علم الفلك في الحضارة الإسلامية - الجزء الأول - سليمان أبو طافش
علم الفلك في الحضارة الإسلامية |
كثيرة هي| الآيات القرآنية |التي تحدثت عن| الفلك| و| الأجرام السماوية| وتسلسل خلق السماوات و الأرض وغير ذلك الكثير من الأمور المتعلقة بعلم الفلك .
و لكن بعيداً عن القرآن الكريم ما هو دور العلماء المسلمين في تطور علم الفلك وما هي المساهمات التي قدمها المسلمون في هذا المجال؟
بعد انطلاق عمليات النقل و |الترجمة |من الحضارات الأخرى كالهندية و| الفارسية| و| الإغريقية |في شتى مجالات المعرفة و|العلم|
ظهر عددٌ من |العلماء المسلمين |الذين برعوا في| علم الفلك| فلم يكتفوا بعمليات النقل و الترجمة
بل أضافوا الكثير كما دققوا في صحة ما نقلوه وتأكدوا من القياسات القديمة بأنفسهم و أعادوا النظر في كل ما وصلهم و ما كان معروفاً آنذاك،
و من أشهر علماء الفلك المسلمين يمكن أن نذكر :
1) أبو عبد الله محمد بن سنان البتاني:
الذي وضع| علم حساب المثلثات الكروية |وحسب طول السنة و استنتج حركة| الشمس |بالنسبة للنجوم وقد استشهد| كوبرنيكوس| كثيراً بما جاء به.
2) عبد الرحمن الصوفي:
له عدة مؤلفات هامة اتصفت بالدقة و الإتقان في عمليات| الرصد |و |الرسم |مثل كتاب "الكواكب الثابتة" وكتاب "التذكرة"
ويعتبر أول من رصد و درس| بقعة أندروميدا |التي تبين حديثاً بأنها| مجرة|.
3) أبو الوفا محمد بن محمد البزجاني:
ويعتبر من كبار |علماء العرب |في| الرياضيات| و| الفلك |ومن أهم اكتشافاته الخلل الثالث في| حركة القمر|
وهو ما يسمى اليوم بالتفاوت في حركة القمر.
4) أبو حسن علي بن يونس:
ويعتبر من كبار الفلكيين العرب وقد كرّمه |الفاطميون| وشجعّوه فبنوا له| مرصداً| في| دار الحكمة| في |القاهرة| و اسموه |مرصد ابن يونس |
ومن أهم أعماله رصده |كسوف الشمس| و |خسوف القمر| وحسابه الدقيق لميل دائرة البروج.
5) أبو علي الحسن بن الهيثم:
الذي أبدع في علومٍ عديدة ويعتبر مؤسس| علم البصريات| كما برز في علم الفلك
فكتب ما لا يقل عن ثمانين كتاباً ورسالة حول سير |الكواكب| و |القمر |ومن المعروف أن |كبلر| الذي جاء بعد| ابن الهيثم| بستة قرون قد استفاد كثيراً من علوم ابن الهيثم للوصول إلى قوانينه الحديثة.
6) نصير الدين الطوسي:
الذي عرف بأرصاده الهامة التي قام بها في |مرصد ماراغا| في| إيران|
ومن أهم مؤلفاته كتاب "ظاهرات الفلك" و كتاب "زبدة الإدراك في هيئة الأفلاك".
7) ابن الشاطر:
الذي برز في| دمشق| و ألف كتاب "السول في تصحيح الأصول" وكتاب "زيج الكواكب" و كتاب "تعليق الأرصاد".
وقد انتشرت |المراصد |على امتداد مساحة |الدولة الإسلامية|
فكان أول مرصدٍ بناه المأمون في |بغداد| وكان مرصد ابن يونس في القاهرة
وكذلك مرصد في |إسطنبول |ومرصد في |سمرقد| ومرصد في| ماراغا|
وكل ذلك يؤكد على أهمية علم الفلك عند المسلمين
فقد قال البتاني بأن علم الفلك هو أعظم العلوم بعد الدين.
ومن الجدير بالذكر بأن بعض| الفوهات |الموجودة على سطح |القمر| تحمل أسماء علماء مسلمون تخليداً لهم وتمجيداً لمساهماتهم الكبيرة في هذا المجال.
إقرأ المزيد ...
🔭بقلمي سليمان أبو طافش