هل يصبح الذكاء الاصطناعي سبب شقاء البشرية؟ - الجزء الأول - سليمان أبو طافش
هل يصبح الذكاء الاصطناعي سبب شقاء البشرية؟ تصميم الصورة : رزان الحموي |
منذ بضع سنواتٍ فقط، كان معظم الناس في مختلف أنحاء العالم، ينظرون إلى وظائف الطب والهندسة على أنها أفضل الوظائف في تأمين الشهرة والمال، ولكن تلك النظرة اختلفت كثيراً في الوقت الحالي، كما أصبحت تلك المهن مهناً عادية، بل هناك مهنٌ أخرى تفوقت عليها وصارت أكثر شعبيةً بين الناس، ويعود سبب ذلك أيضاً إلى الذكاء الاصطناعي الذي أصبح قادراً على إنجاز تلك المهن.
وظائف المستقبل
من المتوقع أن تختفي نصف المهن والوظائف الحالية في المستقبل القريب، ويعود ذلك إلى الذكاء الاصطناعي ودخوله مختلف المجالات،
ولقد انقسمت الآراء حول| الذكاء الاصطناعي| وفوائده وجدواه بين فريقين
يرى الفريق الأول بأن الذكاء الاصطناعي سيكون وبالاً على البشرية إذا استمرت وتيرة تصاعده على النحو الحالي، وإذا أصبح قادراً على التعلّم الذاتي
أما الفريق الثاني فيرى بأن الذكاء الاصطناعي يستطيع تأمين مستقبلٍ أفضل للبشرية، ووظائف ومهنٍ أكثر، ولكنه يجب أن يبقى تحت السيطرة.
الثورات الصناعية الأربع
أُطلق تعبير| الثورة الصناعية الأولى| على ظهور المحركات الآلية، والثورة الصناعية الثانية، كانت ظهور| الكهرباء| وما سببته من زيادة الإنتاج بكل أشكاله، أما الثورة الصناعية الثالثة فهي |ثورة الإلكترونيات| وظهور |الحواسيب| والآلات القائمة عليها، ومنذ سنواتٍ قليلة انطلقت الثورة الصناعية الرابعة متمثلةً بالذكاء الاصطناعي ومجالاته المتعددة.
ماذا يقول الفريق المتفائل؟
يدعو هذا الفريق إلى النظر بتعمقٍ إلى الثورات الصناعية السابقة، فهي قد أحدثت تغييراً إيجابياً كبيراً في حياة الناس، وقد نتج عنها الكثير من الوظائف والمهن الجديدة، وقللت المجهود والوقت وتكاليف الإنتاج، فانخفضت أسعار المنتجات وارتفع المستوى المعيشي للإنسان، فمن المتوقع أن يتكرر ذلك بع الثورة الصناعية الرابعة.
أحداث تاريخية
لم يكن تأثير تلك الثورات عاماً على كل البشر، بل على فئةٍ محدودةٍ منهم، ففي عام 1810 مثلاً، عندما حلّت آلات النسيج مكان العمال في بريطانيا، ثار غضب العمال الذين خسروا وظائفهم، فقاموا بأعمال عنفٍ ضد المصانع الحديثة، فاضطر الجيش البريطاني إلى التدخل بعنف، وفي عام 1812 أصدرت الحكومة البريطانية قانوناً يقضي بإعدام كل من يعتدي على أية آلةٍ أو مصنع، فانتهت تلك الأحداث تماماً بعد عام.
أما الفريق المتشائم فماذا يقول؟
لم يكن عامة الناس متضررين من دخول الآلات إلى المصانع بدل العمال، بل كانوا مستفيدين من توفر المنتجات وانخفاض أسعارها، ويمكن تعميم ذلك على الثورات الصناعية الثلاثة، أما مع الذكاء الاصطناعي فالأمر مختلف، فهو سيقضي عل مصدر دخل معظم الناس، لأنه سيحل مكان الكثير من الناس في شتى المجالات، فنصف الوظائف الحالية ستختفي.
المزيد من التفاؤل:
رداً على ادعاءات الفريق المتشائم، فإن الفريق المتفائل يتوقع بأن الذكاء الاصطناعي الذي سيقضي على نصف الوظائف الحالية، سيخلق في المقابل عدداً أكبر من الوظائف، في حين أن الفريق الآخر يرى بأن استجابة الناس لتلك الوظائف ستكون بطيئةً جداً، فليس من السهل تعلم الناس لتلك الوظائف واتقانها، وريثما يتم ذلك سيعاني الكثير من الناس من| البطالة| والحاجة.
اقرأ المزيد...
سليمان أبو طافش