عرض المشاركات المصنفة بحسب مدى الصلة بالموضوع لطلب البحث من أين يأتي الأكسجين الذي نتنفسه؟. تصنيف بحسب التاريخ عرض كل المشاركات

مؤسسة سطر لصناعة المُحتوى العربي 11/10/2021 01:02:00 ص

من أين يأتي الأكسجين الذي نتنفسه؟
من أين يأتي الأكسجين الذي نتنفسه؟
تصميم الصورة وفاء المؤذن


الإنسان هو المخلوق الوحيد الذي يولد باكياً ويعيش شاكياً،

 فلماذا يكون البكاء هو أول عملٍ نقوم به بعد ولادتنا؟

وما أكثر الأشياء التي نعتاد عليها لدرجة نسيانها ونسيان أهميتها لأنها أصبحت من المسلمات، 

ولعل |التنفس |أحد أهم تلك الأشياء،

 فمنذ ولادة الانسان، تبدأ عملية التنفس مع أول شهقة هواءٍ يأخذها، وتلك الشهقة الأولى هي الي تبدو كصرخة بكاء،

 فكيف تتم عملية التنفس ومن أين يأتي |الأوكسجين| الذي نتنفسه؟


العواصف الرملية الإفريقية:

تعتبر الصحراء الكبرى في |إفريقيا| أكبر صحارى الأرض، 

ورغم كونها بقعةً هائلةً من الرمال، إلا أن فائدتها لنا ولكوكب الأرض أكبر بكثيرٍ مما نعتقد،

 فقد تبيّن بأن العواصف الرملية الهائلة التي تتشكل فوق الصحراء الكبرى، تعبر المحيط الأطلسي وتصل إلى غابات الأمازون في أمريكا الجنوبية، وما تحمله تلك العواصف من الغبار يقدّر بسبعةٍ وعشرين مليون طن من الغبار الساقط فوق |غابات الأمازون| سنوياً،

 وهذا الغبار يعتبر سماداً مثالياً تتغذي عليه نباتات تلك الغابات، التي تُعتبر أكبر رئةٍ للأرض تنتج الأوكسجين.


مصانع مذهلة:

تُنتج كل شجرةٍ ضخمةٍ من أشجار حوض الأمازون كميةً من الأوكسجين تكفي لشخصين طيلة حياتهما، 

وتستطيع غابات الأمازون المطيرة أن تُنتج من الأوكسجين أكثر من حاجة البشر جميعاً بعشرين ضعفاً، ولكن ما تنتجه بالكاد يكفي السكّان المحليين، فهي مليئةٌ بكل أشكال الحياة، والحيوانات الموجودة فيها تستهلك كل الأوكسجين الذي تنتجه،

 وهذا يعني بأن غابات الأمازون ليست المصدر الأساسي للأوكسجين الذي يؤمن حياتنا.


نهرٌ في السماء:

تشتهر غابات الأمازون بنهر الأمازون الذي يعتبر أعرض نهرٍ في العالم، ولكنها تمتلك نهراً آخر أقل شهرةً وأكثر أهميةً، 

وهو ليس نهراً من الماء يعبر الوديان، ولكنه نهرٌ من البخار الناتج من أشجار غابات الأمازون، 

وهو نهرٌ هائلٌ يغطي كامل |أمريكا الجنوبية|، ويتدفق مسرعاً حتى يصطدم بجال الأنديز الشاهقة، التي يصل طولها إل تسعة آلاف كيلو متر، ويصل ارتفاعها إلى سبعة كيلو مترات، وعند ذلك الحاجز العظيم تتحول الغيوم إلى قطرات ماءٍ تنهمر على السفوح لتعود إلى حوض الأمازون، 

وخلال ذلك فإنها تنحت الصخور وتساهم في تشكل الرواسب التي تصب في| المحيط الهادي|.


كائنات عجيبة:

عندما تصل الرواسب إلى المحيط الهادي تجد بانتظارها كائناتٍ خلويةٍ في غاية الصغر، إنها خلايا "الدايتون" التي تعتبر سر مصدر الأوكسجين على الأرض، 

فهي قادرةٌ على القيام بعملية| التركيب الضوئي| التي تُنتج الأوكسجين، وبما أن أعدادها هائلةٌ ويتضاعف كل يومٍ، فإن نصف الأوكسجين الذي نستهلكه يأتي من تلك الكائنات المجهرية المذهلة.


نظرةٌ من الفضاء:

عند النظر إلى المحيط من |الفضاء|، يمكن مشاهدة بعض المناطق المميزة بلونها عن غيرها، 

وتلك المناطق تكون غنيةً بالكائنات المجهرية مثل خلايا "الدايتون"، التي تعكس الضوء بشكلٍ مختلفٍ ما يجعلها مرئيةً من الفضاء الخارجي، 

ورغم أهمية تلك الكائنات أثناء حياتها، فإن أهميتها تزداد بعد موتها، 

فكيف يكون ذلك؟ 

اقرأ المزيد...لتعرف أكثر


🔭بقلمي سليمان أبو طافش 


مؤسسة سطر لصناعة المُحتوى العربي 11/10/2021 01:02:00 ص

من أين يأتي الأكسجين الذي نتنفسه؟
من أين يأتي الأكسجين الذي نتنفسه؟
تصميم الصورة وفاء المؤذن


استكمالاً للمقال السابق عن مصدر الأكسجين على الأرض نتابع ... 

 الأنهار الجليدية:

تشتهر| المناطق القطبية |على الأرض بما يسمى بالأنهار الجليدية،

 وإذا كانت رؤية حركة تلك الأنهار صعبةٌ جداً بسبب بطء حركتها، فإن سماع الأصوات التي تصدر عن تلك الحركة أمرٌ ممكنٌ جداً،

 ويستمر النهر الجليدي بالزحف حتى يلتقي بمياه المحيط، وعندها يبدأ الجليد بالذوبان، فتتحرر منه فقاعات الهواء التي كان يحتجزها،

 أما بقايا الصخور التي طحنها النهر الجليدي أثناء زحفه وحملها معه، فهي طعام "الدايتون" المفضل. 

ولكن مع توقف النهر الجليدي الذي يستمر لعقود، فسرعان ما ينفذ الطعام، وتموت خلايا الدايتون، وتسقط نحو قاع المحيط، ومع الوقت تشكلت طبقةٌ بسماكة ثمانمئة متر.


الثلج البحري:

إذا استطعنا رؤية جثث "الدايتون" الساقطة نحو قاع المحيط لوجدنا بأنها تشبه قطع الثلج المتساقطة، ولهذا أمكن تسميتها بالثلج البحري،

 وعلى مدى ملايين السنين يرتفع قاع |البحر|، وإذا انحسرت عنه المياه، فأنه يتحوّل إلى صحراء ملحية، 

والصحراء الإفريقية الكبرى كانت يوماً ما قاع محيط، ولذلك فهي اليوم مليئةٌ ببقايا جثث "الدايتون"، 

وعندما تهب العواصف الرملية فإنها تحمل تلك البقايا إلى |غابات الأمازون |التي تتغذى على تلك البقايا.


الترابط العجيب:

لا بد من أن الترابط بين الصحراء الكبرى وغابات الأمازون أصبح واضحاً من خلال ما ذكرناه حتى الآن، ولكن الحقيقة أعمق من ذلك بكثير، فجميع الأنظمة على الأرض تعمل معاً لكي تمكننا من |التنفس|، 

فالتوازن هو سر النجاة، فإذا نقص الأوكسجين قليلاً، فإن ذلك سيخنقنا، وإذا زاد قليلاً فقد يحترق كوكب الأرض كله، بشكلٍ مشابهٍ لما حدث قبل ثلاثمئة مليون سنة،

 والحقيقة الغريبة هي أن نسبة الأوكسجين في| الغلاف الجوي| ثابتة، رغم أن غابات الأمازون عليها انتظار العواصف القادمة من إفريقيا، وأن "الدايتون" عليه انتظار الأنهار الجليدية، وأن أعداد البشر تتزايد باستمرار، ولا أحد حتى الآن يعرف كيف تتدبر الأرض أمرها لتحقيق ذلك التوازن.


سر الحياة:

من الواضح بأن كل شيءٍ على الأرض يؤثر في كل شيءٍ بشكلٍ أو بآخر، وهذا ما يصنع |التوازن| الذي يحفظ الحياة،

 ولطالما آمن |البوذيون| بذلك، حتى أنهم أوجدوا مهرجاناً للاحتفال بالتوازن في الطبيعة، وهو مهرجان "موجابوجا" الذي يجمع أكثر من مئة ألف شخص، وكل شخصٍ منهم يُشعل شمعة، ويحتفل الجميع مع بعضهم طوال الليل.


العناصر الأربعة:

رغم أن اعتقاد |الفلاسفة| القدماء بأن كل شيءٍ مصنوعٌ من العناصر الأربعة كان خاطئاً، إلا أن تلك العناصر هي التي تؤمن لنا الحياة،

 فكل الأوكسجين الذي نحتاجه للتنفس، ما كنا لنجده لولا العمل المشترك الذي تقوم به الأرض والماء والهواء والنار، فتلك العناصر بحق، هي المصدر الأساسي للحياة، ولكن عليها ان تعمل معاً بتوازنٍ وانسجام،

 أما تدخلات البشر ونشاطاتهم المتنوعة، فإنها تؤثر في ذلك التوازن، وقد يصبح هذا التأثير كارثياً مع الوقت، 

وقد بدأنا نلمس النتائج السلبية لذلك التأثير من خلال ظاهرة الارتفاع الحراري. 


نرجو مشاركة المقال لكي تعم الفائدة.


🔭بقلمي سليمان أبو طافش 
يتم التشغيل بواسطة Blogger.