عرض المشاركات المصنفة بحسب مدى الصلة بالموضوع لطلب البحث قتل زوجها. تصنيف بحسب التاريخ عرض كل المشاركات

مؤسسة سطر لصناعة المُحتوى العربي 3/21/2022 02:27:00 م
قضية الأرملة العنكبوت الصادمة والنهاية الغير المتوقعة - تصميم وفاء المؤذن
قضية الأرملة العنكبوت الصادمة والنهاية الغير المتوقعة
 تصميم وفاء المؤذن

 بدأت القصة بمكالمة هاتفية لشرطة النجدة

 من سيدة تدعى ستاسي كاسترو، وأخبرتهم أن زوجها أقفل باب غرفة النوم على نفسه منذ أيام، ولا يرد على أحد، وعندما وصلت الشرطة، اقتحموا الغرفة ووجدوا على الطاولة بجانب السرير، زجاجة كحول، وزجاجة عصير، وكأسين أحدهما فارغ والآخر بداخله سائل لونه أخضر، والواضح أن زوجها لم يكن على |قيد الحياة|. 

-ولدت ستاسي كاسترو في ٢٤ تموز عام ١٩٦٧، في نيويورك في أمريكا، وفي عام ١٩٨٥ وفي ذلك الوقت كانت قد بلغت الثمانية عشر عاماً، تعرفت عن طريق أصدقائها على شخص يدعى مايكل وولس، وعاشوا معاً قصة حب استمرت ثلاث سنوات، وفي عام ١٩٨٨ كُللت قصتهم بالزواج وكانوا في غاية السعادة، ورزقوا بطفلتهم آشلي في نفس العام، وفي عام ١٩٩٩ أنجبت ابنتها بري. 

- في ذلك الوقت كان مايكل يعمل في ميكانيك السيارات، وستاسي موظفة في شركة، وكانت حالتهم المادية جيدة، وكان هناك ترابط قوي بينهم وبين أطفالهم، ولكن كان هناك شك بأن مايكل غير مخلص لزوجته ويشرب الكحول كثيراً، وكانت على وشك الانفصال عنه، وفي عام ١٩٩٩ أخذت قرارها النهائي، وكانت تبحث عن محامي لتبدأ بإجراءات الطلاق. 

-لكنها قررت أن تؤخر الموضوع لحين انتهاء احتفالات عيد الميلاد، حتى لاتتأثر نفسية أطفالها بما سيحدث، والغريب أن مايكل أصيب بالتعب الجسدي والمرض، وبقي في المنزل من دون عمل مايقارب الستة أسابيع، وكان غير قادر على النهوض من على السرير، وتصيبه حالة |ارتعاش|، ويتقيأ بشكل مستمر، وكان غير قادر على المشي والكلام، وكان يبلغ من العمر ثمانية وثلاثون سنة، وغير مصاب بأي نوع من الأمراض. 

في ليلة عيد الميلاد

وأثناء اجتماعهم على العشاء، أحد أقارب مايكل، أخبره بأن التعب واضح على وجهه، وأنه من المفروض أن يراه الطبيب، ولكن للأسف |توفي مايكل| بعد أسبوعين فقط، في ١١كانون الثاني عام٢٠٠٠، وحسب تقرير الطبيب، أن |سبب الوفاة| سكتة قلبية. 

- وسببت وفاته آثار شكوك عائلته، فهو لم يتعرض لأي وعكة صحية من قبل، وكانت أموره الجسدية سليمة، فطلبت أخته |تشريح الجثة| لتتأكد من سبب الوفاة، لكن ستاسي أخبرتهم أنها تثق بكلام الطبيب ،ولا حاجة لتعذيبه بتشريح جسده، وتم دفن مايكل، وبعد ذلك حصلت على خمسين ألف دولار، من بوليصة التأمين على حياة مايكل. 

وبعد وفاة مايكل بثلاث سنوات 

تعرفت ستاسي على شخص يدعى ديفيد كاسترو، عن طريق صديق مشترك بينهما، وأعجبوا ببعضهم وتزوجوا في نفس العام، وبما أن ديفيد كان رجل أعمال، عملت ستاسي معه في نفس المجال، وكان ديفيد متزوج من قبل، وكان لديه ابن اسمه ديفيد جونيور، وكان مقرب جداً من ابنه. 

- وفي ٢٢آب عام ٢٠٠٥، اتصلت ستاسي بالشرطة، وكانت في العمل، وأخبرتهم أن زوجها لم يأتي للعمل، وأنه في عطلة نهاية الأسبوع، كان في غرفته لوحده، والباب مقفل، وحاولت جاهدة لكنه لم يفتح لها، ولم يرد عليها، حتى أنها حاولت الاتصال على هاتفه، لكنه لم يجب، وأنها تشعر بالخوف بأن يكون قد فعل شيء بنفسه، وخصوصاً أنه يحتفظ بمسدس تحت السرير، فقد كان في حالة اكتئاب، لأن والده توفي من فترة قصيرة، و تشاجر معها قبل أن يدخل الغرفة. 

-وسبب الخلاف بينهما، أنه أراد السفر للاحتفال بذكرى زواجهم الثانية، ولكنها رفضت أن تترك الأولاد كل هذه الفترة، وانتهى النقاش بدخوله الغرفة، وإغلاقه الباب على نفسه، وعندما وصلت الشرطة المنزل، واقتربوا من غرفة ديفيد، سمعوا صوت مذياع من الداخل، ونادوا عليه محاولين إقناعه بالخروج ولكنه لم يجب، وعندما كسروا باب الغرفة، وجدوا ديفيد على السرير متجرد من ملابسه ،وكان قد |فارق الحياة|، ووجدوا على الطاولة أمامه زجاجة كحول، و زجاجة عصير التوت، وكأس فيه سائل أخضر وهو مانع للتجمد، ويستخدم في السيارة، ليمنع تجمد الماء في السيارة شتاءً. 

هل كانت ستاسي هي المسؤولة

- عندما عرفت بوفاة ديفيد، انهارت وكانت في حالة حزن شديدة، وأظهرت نتائج التحليل الجنائي، أن ديفيد أنهى حياته بنفسه عن طريق شربه لسائل مانع التجمد، ولكن أصدقاء ديفيد وزوجته السابقة، كانوا مستبعدين انتحار ديفيد، وذهب المحققون للمنزل للتأكد بأن وفاة ديفيد كانت بيده، ولم تكن بفعل فاعل. 

- وعند بحثهم وجدوا أداة تستخدم في المطبخ، تقوم عند الضغط عليها بسحب مرق الدجاج ثم توزعه فوق الطبق كاملاً، مرمية في سلة القمامة في المطبخ، وتنبعث منها رائحة الكحول، ولفتت انتباه المحققين فأخذوها للتحليل الجنائي، وأظهرت النتائج وجود حمض نووي لديفيد على طرف الأداة، ووجدوا بقايا للسائل الأخضر، وأيضاً بصمات ستاسي على الأداة، وعلى أسفل كأس العصير في غرفة ديفيد، وكأنها كانت تمسك الكأس من الأسفل ليشرب منه كما توقع المحققين. 

-واكتشف المحققين أن ديفيد وضع كل ما يملك باسم ستاسي، ولم يترك شيئاً لابنه من لحمه ودمه ديفيد جونيور، بالرغم من أنهم كانوا مقربين من بعضهم، مما آثار |شكوك المحققين|، ووضعت ستاسي تحت المراقبة. 

قضية الأرملة العنكبوت الصادمة والنهاية الغير المتوقعة - تصميم وفاء المؤذن
قضية الأرملة العنكبوت الصادمة والنهاية الغير المتوقعة
تصميم وفاء المؤذن

تم وضعها تحت المراقبة

 فلو كانت تعاني لخسارتها زوجها بالتأكيد ستذهب لزيارة قبره، ولكنها لم تذهب أبداً، والغريب أنها دفنت ديفيد بجانب زوجها المتوفي مايكل. 

- وكانت خلال التحقيقات، قد أخبرت المحققين أنها غادرت المنزل بعد شجارها مع ديفيد، وحاولت الاتصال به عدة مرات خلال العطلة ولكنه لم يجب عليها، ولكن بعد التحريات، اكتشفوا من سجلات مكالمة ستاسي، أنها لم تحاول الاتصال به سوى مرة واحدة، وكانت قبل أن تتصل وتبلغ الشرطة بعدم قدومه للعمل. 

- وعندما بحث المحققون أكثر في حياتها، تبين معهم أن زوجها مايكل توفي فجأة بسكتة قلبية، رغم أنه لم يكن يشتكي من أي مرض، وفي عام ٢٠٠٧، قام المحققون بإصدار أمر بتشريح جثمان مايكل ولس، واتضح لهم أن شرب كمية من سائل مانع التجمد، والذي يمتصه الجسم بسرعة، ويتحول إلى حبات تشبه الكريستال، والذي يدمر الجسم ويسبب فشل في الكلى والكبد ويؤدي للوفاة، وهذا هو سبب وفاة مايكل. 

تم استدعاء ستاسي للتحقيق

 وتم إخبارها أن ديفيد توفي بسبب شربه كمية من هذا السائل، فأخبرتهم أنه ببساطة أخذ الفكرة من مسلسل كانوا يشاهدونه معاً، وأن البطلة سممت أزواجها بهذه الطريقة، ولكن المحققين كانوا متأكدين أن ستاسي لها يد في |مقتل| ديفيد، وأنها هي من خلطت العصير بسائل مانع التجمد، والدليل وجود بصماتها على الكأس، وقامت باستخدام أداة المطبخ، لتسحب بها السائل وتضعه في فمه، وهذا يفسر وجود حمضه النووي على جانبها. 

-ثم قام المحققين باستجواب ابنتها الكبيرة آشلي، وأخبروها بشكوكهم بأن والدتها مسؤولة عن وفاة والدها وعن وفاة ديفيد، وكانت في حالة انزعاج وصدمة، وأخبرتهم بأنهم يريدون إلقاء التهم جزافاً، وعندما علمت ستاسي بالأمر أتصلت بإحدى صديقاتها، وأخبرتها عن مدى قلقها لأنها لم تفعل شيئاً مما تتهم به. 

- وبعد مرور يومين، اتصلت ستاسي بالإسعاف، حيث أخبرتها ابنتها بري، أنها وجدت آشلي في غرفتها وكانت فاقدة للوعي، وتم إيجاد زجاجة كحول فارغة، وأربع علب فارغة لمسكن آلام، ورسالة كتبت فيها أنها تحب والدتها وأختها، واعترفت أنها المسؤولة عن وفاة والدها وزوج أمها، وكتبت بالتفصيل طريقة ارتكابها للجريمتين. 

-وتم نقل آشلي للمشفى، واستطاع الأطباء إنقاذها، ولحسن الحظ أنها بقيت على قيد الحياة، وبما أنها اعترفت بالجريمة بالرسالة التي تركتها، فقد كانت تخضع للحراسة المشددة من رجال الشرطة، وعندما عادت لوعيها كان بجانبها أختها بري، التي أخبرتها على الفور بمحتوى الرسالة، وكيف أنها اعترفت بقتل والدها ويفيد، وكانت تطلب منها تفسيراً لما فعلته، وأخبرت المحققين بأنها لم تكتب أي شيء ولم تحاول |الانتحار|، وأن آخر شيء تتذكره أن والدتها اتصلت بها وطلبت منها العودة للمنزل لتجلس معها، لأنها كانت منزعجة  لأن المحققين يوجهون شكوكهم نحوها، وأخبرتهم أنها شربت الكحول مع والدتها وكان طعمه غريب. 

تم القبض على ستاسي 

بتهمة قتل ديفيد كاسترو و|محاولة قتل| ابنتها، وكانت هي المستفيدة الوحيدة من موتهم، فقد أخذت أموال بوليصة التأمين بعد وفاة مايكل، وزورت  وصية ديفيد وورثت كل أملاكه، وعندما أدركت أن جرائمها ستكشف حاولت قتل ابنتها ورمي التهم عليها. 

-وفي ٥ آذار عام ٢٠٠٩، تم الحكم عليها بالسجن واحد وخمسون عاماً، بدون إمكانية الإفراج المشروط، بتهمة قتل ديفيد كاسترو ومحاولة قتل ابنتها، وكان هناك شكوك أن يكون والدها أحد ضحاياها، فقد كانت آخر زواره في المشفى، ودخلت غرفته ومعها مشروب غازي، وتوفي بعد يوم واحد من زيارتها له، وكانت هي المستفيدة الوحيدة من وفاته، لأنها ورثت كل أملاكه، والغريب أنها طالبت بحرق جثته. 

- وفي ١١حزيران عام ٢٠١٦، تم العثور على ستاتي وقد فارقت الحياة في زنزانتها، بسبب سكتة قلبية. 

فما رأيكم بما فعلته ستاسي وخصوصاً مع ابنتها؟ 

وهل حب المال يحول الإنسان إلى وحش؟ 

أترك لكم التعليق 

بقلمي: تهاني الشويكي

مؤسسة سطر لصناعة المُحتوى العربي 3/21/2022 01:07:00 م
هل الحقيقة تحتاج البحث عنها لنعرف تفاصيلها بهذه القصة -الجزء الأول- تصميم وفاء المؤذن
 هل الحقيقة تحتاج البحث عنها لنعرف تفاصيلها بهذه القصة -الجزء الأول
 تصميم وفاء المؤذن

لننتقل اليوم إلى مدينة العراق بقصتنا التالية المشوقة

 وإلى حي (سامراء) تحديداً، من أحد سكان هذه المدينة وجد |معلم فاضل قدير|، يقوم بالتدريس بأحد مدارس الثانوية، معروف بأخلاقه وأنه بقمة الاحترام والتقدير وجميع من يعرفه يحبه ويرتاح للحديث معه.

وشاء القدر أن تخطف روحه فوافته المنية بعد أن تم |قتله|، زوجة منهارة من حزنها على زوجها الذي سجل قتله ضد مجهول وأبن يبكي على فراق والده، أهالي الحي يشاركوهم حزنهم فقد كان معروفاً أنه من خيرة الرجال هناك، أما والدته فقد تسبب خبر وفاته لها بحالة نفسية سيئة جداً، فقد كان الولد الوحيد لها واليوم فارق فلذة كبدها الحياة.

حياة هذا الرجل كانت محدودة جداً فقد كان يذهب إلى عمله في الصباح، وعند الانتهاء يعود لمنزله وعند حلول المساء يذهب لزيارة بيت والدته والبقاء عندها لبعض الوقت، ومن ثم العودة لمنزله وهكذا، فلم يكن لديه الكثير من الأصدقاء.

مر الوقت وكما هو معروف أن الزمن كفيل بتخفيف الألم

 فقد اعتادت الزوجة على غياب زوجها وأصبحت الأم والأب لهذا الطفل، والصغير يوماً بعد يوم توقف عن طلب رؤيته على مدار الساعة، أما والدته المسكينة فمنذ تلك الليلة التي فقدت فيها ولدها أصبحت انطوائية ومنعزلة، لا تخرج من المنزل أبداً ولا تستقبل أحد عندها، وتدهورت حالتها الصحية.

وظلت على هذه الحالة إلا أن قررت بأحد الأيام مواجهة زوجة ابنها والقول لها، أنها تريد أن يأتي الطفل للعيش معها وترك والدته فهو في النهاية حفيدها وابن ولدها الوحيد، وبنظرها أنها الأحق براعيته وتربيته من أمه.

وبالعودة بالزمن قليلاً بالتحديد بفترة زواج هذا الرجل، فلم تكون أمه وزوجته على وفاق بل بالعكس تماماً كانوا على خلاف دائم، فأمه لم تكن تتحمل أي كلمه من زوجته والزوجة أيضاً، وبقى الوضع هكذا إلى أن قرر |الزوج| الانفصال بحياته وتأسيس عائلة في منزل مستقل عن منزل والديه، ولكن هذا لم يمنعه من حبه لوالدته وطاعتها وزيارتها كل يوم.

وبالفعل قام بشراء منزل صغير وبدأت الأوضاع تأخذ مسار أقل حساسية بين الزوجة والأم، فأًصبح لكل منهما حبها الخاص من هذا الرجل ، كان عادلاً بمعاملته لكلا المرأتين، فزوجته أعطاها حقها من الحب والاهتمام، وأمه أعطاها الرعاية وتأمين جميع مستلزماتها اليومية.

عندما أبدت الجدة غايتها بأخذ الطفل الأم بادرتها بالرفض التام فهي لن تتخلى عنه مهما كلفها الأمر، وهنا بدأت المشاكل لسابق عهدها، فلم يبقى أحد بالحي إلا وقد علم بالقصة التي بينهما.

هل الحقيقة تحتاج البحث عنها لنعرف تفاصيلها بهذه القصة -الجزء الأول- تصميم وفاء المؤذن
هل الحقيقة تحتاج البحث عنها لنعرف تفاصيلها بهذه القصة -الجزء الأول
 تصميم وفاء المؤذن

موت هذا الرجل جعل الماضي يصحى من غفلته

 وعودة العلاقات لتزداد توتر بين أم طفله وأمه، الأم تتوسط لدى كبار العائلة والزوجة تستنجد بأهلها، وهكذا مرت الأيام وهي تزداد سوء.
جاء أحد كبار العائلتين وبدأ بحديثه مع زوجة هذا الرجل بكل هدوء فقال: أنها بالنهاية أم وقلبها يشتعل ناراً ولهيباً على ولدها وأنك أنتِ أيضاً أم ولا بد أن هذا الشعور تعلمين مقدار ألمه، قابلته بالصراخ وبكلمة مستحيل، فهنا الجميع أبدى استغراب أصرار الأم على عدم ذهاب الطفل لجدته، وبنفس الوقت تمسك الجدة الشديد بحفيدها.

مرت الأيام والليالي وبدأت الجدة بمراقبة منزل ولدها

 إلى أن جاء اليوم التي رأت بها زوجة أبنها قد خرجت من المنزل بمرافقة الطفل، سارت خلفهم على حذر إلى أن وصلوا إلى أحد الأسواق القريبة، وتركت الأم إلى أن غفلت عينها عن ولدها لبرهة وسحبت الولد منها، فهذا الطفل عندما رأى جدته فرح ولم يصرخ أو ينزعج ابداً من عملية السحب التي قامت بها، بالعكس فقد فرح وبشدة.
وماهي إلا بضع ثواني إلى أن اختفت الجدة والطفل من السوق بشكل كامل، عندما أحست الأم بفقدان ولدها بدأت بعمليات البحث مع البكاء والنحيب المتواصل، ألتمت الناس بالقرب منها وبدأ الجميع بالبحث ولكن دون فائدة فالولد لا أثر له، وهنا الأم بدأت بالصراخ أن جدته هي من قامت باختطافه فهي قد هددتها بهذا الأمر فيما سبق.
وعلى الفور تم استدعاء الأمن وفتحوا السجلات الخاصة واردفوا هذه القضية بينهم، توجهوا إلى بيت الجدة بعد أن أتهمتها زوجة ابنها ب|اختطاف| هذا الطفل، طرقوا الباب بقوة ولكن لا أحد يجيب، توجهوا لجميع أقارب هذه الجدة ولكن دون فائدة، فهي لم تتواجد بمنزل أي أحد منهم.
تم السؤال عن الجدة لدى جميع من يعرفها ولكن لم يراها أحد منذ فترة زمنية، فهي أصبحت قليلة الخروج من المنزل بعد وفاة أبنها، وعند استفسار الجميع عن سبب السؤال عن المرأة العجوز بادرتهم الشرطة بالإجابة، أنها متهمة باختطاف حفيدها من أمه من دون موافقتها.
توسعت التحقيقات وآخذت أكثر من أسبوع بالبحث عن الجدة والطفل، والأم يكاد قلبها أن ينفطر لاختفاء ولدها فلم يمضي على خروجها من العدة الزوجية إلا بضعة أيام وجرحها طازج، فكيف لها أن تفقد ابنها أيضاً، ويكاد عقلها أن يذهب كلما استذكرت الأمر.
وما زاد قلق الأم أن الجميع تحدث عن الحالة النفسية التي وصلت لها الجدة بعد الوفاة، فازداد قلق الأم وخوفها من أن تفعل به الجدة شيء ما أو أن تقوم بأذيته للانتقام منها.
هل الحقيقة تحتاج البحث عنها لنعرف تفاصيلها بهذه القصة -الجزء الأول- تصميم وفاء المؤذن
هل الحقيقة تحتاج البحث عنها لنعرف تفاصيلها بهذه القصة -الجزء الأول
 تصميم وفاء المؤذن

مر الأسبوع الأول والأسبوع الثاني ولم يستجد أي شيء

ازدادت التحقيقات وتوسعت والأم المسكينة دخلت بحالة مرض، فلا يمكنها أن |تفقد زوجها| ومن ثم يتم |اختطاف ابنها|، ومن قبل من؟!  من قبل جدته فهل غايتها تلويع قلب الأم، أم فقط تريد الاستمتاع بوقتها مع الطفل.
في الأسبوع الثالث من البحث المستمر حدثت المفاجئة، قامت الجدة بالتوجه إلى أحد مكاتب الفروع الأمنية في سامراء وكان يشغل هذا المنصب رجل ذو نفوذ كبيرة، طرقت الباب واستأذنت بالدخول ومعها الطفل ممسكة بيده، وبالفعل تم السماح لها بالدخول إلى هذا الرجل.
فبدأت بطلب الأذن للتكلم وأخذ وقت العقيد الجالس وقالت، أنها تملك قصة تريد سردها عليه فوافق، فقالت أنها فلانة من العائلة فلانية وأنها من سكان سامراء وأنها نفس العجوز التي يتم البحث عنها بقضية اختطاف حفيدها، وبادرها بالسؤال عن سبب خطف هذا الطفل، فقالت أنها أم المعلم الذي قتل وتم تسجيل قضيته ضد مجهول.

بالعودة إلى الأيام التي سبقت وفاة المعلم

 في يوم من الأيام كان خارج مع زوجته وابنه للتنزه، وتحديداً ذهبوا إلى نهر دجلة القريب منهم لزيارة أحد الأصدقاء، وبعد الانتهاء والعودة إلى المنزل فوجئوا بثلاثة أشخاص ظهروا فجأة أمامهم وحاولوا سرقة العائلة وتهديدها، فما كان من المعلم إلا أنه قام بالدفاع عن نفسه وعن عائلته، فبادره أحد هؤلاء الثلاثة ب|طلق ناري| اخترق صدره وسببت بمقتله على الفور.
وقامت الشرطة بالبحث والتحقيق ورفع البصمات وجميع الإجراءات ولكن دون فائدة، فلم يتمكنوا من العثور على المجرمين وخاصة أنهم كانوا ملثمين، وتم إقفال القضية وقيدت ضد مجهول.
لنعود إلى الجدة التي بعد أن عرفت عن نفسها قالت للمقدم أنها تشك في زوجة ابنها وأنها هي من قتلت المعلم (زوجها)، فضحك المقدم وقال لها أنه من المعيب عليها أن تقوم باختطاف الولد فقط من أجل الانتقام من زوجة ابنها ومن ثم اتهامها بجريمة قتل.
لكن العجوز تحدثت معه بلهجة صارمة وأشبه بالواثقة من كل حرف تتلفظ به، فقالت أنها في الأسبوعين الماضيين تركت الولد عندها وقدمت له جميع ما يحتاج لتهدئته والوثوق بها، وسألته عن تلك الليلة التي قتل فيها والده، فالطفل كان مع أبوه وأمه أثناء الذهاب إلى نهر دجلة وهجوم الملثمين عليهم، واكتشفت أن زوجته هي من قتلته، فسألها كيف؟؟
قالت الجدة للمقدم اسأل الطفل بنفسك ليقص عليك ما جرى، والتفتت إلى الطفل وسألته عن الأشخاص الذين يترددون إلى المنزل بغياب والده قبل مقتله؟، فقال أنه هناك رجل مصري كان يأتي كثيراً وبشكل شبه يومي يوم بإصلاح التيار الكهربائي ولا يأتي إلا بعد أن يذهب والدي للعمل وتبقى والدتي وأنا لوحدنا.
فهل فعلاً تكون الزوجة متورطة بعملية |قتل زوجها|، لنتعرف على الإجابة في الجزء التالي.
آلاء عبد الرحيم

مؤسسة سطر لصناعة المُحتوى العربي 4/11/2022 09:12:00 م

من هي الأميرة التي أبادت شعباً بأكمله انتقاماً لزوجها ؟!!
من هي الأميرة التي أبادت شعباً بأكمله انتقاماً لزوجها ؟!! 
تصميم الصورة : وفاء المؤذن
  
من هي الأميرة التي أبادت شعباً بأكمله انتقاماً لزوجها ؟!! وهل خسارتها لزوجها أشعلت نيران الانتقام في قلبها وكان انتقاماً أسطورياً

هذه القصة من زمن ومكان مختلف، قصة انتقام القديسة لزوجها الراحل والتي تصاعدت فيها مراحل هذا الثأر لدرجة لا يصدقها عقل، فهذه الأميرة القديسة لم تكن ملاكاً على الإطلاق كما صور عنها، فقد كانت أميرة وأرملة مكلومة خسرت زوجها والذي كان تحبه بشغف، ولكن بداخل هذا القلب المُحب كانت تشتعل نيران الانتقام لما فقدته.

 بدأت هذه القصة في القرن العاشر الميلادي

 عندما تزوجت أميرة تدعى أولغا من الأمير إيغور، حيث كان الأمير الحاكم لمنطقة تسمى كييف، وكانت منطقة كبيرة تضم عدد كبير من القبائل، وكان من أكبر الأمراء في ذلك الوقت، فكان زواجها منه يعتبر شرف كبيرة لها، وتوقع الجميع أن تعيش حياة وردية، لكن الأيام كانت تخبأ لها مالم يكن في الحسبان.

 في ذلك الوقت، كان عدد كبير من القبائل تخضع لحكم الأمير إيغور، والتي كانت تقدم جزية كل عام، لتثبت ولائها للحاكم. وإحدى هذه القبائل يطلق عليهم اسم الدريفلين، وكانوا قبائل كبيرة جداً، تضم نبلاء وأمراء، وكان هناك لقاء متفق عليه بين الأمير إيغور وهذه القبيلة ليأخذ منهم الجزية السنوية المفروضة عليهم.

 لكن وللأسف هبت رياح الطمع على الأمير إيغور

 وقرر أن يرفع من قيمة الجزية، أكثر بكثير من المقدار المتفق عليه، ولكن الدريفلين لم يكن لديهم استعداد لدفع هذا المقدار، واعتبروا هذا الطلب ابتزاز لهم ومن المستحيل أن يخضعوا له، وكأنه سار إلى حتفه بإرادته.

 نصب الدريفلين كميناً للأمير، وقتلوه بأسلوب شنيع للغاية، حيث قاموا بثني شجرتين على قدمي الأمير، وربطوهما بساقيه، ثم تركوا الشجرتين تستقيمان مرة أخرى، مما أدى إلى تمزيق جسد الأمير إيغور إلى نصفين.

 بعد وفاة الأمير إيغور

 أصبح عرشه خالياً، وكان عمر ابنه الوحيد في ذلك الوقت ثلاث سنوات فقط، وبذلك وقعت مسؤولية الحكم على زوجته أولغا، التي اعتلت عرش كييف كوصية على ابنها الصغير.

النبلاء والقادة في قبيلة الدريفلين، والذين بقتلهم للأمير تحرروا من سلطة كييف، قرروا أن يستغلوا الأميرة أولغا ظناً منهم أنها ضعيفة و سهلة المنال، وأصبح هدفهم حكم مملكة كييف بأسرها، عن طريق تزويج قائدهم مال من الأميرة أولغا زوجة الأمير الراحل، ظناً منهم أنه من السهل التحكم فيها.

 وبالفعل قاموا بإرسال مبعوثين لتقديم طلب الزواج من الأميرة، ولكن لم يكن لديهم علم بأن أولغا لم تكن تلك المرأة الضعيفة التي تخضع بسهولة، وعلى العكس فقد كانت في قمة الغضب بسبب قتل زوجها، وتمادي الدريفلين وبجاحتهم في تفكيرهم بتزويجها من قائدهم بعد ما فعلوه بزوجها، زاد من غضبها أضعاف مضاعفة.

وبدأت ترسم خطتها الجهنمية، حتى تنتقم لقتل زوجها بتلك الطريقة البشعة، ولتفرض سيطرتها على المنطقة تنفيذاً لرغبته قبل وفاته، فلم يكن أولئك المساكين المغترين بنصرهم على علم بالمصير الذي ينتظرهم.

من هي الأميرة التي أبادت شعباً بأكمله انتقاماً لزوجها ؟!!
من هي الأميرة التي أبادت شعباً بأكمله انتقاماً لزوجها ؟!! 
تصميم الصورة : وفاء المؤذن
  

 أرسل الدريفليون ٢٠ شخص من وجهاء قبيلتهم إلى كييف لإقناع أولغا بموضوع الزواج من قائدهم

 لم تبد الأميرة أولغا غضبها للمبعوثين أو ممانعتها للفكرة، بل على العكس، تعاملت مع طلبهم بكل هدوء أعصاب ودهاء، وأخبرتهم أنها ستأخذ طلبهم بعين الاعتبار وستفكر بالأمر، وطلبت منهم العودة والانتظار في قواربهم ليدخلوا المدينة في اليوم التالي بموكب مهيب يليق بهم.

 وأخبرتهم أنها ستأمر رجالها بحملهم مع قواربهم إلى القصر، احتراماً لهم وليدرك أهل كييف مكانتهم الرفيعة، وأقنعتهم أن هذا التصرف تجنباً منها لممانعة شعبها من زواجها بقاتل ملكهم السابق، ولم يساور الوجهاء أي شك حول نواياها، وعادوا إلى قواربهم بالفعل، معتقدين أنهم أنجزوا مهمتهم بطريقة أسهل مما توقعوه، ولم يكن لديهم أدنى شك بأنها تجهز لهم كميناً، وبأن رجالها كانوا يحفرون حفر كبيرة طوال الليل، وأن هذه الحفر ستكون قبوراً لهم.

 وفي صباح اليوم التالي حُمل الوجهاء بقواربهم من قبل جنود أولغا

 ودخلوا المدينة وكانت تحيط بهم أهازيج الناس،  لكنهم لم يتوجهوا إلى القصر، إنما إلى قبور حُفرت لهم في الليلة السابقة ليدفنوا هناك على قيد الحياة تحت أنظار الأرملة الغاضبة، وعند ذلك سألتهم باستهزاء إذا كان هذا التكريم قد نال رضاهم، وكان جوابهم صرخات رجاء وتوسل واستعطاف، وبكل هدوء وبرودة أعصاب، أمرت رجالها بدفنهم أحياء.

-وتم اخفاء مصير المبعوثين عن الناس

 حتى لاتصل الأخبار لقبيلتهم، ولم تكتف أولغا بذلك ولم يطفئ نيران الغضب بداخلها، فبعثت رسالة إلى الأمير مال تخبره فيها أنها موافقة على طلبه، لكن عليه أن يرسل لخطبتها خيرة رجاله من الحكماء والقادة في موكب مهيب، ليقتنع أهالي أهالي كييف بزواجها منه.

 وكان لها ماطلبت، حيث بعث الدريفليون خيرة رجالهم لخطبة الأميرة، التي أمرت بتوجيههم فور وصولهم، إلى الحمام الكبير في القصر للاستجمام وللتخلص من عناء السفر، وبينما كان وفد الأمير "مال" يستحم،  أغلقت أبواب الحمام بإحكام، وأضرمت فيه النيران ليحترق كل من فيه.

وهكذا تخلصت أولغا من البعثة الثانية، والتي كانت تضم أهم رجال الدريلفين من القادة والوجهاء، وأيضاً أخفت أولغا مصير هذه البعثة.

حتى الآن لم تنفذ أولغا سوى جزء بسيط من انتقامها

 فبعد حرق النبلاء الدريفليين أحياء في حمامها، بدأت تجهز للخطوة الثالثة، والتي كانت عبارة عن جنازة ضخمة لزوجها الراحل الأمير إيغور، توجهت بنفسها مع جنودها إلى العاصمة الدريفلية، وبعثت رسالة تخبر فيها الأمير أنها ستصل قريباً، وطلبت منه تجهيز مأدبة جنازة ليتاح لها أن تحزن على زوجها الراحل قبل الزواج من جديد، وطلبت منه أن يرسل خمسة ألاف جندي لحضور الجنازة تكريماً لزوجها.

 فما هي خطتها القادمة بعد أن دفنتهم وأحرقتهم أحياء ؟

وهل كانت هذه المأدبة التي جهزتها إكراماً لزوجها نهاية الانتقام؟

من هي الأميرة التي أبادت شعباً بأكمله انتقاماً لزوجها ؟!!
من هي الأميرة التي أبادت شعباً بأكمله انتقاماً لزوجها ؟!! 
تصميم الصورة : وفاء المؤذن
  
انصاع الأمير مال لطلبات الأميرة أولغا، ولم يكن لديه أدنى شك بها، ظناً منه أنها تلك المرأة الضعيفة والمفجوعة على زوجها، فترأف بحالها وسمح لها بأن تكرم زوجها الراحل كما تشاء. وخصوصاً أنها وعدته أن تعود مع المبعوثين وتقبل الزواج منه بشكل رسمي.

 استقبل الدريفليون الأميرة وجنودها وأقيمت الجنازة

 وأمرت أولغا جنودها بتقديم كل أنواع المأكولات والمشروبات، خاصة المشروبات الكحولية والخمور، وأكلوا حد التخمة، وشربوا حتى الثمالة، وعند ذلك أمرت أولغا جنودها بتنفيذ الهجوم، حيث قُتل خمسة ألاف جندي من الدريفلين بحد السيف، وتمت إبادتهم في ليلة واحدة، بدون أي خسائر في صفوف جيشها وأتباعها.

ومع موت قادة الدريفلين ومعظم جنودهم، أصبحت الفرصة سانحة لأولغا لتجهيز جيشها ومحاصرة عاصمتهم، وبعد حمام الدم الذي أريق توسل الناجون من أجل الرحمة، وتعهدوا بالانصياع والولاء لها، و بشكل مفاجئ، أبدت أولغا بعض التساهل في هذه المرحلة وأعلنت السلام بعد أن قتلت الآلاف منهم.

وطلبت أن يقوم الناجون بتقديم ثلاث حمامات لها من كل بيت، بدلاً من دفع الجزية، وأوهمتهم أنها لا تريد أن تُثقل عليهم ولن تطلب منهم شيئاً آخر، وخصوصاً أنها على علم بأن أحوالهم المادية باتت سيئة بعد ما تعرضوا له من خسائر.

 وبالرغم من استغرابهم من هذا الطلب الغريب، إلا أنه أثلج صدورهم لأنه سهل التنفيذ ولن يكلفهم الكثير، ولكن لم يخطر على بالهم أن غضب أولغا كان أكبر من أن تقبل بالسلام أو تقتنع به.

خرجت أولغا من العاصمة وحاصرت المدينة هي وجنودها

 وأمرت أن يربط بقدم كل حمامة قطعة قماش طويلة، وداخل كل قطعة قماش قطعة من السلفر( وهي مادة قابلة للاشتعال)وأمرت بإشعالها ، ثم تم إطلاق سراح الحمائم التي ستعود بطبيعتها إلى أعشاشها، لتُضرم النار في منازل وأشجار الدريفليين، حيث أن النار اشتعلت خلال ساعات معدودة، وأصبحت المدينة كتلة من اللهب لم يستطع أحد السيطرة عليها.

 وكان من المستحيل إخماد النيران الملتهبة، لم ينجُ منزل واحد من هذا الحريق الهائل، ولاحتى شجرة في هذه المدينة، أما البشر الذين حاولوا الهرب فترصّد لهم جنود أولغا، ليقتلوا الكثير منهم ويأخدوا من تبقّى كعبيد لهم…

 هنا فقط عندما احترقت المدينة  وأبيدت عن بكرة أبيها، انطفأت نيران الغضب في صدر الأرملة المكلومة، بعد أن أبادتهم بسلسلة من الخطط والمكائد المرعبة، وحققت انتقامها لزوجها وأمنت العرش لابنها.
- وبعد وفاة أولغا بما يقارب ٦٠٠ عام، أُطلقت عليها الكنيسة لقب القديسة.
- وربما تتساءلون، كيف لملكة قتلت شعباً كاملاً بهذه الوحشية أن تصبح قديسة؟ 
- فقد كانت أولغا أول حاكم في كييف يعتنق المسيحية، وكان لها الفضل في انتشار المسيحية في أوروبا الشرقية.

هذه قصة انتقام الأميرة لزوجها فمارأيكم هل كانت على حق؟ أما أنها بالغت فيما فعلته؟
تهاني الشويكي



مؤسسة سطر لصناعة المُحتوى العربي 3/21/2022 01:08:00 م
هل الحقيقة تحتاج البحث عنها لنعرف تفاصيلها بهذه القصة -الجزء الثاني- تصميم وفاء المؤذن
هل الحقيقة تحتاج البحث عنها لنعرف تفاصيلها بهذه القصة -الجزء الثاني
 تصميم وفاء المؤذن
سنكمل أحداث الجزء السابق.

طفل صغير يروي لجدته الأحداث التي كانت تجري في المنزل

 ليقوم ببراءة حديثه بكشف |قاتل والده| وكما هو معروف عن الأطفال أنهم لا يكذبون ولا يؤلفون القصص، لنتابع ما حدث في هذا الجزء.

أكمل الطفل حديثه قائلاً: الغريب أنه كان يدخل مع أمي إلى غرفة النوم الخاصة بها بحجة إلقاء نظرة على التيار الكهربائي، ويبقوا لساعات ضمن الغرفة، ومن ثم سألته الجدة عن الأشخاص الثلاثة الملثمين الذين قاموا بمهاجمتهم، فالطفل ابدى استغرابه فلم يسبق لهم أن تعرضوا للمهاجمة من أحد.

وهنا قالت العجوز أنها متأكدة من أن زوجة ابنها لها علاقة بمقتل ابنها، فهي على علاقة غرامية برجل آخر من دون علم أحد فقط الطفل هو من كشفها، وخاصة أن هذا الرجل بقى على اتصال دائم وزيارات مستمرة للزوجة بعد وفاة زوجها.

هنا فهم العقيد ما تؤول العجوز بالتلميح له

 وعاد بفتح ملف التحقيق الخاص ب|مقتل المعلم|، ورأى أن أقوال الزوجة غير منطقية أبداً وتبدو ركيكة بطريقة سردها، وخاصة أن أقوالها جميعها كانت تدور على الطريقة التي قُتل زوجها فيها، وأن هؤلاء الملثمين لم يحاولوا سرقتها هي أو الطفل ولا حتى التحرش بها، فقط توجهوا إلى المعلم وعند مقاومته قتلوه فوراً، وخاصة أن المكان الذي حدثت به الجريمة يعج بالناس دائماً، فكيف يتم اطلاق النار عليه وسط هؤلاء الناس ولم يسمع أحد بالصوت؟

وبدأ الشك يدخل قلب المقدم أيضاً فجميع ما تم ذكره من الطفل والجدة منطقي ومعقول، وعلى الفور توجهوا إلى منزل الزوجة وتم القاء القبض عليها، وهي تبكي وتلوم الشرطة بأنها على الرغم من المصيبة بموت زوجها واختطاف ابنها ومع ذلك يتم فضحها واستجرارها الى قسم الشرطة؟

فوراً وجه المقدم لها أصابع الاتهام 

وسألها عن الرجل المصري الذي يتردد عليها قبل وبعد وفاة زوجها، وهنا بدت الصدمة والذهول على وجه الزوجة وبدأت بالتحدث بارتباك فرجال الأمن على دراية تامة بجميع ما يجري معها، وفوراً ومن دون أي نقاش |اعترفت| أن هذا الكلام صحيح وأعطتهم عنوان هذا الشاب.

تم توجه الأمن لمنزل الشاب والقاء القبض عليه لاستجوابه، وبدأت الضغوطات عليه واتهامه بقتل الزوج فهو المستفيد الوحيد من موته بالحصول على زوجته لتصبح ملكه، الشاب أنكر أي علاقة له بمقتل الرجل المعلم واعترف أنه على |علاقة| بزوجته فقط، ورغم كل الأساليب المتبعة معه بالتحقيق بقي على أقواله فهو لن يعترف بجريمة لم يرتكبها.

هنا اقترح المقدم أن يتم فتح التقرير الخاص بالطبيب الشرعي

 وهناك تم إيجاد معلومة غريبة وهي:

أن الطلقات التي اخترقت صدر المعلم كان اتجاهها أفقي أي من الأسفل إلى الأعلى، وأن الطلقة التي استقرت في رقبته تدل على صحة الكلام.

هل الحقيقة تحتاج البحث عنها لنعرف تفاصيلها بهذه القصة -الجزء الثاني- تصميم وفاء المؤذن
هل الحقيقة تحتاج البحث عنها لنعرف تفاصيلها بهذه القصة -الجزء الثاني
 تصميم وفاء المؤذن
ازدادت القضية تعقيداً فهنا تحولت من قضية تم تسجيلها ضد مجهول إالى جريمة قتل، تمت بعد أن خُطط لها ونفذت بدقة عالية.

 لنكتشف معاً ماذا تم فعله بهذا المعلم المسكين

لم يخفى على المقدم أن الزوجة قصيرة القامة بشكل ملحوظ، بالإضافة إلى أن زوجها كان طويل القامة، فلو حاولت هي أن تطلق النار سيتم اختراق صدره من الأسفل إلى الأعلى، ولكن إذا تم اعتماد هذه الفرضية، من أين أتت بالسلاح؟ وأين هو الأن؟ 

بدأت التحقيقات تشمل عائلتها فتم استدعاء أخاها الوحيد وأخوتها البنات الأربعة، استجوبت الشرطة الأخوة واحداً تلو الأخر وبالتحقيق تبين أن هذا الأخ يقوم بالخدمة الإلزامية ويمتلك سلاح ناري من قبل الحكومة حتى انتهاء فترة خدمته، فما كان منهم إلا أن قاموا بجلب هذا السلاح ومطابقة طلقاته مع الطلقة التي وجدت بصدر المعلم.

يا للصدمة

 الطلقة ذاتها وهذا السلاح بالتحديد هو الذي استخدم بعملية القتل، في البداية تم اتهامه هو، فنكر نكراً صادماً فما هي الغاية التي اريدها من مقتل زوج أختي، فقال له المقدم إن لم تكن أنت القاتل فبالتأكيد أنت أعطيت |السلاح| لأختك لقتله، وبنفس النكران جاوبهم لماذا يعطيها إياه هل فقد عقله؟

بعد التحقيق مع الأخ اتجهت التحقيقات نحو الأخوات

 وبقيت الاستجوابات سارية إلا أن اعترفت الأخت الصغيرة برؤيتها أختها الأكبر منها سناً، تدخل متسللة إلى غرفة أخاها الشاب وتسرق سلاحه الناري وتخفيه فوراً تحت ملابسها، وبعدها سلمته إلى الأخت المتزوجة (زوجة المعلم).

وهنا كشفت الحقائق واعترفت الزوجة أنها فعلاً أخذت السلاح الخاص بأخيها بمساعدة أختها، واستخدمته بقتل زوجها المعلم أثناء التنزه بالقرب من نهر دجلة، في الوقت الذي غافلت به ابنها لمنعه من رؤيتها وهي تقوم بالجريمة.

ومن ثم جاءت بالطفل ومثلت أنها تبكي ومنهارة على فراق زوجها، وعندما رأها الطفل تبكي بدأ هو أيضاً بالبكاء مصدقاً الرواية التي قصتها أمه على الشرطة، والتي لم يدري أنه ببراءة حديثه وصدقه سيكشف فعل والدته.

تم تحويلها إلى المحكمة المختصة بجريمة القتل العمد عن |سابق إصرار وترصد|، وتم الحكم عليها ب|الإعدام|.

أما الشاب المصري الذي كان على علاقة غرامية معها، أيضاً تم الحكم عليه 15عاماً لنشر الفاحشة في المجتمع.

ولكن قبل تنفيذ حكم الإعدام تبين أن الزوجة حامل، على الفور طالبت الجدة بفحص الDNA للطفل فإن كان من صلب أبنها المتوفي فهي أحق به، أما إذا كان من صلب هذا الشاب المصري فهي ليس لها شأن به.

انتظرت المحكمة حتى موعد الولادة وبعد الفحوصات اللازمة تبين أن هذا الطفل من صلب الشاب المصري، تم أخذه إلى دور الرعاية الخاصة، وتنفيذ حكم الإعدام بالأم.

فهل ترى أنها تستحق ما وصلت إليه في نهاية هذه القصة؟

شاركنا بتعليق.

آلاء عبد الرحيم

مؤسسة سطر لصناعة المُحتوى العربي 3/09/2022 11:07:00 م
سفاحة الرجال التي قتلت مالا يقل عن ستمائة رجل لأكثر من خمسون عاماً - الجزء الأول - تصميم ريم أبو فخر
سفاحة الرجال التي قتلت مالا يقل عن ستمائة رجل لأكثر من خمسون عاماً - الجزء الأول
 تصميم ريم أبو فخر 

نبذة عن حياة سفاحة الرجال

-صُنفت على أنها من أكثر |القتلة المتسلسلين| في عدد الأرواح التي أزهقتها، وبالرغم من ذلك بعضهم لقبها بسفاحة الرجال، والبعض الآخر بملاك الخلاص، حيث أنها لم تكن تحب القتل والدماء، وأن ما دفعها للقيام بذلك لأكثر من عشرون عاماً، هو مساعدة للزوجات التعيسات اللواتي يعانين من الظلم. 

-في النصف الأول من القرن السابع عشر، كانت جوليا توفانا تعيش في باليرمو، وكانت تجمع ما بين الذكاء والجمال واهتمت منذ صغرها بتصنيع الأدوية والعقاقير، ولكن كانت تعاني من ضرب وظُلم والدها لأمها. 

-وعندما كبرت وكانت تعمل في التجارة بمستحضرات التجميل، ولكن في الحقيقة كان هذا العمل مجرد ستار لعملها الرئيسي وهو بيع خلطة سُم سحرية والتي صنعتها بدقة وعناية، وعبأتها بلمسة أنثوية خاصة، وكانت تسميها |أكوا توفانا| نسبةً لها، ومنحتها للنساء المعذبات والمضطهدات، للتخلص من أزواجهن. 

- في خلال عصر النهضة في إيطاليا، ساد ما يسمى بالزواج المدبر، وكانت النساء يُزوجن بالإكراه، في عمر مبكر جداً، ولم يكن للمرأة رأي في اختيار الرجل الذي ستتزوج به، وكانوا يتعرضون للعنف والضرب من قبل أزواجهن، فقد كان الهدف من الزواج في ذلك الوقت، هو السعي  لترسيخ العلاقات بين العائلات، أكثر من البحث عن الحب، ولم يكن هناك فرصة للطلاق، فلم يكن هذا الخيار متاحاً في ذلك الوقت، وكان السبيل الوحيد لإنهاء حياة الذل والإساءة هي بالموت. 

-لم تكن |النساء| تمتلك أي سلطة في حياتها، وكان معظمهم مراهقات لم يتجاوزا الأربعة عشر عاماً، في حين أن أزواجهن، كانوا في منتصف الثلاثينات، وكان للأزواج سيطرة كاملة على زوجاتهن، ويمارسون شتى أنواع الضرب والإهانة، وليس هناك عليهم رقيب. 

- عندما بلغت جوليا الثالثة عشر من العمر، قامت السلطات بإعدام والدتها توفانيا دامو، عام ١٦٣٣ بتهمة قتل زوجها، وأغلب الظن أنها قتلته عن طريق السم. 

مشاركة جيرولاما والدتها في عملها الخفي

- بعد فترة تزوجت جوليا، وأنجبت فتاة اسمتها جيرولاما سبارا، ولم يكن حظها أوفر حظاً من والدتها، فقد كان زوجها يسيء معاملتها، لكنها كانت أكثر اطلاعاً وعلماً واستطاعت تطوير سم، لايمكن أن يترك أثراً. 

 -وبعد مضي عدة سنوات أصبحت جوليا وابنتها يعملان معاً في تصنيع السم، ويقال أن جوليا كانت في منتهى الجمال، مما ساعدها على الانخراط بين خبراء تصنيع الدواء في ذلك الوقت، لتتعلم منهم عدة أسرار ساعدتها في تصنيع السم، البعض يقول أنها أخذت الطريقة من والدتها وطورتها وعدلت عليها، ولكن الأرجح أنها هي من ابتكرت هذا |السم|. 

- عملت جوليا وابنتها في صنع مستحضرات التجميل وبيعها للنساء، ومن خلال عملها كونت العديد من الصداقات مع زبائنها، وخصوصاً النساء المعنّفات من أزواجهن، والتي تعاطفت معهم كثيراً، وقررت مساعدتهن على التخلص من أزواجهن باستخدام خلطتها الخاصة. 

وماهي مكونات أكوا توفانا السحرية؟ 

فكيف استطاعت هذه الإفلات بفعلتها كل هذه السنوات؟ 

 وما السبب في إعدامها بعد ما ساهمت في قتل ما يزيد عن 600 رجل؟ 

تابعونا في الجزء الثاني.

بقلمي: تهاني الشويكي

مؤسسة سطر لصناعة المُحتوى العربي 11/25/2021 11:03:00 م

 مجموعة من الجرائم المتسلسلة ولغز الرسائل المجهولة والفاعل غير متوقع - الجزء الرابع

مجموعة من الجرائم المتسلسلة ولغز الرسائل المجهولة والفاعل غير متوقع - الجزء الرابع
 مجموعة من الجرائم المتسلسلة ولغز الرسائل المجهولة والفاعل غير متوقع - الجزء الرابع
تصميم الصورة: وفاء مؤذن



استكمالاً لما تكلمنا في مقال سابق حول مجموعة من |الجرائم| المتسلسلة ولغز الرسائل المجهولة والفاعل غير متوقع

محاولة القتل الرابعة وكيف تم اكتشاف القاتل؟

-في٢٤ نيسان عام ٢٠٠١، كانت روزا لويس في طريق عودتها للمنزل ليلا ً بعد انتهاء عملها، أوقفت السيارة أمام باب منزلها، وأثناء نزولها من السيارة أُطلق عليها الرصاص في ساحة المنزل، ووقعت على الأرض وكانت تنزف بشدة، وحاولت أن تقاوم وتزحف محاولةً الوصول للمنزل، ولحُسن حظها، كانت صديقتها التي تُقيم معها موجودة في ذلك الوقت، واتصلت  ب|الشرطة| والإسعاف، كانت روزا بحالة سيئة جداً، وتم نقلها للمشفى، وكان من الصعب استجوابها، ومعرفة بعض التفاصيل منها وهي في هذه الحال.

- قام  |المحققون| بالبحث والتفتيش في مسرح الجريمة، وكانوا يبحثون عن الرسالة، التي كان القاتل يتركها في كل جريمة مضت. ولكن في هذه المرة لم يكن هناك أي رسالة في مسرح الجريمة، لكن وجدوا فوراغ الرصاص من عيار أربعين مل، وتأكدوا من أن محاولة القتل هذه تعود للمجرم نفسه المسؤول عن الجرائم الثلاثة. 


ولكن من يكون الفاعل؟

-استجوب المحققون صديقة روزا التي كانت تعيش معها في المنزل، وأخبرتهم بأنها لم ترى المجرم عندما أطلق الرصاص، ولكنها رأت سيارة تخرج مسرعة، وكان لونها أزرق غامق.

وهذا يعني أنها ليست نفس السيارة، التي رأتها الفتاة في جريمة انطونيو.


 فهل هو نفس المجرم أم أنه استبدل السيارة  درء للشبهات؟

- سأل المحققون صديقة روزا عن حياتها وعلاقاتها، وإذا كان هناك عداوة أو خلاف بينها وبين أحد، فأخبرتهم أن روزا عاشت معها في المنزل مؤخراً، لأنها أرادت الانفصال عن زوجها .وأن زوجها كان متعاون معها، وساعدها بنقل أمتعتها لمنزل صديقتها، ولم يكن واضح أن بينهم خلاف.


وعرف المحققون من صديقتها، أنها منذ عشرون سنة تعمل شُرطية مراقبة، وهذه المعلومة لفتت انتباههم، وبعد البحث اكتشفوا أن روزا وسينثيا كانوا يعملون معاً في نفس المكان، وتربطهم علاقة صداقة قوية.


- وكانت النظرية المنطقية للمحققين، أن المشتبه به في هذه القضية، هو أحد السجناء الذين خرجوا مؤخراً وما زالوا تحت الأشراف والمراقبة، وبما أن انطونيو ورودجر لم يكن لهم صلة بعمل الشرطة، فأصبحت نظريتهم ضعيفة بعض الشيء ومن المحتمل أن تكون خاطئة.


-  في تلك الأثناء كانت روزا ما زالت في المشفى ووضعها الصحي لا يسمح بأن يتم استجوابها. وهي متزوجة من شخص يدعى وليم تشارلز لويس، ودام زواجهما عشرون عاماً، وكان لديهم طفلان، وكان زوجها عضو مهم وفعّال وله مكانته واحترامه في الكنيسة.


-عندما وصل المحققون منزل زوج روزا:

 كان زوجها قد وصل تواً للمنزل، وكان يركب سيارة لونها أزرق غامق وبنفس المواصفات التي وصفتها صديقة روزا، مما لفت انتباه المحققين. ومما زاد من شكوكهم هو ردة فعل وليم عندما أخبروه بما حدث، وما تفوه به من كلمات من دون معنى، حيثُ قال لهم( هذا ليس من عاداتها، أنا لا أعرف لماذا حدث هذا)، حتى أنه لم يسأل عن حالتها الصحية، ولا عن المشفى التي نُقلت إليها.


-وبما أن ردة فعله أثارت شكوكهم، طلبوا منه الدخول للمنزل لإكمال حديثهم، وعندما دخلوا وجدوا على المكتب رزمة ورق، ونفس نوع الأقلام التي استُخدمت في الكتابة، على الأوراق التي وجدت في مسرح الجريمة. سألوه عن مكان تواجده ليلة حدوث الجريمة، وأخبرهم أنه كان في المنزل. وفي هذه اللحظة وصل ابنهما، وبعد أن أخبروه بما حصل لوالدته، سألوه اذا كان والده في المنزل في تلك الليلة، وكان جواب الابن لا لم يكن هنا.


-ولكن بسبب اختلاف الإجابات: 

والقلق الظاهر على وجه زوج روزا، قررت الشرطة اصطحاب الأب والابن، لإكمال التحقيق في القسم، أكد زوج روزا أن علاقته بها جيدة، وأن الحياة الزوجية لا تخلو من بعض الخلافات والمشاكل. في حين أن كلام الابن كان مُختلف تماماً، حيث قال أن علاقتهم كانت سيئة جدا وأن والده كان متحكم ومسيطر على تصرفات والدته، وأن الحياة معه لا تحتمل. في تلك اللحظة جاء مدير عمل روزا إلى القسم، ولديه شيء في منتهى الأهمية، وهي رسالة أعطته إياها روزا قبل مقتل سينثيا بخمسة أيام، وأخبرته بالتفصيل أن يفتح هذه الرسالة إذا حدث لها أي مكروه، وكان محتوى الرسالة(تشارلز هو المسؤول عن أي شيء يحدث معي).


-وتوصل المحققون إلى معلومة من ابنهما، أن تشارلز استأجر سيارة شيفروليه لون ذهبي، للسفر إلى مدينة أخرى لحضور مؤتمر،في نفس ليلة مقتل رودجر وانطونيو.


- أصدر المحققون أمر من المحكمة،لأخذ بصمة من شفاه تشارلز، وعينة من الحمض النووي،وكتب على ورقة بخط يده،وأرسلو العينات إلى المختبر للتحليل الجنائي، وكانوا متطابقين تماماً. ومن خلال سجل هاتفه، استطاعوا معرفة أنه كان موجود في المنطقة وقت حدوث كل الجرائم.


-تم القبض على تشارلز، بتهمة قتل سينثيا وأنطونيو، ومحاولة قتل رودجر وروزا، وكان السبب وراء هذه الجرائم، أن روزا أرادت الانفصال عنه بعد عشرون عام زواج.

-في عام ٢٠٠٤حكم عليه بالسجن مدى الحياة، بدون إمكانية الإفراج المشروط.


بقلمي تهاني الشويكي  ✍️

مؤسسة سطر لصناعة المُحتوى العربي 3/09/2022 11:07:00 م

سفاحة الرجال التي قتلت مالا يقل عن ستمائة رجل لأكثر من خمسون عاماً - الجزء الثاني - تصميم ريم أبو فخر
سفاحة الرجال التي قتلت مالا يقل عن ستمائة رجل لأكثر من خمسون عاماً - الجزء الثاني
 تصميم ريم أبو فخر 
سنكمل ماتم ذكره في المقال السابق.

أكوا توفانا، اكسير الخلاص الذي لا يترك أثراً 

لم تشعر جوليا بالرضا لكونها تساعد هؤلاء النساء معنوياً فقط، بل أرادت أن تساعدهم على الخلاص من معاناتهم إلى الأبد. 

-وكان السم عبارة عن مزيج من |الزرنيخ| والرصاص ونبات البيلادونا، ووزعت جوليا السم الخاص بها بطريقتين، إما على شكل مستحضرات تجميل، أو مخبأ في قوارير صغيرة عليها صورة للقديس نيكولاس، وبذلك تستطيع المرأة أن تضعها على منضدة الزينة، دون أن يشعر زوجها بالريبة والشك. 

- كان المزيج لا لون له ولارائحة ولا طعم، لذلك كان من السهل وضعه بالطعام والشراب، من دون أن يُؤثر على مذاقه، وكانت ستة قطرات من هذا الخليط، موزعة على عدة أيام، كفيلة بأن |تقتل رجلاً|. 

-ولم يكن الخليط يقضي على ضحيته مباشرة، فقد كانت النساء يعطين أزواجهن السم على ثلاث جرعات: 

الجرعة الأولى يشعر بالضعف والتعب، والجرعة الثانية تبدو كأعراض البرد وآلام في المعدة والقيء، والجرعة الثالثة تقضي عليه على الفور. 

-وكان هذا المزيج غير قابل للكشف حتى بعد |الموت|، ولا يترك أي أثر في الدم أو الجسد عند التشريح، وكانت هنا تكمن العبقرية الحقيقة في هذا السم، وهكذا أعطت جوليا الزوجة القاتلة، فرصة لتلعب دور الزوجة الحزينة والمنهارة لخسارة زوجها، قبل أن تحيا بحرية، فكانت الزوجة هي من تطالب بتشريح الجثة. 

-وظفت جوليا أكثر من مئتين شخص لمعاونتها، وكانوا من الثقات بالنسبة لها ومن بينهم ابنتها، كما وظفت القس الروماني الكاثوليكي "الأب جيرولامو"، وكان هو من يؤمن لها الزرنيخ بكميات كبيرة، من خلال شقيقه الصيدلي. 

-وهكذا استطاعت جوليا توفانا أن تخدع السطات لعقود، ويقال استمرت في عملها لمدة خمسين عام. 

 وربما كانت ستخدع الجميع إلى الأبد لولا موجة تأنيب الضمير التي انتابت إحدى النساء عندما دست السم لزوجها في الطعام. 

السبب في إعدامها بعد ما ساهمت في قتل ما يزيد عن 600 رجل

- وكانت نهاية توفانا عام١٦٥٠، على يد امرأة، جاءت إليها تشتكي من ظلم زوجها وضربه المستمر لها، فشجعتها على التخلص منه للأبد. فاشترت منها أكوا توفانا، ووضعت لزوجها قطرتين في وعاء الحساء، لكن وقبل أن يتناول الرجل الملعقة الأولى من الطعام ، توسلت إليه باكية ألا يتناوله، مما أثار شكوكه وغضب من زوجته، واستمر في ضربها حتى اعترفت بتسميم الطعام، فقام على الفور بتسليم زوجته إلى السلطات، وبعد أن تعرضت للتعذيب، اعترفت بأنها اشترت السم من |جوليا توفانا|. 

-طالبت السلطات بعد تلك الحادثة، بالقبض على توفانا، ولكن شعبيتها الكبيرة في روما، جعلتها تنجو في البداية، وقام السكان المحليون بحمايتها، وتوفير ملجأ لها وملاذ في الكنيسة. 

-وظهرت فئة من الناس تتهمها بالقتل العمد وبتسميم مياه الشرب، فهاجمت الشرطة الكنيسة واعتقلتها، تحت التعذيب اعترفت توفانا بقتل مالا يقل عن ستمائة رجل بالسم، ومن بينهم زوجها. 

-كما تم إلقاء القبض على بعض النساء اللواتي استخدمن السم لقتل أزواجهن وحكم عليهم بالإعدام، وفيما استطاع بعضهم الهرب تماماً من العقاب، بحجة عدم معرفتهم أن "أكوا توفانا" كان سماً قاتلاً.  

-تم إعدامها مع ابنتها جيرولاما سبيرا، وثلاثة مساعدين آخرين في تموز عام ١٦٥٩، وبعد وفاتها، تم إلقاء جسدها فوق الحائط من الكنيسة التي لجأت إليها. 

بقلمي: تهاني الشويكي

مؤسسة سطر لصناعة المُحتوى العربي 3/16/2022 05:43:00 م
امرأة ماتت وعادت للحياة- الجزء الثالث- تصميم الصورة وفاء مؤذن
امرأة ماتت وعادت للحياة- الجزء الثالث
 تصميم الصورة وفاء مؤذن
- تحدثنا فيما الجزء السابق كيف أصبحت دورثي تشعر بالانتماء إلى مكان آخر بعيد كل البعد عن المكان الذي ولدت فيه، سواء من حيث الدين أو الثقافة وحتى التاريخ والعادات، فهو مختلف اختلاف كُلي عن أصولها. 

قصة دورثي مع معبد الفرعون سيتي 

- وبعد أن اعتبرت نفسها كانت تتقن |الهيروغليفية| برموزها ومعانيها، وقع نظرها في إحدى الأيام على صورة لبقايا |معبد الفرعون سيتي الأول|، والذي كان موجود في مدينة أبيدوس المصرية القديمة، وكلما رأت هذه الصور كانت تشير بيدها وتقول هذا منزلي. 

- كان المعبد عبارة عن مبنى كبير، يوجد فيه أعمدة  يشبه تماماً المبنى الذي كانت تراه في أحلامها، وكانت مقتنعة بأن هذا هو نفس المكان الذي تراه، وكانت تبحث عن الحديقة التي كانت تراها في حلمها، وتسأل أين الأشجار والمكان الساحر، وكأنها لم تستوعب أن هذا المكان عمره آلاف السنين، وإذا كانت موجودة بالفعل سابقاً، فمن الطبيعي أن تختفي بعد مرور كل هذه السنوات. 

- وأيضاً كانت ترى صور لمومياء الفرعون سيتي الأول، وكان مؤسس هذا المعبد، وكانت تدعي بأنها تعرفه شخصياً، واستمرت دورثي تتعمق أكثر في الحضارة المصرية، وتدرس وتبحث عنها أكثر فأكثر خلال سنوات حياتها، وأصبحت قادرة على قراءة وكتابة الرموز الهيروغليفية، واكتسبت خبرة في الثقافة والحضارة المصرية القديمة في عمر صغير جداً. 

الكابوس الذي كان يؤرقها 

- واستمرت دورثي برؤية تلك الأحلام التي تعلقت بها بشدة، ولكنها أصبحت ترى كابوس متكرر، حيث كان ترى نفسها في مكان مظلم ويقف أمامها |كاهن معبد|، والواضح من شكله أنه كان كبير الكهنة هكذا كان تصورها عنه، وكان يسألها ويستجوبها بطريقة قاسية وعنيفة، وفي كل مرة كانت ترفض الإجابة وترفض أن ترد عليه ولو بكلمة، وفي كل مرة كان يضربها بشدة أكثر، ومن خلال أحداث القصة سنفهم سر هذا الكابوس. 

- زواجها في عمر السابعة والعشرين 

بسبب بحوثها ودراستها عن الحضارة المصرية القديمة، أدت هذه الظروف إلى التقائها برجل مصري يدعى إمام عبد المجيد، والذي كان يعمل كمدرس للغة الإنكليزية في ذلك الوقت، وعندما التقى بها وقع في حبها وطلب منها الزواج به، والتي وافقت على الفور من دون تردد ولا أحد يعرف سبب قبولها الزواج منه، هل حباً به أم لأنه من أصول مصرية وبذلك سوف تتاح لها الحياة في مصر بطبيعة الحال، والتي كانت تعتبرها موطنها الأصلي بالرغم من أنها لم تسافر إليها طول حياتها، والجواب الحقيقي ظل سراً. 

- وصولها إلى مصر 

بعد أن تزوجت دورثي وسافرت إلى مصر، وفي اللحظة الأولى من وصولها نزلت على الأرض وقبلتها، وقالت أخيراً وصلت لمنزلي. وبعد فترة قصيرة رزقت هي وزوجها بطفل وأصرت على أن تسميه سيتي تيمناً بالفرعون سيتي الأول. 

وبسبب ذلك أُطلِق عليها لقبها الأشهر أم سيتي، 


قصتها مع الروح المصرية القديمة. 

- بعد مرور فترة على وجودها في مصر، بدأت تدعي بأن هناك روح مصرية قديمة تزورها في أحلامها، ويطلق عليها اسم حور راع هذا ما أخبرتهم به دورثي، وقالت بأن هذه الروح في الواقع هي روح الفرعون سيتي الأول. 

- حيث بدأت هذه الروح تخبرها عن حياتها السابقة، ولم تكن هذه الروح تزورها في الأحلام فقط، بل كانت تتهيأ لها في الواقع وتراها، وكأنها في حالة من الوعي واللاوعي في نفس الوقت، مثل الشخص الذي يمشي في نومه. 

- كانت تكتب كل ما تقوله لها هذه الروح على ورق باللغة الهيروغليفية، حتى عندما يحاول زوجها أن يناديها وهي تكتب كانت لا تستجيب أبداً، وكأنها في عالم آخر بعيد كل البعد عن عالمها ومعزول عن العالم الحقيقي. 

القصة التي أخبرها بها حور راع 

- كتبت دورثي حوالي سبعين صفحة باللغة |المصرية القديمة|، تصف فيها القصة التي كان حور راع يسردها عليها حسب ادعاءها. حيث تقول القصة: أن روح دورثي الملقبة بأم سيتي هي روح كاهنة مصرية قديمة من عصر |الفراعنة| اسمها بنت رشيد، وقصة هذه الكاهنة أن عائلتها تركتها عندما كانت طفلة على باب المعبد، وعندما بلغت عمر الثانية عشر خبرها كاهن المعبد، إما أن تغادر المعبد وتعيش حياتها بحرية دون تدخل أحد أو أن تظل كاهنة في المعبد بشرط أن تقسم وتنذر النذور بأنها ستبق عذراء مدى حياتها. 

-وبما أنها كانت طفلة صغيرة في ذلك الوقت، وكان شبه مستحيل أن تحيا لوحدها وهي لم تعرف شيء في هذا العالم سوى المعبد، فقررت أن تبقى في المعبد وتقطع النذور والعهود على أن تبقى عذارء. 

- ولكن بعد ذلك بعدة سنوات، التقت بالفرعون سيتي الأول ووقعوا في حب بعضهما البعض، وهذا الحب بينهما جعلهم يقعون في الحرام. وبعد فترة قصيرة اكتشفت أنها حبلى بطفله، وعندما علم الكاهن بهذا الخبر قام بسجنها في قبو المعبد، وخضعت للاستجواب أمام الكاهن الأعلى في المعبد والذي قطعت أمامه العهود بأن تحافظ على عذريتها. 

- وبدأ الكاهن يستجوبها ويسألها عن الشخص الذي تحمل طفله، لكنها رفضت أن تتكلم حتى لا تفضح الفرعون سيتي الأول، واستمر الكاهن في استجوابها عن طريق الضرب والتعنيف لفترة طويلة. وهو نفس المشهد الذي كانت تراه على شكل كابوس في أحلامها وتستيقظ وهي تبكي وتصرخ. 

- وكانت نهاية الكاهنة بنت رشيد أنها فضلت قتل نفسها والانتحار على أن تفصح عن اسم الشخص الذي تحمل طفلها منه، حفاظاً على سمعة الفرعون سيتي الأول. 

وهذه هي القصة التي رواها حور راع لأم سيتي خلال سنة كاملة، عندما كان يزورها في أحلامها، وكانت تكتبها على ورق باللغة |الهيروغليفية|. 

ردة فعل زوجها على مايحدث معها. 

- أصابت زوجها حالة من القلق والخوف من أم سيتي، وخصوصاً عندما كانت تراودها تلك الأحلام والتجليات، وبسبب ما كان يصيبها قرر الإمام عبد المجيد الانفصال عنها. وبعد أن انفصلت أم سيتي عن زوجها ظل ابنها معها، وانتقلت إلى محافظة الجيزة في منطقة تدعى " نزلة السمان"، والتي تقع بالقرب من |الأهرامات المصرية|، وفي تلك الفترة التقت بعالم الآثار المصري الدكتور سليم حسن، والذي يعتبر أحد أشهر علماء التاريخ في مصر، والذي أصابته الدهشة من معرفتها العميقة بالحضارة المصرية القديمة. 

- حياتها المهنية مع الدكتور سليم حسن 

- عندما رأى مدى إطِّلاعها ومعلوماتها الثقافية عن |الحضارة المصرية|، قرر أن يوظفها عنده كمساعدة، وبذلك تكون أم سيتي أول امرأة تتوظف في قسم الآثار المصرية، وبسبب المكان الذي تواجدت فيه تمكنت من الالتقاء بالعديد من علماء الآثار المصريين وكونت علاقات كبيرة معهم. 

-وبعد وفاة عالم الآثار الكبير الدكتور سليم حسن، توظفت دورثي عند عالم آثار آخر اسمه أحمد فخري، والذي كان يطلق  عليه لقب "شيخ الأثريين" في ذلك الوقت من شدة ثقافته ومعرفته في هذا المجال. وقام بتخيير أم سيتي بين وظيفتين الأولى في مكتب سجلات الآثار في القاهرة وكانت  بمردود مادي جيد، أما الوظيفة الثانية كانت رسامة أثرية في أبيدوس معبد الفرعون سيتي الأول. المبنى الذي طالما اعتبرته منزلاً لها، وطالما كانت تشعر بالحنين إلى ذلك المكان. 

-وبدون تردد اختارت أن تكون رسامة في معبد أبيدوس بالرغم من المردود المادي الضئيل، ومجرد ما دخلت المعبد قالت من المؤكد أنني كنت أعيش هنا، وكانت تتكلم عن معرفتها لهذا المكان وخباياه. 

 الاختبار الذي خضعت له أم سيتي. 

- قرر رئيس قسم الآثار في المعبد، أن يجري لها اختبار ليتأكد إذا كانت تعرف المكان كما تدعي، وبالطبع كانوا على علم بقصتها الغريبة وماتدعيه، حيث كانت منتشرة ما بين المختصين وعلماء الآثار. 

- تم أخذها إلى غرفة مظلمة وجعلوها تقف أمام لوحات جدارية، وطلبوا منها أن تتعرف على هذه اللوحات من غير أن تراهم، فكان يجب عليها أن تتعرف عليهم من خلال المكان الموجودة فيه، وبالفعل تمكنت أم سيتي من التعرف على جميع اللوحات. وقد يقول أحدهم أنها ربما دخلت المعبد من قبل، ولكن حسب المعلومات الموثقة بأنها كانت أول زيارة لها للمعبد، ولم يتم نشر أي معلومات عن هذه اللوحات سابقاً. 

الاكتشافات التي ساهمت بها أم سيتي 

- استمرت أم سيتي في عملها في المعبد بعد تلك التجربة لعدة سنوات، حتى أنها ساهمت في العديد من الاكتشافات في المعبد، وأهم انجاز قامت به هو أنها حددت موقع الحديقة التي كانت دائماً تراها في أحلامها، والتي اختفت بعد مرور آلاف السنين على هذا المكان، وأخبرتهم بأن لقائها الأول مع الفرعون سيتي كان في هذه الحديقة، وبالفعل بعد قيامهم بالحفر في ذلك المكان، وجدوا آثار الحديقة مدفونة تحت هذا المكان وكانت بنفس الوصف ونفس توزيع الأحجار. 

- ساهمت أيضاً في اكتشاف أنفاق تحت الجانب الشمالي من المعبد، حيث أخبرتهم بأن يحفروا ووصفت لهم ماذا سوف يجدون، وبالفعل وجدوا أنفاق بنفس الوصف تماماً. 

- وساهمت في اكتشاف آخر وهو ضريح في أحد أماكن المعبد،  كانوا يسمونه |وادي الملوك|. 

- كان أمر أم سيتي محير على جميع المستويات، علماء الآثار لم يكن لهم القدرة على استيعاب ما فعلته، وبنفس الوقت لم يكن لديهم أي استعداد على قبول كلامها، بأن بداخلها روح الكاهنة الفرعونية القديمة التي عاشت في هذا المعبد. ولم يكن لديهم أي تفسير للاكتشافات التي ساهمت بها. 

وفي الختام فقد كانت أم سيتي ظاهرة محيرة بكل ما تعنيه الكلمة من معنى، وبشهادة الكثير من علماء الآثار المصريين، وكانت تتمنى أن تدفن في هذا المعبد بعد وفاتها، وبنت ضريح لها وطلبت أن تدفن فيه، ولكن بعد أن توفيت في عام ١٩٨١ رفضت السلطات المصرية أن تحقق لها رغبتها، وتم دفنها في الصحراء في إحدى المقابر القبطية. 

وفي الحقيقة لم يعرف أحد ما هو التفسير المنطقي لقصة أم سيتي والأحداث التي حصلت معها، فهل كانت ضربة حظ، أم أنها سلسلة من الخدع، ما رأيكم في الموضوع شاركونا رأيكم. 

بقلمي: تهاني الشويكي

مؤسسة سطر لصناعة المُحتوى العربي 4/25/2022 09:21:00 م
ما هي قصة مديرة المدرسة الفاتنة -الجزء الثاني- اختيار الصورة وفاء المؤذن
ما هي قصة مديرة المدرسة الفاتنة -الجزء الثاني
 اختيار الصورة وفاء المؤذن
سنكمل أعزاءي القراء من حيث توقفنا في الجزء السابق.
المحاماة سيف ذو حديّن، فإن سار بها المحامي مسير الصدق والقانون تعرض لبعض المشاكل المادية أو قلّة بالعمل، لأنَّ أغلب القضايا تُحل عندما يتم التحايل على قوانين المنطقة، وإن سار بطريق النفاق والكذب على الموكلين، جنى الكثير من الأموال التي لا يمكن تخيلها، فهو بالنهاية يأخذ أتعابه من خزائن الحكومة والمواطن، وأصبح موضع خطر بكل خطوة يخطوها، لذلك هذه المهنة تحتاج إلى الكثير من الدقة بالعمل.

زوجة المحامي علي تم إحضارها إلى مركز الأمن

 من أجل التحقيق معها، بعد أن تمَّ التأكد أن هؤلاء المجرمين ليسوا من موكلين علي بقضاياهم، وبالفعل عندما جلست أمام الضابط المسؤول عن هذه القضية، ببداية الأمر اعتذر أنه يستجوبها وهي بهذه الحالة، ولكن القانون يجب أن يأخذ مجراه على الجميع.

فقال لها: أنّه عَلِم من المقربين ومن أهل الزوج أنّها بالأيام الأخيرة تضخمت الأمور بينها وبين علي بسبب زواجه، عندها جاوبته سعاد على الفور وقطعت الطريق أمامه فقالت: إن كنت توجه إليَّ هذا الكلام من أجل اتهامي فأنا من المستحيل أن أقدم على |قتل| زوجي، فأنا معروفة من أنا وتستطيع السؤال عني.

وبالفعل قام الضابط بالذهاب إلى الحي وإلى المدرسة وإلى جميع الأماكن التي ترددت إليها هذه المرأة، فكانت جميع الإجابات موحدة وكأن الجميع أتفق عليها، فشهد جميع الأشخاص برصانتها ورجاحة عقلها، وأنّها من النساء النادرات بزمانها، وهنا استبعد الضابط سعاد من دائرة الاتهام، وخاصة أنّها لم تظهر بالفيديو المسجل فجميع من ظهروا كانوا رجالاً.

أحسَّ الضابط أنّ القضية من الممكن أن يتم إغلاقها 

وتُسجل ضدّ مجهول لعدم كفاية الأدلة، عَلِم كم من الضرر سيلحق به ف"علي" معروف بمجتمعه ووزير العدل شخصياً أبدى اهتمامه بهذه القضية، والرأي العام لن يقبل بهذه النهاية له، لذا قرر التنحي وتسليمها لشخص أخر.

وفعلاً تمَّ تسليم القضية إلى محقق اشتهر بين زملاءه بحنكته وذكاءه، فجميع القضايا التي عمل عليها لم تبنى على الشك أو اليقين، بل أنّه كان يعتمد على الأدلة الملموسة والنتائج التي يتوصل إليها.

ومن هذا اليوم بدأ بتوسيع التحقيق والبحث، وبعد أن قرأ هذا المحقق الملف الذي سلمه إياه زميله، قرر أن يقوم بالخطة التالية:

تكلم مع الزوجة المنكوبة على وفاة زوجها (سعاد)، وأخبرها أن القضية سيتم إغلاقها وتسجيلها |ضد مجهول|، وبهذه الأثناء كانت سعاد وعائلة زوجها يقومون بمراسم العزاء التي تليق ب"علي"، والأوضاع لا تتحمل المزيد من المشاكل، فوافقت سعاد على كلام المحقق وشكرته.

جميع من حضر العزاء تفاجئ بردة الفعل التي أبدتها سعاد على وفاة زوجها، فهي كانت أشبه بالمجنونة ودموعها تسيل بغزارة على وجنتيها الناعمتين، فالبعض بدأ بمواساتها والأخر نظر لها نظرة شكّ، وخاصة أنّها طلبت |الطلاق| من علي أكثر من مرة خلال الفترة الأخيرة.

الأمر الذي حدث باليوم الثالث سيصيبك بالذهول. 

ما هي قصة مديرة المدرسة الفاتنة -الجزء الثاني- اختيار الصورة وفاء المؤذن
ما هي قصة مديرة المدرسة الفاتنة -الجزء الثاني
 اختيار الصورة وفاء المؤذن
يُقال أن المجرم دائماً يسول ويجول حول مكان |الجريمة|، ولكن هل المحرض على القتل يقوم بهذه الأفعال أيضاً، وهل ردّة الفعل الكاذبة يمكن أن تكون سبباً بكشف المجرم، فهناك الكثير من العيون التي تترصد ما يحدث، والبعض قادر على ترجمة هذه الأحداث والوصول إلى الحقيقة، أحداث غريبة ولا يمكن توقعها، لذلك ابقى معنا لمعرفتها.

اليوم الثالث وبعد انتهاء العزاء

وذهاب كل شخص إلى منزله، قامت سعاد بمسك هاتفها والولوج إلى الرسائل وكتابة الكلمات التالية للشخص المجهول أمام الجميع ومعروف أمامها، فقالت: أن جميع الأمور تمت كما خططت لها.
سعاد لم تكن على دراية بما يحدث، فهي اطمأنت بأن القضية أغلقت وانتهى الأمر، ولكن المحقق كان أذكى بكثير مما تتوقع، فالملف ما زال مفتوحاً واتصالات سعاد من الهاتف المحمول والهاتف الثابت الموجود بالمنزل جميعها تم وضعها تحت المراقبة على مدار الساعة.
أخبر العنصر المسؤول عن رصد مكالمات سعاد المحقق بأمر هذه الرسالة، فطلب منه المحقق أن يقدم له تقرير بتفاصيل هذه الرسالة، وبالفعل تم استلام التقرير وإذ بالرقم يعود إلى شخص يقطن ببغداد.
تمَّ التواصل مع شرطة بغداد من أجل الاستعلام عن هذا الشخص، والمفاجئة التي صدمت الجميع، أن هذا الرقم يعود لجواد ضابط بالاستخبارات العراقية والملاكم المعروف.
تمّ أخذ الأذن من النيابة العامة من أجل تطويق منزل هذا الرجل، وما هي إلا بضع دقائق حتى انتشرت سيارات الأمن بأرجاء الحي كاملاً، وتم توزيع بعض العناصر الخبيرين على أسطحة المنازل المُطلّة على منزل جواد.
عندما أحسّ جواد بأنّ الشارع بِه حركة غير طبيعية، ونظراً لخبرته بالعمل ضمن عناصر الاستخبارات عَلِمَ على الفور أنّه يتعرض للمداهمة، وأنّ أمره قدّ تم اكتشافه، فأسرع إلى غرفة نومه وأخرج السلاح الناري الخاص به، وأدخله بفمه وأطلق النار.
وبذات اللحظة تمَّ خلع باب المنزل من قبل العناصر، ولكن الأمر كان قدّ انتهى وجواد يخرج من رأسه شلالات من الدماء، تم نقل الجثة إلى المختبر وتبين أنه أقدم على الانتحار.

 قام المحقق باستدعاء جميع اصدقاءه وأقربائه

 من أجل التوصل إلى هذه المجموعة التي قتلت المحامي "علي"، ولكن لم يتوصلوا إلى أي حلول، وعندما عَلِم أهل علي بأن سعاد هي خلف وفاته فعشيقها جواد هو من خطط وبعث الرجال لينفذوا، انقلبت حياتهم رأساً على عقب، وبدأت الخلافات تكبر بينهم وبين أهلها.
سعاد تمَّ إحالتها إلى السجن ومن ثم إلى المحكمة المختصة، وتمَّ إصدار حكم المؤبد بها، وبعض منازل عائلتها تعرضت للسرقة والكسر من قبل أهل علي انتقاماً لولدهم.
والمجموعة التي قتلت المحامي علي إلى اليوم لم يتم القبض عليهم ولا معرفة من هم، لذلك دائماً يوجد حلول بالدين الإسلامي، فالطلاق أبغض الحلال ولكن محلل على المسلمين، سعاد سارت بمسير |العشق| و|الخيانة الزوجية|، فانتهى بها الأمر لمقتل زوجها وانتحار عشيقها ودكّها بالسجن.
آلاء عبد الرحيم

مؤسسة سطر لصناعة المُحتوى العربي 4/03/2022 07:21:00 ص

كيف مات " النبي يحيى "من قطع رأسه ومن انتقم له ؟
 كيف مات " النبي يحيى "من قطع رأسه ومن انتقم له ؟
تصميم الصورة ريم أبو فخر
 

عزيزي القارئ إليك اليوم قصة شيّقة تحدث عنها التاريخ بألم عن قصة مظلوم..  

دعوني أولاً أقوم بتقديم نصيحة مهمة لكم ألا و هي :

إن تحدث لكم التَّاريخ عبر صفحاته  فأنصتوا و استمعوا له جيداً ، فقد يحمل في صفحاته معزوفةً حزينة تحمل في طياتها الكثير من الألم و الظلم .. و قد يروي لكم قصَّةً لا يمكنك أن تتخيل أنَّها حدثت فعلاً مع أطهر إنسان خلقه الله في أرضنا ومع ذلك فقد تطاولوا عليه و أنزلوا فيه أشد أنواع الظلم! 

 و لكن انتبه جيداً فكما يقال ..

إنَّ دم الإنسان الذي تحمَّل ظلماً مهكاما ن حجمه فإنَّه سيُردُ إلى يد العادل الجبَّار في يوم القيامة .. وكما تعلمون إنَّه يوم و لكن ليس كأيِّ يوم..

إن كان الله قد رفع الظلم عن صفاته فكيف يتتجبر الإنسان؟ 

لذا أيها الظالم دعني أنبئك بأن العزيز العادل سينزل أشد أنواع العقاب لمن تجبر على خلقه في الأرض 

و بذلك سيبسط الله وعده بالحق و العدل و ينتقم من الظالم أشد انتقام و ينصف المظلوم حتى يعم السلام و العدل .

دعونا الآن نغوص في قصتنا دون الإطالة عليكم سأروي لكم القصة من البداية.

قصتنا اليوم فيها الكثير من العبر

ولكن عبرة مغموسة بالحزن العميق والألم ،فقد نسجت من ظلمٍ شديد و ألم مفجع لنبيٍ أرسله الله هدايةً لقومٍ ومع ذلك فقد تجبروا و أنزلوا فيه الظلم البهتان .. 

هل لك أن تتخيل ذلك؟ ....لا أظن ذلك.

يحيى، نبيٌّ كان قد قال فيه حفيد رسول الله صلى الله عليه و سلَّم الإمام الحسين بن علي بن أبي طالب سيّد الشهداء في الأرض والشباب في الجنة ( إنَّ من هوان الدنيا على الله عزَّوجل، أنَّ رأس يحيى ابن زكريَّا أهديَ إلى بغي من بغايا بني إسرائيل)..

لا بد أنكم تشوقتم لمعرفة قصة يحيى نبيُّ الله 

كيف ولماذا قتل؟ 

و بمقتله غضب الجبار الصمد الله عزَّوجل  ..

إليكم القصة الكاملة عن هذه المأساه التي حدثت في ذلك التاريخ و كانت فاجعة لكل الديانات ، إنَّها قصة نبي الله يحيى بن زكريا عليهما أطيب السلام .

يحيى بن زكريا هو نبيٌّ  من أنبياء الله أرسله إلى |بني إسرائيل| لهدايتهم و إرشادهم إلى طريق الحق و الصواب 

بدأت القصة عند نبيُّ الله سيدنا زكريا و الذي كما تعلمون لم يُرزق بأولاد و قد كان قد بلغ فيه الكبر هو وزوجته إلى عمرٍ استحال فيه طبيّاً ومنطقياً أن تستطيع فيه على المرأة الحمل والإنجاب.

ولكن وكما علمنا من| القرآن الكريم| لم يمل و لم يقنط نبيُّ الله زكريَّا من رحمة ربه على العكس تماماً فقد كان يدعو الله ليلاً نهاراً ..

 و لم يقتصر الأمر على الدُّعاء و إنَّما اقترن بالعمل الصالح فكما تعلمون أنَّ سيِّدنا زكريا كان كفيلاً للسيدة مريم بنت عمران أمُّ نبيُّ الله |عيسى عليه السلام| تلك السيدة الطاهرة و العفيفة والتي لا يستطيع كائناً من كان أن يصفها بقول جاهلٍ ظالمٍ جائرٍ لا ينم إلا عن عدم إيمان بقدرة الله عزوجل. 

كان النبي زكريا يتعجب من رؤية الطعام المختلف والمتنوع والفاكهة الشهية والمختلفة التي كانت عند محراب السيدة مريم .. 

فقد كانت دائمة التعبد والابتهال، وعندما يسألها من أين لك كل هذا تكون إجابتها أنه رزق من رزق العزيز الكرم الله عزوجل 

فما كان من سيدنا زكريا إلّا أن يلجأ بتزهد و التجرد من الحَول و القوة لله عزَّوجل واعتزل مخالطة الناس وجلس وحيدا راجياً في محرابه يدعو الله عزوجل أن يمكن عليه وعلى زوجه بالذريَّة الصَّالحة 

ومن المستحيل أن يرد الله عبداً مخلصاً بدعائه فاستجاب ورزقه بيحيى وكان اسم يحيى اسمٌ غريب في ذلك الوقت فقد كان اسمه وحياً من الله عزوجل إلى نبيه زكريا.

و قد قيل أن عمر سيدنا زكريا عندما أنجبت زوجته بيحيى كان 98 و رواية أخرى تقول أنَّه بلغ ال 102 عاماً.  

و أكثر ما يدهش هو أن الله سبحانه كان قد أنزل عليه سلاماً في أكثر المواضع التي تكون شديدة على الأنسان 

عندما قال ربُّ العباد في سورة مريم .....بسم الله الرحمن الرحيم 

( وَسَلامٌ عَلَيْهِ يَوْمَ وُلِدَ وَيَوْمَ يَمُوتُ وَيَوْمَ يُبْعَثُ حَيًّا ) 

ونرى في هذه الآية من التبجيل للنبي الله يحيى وقد أوتي النُّبوة وتسلًّم الكتاب رغم صغر عمره 

فقد كان في السابعة من العمر وعنده من الورع والخوف من العقاب ما يفوق أي إنسان في عمره 

وكما وصفوه الأنبياء عليهم السلام فقد كان أكثر الأنبياء زهداً وعبادة وورعاً .. 

حتى أن نبيينا العدنان وصفه بهذه الصفات عليهما الصلاة والسلام.

لدرجة أن والده النبي زكريا عندما كان يخطب في بني إسرائيل و يحذرهم من النار و العقاب كان يتلفت حوله ليتأكد أن يحيى لم يكن بين الحاضرين ..

خوفاً عليه أن يستمع لمعرفته بجزعه الشديد من النار..

فذات مرة اختفى يحيى لثلالثة أيامٍ وعندما وجده رآه جالساً باكياً بين قبرين داخل قبر أعده يحيى لنفسه وبيديه

و بالطبع سيدنا زكريا جزع و اشتد خوفه عليه وعندما سأله عن سبب جلوسه بهذا المكان فأجابه ابنه يحيى نبي الله أنه يقوم بتهذيب نفسه  لعلها تذكر الموت والحساب واليوم الآخر .....ثم بكى لما تذكر النار وعقابها.

كيف مات " النبي يحيى "من قطع رأسه ومن انتقم له ؟
 كيف مات " النبي يحيى "من قطع رأسه ومن انتقم له ؟ 
تصميم الصورة ريم أبو فخر 

لقد أوتي النبي يحيى الحكمة والفصاحة والخلق الحميد كما ثبّت محبته واحترامه في قلوب البشر والطير على حد سواء

فكان يأكل ويطعم الحيوانات من طعامه الخاص وأينما ذهب وحل ،حلت الحنية والطيبة معه 

هذا النبي رغم كل المحبة التي حصل عليها إلا أنه لم يفكر بالزواج قط ،بل لم يقع حب امرأة في قلبه وكان كلما سُئِل عن ذلك فاسمعوا ماذا  كان يجيب... 

كان يرد بجواب واحد .....

 ليس في قلبه مكان للحب غير حب الله تعالى.

والآن هل علمتم أو سمعتم أن النبي يحيى كان في زمن النبي عيسى عليه السلام 

 بل إن تلك القرابة كانت تربط بينهم في حسب أغلب| المؤرخين |من ناحية الأم 

ففي أغلب الروايات هم أبناء أخوات ..... وكما ذكر في القرآن في أكثر من موضع فهو ذكر في الإنجيل كذلك ،بل هو من الشخصيات  المبجلة والمقدسة في الديانه المسيحية.

فنبي الله يحيى هو يوحنى المعمدان في المسيحية رسول السيد المسيح الشهير والأبرز إلى| بني إسرائيل |مع الحواريين الإثنا عشر ، وقصة قتله في الإنجيل تتوافق مع قصة مقتله في الإسلام وهو ماسوف نعرفه تالياً.

لنقرأ الآن أصدقائي إلى الجزء الأكثر ألماً وحزناً في هذا المقال ألا وهو مقتل النبي يحيى 

استشهاده الشريف الطاهر عليه السلام 

 هنا يجدر بي أن أذكر أن مجموعة من الروايات روت كيف قتل نبي الله يحيى عليه السلام ،إلا أنها كلها تقول قولاً واحداً وتوافق على الطريقة الموجعة التي قتل أو الأصح أن نقول استشهد بها 

كما ذكرنا سابقاً فإن يحيى عليه السلام بُعث إلى بني إسرائيل وكان دائم النصيحة لهم وكان محترماً ومبجلاً من الملوك وعامة الناس  على حد سواء 

حتى جاء ذلك اليوم المشؤوم ،فقرر أحد ملوك بني إسرائيل الزواج من إحدى محارمه وكان هذا الزواج محرماً لأنها لا تحل له، فقد طلب من النبي يحيى أن يزوجه ولكنَّ يحيى عليه السلام نهاه وحرم عليه ذلك وأخبره بتحريم هذا الزواج 

طلب هذا الملك من يحيى أن يفتي له فتوى تحلل له هذا الأمر وله من الملك والمال مايشاء ،فقام النبي يحيى برفض ذلك الطلب رفضاً قاطعاً ،فكيف لمن يخاف من النار والعقاب منذ صغره و نعومة أظافره أن يأتي في أمرٍ عظيمٍ كهذا؟

 هذا الموقف لم يعجب تلك المرأة التي كان يودُّ الملك الزواج منها.

فطلبت من الملك أن يكون المهر الذي تريده هو رأس يحيى عليه السلام 

في البداية رفض الملك الأمر فهو كان مبجلاً ومحباً ليحيى وكان يحترمه احتراماً شديداً ويخاف من عاقبة الأمر

إلا أن شهوته وإصرار المرأة عليه تغلبا على صوت عقله وضميره ،فطلب من حراسه أن يأتوا بيحيى إلى المحراب الذي يتعبد ويصلي به 

وحين وصول أتوا بيحيى فطلب الملك أن يأتوا بوعاء فوضع رأس يحيى فيه ثم ذبحوه لينزل دمه في الوعاء ويهدى رأسه إلى المرأة الطاغية الباغية 

هذه الرواية ذكرت في الإنجيل أيضاً 

ولكن في الإنجيل ذكر أن اسم الملك "هيرودس" والمرأة  التي كان يود الزواج منها ابنة "هيروديا" 

وهيروديا تلك كانت زوجة أخ هيرودس وقد نهاه يحيى أو بالأصح "يوحنى المعمدان" بحسب الإنجيل من الزواج من ابنة أخيه وهذا كان السبب لإثارة غضبها فدفنت حقدها في قلبها وقامت باستخدام جمال ابنتها لطلب رأس يوحنى المعمدان من الملك.

وفي رواية أخرى أن أحد ملوك بني إسرائيل كان يتردد على باغية من البواغي لعدة لسنوات 

هذه الباغية كانت حاقدة على يحيى عليه السلام لأنه لم يسلمها نفسه، فلما تقدم بها العمر جهزت ابنتها ذات الجمال الخلاب لتلبية رغبات الملك ،وطلبت منها شيأً وحيداً ، ألا وهو رأس يحيى عليه السلام الذي تم ذبحه في محرابه في وعاء ليهدى رأسه إلى الباغية من بني إسرائيل 

كما ذكرت سابقاً فإن كل الروايات تتشابه في المضمون وتصل إلى نفس النهاية حتى تلك الرواية التي تقول زوجة أحد ملوك بني إسرائيل قد هامت حباً بيحيى وعرضت نفسها عليه ولكنه رفض فما كان منها إلا أن سجنته 

وعند عودة زوجها طلبت جميع المساجين فما كان من الملك إلا أن ظن بأنها تريد العفو عنهم ولكنها أمرت بوعاء ،فوضع رأس يحيى عليه السلام فوقه وذبح ليسيل دمه على الأرض 

كيف مات " النبي يحيى "من قطع رأسه ومن انتقم له ؟
 كيف مات " النبي يحيى "من قطع رأسه ومن انتقم له ؟ 
تصميم الصورة ريم أبو فخر 

هل يقتل نبي الله بهذه الطريقة البشعة ولايغضب الله غضباً شديداً؟ 

 بالطبع لا 

فدم النبي يحيى عليه السلام الذي تم جمعه في الوعاء كان كل ماحاول القوم صبه على الأرض ارتفع ، فأخذو يطرحون ويرمون  التراب عليه وهو يرتفع حتى بلغ مبلغ التل 

وفي رواية أخرى أن قطرة الدم التي قد سقطت من الوعاء كانت تغلي وتفور وتعلو لعدة سنوات طوال ،فهو النبي المظلوم الذيي قتل غدراً وبهتاناً 

لا لشيء إلا لإعلان كلمة الحق 

فكان الانتقام من القوم الذين قتلوه وظلموه على أيدي شخصية شغلت فكر المؤرخين وعلماء العالم 

شخصية ذكرها الحديث النبوي الشريف بأنها من أبرز| الملوك الأربعة| الذين حكموا الأرض وبالتحديد من الملكين الكافرين 

والجدير بالذكر أن هذه الشخصية هي بختنصر أو| نبوخذ نصر| والذي تقول الروايات أنه سأل عن التل الدموي

 فلما علم بالقصة أقسم بالانتقام له ،وفعل ذلك في حرب عظيمة ودموية على بني إسرائيل في بيت المقدس وقد قتل منهم مقتلة عظيمة فاقت السبعين ألف 

وساق منهم آلاف من الأسرة إلى مملكته البابلية ،وبالفعل قد سكن الدم بعد الانتقام العظيم بحسب الروايات 

أما كيفة النتقام وماهي قصة نبوخذ نصر الكاملة فهذا سيكون موضوعنا الجدير للطرح في المقالات القادمة 

إذاً أصدقائي قد قصصنا عليكم قصة النبي ابن النبي يحيى ابن زكريا عليهما السلام.

قصة حملت في طياتها العديد من المعاني والعبر ، فبدأت بتعليمنا عدم القنوت من رحمة الله ،وانتهت بشجاعة نبي قال الحق في وجه سلطان جائر ظالم ولم يخف من أصعب القتل 

ورأينا أن الظلم لابد أن ينتهي وأن عقاب الظالمين أتٍ لا محال فلا مفر منه ،فهل من يعتبر.

رواية سيدنا يحيى عليه السلام مؤلمة وقصته لن تمحى من ذاكرة التاريخ على مر العصور ،وكما عودناكم ترقبوا أصدقائي في كل مقال قصة جديدة ومثيرة للأهتمام.

حسن فروخ

مؤسسة سطر لصناعة المُحتوى العربي 5/22/2022 10:24:00 ص
قصة زوجة فرعون " السيدة آسيا " وإنقاذها لسيدنا موسى مرتين - الجزء الأول - اختيار الصورة ريم أبو فخر
 قصة زوجة فرعون " السيدة آسيا " وإنقاذها لسيدنا موسى مرتين - الجزء الأول
 اختيار الصورة ريم أبو فخر 
حكاية اليوم مهمة جداً فيها موعظة ورسالة هادفة، بالرغم من أن حديثنا اليوم عن سيدة إلا أن العبرة التي فيها للرجال والنساء على حد سواء، سنتحدث اليوم عن السيدة ( آسيا زوجة فرعون).

من هي آسيا زوجة فرعون

هي |آسيا| بنت مزاحم، والدها مزاحم كان |فرعون| أيضاً في زمن |النبي يوسف|، أي أنها تربت في قصر وخدم منذ نعومة أظفارها، إلى أن انتقلت إلى قصر زوجها فرعون الذي كان فيه كل ما تطلبه، كل سبل السعادة والرفاهية كانت موجودة لديها، وبالتالي فإن السيدة آسيا عاشت حياة جميلة ومرفهة منذ ولادتها وحتى قبل وفاتها بأيام قليلة، وسنعرف سبب هذه الأيام القليلة فيما بعد.

ولادة سيدنا موسى ورميه في النهر

كان لدى السيدة آسيا كل متاع الدنيا إلا شيء واحد وهو الأطفال، لأنها لم تكن قادرة على الإنجاب، فكانت تتمنى كثيراً أن يكون لديها طفل صغير كسائر النساء، وتمر الأيام والأيام إلى أن يأتي يوم تحدث به صدفة غريبة، السيدة آسيا اعتقدت أنها صدفة ولكن الحقيقة هي " معجزة " من الله عز وجل، معجزة سيدنا |موسى| عليه السلام، وذلك عندما أوحى الله سبحانه وتعالى لأمه بأن تصنع صندوق خشبي، وتضع سيدنا موسى عليه السلام داخله ثم ترميه في النهر، لأنه في تلك الفترة رأى الفرعون حلماً غريباً وعندما ذهب للعرافين حتى يفسروا له هذا الحلم، أخبره بأنه سيولد طفل بهذه الفترة وعندما يكبر فإنه سيهدد عرشك، وقد حان موعد ولادة هذا الطفل فأمر فرعون جنوده بقتل أي طفل يولد في تلك الأثناء، وبالطبع كانت مشيئة الله عز وجل بولادة سيدنا موسى في تلك الفترة، ومن شدة خوف والدة النبي موسى عليه السلام على ولدها، جلست تناجي الله عز وجل بأن ينجي ابنها من الموت، فأوحى لها الله سبحانه وتعالى بأن تصنع صندوق خشبي وتضع سيدنا موسى عليه السلام داخله، ثم تلقي بهذا الصندوق في النهر، وبالفعل قامت والدة سيدنا موسى عليه السلام بفعل ذلك، وطلبت من أخته بأن تتبع الصندوق وتعرف إلى أين ذهب.

وبمشيئة الله عز وجل يصل هذا الصندوق إلى قصر الفرعون، فتحمله الخادمة وتدخل به إلى السيدة آسيا زوجة فرعون، وفي الحال عند رؤية السيدة آسيا للطفل شعرت بأن قلبها تعلق به تعلقاً شديداً وأنها أحبته بشدة، وهذا شيء طبيعي كونها محرومة من الأطفال ...

قصة زوجة فرعون " السيدة آسيا " وإنقاذها لسيدنا موسى مرتين - الجزء الأول - اختيار الصورة ريم أبو فخر
 قصة زوجة فرعون " السيدة آسيا " وإنقاذها لسيدنا موسى مرتين - الجزء الأول
 اختيار الصورة ريم أبو فخر 

 إنقاذ السيدة آسيا لموسى وهو طفل رضيع 

تحدثنا في الجزء السابق كيف وضعت والدة موسى ابنها في |صندوق خشبي|، وعندما رأت السيدة آسيا هذا الطفل قررت الاحتفاظ به وأن تقوم على تربيته، لكن فرعون يكره جميع الأطفال ويقوم بذبحهم وهذا الطفل موجود داخل قصره، فسيقوم بذبحه بكل تأكيد كسائر الأطفال، وهذا بالفعل ما قرر الفرعون عمله، لكن السيدة آسيا رفضت ذلك بشدة وأخبرته بأنها لا تستطيع الإنجاب وكم تمنت لو أن لها طفل منذ زمن طويل، فمن غير الممكن أن تسمح لزوجها الفرعون أن يقتله ويحرمها منه، وطلبت منه بأن يسمح لها بأن تبقيه عندها في القصر فوافق الفرعون على ذلك مرغماً، وهذه هي المرة الأولى التي أنقذت السيدة آسيا سيدنا موسى عليه السلام من القتل.

إنقاذ السيدة آسيا لموسى للمرة الثانية 

والمرة الثانية كانت عندما كان سيدنا موسى طفل صغير يلعب مع فرعون، وفجأة قام سيدنا موسى عليه السلام بسحب فرعون من ذقنه فشعر فرعون بغضب شديد من هذا الفعل، وعزم على قتل سيدنا موسى عليه السلام للمرة الثانية، تدخلت السيدة آسيا على الفور ووقفت في وجه زوجها الفرعون في هذه المرة أيضاً، وأخبرته بأنه |طفل| صغير ولا يعرف ماذا يفعل، ولا يعرف بأن هذا الفعل خاطئ، وحتى تقنعه بهذا الشيء أخبرت زوجها الفرعون بأن يضع سيدنا موسى عليه السلام في اختبار يكتشف من خلاله فيما إذا كان يستحق القتل أم لا، فقام فرعون بإحضار قطعة من التمر وأخرى من الجمر ووضعهما أمام سيدنا موسى عليه السلام وطلب منه أن يختار إحداهما، مد سيدنا موسى عليه السلام يده على قطعة التمر لكن فرعون أشار له بأن يأخذ قطعة الجمر، فترك قطعة التمر والتقط قطعة الجمر ووضعها في فمه.

قيل في العديد من الروايات السابقة ولكن لا نعرف إن كانت صحيحة أم لا، أن سيدنا موسى عليه السلام عندما التقط قطعة الجمر ووضعها في فمه كان ذلك سبب بوجود لدعة في لسانه والله أعلم ...

تابع القراءة في قصة السيدة آسيا وإيمانها بالله سراً ...

قصة زوجة فرعون " السيدة آسيا " وإنقاذها لسيدنا موسى مرتين - الجزء الأول - اختيار الصورة ريم أبو فخر
 قصة زوجة فرعون " السيدة آسيا " وإنقاذها لسيدنا موسى مرتين - الجزء الأول
 اختيار الصورة ريم أبو فخر 
وبهذه الطريقة استطاع فرعون أن يعرف بأن تصرف سيدنا موسى عليه السلام إنما هو تصرف طفل لا يحسب عاقبة أموره، وتكون السيدة آسيا قد أنقذت سيدنا موسى عليه السلام للمرة الثانية.

 نشر موسى وهارون الدعوة لله 

كبر سيدنا موسى عليه السلام وكبر أيضاً آخاه |هارون|، واختارهما الله عز وجل لنشر رسالته في الأرض، وبدأت الناس بتصديق سيدنا موسى عليه السلام وسيدنا هارون، كما آمنوا برب موسى وهارون عليهما السلام، وآمنوا بوجود إله واحد لهذا الكون وخاصة بعد المعجزات التي قام بها سيدنا موسى عليه السلام كمعجزة |الأفعى| ومعجزة يده التي ظهرت بيضاء وغيرها...

إيمان السيدة آسيا لله سراً

السيدة آسيا زوجة فرعون كانت دائمة الشعور بوجود إله خلق هذا الكون وكل من عليه، لكن فرعون كان يعتبر نفسه هو الإله فكان يقول (أنا ربكم الأوحد).

السيدة آسيا كانت تعيش مع فرعون في قصر واحد، فكانت ترى جميع أخطاؤه وجبروته وظلمه للآخرين، كما أنه كان يأكل ويشرب ويمرض وينام ويستحيل أن تكون هذه صفات لربٍ أوحد، لذلك كانت رافضة أن تعترف بأن فرعون هو إله، ولديها إحساس داخلي بوجود إله حقيقي لهذا الكون، وعندما أصبح سيدنا موسى نبياً يدعو لعبادة الله عز وجل وحده لا شريك له، صدقت السيدة آسيا زوجة فرعون سيدنا موسى عليه السلام، وآمنت برب الكون وأصبح داخلها إيماناً كبيراً.

من هي ماشطة ابنة فرعون وما قصتها

في قصر فرعون كان هناك امرأة تعمل عند فرعون، وكان عملها هو الاهتمام ببنات فرعون وبلباسهن وشعرهن ونظافتهن، وكانت هذه المرأة مؤمنة بالله عز وجل فقد أتبعت دين موسى وهارون عليهما السلام سراً، فكانت تخفي ذلك خوفاً من فرعون كما أنها كانت مجبرة بالعمل لدى فرعون، لأن لديها أطفال وتريد إطعامهم فكانت تنفق على نفسها وأولادها مما تتقاضاه من فرعون لقاء عملها في الاعتناء ببناته في قصره.

اقرأ المزيد حول قصة ماشطة ابنة فرعون وشهادتها في سبيل الله في الجزء الثاني ...

بقلمي: رهف ناولو

يتم التشغيل بواسطة Blogger.