ما هي تنبؤات أينشتاين التي جعلته أشهر العلماء؟ - الجزء الثاني - سليمان أبو طافش
استكمالاً لما بدأناه سابقاً نكمل معاً تنبؤات أينشتاين ....
التنبؤ الثاني: الثقوب السوداء:
افترض| أينشتاين |بحسب النسبية العامة، وجود أجسامٍ ذات كتلةٍ وكثافةٍ فائقتين وحجمٍ صغيرٍ نسبياً، ما يجعلها قادرةً على جذب كل شيءٍ بما في ذلك الضوء نفسه، ولذلك فهي غير مرئية، فأسماها| الثقوب السوداء|،
ثم تم دعم وتأييد تنبئه بالكثير من الملاحظات، إلى أن تم تصوير أحد الثقوب السوداء في عام 2019 لتتأكد النبوءة بما لا يقبل الشك، ونعلم اليوم بأن مراكز جميع |المجرات| هي في الحقيقة ثقوبٌ سوداء عملاقة.
التنبؤ الثالث: عدسات الجاذبية:
إذا كانت نظرية النسبية العامة صحيحة، فمن الممكن للأجرام السماوية الكبيرة أن تؤثر على مسار الضوء، فتحرفه،
وعندها سنرى النجوم والمجرات البعيدة في غير مواقعها الصحيحة،
وهذه الظاهرة تسمى عدسة الجاذبية،
لأنها تعمل بشكلٍ مشابهٍ لعمل العدسات المعروفة، وقد تم التأكد من ذلك بالكثير من المشاهدات،
فبعض المجرات التي اعتقدناها متشابهةً لدرجة التطابق (توائم المجرات)، تبين لنا بأنها مجرة واحدة، ولكننا نراها من زاويتين مختلفتين بسبب وجود ثقب أسود بيننا وبينها، يحني شعاع الضوء فيصلنا مرتين من زاويتين مختلفتين،
كذلك أمكن تفسير ظاهرة المجرات الحلقية التي تسمى بحلقات أينشتاين،
كما أمكن اكتشاف الكثير من الكواكب باستخدام ظاهرة عدسات الجاذبية.
التنبؤ الرابع: موجات الجاذبية:
افترض أينشتاين في نظرية النسبية العامة، بأن الأجرام السماوية العملاقة، مثل الثقوب السوداء والنجوم النيوترونية، إذا تصادمت مع معضها، فأنها ستسبب تشوهاتٍ ما في نسيج |الزمكان |على شكلٍ تموجاتٍ أسماها موجات| الجاذبية|،
ولكن هذا الافتراض انتظر مئة عامٍ بعد طرحه ليتم إثباته، عندما تمكّن العلماء من وضع طريقةٍ تسمح برصد تلك الموجات إن كانت موجودة،
وفي عام 2015، أمكن بالفعل رصد موجات الجاذبية الناتجة عن تصادم ثقبين أسودين، حدث في الماضي البعيد على مسافة تفوق المليار سنة ضوئية من الأرض.
التنبؤ الخامس: الطاقة المظلمة:
يقول أينشتاين في نظرية النسبية العامة، بأن الأجرام السماوية ذات الكتل الكبيرة، يجب أن تُحدث تشوهاتٍ في نسيج الزمكان، يدفعها إلى السقوط فوق بعضها البعض،
وبالتالي يجب على الكون أن ينهار على نفسه،
ولكن الحقيقة تقول بأن الكون يتمدد بدل أن ينكمش،
فافترض أينشتاين وجود طاقةٍ تمنع انكماش الكون وتدفعه إلى التمدد، وبما انها طاقةٌ لم يتم رصدها فهي طاقةٌ مظلمة، لا يصدر عنها أي أثر مثل الضوء والأشعة الأخرى،
ومع أن المجتمع العلمي المعاصر لآينشتاين رفض تلك الفكرة، واعتبرها ضربٌ من الخيال، فقد تم في عام 1998 رصد تلك |الطاقة المظلمة|، وتأكدت نبوءة أينشتاين مجدداً.
التنبؤ السادس: الانزياح نحو اللون الأحمر:
تنبأ أينشتاين بأن الضوء القادم من مصدر ضوئي يبتعد عنا سينزاح نحو| اللون الأحمر|، لأن موجاته تصبح أطول،
وقد تأكد ذلك فيما بعد، وبناءً عليه ظهرت نظرية تمدد الكون، التي قادت إلى نظرية| الانفجار العظيم |في تفسير |نشأة الكون|،
فبما أن أضواء جميع المجرات تنزاح نحو الأحمر، فهذا يعني بأنها جميعاً تبعد عنا،
فالكون يتمدد،
ولو سرنا في الزمن إلى الوراء، لوجدنا بأن الكون قبل مليارات السنين، كان متمركزاً في نقطةٍ واحدةٍ متناهية الصغر والكثافة والطاقة، انفجرت وتبعثرت أجزاؤها في كل الاتجاهات منتجةً كوننا الحالي.
إذا اعجبتك تنبؤات أينشتاين، شارك المقال.
بقلمي سليمان أبو طافش