ماذا تعرف عن الهندوسية - الجزء الأول - سليمان أبو طافش
ماذا تعرف عن الهندوسية |
من المعروف بأن كل الأديان تقوم على ثلاثة أركان أساسية هي : العقائد و الأسطورة و الطقوس،
و بالطبع فإن| الأسطورة| لا تعني بالضرورة |قصصاً خرافية| فالمقصود بالأسطورة |القصص الدينية المقدسة |وهي ليست خرافيةً بالضرورة.
تعتبر الهندوسية ثالث أكبر الديانات في العالم بعد المسيحية و الإسلام
فيبلغ عدد معتنقيها حوالي مليار و مئتي مليون إنسان، كما أنها أقدم| الديانات |الموجودة حتى الآن فقد ظهرت قبل الميلاد بحوالي ألف سنة،
ولكنها تتميز عن غيرها بعدم وجود |فلسفةٍ فكريةٍ |وحيدةٍ تمثلها بل يمكن اعتبارها كمنظومة دينية واسعة تشتمل على الكثير من الأفكار و المفاهيم و الفلسفات التي تختلف فيما بينها ولكنها تجتمع خلف هدفٍ واحدٍ
هو معرفة الحقيقة الكاملة و التحرر النهائي من المعاناة،
ولذلك فهي تسمى غالباً "دارشانا" بمعنى رؤية الحقيقة.
أولاً: الأسطورة الهندوسية:
تشكلت معظم الأساطير الهندية في العصر الفيدي عبر| الديانة الفيدية| التي تعتبر أساس الديانة الهندوسية،
ويمكن تصنيف الأساطير الهندوسية إلى نوعين،
فمنها ما يختص بنشأة الكون و العالم،
ومنها ما يختص بالآلهة.
وهناك الكثير من الأساطير الهندوسية من كلا النوعين، ولكن أشهر الأساطير المعنية بنشأة الكون هي الأسطورة التي تصف الكون كجسد حصانٍ أو بقرةٍ أو انسانٍ كونيٍ جرى تقطيعه وتشكيله عبر الزمن من قبل |الآلهة| حتى تم الحصول على كل ما هو موجود في العالم من كائناتٍ حيةٍ وغير حية،
ويسمي الهندوس ذلك المخلوق الذي صُنع منه الكون "|بوروشا|"
فمن عينيه تكونت الشمس، ومن عقله تكون القمر، و من سرّته خرج الهواء، و من رأسه تكونت السماء، ومن قدميه صُنع التراب، وهكذا ...
الغريب في الديانة الهندوسية بأنها لا تدعي أبداً بأنها تمثل |الحقيقة المطلقة| على عكس جميع الأديان الأخرى،
فهي تقول بان نشأة الكون بالطريقة التي تصفها قد لا تكون حقيقيةً أبداً، ولذلك تعتبر الهندوسية من أكثر الديانات تسامحاً وشفافيةً و تقبلاً للآخرين.
أما الأساطير المعنية بالآلهة فهي كثيرة لأن الآلهة الهندوسية تعد بالمئات، ولكن توجد فوقها جميعاً ثلاثة كيانات عظمى تمثل الحقائق العظمى التي تسمى |الثالوث الهندوسي الأعظم| المكون من الإله "براهما" الخالق و الإله "شيفا" المدمر و الإله "فيشنو" الحافظ.
الإله براهما الخالق:
ويتم تمثيله كملك بأربعة وجوه و أربعة أذرع يقرأ كتاب |الفيدا المقدس| وأحياناً يتمثّل على ظهر إوزةٍ بيضاء للتعبير عن ابتعاده عن مخالطة الآخرين لأنه كإلهٍ خالقٍ يعتزل و يتعالى عن جميع المخلوقات ولذلك لا نجد الكثير من المعابد المخصصة له.
الإله المدمر شيفا:
ويسميه أتباعه "الماها ديفا" أي الإله العظيم لأن دوره يجعله أعظم الآلهة،
ويعتبر دوره معقداً إلى حدٍ ما فهو عندما يدمر شيئاً ما فإنه يبني شيئاً آخر،
فمثلاً موت |النبات| يعني حياة |الحيوان|، و موت الحيوان يعني حياة| الإنسان|،
و |الموت| أصلاً ليس نهاية المطاف فهو لا يعتبر أكثر من مرحلةٍ إنتقاليةٍ بين حياتين في ظل الإيمان |بتناسخ الأرواح|،
وبسبب الدور العظيم للإله "شيفا" فإنه الإله الأكثر عبادة ً في الهندوسية كما تتم عبادة زوجاته و أبنائه،
و من أشهر زوجاته الإله "ديفي" التي تظهر بعدة شخصياتٍ مختلفة و|متناقضة|
فهي الإله الرحوم العطوف "أوما"
وهي نفسها الإله "كالي" المرعبة التي ترهب و تدمر أعداءها،
كما أنها الإله "بارفاتي" ساكنة الجبال
و الإله "دورغا" محاربة الشياطين،
و من أشهر أبنائه نجد الإله الشهير "غنيشا" الذي يحمل رأس الفيل بسبب قدرته الهائلة على إزالة العقبات ولذلك يلجأ له الهندوس عندما تواجههم المشاكل.
إقرأ المزيد ...لتعرف أكثر عن| الهنوسية| ...