الإدمان ... أسبابه ونتائجه 

- الجزء الثاني -

الإدمان ... أسبابه ونتائجه

تحدثنا في " المقال السابق " عن أعراض |الإدمان| والعلامات التفريقية للإدمان والعادة الطبيعية

بالطبع أي شخص سيرى المدمن سيسأل نفسه ما الأشياء التي تجعل المدمن متمسك بإدمانه؟

 أو ما الفائدة التي يجنيها وتجعله متمسكاً بهذا الإدمان؟

التخلص من الوحدة:

تعمل على تغييب المشاعر الناتجة عن |العزلة |بشكل مؤقت ولكنّه كافي ليرضي الإنسان وقد يشعر بالمحبة و|الإنتماء |للأشخاص المشابهين له بالإدمان.

تغييب الشعور:

المدمن بسبب انشغاله بطقوس الإدمان فيغيب عنه مشاعر| الحزن| أو |الألم| ويملأ الفراغ الذي كان مصاحباً له في حياته وتبعده عن التفكير في مستقبله أو في حياته بشكل عميق.

اللّذة الكاذبة:

يتخلى المدمن عن المشاعر الحقيقية في حياته من| السعادة| و|الفرح| ويلحق مشاعر اللذة المؤقتة الناتجة عن الإدمان حيث يتخلّص فيها من الوعي بالزمان والمكان.

التوّهم بالتحكم أو السيطرة:

المدمن يبحث عن القوة ولكن في أماكن خاطئة فعند لجوء الشخص للإدمان يكون في حالة ضعف وفقدان للسيطرة على حياته .

والإدمان يعوّض لديه هذه المشاعر فيعطيه دفة |التحكم |في الإدمان وتسيطر على |دماغه| فتكسبه مشاعر السيطرة على نفسه وتشعره بالقوة وتمنع مشاعر| الفشل| أو العجز بالوصول إليه.

كيف يمتلك الشّخص إرادة صلبة للتخلص من الإدمان؟

غالباً كل المدمنين لديهم رغبة ملحّة لترك الإدمان ولكنّه لا يستطيع ترجمة هذه الرغبة لفعل ينتج عنه ترك الإدمان

الفكرة بأن الإدمان لا يتعلّق فقط بالشيء المُدَمن عليه ولكن يتعلّق برغبة الشخص في الحصول على اللذة الوهمية والتنفيس عن مشاعره

 لذلك| لعلاج الإدمان| يجب أن نبدأ بتغييرات داخلية في لشخص والأسلوب الذي يتبعه في حياته فتتغير نظرته للحياة وتتغير طرق إشباعه لاحتياجاته| العاطفية| و|الإجتماعية |ولروحية.

كيف تمّ الشفاء من الإدمان؟

يتم عن طريق ثلاث مراحل:

المرحلة الأولى: الشفاء من الإدمان:

 أن يحاول التخلًي من المادة المدمن عليها ويقوم بتغيير الأسلوب الذي يتّبعه في حياته وطرقة نظرته لنفسه واهتمام بشخصيته وحتّى علاقته بالآخرين واستبدال كل ذلك بأمرور صحيّة

 وذلك بالإبتعاد عن تخدير مشاعره بأية وسيلة ليس التوقف فقط بل الإبتعاد عنها بشكل نهائي، 

بالطبع لكي يتمكن من القيام بذلك عليه الإعتراف بحقيقة إدمانه وبحقيقة أنّه فقد السيطرة في التحكّم بنفسه ويتقبّل ذاته

 وذلك من خلال:

• تجنّب المثيرات:

لأنّ ذلك سيجعله يصرف طاقة كبيرة في التعامل مع أعراض الإنسحاب ويستطيع ادّخار هذه الطاقة لصرفها في |علاج |طويل الأمد.

• اتخاذ طوات حقيقة تجاه الشفاء:

ذلك بإعادة تنظيم حياته بشكل يتناسب مع عدم وجود الإدمان وذلك بوجود أشخاص داعمين من أهله أو محيطه ولا يخجل أبداً من طلب المساعدة من| جمعيات| أو| أخصّائين|.

المرحلة الثانية: الابتعاد عن الإدمان:

على الإنسان أن يستمر في عملية ترك الشيء المدمن عليه ومتابعة خطوات| الشفاء|.

 فالتوقف عن الإدمان ليس بالضرورة أن يعني التعافي  وبالطبع هذه أصعب المراحل لأنها لا تعني التوقف فحسب بل الإستمرار بالتوقف ،و|الرحمة| بنفسه ومعرفة ما يسبّب له| التوتر| و يتقبل ذاته وأخطائه والتعلم منها.

المرحلة الثالثة: التحسّن:

وذلك بالتغلب على| اللّذة الوهمية| قصيرة الأمد و|الإلتزام |بالمبادئ الإيجابية في حياته وتحمّل |المسؤولية| وقبول النفس والتعافي.

عزيزي القارئ عليك معرفة أنّ الإدمان ينمو ضمن ظروف| الحرمان| ويمكن إبطاله عن طريق| الإشباع |والمساندة.

 📚 بقلم دنيا عبد الله

 الإدمان ... أسبابه ونتائجه 

- الجزء الأول - 

الإدمان ... أسبابه ونتائجه

الإدمان ...

هو إجبار| النفس |على القيام بما قد تعودت عليه من أفعال وقد يكون الإدمان على أشكال عدّة...

 كإدمان| القمار |وإدمان| المخدرات| وحتّى إدمان| العمل| 

وقد يتشكّل| الإدمان |نتيجة معتقدات خاطئة تؤدي لتصرفات ناتجة عن انهزام النفس أمام أهوائها رغم إدراكها للنتائج السلبية التي قد تصدر عن هذا لإدمان

 فينهزم بسهولة أمام الإحباطات وعدم قدرته على التعامل مع |المشكلات| التي تواجهه في حياته فيميل إلى إشباع رغباته بأي وسيلة.

والإدمان| مرض| قد يصيب أي شخص أنا أو أنت أو أي أحد من معارفك وله أشكال كثيرة من إدمان العمل أو المخدرات أو| التدخين| أو |الكحول| أو| الكافيين|.

ما هي عوامل مرض الإدمان:

مجموعة من المعتقدات الإدمانية:

يعتقد الشخص أنّه من حقّه الإستمتاع بغض النظر عن الأضرار الناتجة عن هذا الإستمتاع سواءً هذا الضرر لك أو لغيرك أو تظن بأنّك غير قادر على مواجهة مشاكلك فتهرب بإدمانك من هذه المشاكل فتلجأ للقمار أو التدخين أو غيرها.

الشخصية المدمنة:

قد تظهر بعض الصفات التي تقوّي من إدمان الشخص كالسعي للكمال أو السعي للاستحسان والقبول أو |الحساسية |المفرطة للنقد أو عدم القدرة على مواجهة |الإحباط| وإهمال الذات والميل للعيش ضمن حياة مخادعة للواقع.

عدم وجود مهارات حياتية للتعامل مع مشكلات الحياة:

قد لا يتمتع الشخص بالقدرة على تحمّل| الضغوطات| في الحياة أو تقييم الخيارات الموجودة أمامه أو القدرة على فهم مشاعر نفسه والتعامل معها والقدرة على التعامل مع الناس واتخاذ |القرارات| الصحيحة

 فيجد أنّ الإدمان قد يوفّر حلول سريعة بالهرب من كل| المشكلات| التي يتعرض لها الشخص.

عدم إشباع الشخص من احتياجاته العاطفية والروحية والاجتماعية:

غياب هذه الاحتياجات قد يؤدي لمشاعر سلبية وحالات نفسية قد يكون علاجها صعب وبالطبع تزداد هذه المشاعر مع غياب القدرة على التعامل مع مشكلات الحياة وعدم تحمّل الفشل أو تحمّل الضغوط.

عدم وجود مساندة من المجتمع المحيط:

من الأشياء التي تغذّي الإدمان عدم وجود بديل عنه أي أن لا يكون للشخص ملجأ غير هذا الإدمان أنّ |الوحدة| عمليّا هي التي قد تكون أكبر محفّز للإدمان.

بالطبع هناك علامات تفريقية بين الإدمان والتصرف الطبيعي وهذه العلامات هي...

 أعراض الإدمان:

السيطرة على تفكيرك:

الشخص المدمن لا يستطيع أن يزيل فكرة الشيء المدمن عليه أو التفكير الدائم في كيفية الحصول عليه.

النتائج السلبية:

للإدمان نتائج سلبية تظهر في العمل أو في الحالة الماديّة أو في العلاقة مع الأسرة و|الصحة النفسية| أو الجسدية.

عدم التمكّن من السيطرة على نفسك:

وهنا تشعر بسيطرة ما أدمنت عليه على حياتك حتّى أصبح هو ما يوجّهك وليس العكس.

الإنكار:

عند زيادة أعراض الإدمان و تبدأ المشاكل بالظهور هنا سيظهر إنكارك ويزداد مع الوقت.

 وهذه الإنكار يكون للنشاط المدمن عليه وإنكار بأنّك فقدت السيطرة على نفسك فيما يخصّه وإنكار بأنّ هذا النشاط أدّى لنتائج سلبية في حياتك وهوما يمنعك من تصحيح مشكلة الإدمان لعدم اعترافك بوجودها.

هذا كان الجزء الأول من المقال لمتابعة المقال " إقرأ المقال التالي "🌸🌸