وقاية الإنسان من الهموم - الجزء الأول - محمد عيسى جمعه
وقاية الإنسان من الهموم |
لقد خلق الله تعالى الإنسان في هذه الحياة وهيأ له من الأسباب مايضمن له صلاح حياته .
فالإنسان في الحياة يتعرض لنزعات| الشيطان| و|المصاعب| و|الكوارث |، يفرح ويحزن ، يضحك ويبكي فالحياة لاتصفوا لأحد من أكدارها
لذلك قال الله تعالى :
( لقد خلقنا الإنسان في كبد)
فيختلف الناس في خوض معتركها.
فإن |ضيق الصدر |وماينتاب الإنسان من |قلق| و|أرق |قد تمر على كل إنسان تطول مدتها مع قوم وتقصر مع آخرين, فإذا أصاب الإنسان حالة كئيبة تغير حاله
فربما يترك |الطعام |و|الشراب| وترى فيه صورة |الحزن| و|البكاء| والوحشة والذهول وتغلب عليه حالة |الكآبة|
فتراه يشكوا أمره إلى من يجالسه فربما يستسلم للشيطان ويظهر للآخرين من| اليأس| والقنوط والشكوى مايغلق أمامهم الكثير من أبواب الفرج
حتى تجد بعض المهمومين يقدم على ترك وظيفته وعمله أو طلاق زوجته وخراب بيته وربما يترك منزله ويصل الأمر إلى| الإنتحار| وغير ذلك من كثرة الهموم
وهذا يدل على الهواجس و|الوساوس| التي تخيم عليه فيصبح أسيراً للشيطان
فلما كانت هذه الحال تعتري كثيراً من الناس وتؤثر على عباداتهم وسلوكياتهم
فهناك أدوية للتخلص من الهموم وتفرح قلب الإنسان هي:
١- التوحيد:
من أعظم اسباب طرد الهموم عندما تفوض أمرك لله تعالى معتقداً أنه سبحانه هو الذي يجلب لك النفع ويدفع عنك الضر
وأمر الله |رسوله الكريم| أن يقول للناس:( قل لاأملك لنفسي ضراً ولانفعاً إلا ماشاء الله)
فإذا كان اعتقادك أن الله هو المتصرف بكل شيء فقد يذهب عنك همك.
٢- حسن الظن بالله:
من الأسباب الجليلة لطرد الهموم عندما يستشعر الإنسان حسن ظنه بربه يفتح عليه من بركاته ويعطيه من خيراته .
قال الله في |الحديث القدسي|:( أنا عند ظن عبدي بي إن ظن خيرا فله وإن ظن شرا فله) ويقول في حديث آخر ( أنا عند ظن عبدي بي فليظن بي ماشاء)
فإياك أن تسيء الظن بالله مهما عصفت بك الحياة وخيمت عليك| الهموم| لأن ذلك من صفات| المنافقين| ومن الموبقات المهلكات
فيقول الله تعالى :( ويعذب المنافقين والمنافقات والمشركين والمشركات الظانين بالله ظنّ السوء عليهم دائرة السوء وغضب الله عليهم ولعنهم وأعد لهم جهنم وساءت مصيراً)
٣- الدعاء:
أكرم شيء على الله تعالى , وله منزلةً عظيمةً وهو من الأسباب المزيلة للهموم عندما يرفع الإنسان شكواه إلى الله ويعلم أن الله أرحم به من أمه وأبيه وأحبابه
( رب مسني الضر وأنت أرحم الراحمين)
فلابد لإجابة الدعاء من أسباب كتقديم| الأعمال الصالحة| مثل| الصدقة| و|الوضوء| و|الصلاة |و|استقبال القبلة| والثناء على الله والصلاة على رسول الله
وعليه أن يتحرى| الأوقات المباركة |كثلث الليل الآخر وبين| الأذان| و|الإقامة| وبعد |الصلوات |وعند\ ختم القرآن |وفي |طريق السفر| و|يوم الجمعة |آكدها من بعد صلاة العصر إلى غياب الشمس
وكذلك| الكسب الحلال |ورد المظالم واجتناب المحرمات والمداومة على|أذكار الصباح والمساء |فكان النبي صلى الله عليه وسلم إذا نزل به هم قال :( ياحي ياقيوم برحمتك أستغيث )
"إقرأ المقال التالي " فهناك المزيد من الأدوية التي تزيل الهموم وتجلي القلوب والتي علمنا إياها الله ورسوله
🕌 بقلم محمد عيسى جمعه