تحطيمه وإنهاء أسطورته كبطل عالمي. 

إقرأ المزيد......

تهاني الشويكي

مؤسسة سطر لصناعة المُحتوى العربي 1/31/2022 11:08:00 ص

قصة حياة أسطورة عالم الملاكمة محمد علي كلاي  - الجزء التاسع -
 قصة حياة أسطورة عالم الملاكمة محمد علي كلاي  - الجزء التاسع -
تصميم الصورة : ريم أبو فخر
استكمالاً لما ورد في الجزء السابق 

كانت غاية محمد علي أن يستعيد اللقب الذي سحب منه عنوةَ

 وبناءً على قرارات جائرة وظالمة من الحكومة الأمريكية، ووجه أنظاره نحو جورج مورفن مفكراً في هزيمته واسترجاع لقبه. 

 ولكن جورج الكبير كان ملاكم من مستوى آخر

 كان أشبه بوحش مخيف هائل القوة وشرس، كان يفوز معظم مبارياته بالضربة القاضية وفي جولاته الأولى، حتى عندما أخذ اللقب من فريزر كان قد انهى عليه بالضربة القاضية في الجولة الثانية فقط. 

 كان محمد علي يعلم أنه لن يستطيع التغلب عليه بالقوة فقط  فقد كان يحتاج الذكاء والحيلة، وكانوا بحاجة إلى منظم ينظم لهم المباراة ومختلف المنظمين كانوا يقدمون عروضهم لتنظيم هذه المباراة والتي من الممكن أن تكون الأكبر في القرن. 

وفجأةً ومن دون مقدمات  جاء رئيس جمهورية الكونغو الأفريقية

 والتي كانت تعرف في ذلك الوقت |بدولة زائير| وعرض عليهم أن يستضيف المباراة في دولته  مقابل مبلغ يصل لعشرة ملايين دولار وكان لهذه الاستضافة أسباب سياسية  فقد كان رئيس هذه الدولة يعتبر ديكتاتور واستضافته لهذه المباراة سوف تعزز شعبيته عالمياً وتمكنه من فرض سيطرته على السلطة في الدولة. 

 تمت الموافقة من كلا الملاكمين وتم تنظيم المباراة وإعلان موعدها في ٢٩  تشرين الأول عام ١٩٧٤، وبالرغم من أن قوة جورج الكبير في ذلك الوقت كانت أكبر من قوة محمد علي  لكن ذلك لم يمنعه من استخدام أسلوبه المعتاد في استفزاز خصومه والسخرية منهم واستمر في إهانته وتوحيد الناس ضده. 

ومما ساعده على ذلك شعبيته الكبيرة التي كان يتمتع به بين سكان زائير

 فقد كان أغلبهم متابع له منذ بداية مسيرته في عالم الملاكمة، حتى أنهم كانوا يهتفون في الحلبة "اقتل جورج"، وكان دعم الجمهور كله موجه لمحمد علي. ولم يكن جورج الكبير بحاجة أي دعم من الجمهور، فقد كان واثق من قوته الجبارة ومن انتصاره في المباراة. 

 وبالرغم من أن محمد علي كان يبدي الثقة المفرطة وخصوصاً من خلال استهزائه بخصمه، لكن الخوف كان مسيطر عليه داخلياً وعلى يقين بأنه الأضعف في هذه المواجهة، وأنه بحاجة لاستخدام الحيلة حتى يفوز بالمباراة. 

 وقام بنقاشات عديدة مع مدربه وفريقه  لوضع خطة يستطيعون من خلالها امتصاص القوة العظيمة التي يمتلكها الخصم وإضعافه وجاءت اللحظة الموعودة ودخل الملاكمين الحلبة  وسط هتافات ستين ألف مشاهد حضروا لمشاهدة |المباراة| ويقال أن عدد الذين شاهدوا المباراة على التلفاز حول العالم تصل إلى مايقارب المليار. 

 فقد كان أكبر حدث رياضي في ذلك الوقت من دون منازع

 وأول ما دخلوا إلى الحلبة بدأ محمد علي يطبق استراتيجيته المعتادة  فقام بالهجوم على جورج فجأة ومن دون سابق إنذار ووجه له عدة لكمات خاطفة وسريعة  الأمر الذي أغضب جورج كثيراً فرد عليه على الفور بلكمات قوية ومتتالية  وأثناء ذلك تراجع محمد علي وسند جسده على الحبال، وهذه الحركة ساعدته على تلقي |اللكمات| من دون أن يشعر بقوتها. 

فهل كانت هذه المباراة من نصيب محمد علي كلاي 

إقرأ المزيد.........

تهاني الشويكي 

مؤسسة سطر لصناعة المُحتوى العربي 1/31/2022 11:07:00 ص

قصة حياة أسطورة عالم الملاكمة محمد علي كلاي الجزء الأول  -
 قصة حياة أسطورة عالم الملاكمة محمد علي كلاي  - الجزء الأول -
تصميم الصورة : ريم أبو فخر

 أعظم ملاكم في التاريخ  والذي يعتبر أهم شخصية رياضية في القرن العشرين

 عانى من العنصرية منذ نعومة أظفاره ووقف ضدها وحاربها، اعتنق الإسلام وغير اسمه، قابل شخصيات مهمة مثل مالكوم اكس ومارتن لوثر كينغ. 

- وقف ضد الحكومة الأمريكية وكان معارضاً لحرب فيتنام، وعلى أثرها خسر لقبه وانسحبت منه رخصة الملاكمة. 

محمد علي كلاي أو كما كان يعرف بإسمه السابق" كاسيوس مارسلس كلاي"

 ولد في ١٧ كانون الثاني عام ١٩٤٢، في مدينة لويفيل والتي تقع في |ولاية كنتاكي الأمريكية|، وكان واضح منذ ولادته أنه يملك كتلة جسدية أكبر من أقرانه، حيث بدأ بالمشي عندما بلغ العشرة شهور فقط، ويقال أنه عندما كان في عمر السنتين لكم والدته بقوة مما أدى إلى تساقط أسنانها؟! 

 كانت والدته تعمل في تنظيف منازل العائلات الغنية من ذوي البشرة البيضاء، وكان والده يرسم لوحات إعلانية، وكان دخلهم لابأس به مقارنة بغيرهم من |أصحاب البشرة السوداء| الفقراء والمضطهدين في ذلك الوقت حيث كانت فترة مليئة بالعنصرية. 

وبالرغم من كل هذه الظروف القاسية ظل محافظاً على روحه المرحة، وكان يحب اللعب والحركة، وكون مجموعة من الأصدقاء ونصب نفسه زعيماً عليهم، وكان منذ صغره يمتلك ثقة كبيرة بالنفس، وكانت ثقة مفرطة بعض الشيء 

  لم يكن يشارك بأي أنشطة رياضية في مدرسته لكنه كان يحب اللعب مع أصدقائه، ومن الألعاب الغريبة التي كانوا يمارسونها، حيث يطلب منهم رميه بالحصى وهو يحاول تجنبها، هذه اللعبة بينت أن لديه درات فعل سريعة بشكل غير طبيعي. 

مرت الأيام وكبُر كلاي وأصبح عمره ١٢ عاماً

 وفي أحد الأيام كان يركب دراجته مع أحد أخوته وصديقه، وكانوا ذاهبين إلى أحد المعارض وفجأة بدأ المطر يهطل بغزارة، فدخلوا لمبنى المعرض بينما بتوقف المطر، وترك دراجته خارجاً، وعندما خرجوا لم يجد دراجته في مكانها. 

 وبدأ يفكر بردة فعل والده عندما يخبره كيف سُرقت دراجته، وخصوصاً أن سعرها مرتفع بالنسبة لعائلة فقيرة مثلهم؟ واقترح عليه أحد المارة أن يخبر واحد من |رجال الشرطة| الذي يقف على زاوية الطريق، وبالفعل ذهب كلاي ليشتكي له  ولكن الذي لم يكن يعرفه أن مقابلته لهذا الشرطي سوف تغير حياته للأبد.  وعندما بدأ كلاي يخبره عن دراجته المسروقة

 وكيف أنه غاضب ممن فعل ذلك، ولو أنه استطاع معرفته فسوف يضربه ضرباً مبرحاً ويكسر له عظامه، هنا أخبره الشرطي بأنه مدرب ملاكمة في صالة تدريب قريبة وعرض عليه أن يمرنه ويجعله قوياً، بالطبع أعجبته الفكرة وأول ما دخل الصالة الرياضية شعر بالانتماء إلى هذا المكان. 

 فقد كان بالنسبة له المكان المناسب الذي يستطيع من خلاله تحقيق كل طموحاته وأحلامه، وبالرغم من أنه كان ذكي اجتماعياً لكن لديه ضعف في الدراسة والاستيعاب  وكان يعلم أن لا يملك أي مستقبل في الدراسة وكان بحاجة إلى طريقة يكسب بها المال ويصبح غنياً. 

فدائماً ما كان يتذكر كلام والده، بأن الرجل الأسود في هذا |المجتمع العنصري| لايستطيع أن يكسب احترام الآخرين إلا من خلال المال والشهرة، ورأى أن الملاكمة هي الطريق الذي سيكسبه المال و|الشهرة|، وبالتالي سيكسب احترام الآخرين. 

إقرأ المزيد ...........

تهاني الشويكي

مؤسسة سطر لصناعة المُحتوى العربي 1/31/2022 11:08:00 ص

قصة حياة أسطورة عالم الملاكمة محمد علي كلاي  - الجزء الثامن
 قصة حياة أسطورة عالم الملاكمة محمد علي كلاي  - الجزء الثامن
تصميم الصورة : ريم أبو فخر
استكمالاً لما ورد في الجزء السابق

المباراة الحاسمة والتاريخية بين فريزر ومحمد علي كلاي 

 كانت المباراة حدث مرتقب بشكل كبير، لأنها ستكون أول مباراة يلتقي فيها بطلين على العالم، كلاهما لم يهزم ولا مرة في مسيرتهم الاحترافية، فكانت هذه المباراة مصيرية وسيتم من خلالها تتويج البطل الحقيقي وأيضاً ستكون أول هزيمة للخاسر. 

بدأت المباراة، وكان غضب فريزر ورغبته في الانتقام قد وصلت لأقصى حد  حيث بدأ بالهجوم بكل قوته ووجه ضربات متتالية وقوية لخصمه  وكان واضح للجميع أن محمد علي لم يكن كسابق عهده في حلبة القتال فما تميز به سابقاً من سرعة وخفة حركة لم تكن موجودة في أدائه هذه المرة، كان فريزر متميز بقبضته اليسرى القوية والجبارة بشكل غير طبيعي، والتي كانت سبباً في وصوله للقب بطل العالم. 

كان فريزر غاضب ونار الانتقام مشتعلة في داخله

وكان من الواضح على محمد علي أنه غير قادر على تفادي لكمات خصمه واستمر فريزر بالضغط عليه بضرباته المتتالية من دون أن يعطيه فرصة ليتنفس، وبالرغم من كل ذلك، إلا أن محمد علي كان يملك قدرة جبارة على التحمل. 

كان القتال طويل ومرهق  واستمر لخمسة عشرة جولة في مباراة كانت تعتبر أكبر مباراة في |تاريخ الملاكمة| ، وكان فريزر هو المنتصر في معظم الجولات، وفي الجولة الأخيرة تمكن فريزر أن يسقط محمد علي بلكمة يسرى خاطفة وسريعة  واعتقد الجميع أنها كانت نهاية المباراة. 

ولكن محمد علي استطاع أن يستجمع قواه ووقف على قدميه مواجهاً خصمه وبالرغم من كل هذا الصمود إلا أن الحكام أجمعوا على أن فريزر هو المنتصر وهكذا حقق انتقامه من كلاي الذي أهانه بشدة 

وحاز على لقب بطل العالم في الوزن الثقيل بدون منازع. 

 وكانت هذه الهزيمة صفعة موجعة بالنسبة لمحمدعلي  وتأكد بأن بحاجة لأن يبذل جهد أكبر من قبل ليواكب الجيل الجديد  وبالفعل بعزيمة وإصرار لامثيل له، دخل في معسكر تدريبي منعزل حتى يصب كامل تركيزه وجهده على التدريب  فقد كان يركض مسافات طويلة ويقوم بتقطيع الخشب والأخشاب  ويقوم بتمارين |الملاكمة| أغلب وقته. 

 كان لديه إرادة وعزيمة لكي يعود إلى الحلبة أفضل مماكان عليه من قبل  وبالفعل خاض العديد من النزالات وكان يكسب الواحد تلو الآخر، بينما خسر جو فريزر اللقب على يد مصارع شاب جديد على الساحة، اسمه" جورج فورمن"  والذي عرف بلقب"جورج الكبير"، وكان أشبه بدبابة تمشي على الأرض من شدة قوته. 

 كان مظهره مخيف ومرعب لأي خصم يريد مواجهته

 واستطاع بقوته أن يهزم فريزر ويأخذ منه اللقب في حين كان هدف محمد علي استعادت اللقب  لكن كان يجب عليه هزيمة فريزر قبل مواجهته لبطل العالم الجديد. 

-وكان كل من فريزر ومحمد علي بحاجة لأن يهزم أحدهما الآخر ليحظى بفرصة مواجهة بطل العالم جورج فورمن اتفق الاثنان على مواجهة بعضهم ليتسنى للفائز محاولة استرجاع اللقب. 

وأقيمت المباراة المنتظرة وظهرت نتيجة تدريبات محمد علي المكثفة والشاقة  عندما استطاع هزيمة فريزر، وقدم أداء متميز ومحترف وخرج منتصراً من المباراة. 

- وبعد هذا الانتصار تمكن محمد علي من الوصول للمكان الذي يريده بعد سنتين من التمرينات الشاقة والعمل المتواصل أصبح في الموقع الذي يسمح له بمنافسة بطل العالم جورج الكبير على اللقب. 

إقرأ المزيد..........

تهاني الشويكي

يتم التشغيل بواسطة Blogger.