عرض المشاركات المصنفة بحسب مدى الصلة بالموضوع لطلب البحث ما الفرق بين العقلية المؤمنة والعقلية الملحدة؟. تصنيف بحسب التاريخ عرض كل المشاركات

مؤسسة سطر لصناعة المُحتوى العربي 11/10/2021 06:48:00 م

ما الفرق بين العقلية المؤمنة والعقلية الملحدة؟
ما الفرق بين العقلية المؤمنة والعقلية الملحدة؟  
تصميم الصورة وفاء المؤذن

استكمالاً لما بدأناه في الجزء الأول من مقالنا ( ما الفرق بين العقلية المؤمنة والعقلية الملحدة ؟ )

لماذا قد يصبح المؤمن ملحداً؟

ذكرنا بأن معظم الناس يبقون على دينهم من المهد إلى اللحد دون أن يتساءلوا عن إمكانية أن يكون دينهم على خطأ،

 فلقد اعتقدوا دائماً حتى اقتنعوا بأنهم محظوظون جداً لأنهم ولدوا على هذا| الدين |لأنه الدين الوحيد الصحيح الذي سيضمن لهم حسن العاقبة،

 ولكن بعض الناس يتعرضّون لمواقف أو لمراحل في حياتهم تجعلهم يقفون لحظةً أمام سؤالٍ ملعونٍ قد يؤرّقهم ويقض مضاجعهم لوقتٍ طويلٍ هو: 

هل أنا على حق؟ 

وهل اتبع الدين الصحيح فعلاً؟

قد تكثر لديهم التساؤلات حول دينهم نفسه خاصةً عندما تتوسع آفاقهم ومعارفهم بالأديان والثقافات الأخرى والمجالات المختلفة للعلوم، 

وهنا قد يحدث لدى المتسائل نوعٌ من الصراع بين ما تربّى ونشأ عليه وملأ فكره لسنواتٍ طويلةٍ وبين ما قد يكتشفه عند انفتاحه على الآخرين وعلى العلوم الحديثة، 

وبمعنى آخر يمكن أن نقول بأن العقلية المؤمنة لدى الإنسان قد تجد نفسها فجأةً أمام عقليةٍ مشكّكة ومترددة، 

وقد تتحول تلك العقلية المشككة إلى عقلية رافضة أو |عقلية ملحدة|، 

بمعنى أن العقلية الملحدة سترفض الأجوبة الجاهزة التي تلقتها |العقلية المؤمنة| ونشأت عليها وستبدأ بالبحث عن الأجوبة التي ترتاح لها وتقتنع بها،

 وقد يجد الإنسان نفسه مقتنعاً مرةً أخرى بما تربّى عليه فيبقى على إيمانه، وقد يكتشف بعض الخطأ فيه ولكنه يبقى محافظاً عليه ملتزماً به، وقد يرفضه تماماً فيصبح شخصاً ملحداً إذا لم يجد الإجابات التي يبحث عنها في أي دينٍ من| الأديان|.

وليس بالضرورة أن يرفض| الملحد| فكرة الإله الخالق من جذورها فقد يؤمن بوجود الإله دون أن يؤمن بالأديان وهذا ما يسمى بالربوبية،

 وكذلك قد يبقى المرء محتاراً دون أن يهتدي إلى الصواب فهو ضائعٌ بين وجود الإله وعدمه فيسمى عنده باللاأدري.

لماذا عدد المؤمنين أكبر بكثير من عدد الملحدين على الأرض؟

ذكرنا بأن| الإيمان |يبعث على الراحة والطمأنينة أكثر من الإلحاد وقد يكون هذا جواباً كافياً لهذا السؤال، 

ولكنه ليس الجواب الوحيد

 فقد نجد الكثير من الأسباب التي تدفع الناس إلى الإيمان أكثر من الأسباب التي تدفعهم إلى الإلحاد،

فمعظم الناس مؤمنون بحسب ولادتهم وانتمائهم وهم لا يحاولون تغيير عقيدتهم،

وبعض الناس يرون بأن الإيمان إن لم ينفع فهو لا يضر، 

ولكن الكثير من الناس لا يهتمون أصلاً بمدى صحة معتقداتهم الدينية ويفضّلون البقاء على ما هم عليه من مبدأ ليس بالإمكان أفضل مما كان، 

عداك عن الجوانب الإجتماعية الكثيرة التي تفرض على المرء الكثير من خياراته في الحياة.

بقي أن نذكر بأن الإنسان قد لا يبقى محتفظاً بنفس العقلية طوال حياته،

 فكثيرٌ من المؤمنين أصبحوا ملحدين، 

كما أن الكثير من الملحدين عادوا لدينهم في وقتٍ ما أو انتقلوا إلى دينٍ آخر وآمنوا به، 

فعموماً عقل الانسان متغيرٌ ومتذبذبٌ ولا يبقى على نفس الحال مدى الحياة.


إقرأ المزيد...

🔭بقلمي سليمان أبو طافش 

مؤسسة سطر لصناعة المُحتوى العربي 11/10/2021 06:48:00 م

ما الفرق بين العقلية المؤمنة والعقلية الملحدة؟
ما الفرق بين العقلية المؤمنة والعقلية الملحدة؟  
تصميم الصورة وفاء المؤذن


من هو المؤمن ومن هو الملحد؟

يعتقد معظم الناس بأن المؤمن هو الشخص الذي يعتقد يقيناً بوجود إله خالق لكل شيء ويتبع لديانةٍ معينةٍ بينما |الملحد |لا يعترف بالأديان جميعها ولا يعترف أصلا ًبوجود الإله،

 ولكن الفرق بين |المؤمن| والملحد أعمق من ذلك بكثير.

كيف يصبح الانسان مؤمناً؟

معظم الناس ينتمون للديانة التي ولدوا عليها ووجدوا عليها آباءهم وأجدادهم ولا يحاولون تغييرها أو حتى التفكير في مدى صوابيتها، وذلك ما يعرف بالإيمان الأعمى،

 وعندما يبدؤون بالتساؤلات التي يطرحها معظم الناس حول| نشأة الكون |والإنسان وغيرها فإنهم يجدون لدى ديانتهم أو طائفتهم جميع الأجوبة الجاهزة، 

وغالباً لا يفكر أحدٌ بإمكانية أن تكون تلك الأجوبة خاطئة بسبب التربية والتلقين والبرمجة المبكرة لعقل الطفل, حتى يتشبّع بتعاليم تلك الديانة ويندمج فيها وتندمج فيه ,حتى تصبح جزءً من حياته وأمراً مسلَّماً به 

فيتفرغ لشؤون حياته الأخرى مؤدياً للفرائض التي اعتاد عليها و التي يعتقد بأنها ستوصله إلى النعيم أو إلى الخلاص والراحة الأبدية،

عداك عن القصص الكثيرة التي تملأ دماغه منذ الصغر حول الثواب و العقاب وعاقبة المؤمن وعاقبة الكافر وما إلى ذلك.

العقلية المؤمنة:

تقوم العقلية المؤمنة على| الإيمان|، 

ومعنى الإيمان هو التصديق والاقتناع الكامل بشيءٍ ما دون وجود أي دليل مادي عليه، فالإيمان مرتبطٌ غالباً بالغيبيات التي لا يمكن قياسها أو إثباتها ولا حتى نفيها بالأدلة المادية.

العقلية الملحدة:

هي العقلية التي لا تستطيع أن تؤمن أو تقتنع بأية فكرةٍ بدون وجود دليلٍ ماديٍ عليها، وتعتقد بأن الإيمان بدون أدلةٍ ماديةٍ مقنعةٍ وقاطعة هو أمر خاطئ وغير واقعي.


بناءً على فهمنا للعقلية المؤمنة والعقلية الملحدة يمكن أن نصل إلى..

 الفارق الحقيقي بين المؤمن والملحد،

 فالمؤمن مقتنعٌ تماماً بوجود| إلهٍ| خلق كل شيءٍ، ووضع التعاليم والفرائض التي يريدها في كتبٍ مقدّسةٍ أوصلها إلى أنبيائه وكلّفهم بنقلها إلى الناس،

 ولذلك نجد المؤمن مرتاحاً ومطمئناً لأن التعاليم التي يلتزم بها هي تعاليمٌ إلهيةٌ لا تقبل الشك أو التفكير وليس عليه سوى الالتزام بها لينال الدنيا والآخرة.

 أما الملحد فهو يرفض كل ذلك ويبحث عن الحقيقة التي تقنعه ويطمئن لها قلبه.

إضافةً لذلك نجد المؤمن قابلاً أكثر لتصديق |الأساطير| والخرافات والمعجزات وأعمال السحر وقصص الشياطين لأن عقله مبرمجٌ على قبول الأفكار دون التفكير فيها ودون الحاجة لوجود أدلةٍ عليها، 

بينما لا يستطيع الملحد قبول كل ذلك ويعتبره نوعاً من الجهل والتخلف.

ومن ناحيةٍ أخرى نجد المؤمن أهدأ بالاً وأقل قلقاً لأنه مقتنعٌ تماماً بوجود من يحفظه ويحميه ويعتني به ويواسيه في أحزانه ويرفع عنه الظلم والبؤس والشقاء 

وإن لم يجد ذلك في حياته فسيجده بشكلٍ ما بعد موته،

 وكذلك نجد الكثير من المؤمنين يسارعون لفعل الخير لكي يغسلوا أخطاءهم أو ليحسّنوا درجتهم في الآخرة.

 أما الملحدون فهم لا يشغلون بالهم بفكرة الثواب والعقاب ولا حتى الحساب ومرحلة ما بعد الموت فنجدهم أكثر انشغالاً في البحث عن |الحقائق| التي يعلمون بأنهم لن يحصلوا عليها .ما يزيد في إرباكهم وحيرتهم، 

ولكنهم مرتاحون من التفكير بما بعد| الموت| فلا يعكّر عليهم صفو حياتهم إلا مشاكل الحياة نفسها وما يشغلون به أوقاتهم وعقولهم، 

وعندما يقدم الملحدون على فعل الخير فهم يقومون به من جانبٍ أخلاقيٍ وبدافعٍ إنسانيٍ لا يبتغون من ورائه شيئاً. 

اقرأ المزيد...

🔭بقلمي سليمان أبو طافش 

مؤسسة سطر لصناعة المُحتوى العربي 11/10/2021 06:48:00 م

ما الفرق بين العقلية المؤمنة والعقلية الملحدة؟
ما الفرق بين العقلية المؤمنة والعقلية الملحدة؟  
تصميم الصورة وفاء المؤذن

استكمالاً لما كنا نتحدث عنه في المقال السابق ...نكمل

 هل العلماء ملحدون أم مؤمنون؟

يعتقد الكثير من الناس بأن معظم| العلماء| ملحدون وبأن العلم يتعارض مع |الإيمان |

ولكنهم مخطئون، 

فقد يتعارض العلم مع بعض الجوانب والمعتقدات والأفكار الدينية، ولكنه لا يتعارض مع فكرة الإيمان نفسها،

 فعبر التاريخ نجد الكثير من العلماء المؤمنين

 والذين أصبحوا علماء من منطلقٍ ديني كالعالم المسلم| البيروني |الذي ذكر صراحةً بأنه اندفع نحو العلم انطلاقاً من الآيات القرآنية التي تأمر بالتفكر بالخلق وكيف بدأ،

 بينما نجد علماء كثر عاشوا في كنف |الدولة الإسلامية |واتهمهم المجتمع بالإلحاد والكفر مثل |ابن سينا|،

 أما حديثاً فنجد أشهر العلماء الغربيين مؤمنين مثل |اسحق نيوتن |و|ألبرت أينشتاين|،

 بينما نجد الكثير من العلماء الكبار |الملحدين| مثل |ستيف هوكنغ| علماً بأنه لم يرفض فكرة وجود الإله ولكنه ادعى بأن لا حاجة للإله لوجود |الكون| ونشأته.

وقد تم إجراء الكثير من الدراسات الإحصائية منذ مطلع| القرن العشرين| وقد كانت نتائجها متباينة بين بلدٍ وآخر ما يشير إلى أن الخلفية الدينية التي يأتي منها العالم تؤثر في إيمانه وإلحاده، 

وكذلك نجد النسب تختلف في نفس البلد بين سنةٍ وأخرى ما يعني وجود عوامل مختلفة قد تؤثر على إيمان العالم.

 ولكن بشكلٍ عام يمكن القول بأن نسبةً جيدةً بين العلماء الكبار على مستوى العالم مؤمنة بشكلٍ أو بآخر وهناك نسبة جيدةٌ أيضاً من العلماء اللاأدريين بجانب نسبةٍ من الربوبين والملحدين،

 كما ظهرت في السنوات الأخيرة فئةٌ جديدةٌ تسمى غير المنتمين 

وهم لا يهتّمون مطلقاً بأمور الدين، 

وقد تبين بأن كل تلك النسب لا تختلف كثيراً بين العلماء عمّا هي عليه بين عامّة الناس ما يوحي بأن المجتمع وظروفه وثقافته هي التي تحكم إيمان الإنسان وليس درجته العلمية.

تجدر الإشارة هنا إلى قول العالم الشهير آينشتاين في ردّه الشهير على سؤال طفلةٍ صغيرةٍ حول معتقداته

 فكتب لها بما معناه: "الباحث الحقيقي في قوانين الكون وسلوكه، يتوصل الى أنه يوجد قوّةٌ تفوق قدرات الإنسان ويعجز عن إدراكها، ولكن تديّن العالِم مختلفٌ عن تديّن الناس العاديين".

كذلك يجب التنويه إلى أن نسبة الأطباء المؤمنين في| الولايات المتحدة الأمريكية |وصل في أحد الإحصاءات إلى 75% من أصل جميع الأطباء الأمريكيين، 

وهي نسبة عالية وتفوق نسبة المؤمنين في أي جماعة أو فئة مجتمعية،

 و قد يعود ذلك لما يواجهه الأطباء في عملهم ويوحي بوجود قدرةٍ فائقةٍ وإرادةٍ عليةٍ تفوق كل ما يعرفه البشر. 

وهذا يقودنا إلى العوامل و الدوافع الكثيرة و المتنوعة التي تقف وراء إيمان الإنسان أو إلحاده.

ولكن الأهم من كل ذلك هو ضرورة احترام وتقبّل الآخر مهما كانت معتقداته والتعامل معه بحسب سلوكه وليس بحسب معتقده عملاً بقول الشاعر:

 ما دمت محترماً حقي فأنت أخي         آمنت بالله أم آمنت بالحجر.


إذا وجدت في تلك السطور ما أعجبك فشاركه مع الآخرين رجاءً.


🔭بقلمي سليمان أبو طافش 

يتم التشغيل بواسطة Blogger.