ماذا تعني بعض المصطلحات ؟؟

 - الجزء الثالث -

ماذا تعني بعض المصطلحات ؟؟

وصلنا للجزء الأخير من مقالنا الهام عن شرح المصطلحات الواردة في| أحاديث رسول الله |الكريم محمد بن عبد الله ...وسنكمل ..

9. الضعيف: 

بلغة أهل الحديث هو الذي يكون في الإسناد أو في المتن ـ نصّ الحديث ـ علّة من العلل تقتضي ضعفه..فيكون مثلاً فيه انقطاعٌ بين |الرّاوي |والرّاوي..

مثلاً واحداً يقول: "قال جدي"..ويكون جده مات قبل أن يراه..

أو مثلاً إذا روى الحديث شخص حفظه ضعيف، سئل عن شيء حدث قبل سنةٍ أو سنتين أو ثلاثةٍ ولم يتذكّره بالضّبط..يقول فيه أهل الحديث هذا ذاكرته ضعيفة..وإذا روى عن الرسول يصبح حديثه ضعيفاً..

لذلك عندما اختبروا أبا هريرة جعلوه يقول الأحاديث ويكتبوها، ثم بعد سنة يقابلوه ويقولون له إروي الحديث كذا..فيحدّث به كما حدّثهم قبل عام.   

هذه تقريباً أهمّ المصطلحات التي سترد معنا في |سلسلة| ماذا تعني..

والتي آمل أن يسدّدني الرّحمن في شرحها مبسّطة |محكمة |السّياق يستفيد منها المبتدئ والمثقّف..

وقد أوردت هذه |المصطلحات| كي أخبركم أحبّتي أنّ الله تعالى قيّض لهذا العلم أهله وحفظ الدّين بهم وكانوا جنوداً مجنّدةٍ في مسيرة البذل والعطاء والتّضحية حتى يصل إلينا هذا العلم بكلّ تفاصيله خالياً من شوائب التحريف والتبديل..

ثمّ يأتي أناسٌ يسمّون أنفسهم المصحفيّون..فيقولون 

لانؤمن إلّا بما جاء به القرءان الكريم..فلا نؤمن بحديث الرّسول..فيحرّفون ويفسّرون تبعاً لأهوائهم ونزواتهم..

ونسوا قوله تعالى: { قُلْ أَطِيعُوا اللَّه وَالرَّسُول فَإِنْ تَوَلَّوْا فَإِنَّ اللَّه لَا يُحِبّ الْكَافِرِينَ } آل عمران.الآية32. 

إلى جانب الكثير من الآيات التي تحثّ على طاعى الرّسول واتّباع أوامره..

فالقرءان الكريم نزل مجملاً و|السّنة الشّريفة |فصّلته..

فمثلاً ذكر القرءان الصّلاة لكن لم يذكر تفاصيلها وكيفيّتها..

فجاء في |الحديث |صلّوا كما رأيتموني أصلّي..

كذلك |الزكاة |

وردت ولم يرد تفاصيلها ففصّلتها| السنّة |المطهّرة..وكذلك كثيرٌ من الأحكام..

أو مثلاً يأتي آخرون فيقولون البخاريّ ومسلم أناسٌ أمثالنا..ونحن نستطيع أن نكون أمثالهم..فيرفعون |الضعيف |ويضعّفون المرفوع تبعاً لأهوائهم ونزواتهم وتحريفاً في الدّين..

أما عن حياة| البخاريّ |و|مسلم| فسنتعرّض لحياتهما بإذن الله في مقالات قادمة ...

أمّا الآن فأستودع الله دينكم وأماناتكم وخواتيم أعمالكم..عند الذي لا تضيع عنده الودائع.

بقلم شمس الدين العمري 

 ماذا تعني بعض المصطلحات ؟؟

 - الجزء الثاني -

ماذا تعني بعض المصطلحات ؟؟

كنا قد ذكرنا في " المقال السابق " معلومات هامة عن المصطلحات وكيف وجدت وما هو| التواتر| في الحديث الشري 

وسنكمل في هذا المقال ونبدأ  ...

2.الصّحيح: 

وهو الحديث الذي يكون كلّ رجاله عدولاً ضابطين..

مثلاً لا يؤخذ بحديث رجل شهد عليه أحدٌ أنّه كاذب..

حتى أنّ إماماً سافر سفراً طويلاً ليأخذ حديثاً من رجلٍ قيل له أنّه يعلمه..فعندما وصل إليه رآه ينادي للهرّة ولا يملك طعاماً لها..فقال من يكذب على حيوان يكذب في حديث رسول الله صلّى الله عليه وسلّم ولم يأخذ منه الحديث..وإمامٌ آخر طرق باب رجلٍ ليأخذ منه حديثاً ففتحت ابنته فأخبرت......................... 

على سبيل المثال الحديث الذي يرويه رجل عدل في دينه..ضابط في عقله..عن واحد مثله عن مثله عن مثله إلى منتهاه..

يسمون هذا إسناد صحيح

3. المرفوع:

 هو الذي يقول |الصحابي| فيه: "سمعت رسول الله صلّى الله عليه وسلّم يقول" أو "قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم" 

4.الموقوف:

 وهو الحديث الذي يرويه الصحابيّ ولم يُثبت رفعه للنبيّ صلى الله عليه وسلّم..أي لم يقل "سمعت رسول الله صلّى الله عليه وسلّم قال" أو ماشابه..

5. المسند: 

هو الذي يكون له إسناد..أي: عن فلان عن| فلان |عن فلان عن الصحابيّ عن رسول الله صلّى الله عليه وسلّم أنّه قال.

6. صحيح الإسناد: 

هو الذي يكون رواته كلهم عدولاً ضابطين من أول السّند إلى منتهاه.

7. لم يخرجاه:

 ففي الحديث دائماً هناك رجلان مشهوران جداً في الحديث هما الإمامان البخاري ومسلم..

ولم يخرجاه يقصد بهما البخاري ومسلم..

لأن كل واحد منهما عمل كتاباً أفرد فيه ما يراه صحيحاً من الأحاديث..

فمثلاً البخاري انتخب كتابه الصّحيح الذي به تقريباً ألفين ومائة حديث غير المكررات..اختارهم من أربع مائة ألف حديث..

وكان يذهب ليصلّي ركعتين بعد أن يجتهد في كلّ حديثٍ ويستخير الله عزّ وجلّ هل يضعه في كتابه أم لا..

لذلك جاء كتابه أصحّ كتابٍ بعد كتاب الله سبحانه وتعالى..وتلقّته الأمّة بالقبول..

وتجد أهل |الإسلام |على اختلافهم إلا من شذّ عنهم يحتجّون بأحاديث الإمام البخاري..وكذلك كتاب الإمام مسلم..

لاسيّما أنّ الإمام مسلمٌ هو تلميذ الإمام البخاريّ..

لكن هناك سؤال يراود أذهاننا..

هل كل الصحيح الذي صحّ عن النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم فقط في البخاري وفي مسلم؟ 

الجواب: 

لا.هناك أحاديثٌ صحيحةٌ لم يضعها البخاريُّ ومسلمٌ في كتابيهما ولكنّها صحيحة..ومن هنا جاءت كلمة لم يخرجاه.

8. وأما (شرط البخاري) و(شرط مسلم) 

يعني كل واحد منهما له شروطٌ اتّبعها ويرى أنّ في اشتراط هذه الشروط ضمانٌ وحفظٌ وتحصينٌ أكثر لحديث رسول الله صلّى الله عليه وسلّم..

فالفرق بين شرط البخاري وشرط مسلم هو أن الإمام البخاري كان يشترط في كل راوي يروي عن غيره أن يكون قد التقاه..أي قابله في حياته وأخذ عنه..

أمّا الإمام مسلم فكان يشترط المعاصرة..أي لا بدّ أن يكون في عصره ولم يمت هذا قبل هذا..أي عاشا في الزّمان ذاته.

"إقرأ المقال التالي " فهناك المزيد من المصطلحات التي يجهلها البعض ..

بقلم شمس الدين العمري 

ماذا تعني بعض المصطلحات؟؟

 - الجزء الأول -

ماذاتعني؟ بعض المصطلحات

كثيراً ما يمرّ معنا ونحن نقرأ حديث رسول الله ﷺ كلمات تبقى حكايتها قصصٌ تروى لكننا لا نعرفها بحذافيرها..

فمثلاً..ماذا تعني كلمة 

• |متواتر|..
• |صحيح الإسناد|..
• |مرفوع|..
• |موقوف|..
• |مسند|..
• |صحيح الإسناد|..
• لم يخرجاه..
• |على شرط البخاري|..
• |على شرط مسلم|..
• |ضعيف.|.....؟

كما عوّدتكم أحبّتي |القرّاء |يجب أن نتعلم تفاصيل ديننا وكيف تُشَوَّهُ عقائدنا وتُزعزع مبادئنا فتنهار قيمنا..

يجب أن نتعلّم كيف يريد |أعداء |الدّين تجريدنا عن هذا الدّين..ولماذا يريدون ذلك؟ 

يجب أن نتعلّم كمسلمٍ ومسلمةٍ في هذا |الزّمان |أن نردّ الشّبهات التي يوجّهونها سهاماً فتّاكةً في قلب كلّ مسلم..

لذلك..

أنت تسأل والإسلام يجيب..

لا تخجل من |السؤال |والبحث الحثيث..لتطوّر دنياك فقط وتبني دينك على شفا جرفٍ ينهار في أيّ لحظة..بل

 تعمّق..

إنطلق..

وأري الله من نفسك العجب..أريه صدقك وإنجازك..أَريه شكراً على أن جعلك مسلماً يستمدّ نوره من الله ودينه..

تعال فلتصاحبنا في هذه |السلسلة التعريفية |عن حديث رسول الله صلّى الله عليه وسلّم وكيف وصل إلينا وماذا يحدّثنا..

* بدايةً هذه ليست معاني أحاديث..

وإنّما هي مصطلحاتٌ..

و|المصطلح|: هو إطلاق ألفاظٍ يصطلحون عليها وإعطائها معاني تخص هذا العلم.

 لنتعرف عن معاني مصطلحات ستتكرر معنا خلال مسيرتنا بإذن الله تعالى.

1.المتواتر: 

وهو مايرويه جمعٌ ضابطٌ عن جمعٍ مثله يستحيل تواطؤهم على |الكذب|..

فمثلاً ذكرتَ قصةً لأحدهم وأحدهم ذكر القصة لآخر وهكذا..هل هذا تواتراً؟ 

لا..لماذا؟ 

لأنّ أقلّ التواتر ثلاثةً..

فعندما تسمع بحديثٍ متواترٍ..أي أنّ هذا الحديث سمعه مجموعةٌ من الصّحابة حين تكلّم به رسول الله صلّى الله عليه وسلّم..ثمّ هذا الجمع حدّثوه لجمعٍ آخر وهكذا وصل إلينا مرويّاً جمعاً عن جمع..

ومعنى يستحيل تواطؤهم على الكذب أي أنّ هذا الحديث لكثرة من سمعه من الثّقات لا يجرؤ أحدٌ على إضافة حرف فيه أو حذف حرف منه..

تخيلوا حتى أنّ |الصّحابة |الكرام رضوان الله تعالى عليهم كانوا إذا أرادوا أن يرووا  حديث رسول الله صلّى الله عليه وسلّم وكان في الحديث أنّه تبسّم..تبسّموا بسمته..لشدّة حرصهم على نقلهم الصّحيح..

ومعنى عدلٌ أي: عدلٌ في دينه مطبقٌ للدّين بتفاصيله ما أمكن..لا يأتي الكبائر ولا يُصرُّ على |الصّغائر|..

ومعنى ضابطٌ أي: ضابطٌ في عقله..فلا يخلط بالحفظ..ولا ينسى ماحفظ..

ثمّ أنّه يراودنا سؤالاً..

لماذا لم يكتب الصّحابة أحاديث رسول الله صلّى الله عليه وسلّم في عهده حتى لا ندخل في دوّامة حفظوه أم نسوه؟

لا أخفيكم سرّاً 

أنّهم استأذنوا رسول الله صلّى الله عليه وسلّم في ذلك فلم يأذن لهم..

لألّا يختلط |القرءان |على |النّاس|..

فقد كانوا يكتبون على |الجلود المدبوغة |أو |الثياب |أو |العظام |وما شابه..

فخاف صلّى الله عليه وسلم أن يشتبه عليهم الأمر فينسبون الحديث للقرءان أو بالعكس..

فلم يكن حتى القرءان مجموعٌ بين دفّتين..لكنّه صلّى الله عليه وسلّم كان لديه ستةٌ من الصّحابة يُدعون كتّاب |الوحي|..كانوا يكتبون ما يقرأ لهم النبيّ صلّى الله عليه وسلّم بعد أن ينفصل عنه الوحي جبريل عليه السّلام..

فالقرءان كان بين أيدي هؤلاء الستّة وأيدي من يجيد الكتابة وفي قلوب كل من يسمع في مجلسه من الصّحابة ..

وبعد كتابتهم يعيدون على مسامع النبيّ صلّى الله عليه وسلّم فيُقرّ لهم أو يصحّح..

* حسناً..لماذا لم يجعل الله تعالى النبيّ صلّى الله عليه وسلّم يعرف القراءة والكتابة وبالتّالي هو يكتب؟ 

لألّا يقول النّاس أنّه هو من كتب القرءان أو قرأه في مكان ما أو استخرجه من أفكاره..

صدق الله تبارك وتعالى قوله:( إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْر وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ ) الحجر.الآية9.

لقد أثرت اهتمامك لمعرفة المزيد ... أليس كذالك..؟

" إقرأ المقال التالي " وتابعني لتعرف أكثر عن مصطلحات الأحاديث ... ماذا تعني 

 بقلم شمس الدين العمري