لنتعرف معاً على أشهر الفلاسفة - الجزء الثاني - سليمان أبو طافش
لنتعرف معاً على أشهر الفلاسفة تصميم الصورة رزان الحموي |
استكمالاً لما بدأناه في حديثنا عن الفلاسفة نكمل ...
بين المشرق والمغرب:
إذا ابتعدنا قليلاً نحو الشرق يتنصب أمامنا فيلسوفٌ ومفكرٌ مبدعٌ يُعتبر من أهم |الفلاسفة| الشرقيين وقد جاء بأفكارٍ جديدةٍ تماماً على مجتمعه رغم أنها تشبه كثيراً أفكار| الإغريق |الذين لم يتصل بهم ولم يعرف عنهم شيئاً مطلقاً.
بحث كونفوشيوس وكتب كثيراً في الأخلاق والسياسة فقد آمن بأن السلطة الجيدة تأتي من الأخلاق ولا يمكن لأية سلطةٍ تقوم على الرشوة والابتزاز وعلى أي شكلٍ من أشكال الفساد أن تكون جيدةً حتى لو فرضت سيطرتها لفترةٍ طويلةٍ من الزمن.
كما اعتقد كونفوشيوس بضرورة وجود حاكمٍ قويٍ شريطة ألّا تكون صلاحياته مطلقة بل يجب أن يكون حكمه مقيدًا بشكلٍ أو بآخر.
و صاغ قاعدته الذهبية الخاصة وكانت هي نفسها القاعدة الذهبية التي أتى بها الإغريق من قبله والمسيح من بعده.
ولعل ذلك ما دفع بعض أتباعه إلى الاعتقاد بأنه نبيٌ وبأن أفكاره وحيٌ من الإله.
أما لو ذهبنا غرباً نحو| الأندلس| لوجدنا |ابن رشد| الذي اشتهر كفيلسوفٍ وطبيبٍ وفلكيٍ وقاضيٍ وفقيهٍ وفيزيائي،
وقد رأى بأن| الدين الإسلامي| لا يتعارض مع الفلسفة، ولكن هناك بالتأكيد طرقاً أخرى يمكن من خلالها الوصول إلى نفس الحقيقة،
ويقول بأن الروح منقسمةٌ إلى قسمين اثنين:
الأول شخصيٌ يتعلق بالشخص
والثاني فيه من الإلهية ما فيه.
وبما أن الروح الشخصية قابلة للفناء، فإن كل الناس على مستوى واحدٍ يتقاسمون هذه الروح وروح إلهية مشابهة.
ويدّعي ابن رشد بأن لديه نوعين من معرفة الحقيقة، الأول معرفة الحقيقة استناداً على الدين المعتمد على العقيدة وبالتالي لا يمكن إخضاعها للتمحيص والتدقيق والفهم الشامل،
والمعرفة الثانية للحقيقة هي الفلسفة، والتي ذَكر بأن عدداً من النخبويين الذين يحظون بملكاتٍ فكريةٍ عاليةٍ توعّدوا بحفظها وإجراء دراساتٍ جديدةٍ فلسفية.
قدماء الفلاسفة:
يُعتبر أفلاطون من مؤسسي الفلسفة الغربية ومن أهم رموزها، وقد أسّس ما يسمى بالأكاديمية، والتي كانت أول مدرسةٍ غربيّة للتعليم العالي.
ولعل من أشهر مؤلفاته "|المدينة الفاضلة|" التي تعكس رؤيته بأن الحكم يجب أن يكون بيد حاكمٍ عادل ومتعلّم،
ولكنه كان منتقداً ومعارضًا للديمقراطية التي قتلت معلمه سقراط بحسب ظنه.
كذلك عُرِف أفلاطون بنظرية المثل التي تفصل بين العالم المادي وعالم المثل.
أما الفيلسوف الأشهر عبر التاريخ كله فهو أرسطو وهو تلميذ أفلاطون، ويُعتبر من أهم الفلاسفة وأكثرهم تأثيرًا، إذ كتب في مجالاتٍ كثيرةٍ مثل الفلسفة والموسيقى والمسرح والشعر والسياسة والفيزياء.
وقد اعتقد أرسطو بوجود أربعة أسبابٍ لوجود كل ما هو موجود، هي السبب المادي والسبب الصوري والسبب الفعّال والسبب النهائي،
وقد أُّثرت فلسفته كثيراً بكل من جاء بعده خاصةً في أفكار الفلاسفة الذين كتبوا عن السببية من بَعده بشكلٍ كبير حتى أنّه أصبح رمزاً دينياً لدى بعض الثقافات.
كما يعتبر أرسطو أوّل من رأى الكائنات على شكل مستوياتٍ متفاوتة كدرجات السلّم فقسّمها إلى إحدى عشرة درجةً يتربّع الإنسان على قمتها.
وفي الجانب الأخلاقي رأى أرسطو بأن الإنسان يجب أن يكون صالحًا بأفعاله، فلا يكفي أن تكون إنسانًا صالحًا في نفسك بل يجب أن تقوم بأفعالٍ صالحةٍ كمساعدة الآخرين.
بقمي سليمان أبو طافش