من هي دورثي أم بيتري؟؟ - الجزء الثالث - أمل الخضر
من هي دورثي أم بيتري؟؟ تصميم الصورة ريم أبو فخر |
توقفنا في الجزء الثاني عندما أقدمت بيتري أو دورثي في حياتها السابقة على الانتحار خشية الفضيحة بعد إطلاعها على هذه المعلومات من قبل حورع فأدركت دورثي بعد هذا الحلم أن ما يحدث معها يسمي "التقمص"’
وفي عامها الـ35
انفصلت عن زوجها لأنه قرر الانتقال للعيش في العراق وهي رفضت كلياً مغادرة منزلها "مصر" كما أسمته بعد عناء الوصول إليه.
من بعدها بدأت دورثي العمل مع فريق من| العلماء| الذين أظهروا لها قدرٌ كبيرٌ من الحب والاحترام, كونها تمتلك معرفة كبيرة وواسعة للحياة المصرية القديمة بأدق تفاصيلها وشخص يحب الخير كثيراً ويقدم يد العون للجميع.
وأظهرت براعة كبيرة في| الطب الشعبي| القديم حيث شُفي من وصفاتها الكثيرون من محيطها والأخرون أيضاُ.
وفيما بعد أصبحت تعبد الأوثان المصرية القديمة
ولكنها أظهرت احترام كبير للأديان الأخرى كالمسيحية والأسلام مما أعطاها شعبية كبيرة.
وتمت مشاهدتها كثيراً في الليل أمام| الأهرامات| تقدم الصلوات والقرابين وخصوصاً أمام الهرم الأكبر.
وفي ضمن نطاق عملها الذي كانت تتولى فيه منصب أمينة للسر ومساعدة للعلماء قٌدم لها عرضِ عمل, الأول براتبٍ كبير ومقر العمل سيكون في القاهرة والآخر براتب قليل جداً ولكنه في منطقة أبيدوس,
فما كان الجواب إلا أبيدوس منزلها القديم في حياتها السابقة.
إنها المرة الأولى التي أشعر بها في السلام النفسي .....
هذه كانت كلمات دورثي عندما وصلت إلى موطنها, ولذلك فإن وجهة كانت قد قصدتها فور وصولها هي| المعبد |القديم وقد كانت تكملك معرفةً كاملة بأصغر التفاصيل التي تخصه.
وكان جزء من عملها هناك عندما طلب منها المفتش العام أن تتعرف على الصور الجدارية الكبرى المختفية التي لم يتم الكشف عن أي شيء يخصها في ذاك الوقت والغموض يحيط بها,
فقامت برسم وتحديد مكانهم بشكل مفصل كأنها تراها بأُم عينها مما أوقع جميع المتواجدين بذهول كبير,
كنت قد ذكرت سابقاً الحديقة التي تسائلت دورثي في صغرها عن السبب الكامن وراء اختفاءها.
قالت دورثي أن المعبد الكبير له حديقة كانت مكان لقاءها الأول مع الملك سيتي.
أقدمت دورثي على تقديم رسم تفصيلي لمكان هذه الحديقة رغم فشل الحفريات في اكتشافها سابقاً.
أكملت دورثي "أم سيتي" حياتها بشكلٍ طبيعي وبقي عملها مع فريق مختصِ الآثار من أولوياتها.
في عامها الـ 64 كان وقت التقاعد قد حان,
ونتيجةً لذلك تم نقلها إلى |القاهرة |لإيجاد عمل جزئي لها.
لكن دورثي لم تنتظر شمس يومها الأول في القاهرة أن تغرب حتى عادت بأمتعتها إلى أبيدوس مكان إستئناس وطمئنية روحها.
وسعت إلى الحصول على إستثناء لها لمتابعة عملها مع المختصين, وبقيت تتابع عملها كمرشدة سياحية حول المكتب وتعطيهم تفاصيل دقيقة عنه وعن سكانه ومن عاشوا فيه سابقاً وكيف كانوا قد عاشوا.
وبما أن أم سيتي تتبع القوانين المصرية القديمة فقد كانت تجهز نفسها لإستقبال الموت حتى تلتقى بأحبتها في الحياة الثانية,
فقامت ببناء قبر خاص بها تحت الأرض رسمت على جدرانه باب كبير وخفرت عليه صلاة فرعونية قديمة لتسهل بها موتها وسفرها مثل أجدادها.
ربما ستتسألون لماذا قامت ببناء هذا القبر؟؟ دورثي كانت تعلم أنها لن تدفن في مقابر الأديان الأخرى كونها كانت وثنية في ديانتها.
توفت دورثي في الواحد والعشرين من شهر آذار,
كانت هذه الإمرأة قد عاشت حياةً غريبة منذ ولادتها حتى مماتها.
إن القبر الذي جهزته دورثي لم يكن مكان دفنها للأسف بسبب عدم تحنيطها كما حظي أسلافها فبهذا الحال ستتعفن جثتها في قبرها وكان هذا سبب اعتراض الحكومة المصرية آنذاك,
انتهت الانجازات الحافلة التي قدمتها هذه الكاهنة المصرية البريطانية في مجال |الآثار |كما شهد بهذا الكثير من العلماء الذين عاصروها بذلك.
ما حدث معها وضع| علماء النفس| والأطباء في تساؤلات كبيرة عن صحة إدعاءاتها فمنهم من نفى ما قالته ومنهم أكد صحة كلامها.
من أبرز الذين وقفوا مع صحة إدعاءاتها "هاني الزيني", الذي التقى بها سابقاً في أبيدوس وكان الوحيد الذي أخبرته بأحلامها وما يحدث معها بالتفصيل.
بينما كثيرٌمن المختصين قالوا أن كل ما حدث لها هو هوس اضطرابي اصابها نتيجة وقوعها في طفولتها وتأزمت حالتها بسبب انتشار الأدب المصري القديم مما أدخلها في دوامة تصورات أنها تعيش حياة سابقة لكنها كلها من محض خيالها.
بقلمي أمل الخضر