هل الدولار الأمريكي هو حقاً سيد العالم؟- الجزء الثالث - ميس الصالح
هل الدولار الأميركي هو سيد العالم - الجزء الثالث تصميم ريم أبو فخر |
أسباب الركود الاقتصادي
وذلك لأن كلا المشروعين لم يتمكنا من خلق حالة |استقرار اقتصادي| للولايات المتحدة الأمريكية، وذلك لأن الناس لم تكن تثق في البنوك، وأنها ستعيد لهم أموالهم لو حدث وأفلست، وهذا الأمر كان يدفع الناس إلى سحب أموالهم من أي مصرف يشاع أنه ممكن أن يفلس، فنتيجة لهذا الأمر كان المصرف يفلس فعلاً كما لو أن النبوءة تتحقق بذاتها.
كل هذه الأمور كانت تسبب أزمات اقتصادية كبيرة جداً، وبالتالي |ركود اقتصادي| كبير أيضاً وبقي الأمر على هذا الحال لحين قام في عام 1907 إنشاء مصرف كبير جداً وهو ما يعرف في الذعر الأمريكي الكبير، وفي تلك الأثناء وبشكل مفاجئ انهارت البورصة الأمريكية، ونزلت قيمتها 50 بالمئة ،وأكثر من 10 بنوك في الساحل الشرقي الأمريكي أعلنوا إفلاسهم في نفس الوقت.
كيف أنقذ الوضع
قامت الحكومة الأمريكية بالاستعانة ب |جي مورغان| الذي كان يعتبر في وقت من الأوقات ملك البورصة الأمريكية، والذي كان يملك مصرف باسمه يعتبر من أكبر البنوك في الولايات المتحدة الأمريكية، وفي أكتوبر عام 1907 قام مورغان بمخاطبة رؤساء أكبر البنوك الأمريكية في وقتها من أجل عقد اجتماع لإنقاذ البورصة الأمريكية من المأزق الذي وقعت به، واتفقوا على إنشاء مصرف مركزي للبلاد، وتمكنوا من الحصول على موافقة الكونغرس الأمريكي على مشروع قانون سيقوم بإنشاء هذا المصرف المركزي الأمريكي، واستمرت المناقشات حول هذا الموضوع حتى عام 1913 حيث تم الاتفاق على إنشاء جهاز حكومي فدرالي مؤلف من 12 بنك إقليمي في ولايات مختلفة، مملوكين من قبل رجال أعمال ومصرفيين من نفس الولاية، ومن أجل أن يكون ذو طابع حكومي، شكل له مجلس إدارة مكون من 7 أشخاص يقوم الرئيس الأمريكي باختيارهم، ويحصلون على موافقة مجلس الشيوخ الأمريكي.
-في الجزء التالي من مقالتنا (هل الدولار الأمريكي هو حقاً سيد العالم؟)،سنتابع المزيد من الأحداث الهامة في سياق تطور العملات ولاسيما الدولار على مستوى العالم وكيف تأثر بالمسكلات الاقتصادية فضلاً عن قدرته على الصمود خلال الحرب العالمية الثانية
سنتعرف أيضاً على النظام المعقد التي تملكه أمريكا للمحافظة على قيمة الدولار رغم طباعة الأوراق المالية دون حدوث أي تضخم يذكر....لنتابع...
بقلمي: ميس الصالح